جاري التحميل

يوسف أسعد داغر

الأعلام

يوسف أسعد داغر([1])
(1898م)

مولده ونشأته: هو الأستاذ يوسف بن الشيخ أسعد بن خليل داغر، وأمه حنة بنت يوسف داغر، بزغ نجم هذا الأديب العبقري في قرية مجدلونا من أعمال مديرية إقليم الخروب (لبنان) يوم 12 تموز 1898م، وأسرة داغر من الأسر اللبنانية العريقة بقدمها ومجدها التليد.

تلقى دروسه في قرية مجدلونا، وأخذ أوليات اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، ثم أرسل إلى مدرسة الصلاحية في القدس حيث أتمّ دروسه الثانوية والعالية، وأتقن اللغات العربية والفرنسية واليونانية واللاتينية، ودرس الفلسفة واللاهوت، وكان ذلك قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها، وقد غادر المدرسة المذكورة في 23 نيسان سنة 1923م راجعاً إلى لبنان.

في خدمة التعليم: قضى الفترة المتراوحة بين 1923 ـ 1929م أستاذاً للتاريخ والأدب الفرنسي في المدرسة الأسقفية في صيدا ودير القمر في الكلية الوطنية في الشويفات.

دراسته الجامعية:  وفي عام 1929م أوفد في بعثة علمية إلى فرنسا إثر نجاحه في فحص اجتازه بتفوق، ودخل جامعة السوربون للتخصص بعلم المكاتب وفن تنظيمها الحديث في معهد (الشارت)، وهو من المعاهد المشهورة في العالم ونال دبلوم التخصص العالي بفن المكتبات الحديث، ثم دخل المكتبة الوطنية في باريس وتمرن فيها في فن المكتبات عمليًّا في جميع المصالح الفنية التي تقتضيها إدارة المكتبات الفنية.

عودته إلى بيروت: وفي أواخر عام 1931م عاد إلى بيروت وعين أميناً مساعداً لدار الكتب اللبنانية يعمل على تنظيمها في ظروف وأحوال مشبعة بالرجعية، وضمن إطار من التشريع الجامد الذي كان يحول دون الانطلاق نحو التطور المبدع الخلّاق.

في مكتبة الجامعة اللبنانية: ولما أنشئت الجامعة اللبنانية عام 1951م انتدبته وزارة المعارف اللبنانية لإنشاء مكتبة الجامعة وتنظيمها على أسس علمية وطيدة، وبقي في خدمة الحكومة اللبنانية إلى أن استقال منها عام 1953م ليتفرغ للعمل الحر، ثم التحق بالجامعة الأمريكية معاوناً لأمين المكتبة وعمل فيها سنة كاملة، وبعدها التحق بالسفارة الأمريكية في بيروت يعمل في قسم الصحافة.

رحلاته في سبيل العلم: دعي من قبل منظمة الأونيسكو لحضور مؤتمر دولي ضم مشاهير علماء (البيليوغرافيا) وخبرائها، وقد عقد في لندن في نيسان 1951م، ثم دعي إلى المجلس الثقافي البريطاني لزيارة إنكلترا ومكتباتها الكبرى والمنظمات الثقافية الكبرى فيها وأهم الجامعات في لندن وأكسفورد وكمبريدج وأدنبرة وغيرها، وفي عام 1952م دعي من وزارة الخارجية الأمريكية ومكتبة الكونغرس في واشنطن لزيارة أمريكا والإشراف على تنظيم القسم العربي في تلك المكتبة التي تعد أكبر مكتبة في العالم، إذ يزيد عدد ما فيها من الكتب على عشرة ملايين مجلد، وقد مكث في أمريكا سبعة أشهر، زار خلالها كثيراً من مكتباتها الكبرى بين جامعية ووطنية وشعبية.

