نوري بن عمر الملاح([1])
الفنان الألمعي المشهور المرحوم نوري بن الشيخ عمر الملاح

ولد الفنان المرحوم نوري بن الشيخ عمر الملاح بحي البياضة بحلب سنة 1882م، وأسرة الملاح مشهورة بقدمها ومجدها بحلب، وكان والده كفيف البصر وحافظاً للقرآن يتناول راتباً من دائرة الأوقاف، وفي سنة 1319ﻫ فتحت الحكومة مدرسة الصنايع بحلب، فكان المترجم والفنان الأستاذ عبد الوهاب سيفي الحلبي من طلابها، وفي سنة 1323ﻫ أخذ الشهادة وتعلق بالفن الموسيقي والعزف على آلة العود حتى أصبح عازفاً قويًّا من الطراز الأول، فكان رحمه الله إذا وجد مع أبناء الفن ابتدأ بالتقسيم الصامت على آلة العود، فلا يجرؤ أي فنان على مجاراته أو مباراته، ويضرب المثل بروعة تلاعبه في قلب ريشته على العود.

أخذ علم النوطة عن الفنان المشهور المرحوم الشيخ علي الدرويش الحلبي، وفاق بذكائه ومرانه أقرانه من الفنانين، ولما ذاع صيته الفني سافر إلى المحمرة وظل عند الأمير خزعل اثنتي عشرة سنة، واشتهر أمره هناك، ثم عاد إلى حلب واشتغل مع الشيخ علي الدرويش ومحمد طيفور بمسرح الفنان المرحوم عبد الرحمن المصري، وخلال هذه الفترة تزوج فأنجب ولده (عمر)، فسار على خطى والده بالتعلق بالفن والعزف على آلتي العود والكمان في مسارح حلب.

كان رحمه الله أشقر اللون، ذا وجه جميل، مليء بالصحة، وهبه الله قوة اللسان كما وهبه قوة العزف والفن ومزية الكرم، فكان يهوى الراح والمرح ويخضع للفتنة والجمال كما يخضع عشاق الطرب لفنونه.

وفاته: وكان في نشوة من الطرب والحبور انقلبت بطرفة عين إلى حزن وشجون، فقد صعد إلى غرفته فوقع من أعلى الدرج فقضى نحبه رحمه الله في سنة 1924م، وقام بواجب دفنه الفنان الشهم النبيل السيد محمد النصار الحلبي، ودفن في تربة الجميلية بحلب وأعقب عمر، وهو يشتغل الآن في مسارح حلب على آلتي العود والكمان.

*  *  *