جاري التحميل

وردة اليازجي

الأعلام

وردة اليازجي([1])
(1838 ـ 1924م)

مولدها ونشأتها: هي وردة بنت الشاعر العبقري المرحوم ناصيف اليازجي، ولدت في قرية كفر شيما سنة 1838م في عهد اجتياح إبراهيم باشا المصري لسوريا ولبنان، وتلقت دراستها في المدرسة الأمريكية ببيروت، وقد كانت أحدثتبعد انتهاء احتلال الجيش المصري للبنان. وأخذت الفرنسية بدروس خاصة، وتفرس والدها بذكائها فعني بتثقيفها وتلقينها أصول اللغة العربية.

ثم اشتغلت مدرّسة في إحدى المدارس، وبدأت مواهبها تتجلى في الشعر.

زواجها: وفي التاسعة والعشرين من عمرها تزوجت الشاعرة المترجمة، ولم يحل زوجها بينها وبين نظم القوافي، فطبعت ديوانها بعد سنة من زواجها، كما وأنها رغم ما بلغته من شهرة ونجاح في ميدان الأدب لم تتخل عن أسرتها، فكانت تعطف على إخوتها الصغار وتهتم بأمرهم.

شعرها: كانت على جانب عظيم من ذكاء القريحة، فقد نظمت الشعر في عامها الثالث عشر، وبدأت تراسل به أباها حين يغيب، وكانت ترد على رسائل أصدقائه الشعرية، فقد ردت على أحدهم فقالت:

أهلاً بخود إلينا أقبلت سحرا

تزهو كبدر الدجى تحت الظلام سرى

أرى عليها لآلى النظم زاهرة

من بحر علم يروق السمع والبصرا

جاءت من البحر فوق البحر زائرة

فليس نعجب أن أهدت لنا دررا

وتمكنت عرى المودة بينها وبين الشاعرة الحلبية التي تحمل اسم (وردة الترك)، فبعثت إليها بقصيدة تستهلها بقولها النبيل:

ياوردة الترك إني وردة العرب

وتجيب على رسالة الشاعرة المصرية المرحومة (عائشة التيمورية) قائلة:

يا نسمة من أرض وادي النيل

وردت فأطفت بالسلام غليلي

نفحت بلبنان فصاح أريجه

سحراً بأشهى من نسيم أصيل

وهي بالرغم من أنها سايرت عصرها وحاولت التطور به، فقد بثَّت إحساس الاعتزاز بالأنوثة بشعرها، ودعت إلى مكارم الأخلاق، فتراها تخاطب إحدى الأميرات مادحة إياها قائلة:

خود بدت تحت اللثام ومجدها

قد لاح بين الناس غير ملئم

وكتبت إلى إحدى صديقاتها بما يعبر عن لواعج قلبها الفياض بشعور الحب تقول:

الشوق زاد على البعاد تحسرا

والنوم صار على الجفون محرما

فمتى أفوز من الحبيب بنظرة

وتقر عيني بعدما قطرت دما

أواخر حياتها: لقد أنجبت عديداً من الأبناء، مات بعضهم وعاش آخرون، ولما توفي زوجها كانت في الخمسين من عمرها، فانتقلت إلى الإسكندرية حيث أقامت مع ولدها الدكتور سليم شمعون.

وفاتها: وافاها الأجل في مطلع عامها السابع والثمانين في مصر عام 1924 م، رحم الله هذه الوردة التي أنبتها الشرق فكانت وردة فاح عبيرها في سمائه.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/524 ـ 525).

الأعلام