ودعي من وزارة المعارف في المكسيك لزيارتها وتوطيد الروابط الثقافية بين المكسيك ولبنان وفقاً للاتفاق المعقود بين البلدين، وبقي في المكسيك مدة شهرين تفقّد مكتباتها الكبرى، وحاضر في كثير من النوادي والجمعيات التابعة للجاليات اللبنانية السورية، وقد تمكن بسعيه المتصل من الحصول على ألوف منالمجلدات بلغات شتى، تبرع بها هدية لدار الكتب اللبنانية ولمكتبة الجامعة اللبنانية في بيروت، وسبق أن أهداها ثلاثة آلاف مجلد حصل عليها خلال زيارته لإنكلترة، وهذا ما يدل على إخلاص المترجم وتجرده وحبه لنشر الثقافة، وأن يهيئ للنشء الطالع غذاء روحيًّا وثقافيًّا يتاح لهم أخذه خلال ارتيادهم لدور الكتب اللبنانية.

المؤتمرات العلمية الني انتدب لحضورها: انتدب إلى مؤتمر الأونيسكو العام الثالث المنعقد في بيروت عام 1948م، ولمؤتمر الأونيسكو العام المعقود في باريس عام 1951م، وإلى مؤتمر أمناء المكاتب الإنكليزية المعقود في مدينة أدنبرة في حزيران 1951م، ولمؤتمر المكتبات العام الذي عقدته جمعية أمناء المكتبات الأمريكية في نيويورك بشهر تموز سنة 1952م، والذي حضره أكثر من خمسة آلافعضو، ولمؤتمر المكتبات العام في المكسيك المعقود في تشرين الثاني 1952م ودعي لمؤتمرات المستشرقين العام المعقود في مدريد عام 1935م، ومؤتمر المستشرقين الإيطاليين.

شهاداته العلمية: يحمل البكالوريا الرسمية، وديبلوم التخصص من معهد تخريج المكتبات العالي في باريس، وليسانس في التاريخ من باريس، وهو عنصر في اللجنة الوطنية اللبنانية للأونيسكو، وفي جمعية أمناء المكتبات في فرنسا وإنكلترا وأمريكا، وعضو الجمعية الآسيوية الأمريكية في نيوهافن، وفي جمعية أهل القلم في لبنان.

مؤلفاته: 1 ـ أخرج (350) مصدراً في دراسة أبي العلاء المعري، 2 ـ الأدب المقارن، القصة الروسية في الأدب العربي الحديث، 3 ـ بولونيا بين الماضي والحاضر (ترجمـة)، 4 ـ الدعاوى والنشـر على ضوء علم النفس وعلم الاجتماع الحديثين، 5 ـ فهارس المكتبة العربية في الخافقين، 6 ـ المكتبات العامة وأثرها في تكون الثقافة، 7 ـ أنهلي، وهي رواية رمزية شعرية جول سلوفتسكي، 8 ـ مصادر الدراسة الأدبية الجزء الأول من العصر الجاهلي إلى عصر النهضة، 9 ـالجزء الثاني الفكر العربي الحديث في سير أعلام القسم الأول (الراحلون)، 10 ـ خواطر المؤتمر الأمريكي للثقافة الإسلامية وعلاقتها بالعالم اليوم، 11 ـ حول المهاجرة في لبنان مصادر ومراجع، 12 ـ العذراء مريم في المكتبة العربية.

وله نحو 150 مقالاً علميًّا في موضوعات علمية وأدبية وتاريخية وفنية ظهرت في كثير من المجلات العربية في الشرق العربي كالعرفان والأديب والرسالة المخلصية والمسرة والحكمة ومجلة المكتبات وغير ذلك.

وبين المؤلفات التي يعمل على إصدارها الجزء الثالث من مصادر الدراسة الأدبية والرابع والخامس وأصول المسرح العربي وتاريخه.

ويعتبر المترجم من نوابغ الأدباء والمؤلفين الذين بذلوا جهداً كبيراً في سبيل نشر الثقافة وإخراج مؤلفات قيمة، وقد مثّل القومية العربية في المؤتمرات العالمية التي حضرها أفضل تمثيل بثقافته العالية ولباقته.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/408 ـ 409).

الأعلام