الأستاذ واصف البارودي
(1897م)

مولده ونشأته: هو العالم العامل، المربي الكبير والكامل الصفات بمواهبه وأخلاقه الفاضلة، ولد في مدينة طرابلس سنة 1897م، وهو ابن المرحوم الحاج علي بن محمد البارودي، وقد عني والده بتربيته، فنشأ في بيئة عربية على أساس متين من الخلق والدين، وكان لبيئته الفاضلة أبلغ الأثر في مراحل حياته، فتمثلت في أعراقه أروع معاني الحب لقوميته العربية.

تلقى دراسته في مدارس بلده، ثم تخرج من جامعة سان كارد في فرنسة، وأتقن اللغتين العربية والفرنسية، وقام برحلات في البلاد العربية وأوروبا لدراسات تتعلق بالثقافة والتربية.

فـي خدمـة العلـم: وتهافتت عليـه إدارات المـدارس واختارتـه للتدريس والاستفادة من مواهبه العلمية والأدبية، وهو المربي الكبير والمرشد المخلص الذي حفظ له النشء المثقف الذكر الجميل؛ لما كان يبثه فيه من خلق قويم ووطنية مثلى، والدعوة إلى روح الحق بمعناها الحقيقي، وأكثر الذين تخرجوا عليه اقتدوا بمزاياه النبيلة السامية، وهو يرى في اقتباس العلوم وسيلة لرفع مستوى الأمة الاجتماعي والخلاص مما تدنت إليه في فترات الضغط والتخاذل.

ومن أبرز خدماته العلمية المساهمة بجهود مضنية في سبيل تشييد صروح دار الكتب اللبنانية في بيروت، وتعزيزها بالمؤلفات العلمية المفيدة، والمجتمع الثقافي يعرف لرجاله العاملين أقدارهم، ويحفظ لهم جميل أعمالهم، وهو الآن الأمين الأول لدار الكتب اللبنانية.

مؤلفاتـه: ألـف بعض الكتب المدرسـية بالاشـتراك مـع آخريـن، وهـي: 1 ـ الطريقة الجديدة 2 ـ القراءة المصورة 3 ـالأخلاق بالقصص 4 ـ الأشياء بالمحادثة 5 ـ الأدب العربي في آثار أعلامه، في ثلاثة أجزاء بالاشتراك مع الأستاذين فؤاد أفرام رئيس الجامعة اللبنانية وخليل تقي الدين.

وله مؤلفات اجتماعية وتربوية، ومقالات ومحاضرات حية كثيرة في مواضيع شتى أودعها قلبه، فحرك القلوب السادرة والعقول الجامدة بمعانيها البليغة.

أما شعوره العلمي والأدبي فهو في الذروة بين العلماء والأدباء، وهو في المواضيع الأخلاقية والاجتماعية والأدبية يقرع الحجة بالحجة، ومواقفه الخطابية تدل على سمو مواهبه وأخلاقه ووطنيته، يعتبر من أركان النهضة الحديثة، وعليم بالشؤون القومية العربية، وأعظم داعية إلى خيرها وعزها ومجدها.

اقترن سنة 1921م وصاهر العلامة الجهبذ المرحوم محمد الحسيني، وأخذ عنه أفضل السجايا المحمدية، وأنجب ثلاثة أنجال، عصام وهو قاض، وهشام وهو دكتور في الطب، وسام وهو اختصاصي في الميكانيك.

*  *  *