جاري التحميل

نقولا نقاش

الأعلام

نقولا نقاش([1])

(1825 ـ 1894م)

مولده ونشأته:  هو نقولا بن إلياس بن ميخائيل نقاش، ولد في بيروت في أوائل سنة 1825م، وتلقى مبادئ اللغتين العربية والسريانية وقسطاً من الفنون الحسابية، ثم انكب على مطالعة اللغة الإيطالية فأتقنها، وأخذ يتخرج على شقيقه مارون نقاش، فأخذ عنه مبادئ اللغة التركية، وطريقة مسك الدفاتر على النسق الغربي، ولما كان أخوه مارون أزمع في ذلك الحين على السفر إلى أوروبا خلفه في كتابة جمارك بيروت وملحقاتها، وبقي على هذه الخطة سبع سنوات طلب بأثنائها العلوم العربية بفروعها، فصار ينشئ المقالات وينظم القصائد، وانعكف على مطالعة كتب اللغة التركية بدون أستاذ حتى برع فيها فصار كاتباً بارعاً وشاعراً مجيداً، ولما أنشأ شقيقه مارون المرسح العربي، وألف بالعربية أول رواية؛ أخذته الحمية فألف عدة روايات بالعربية أودعها الحكم والفوائد والآداب والأخلاق.

خدماته: استخدمه كامل باشا متصرف بيروت بمعيته، ثم انتخب عضواً لمجلس الإدارة، وأخذ العلوم الشرعية و(علم الفرائض) عن العلامة الشيخ يوسف الأسير، ومن سنة 1869م حتى سنة 1876م كان عضواً لمجلس إدارة ولاية سورية في دمشق، وبأثناء ذلك ترجم وطبع كتاب (قانون الأراضي)، وفي سنة 1877م كان نائباً عن ولاية سورية في مجلس النواب العثماني، وفي سنة 1880م أنشأ جردية (المصباح) وعاشت ثمانية وعشرين عاماً، وتولى تحرير مجلة (النجاح) التي أصدرها القس لويس صابونجي السرياني ويوسف الشلفون، وفي سنة 1889م نُصب عضواً دائماً لمحكمة بيروت التجارية ثم استقال منها، وتعاطى المحاماة حتى آخر حياته، ونال أوسمة كثيرة.

مؤلفاته: ألف روايات كثيرة، وهي: 1 ـ الشيخ الجاهل2 ـ الوصي 3 ـ ربيعة 4 ـقانون الأراضي 5 ـ قانون الجزاء 6 ـ قانون أصول المحاكمات الجزائية 7 ـ قانون أصول المحاكمات الحقوقية 8 ـ قانون التجارة 9 ـ شرح قانون التجارة 10 ـ ذيل قانون التجارة 11 ـ قانون الأبنية 12 ـ قانون تشكيلات المحاكم 13 ـ كتاب تكريمالقديسين.

شعره: كان شاعراً بليغاً، تطرق في منظوماته للحكم والرثاء والمديح والأخلاق والغزل، ومن قوله في الغزل:

لما يا ورد لم يذبلك شوق

لروضك قال دعني يا حسودي

ألم ترني وروض الصدغ ظلي

فعشت بجيرتي ورد الخدود

ويرى فتك الأجفان أمضى من السيوف، فقال:

تخاصم السيف والأجفان أيهما

أمضى وأفتك في قلب الصناديد

واشتد بالخود والأبطال غيظهما

فمجلس الحسن أعطى الحق للخود

ووصف عصابة منديل لإحدى السيدات فقال:

هذي عصابة ذات الحسن قد لمعت

في ليلة الوصل أم ترصيع إكليل

كلا ولكنما واشي الصباح بدا

من الجبين فأخفته بمنديل

وفي مناجاة حبيبته قال وقد أبدع:

هذا الصباح بدا أم ذا محياك

وذاك برق أم افترت ثناياك

أم الغزالة من بين الغصون بدت

أم وجه هند بدا من خلف شباك

مصونة عن خيال الوهم قد حجبت

كأن إدراكها من فوق إدراكي

أيا رعى الله وقتاً بالربوع مضى

ولم يرق لي به إلاك إلاك

فكم بت أرعي البدر عن شغف

كأن في البدر نوراً من محياك

وكم سعدت دجى إذ كنت غافلة

ولم يكن غير عين الله ترعاك

نزهت طرفي في روض الجمال كما

سجت من بديع الحسن أغناك

معانقاً يدك اليسرى ومتشحا

برد العفاف الذي حاكته يمناك

فلم أمد لمنديل الجبين يدا

إذ خفت إشراق صبح منه هتاك

يا أمة العرب هلا تنقذون فتى

همت على قتله أجفان أتراك

وفاته: وافاه الأجل في اليوم الرابع من شهر كانون الأول سنة 1894م، ودفن في المقبرة المارونية في بيروت.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/327 ـ 328).

الأعلام