جاري التحميل

وجيه هنود

الأعلام

وجيه هنود([1])

ولد بحي الحميدية في حمص سنة 1910م، ودرس في المدارس الأرثوذكسية، وفي سنة 1923م وصل إلى البرازيل والتحق بشقيقه السيد إليان وتعاطيا التجارة في البر البرازيلي، ثم عادا وأقاما في سان باولو.

وفي سنة 1936م تزوج من الآنسة الأديبة ماريا بنت رزق الله السيذوق وأنجب أربعـة أولاد، وهـم ماريـو وعمـره ثمانيـة عشـر سـنة، وقد أخذ شهادة البكالوريا، ومسك دفاتر الحساب في المحلات التجارية الكبرى في سان باولو، وماريزا، ومارلي، وماورو.

أعمالهم التجارية: لقد توفق الشقيقان الفاضلان بأعمالهما التجارية وتوصلا إلى الثراء والسعادة في الحياة بمواهبهما وعصاميتهما الفذة وجلدهما على العمل وما تحليا به من صدق وأمانة ونيات صافية، وهما يملكان محلًّا كبيراً لبيع الحرير وآخر لبيع الحرير بالجملة والمفرق، ومعملاً واسعاً للنسيج في (سانتا برانكا) وفيه (220) نولاً على الطراز الحديث ينتج أطيب أنواع المنسوجات الحريرية.

ويملكان مـن فضـل الله عمـارة مؤلفـة من (25) طابقاً تستثمر المحلات والسكن، وهي واقعة في أجمل بقعة بمدينة سان باولو، وقام بوضع مصورها أمهر المهندسين.

وقد تلطف الأخوان فدعياني لزيارة المعمل والبناية، وشاهدت من النظام والترتيب والإتقان في العمل ما يدعو إلى الفخر والإعجاب، وسعدت بحفاوة هذين الشقيقين الكريمتين، فقد خصهما الله بأفضل الخصال تنبثق من محياهما بشاشة وابتسامة أصيلة لو انطلقت سهامها على من اتسمت وجهوهم بطابع القساوة لانفرج عبوسهم ودانو لمذهبهم، وهم من ألطف العناصر رقة وانسجاماً مع البشر وأكرمهم يداً في مؤازرة المشاريع الإنسانية.

وهم ليسوا كغيرهم ممن قطعوا كل صلة بالوطن، بل لهم مكانة مرموقة في حمص، يتحسسون شعوراً نبيلاً نحو وطنهم الأول، وقد غرسوا حب الوطن في نفوس أبنائهم، فلم يزدهم الثراء المادي إلا حبًّا وتمسكاً بعنصريتهم وقوميتهم، وقد تحدثت في حمص إثر عودتي من البرازيل عن سجايا هذين الأخوين النبيلين، فلم أسمع إلا الإطراء بشمائلهم العبقة، وقد زاروا حمص فتركوا أحسن الأثر، وكانوا بمكارمهم خير قدوة للمغتربين.

*  *  *

 



([1])  (أ) (1/158).

الأعلام