يوسف الداده
يوسف الداده([1])
(1823 ـ 1897م)
هو المرحوم يوسف الداده بن حسن بن عمر داده البيرامي، نسبته إلى التكية البيرامية، كان في حلبة الأدب من السابقين، وفي صوغ عقود النظم والنثر من المجيدين.
ولد في حلب سنة 1823م، تلقى العلوم الدينية والأدبية على أعلام حلب، ورحل إلى مصر والشام وبقي هناك مدة، ولقي من بهما من الفضلاء، وأخذ في نظم الشعر إلى أن برز فيه، وصار من الشعراء المجيدين في جودة القريحة وسرعة الخاطر، وجمع شعره ونثره في مجلد ضخم، وهو محفوظ لدى الشيخ يوسف الجمالي شيخ التكية البرامية، وخمس البردة البوصيرية، قال في مطلعها:
ما بال وجدك نام غير منصرم | تساير النجم أنى سار في الظلم |
يا ساهر الليل حتى الصبح لم تنم | أمن تذكر جيران بذي سلم |
مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم | |
غنت حمامات نجد غير سالمة | بما تجن وأنت غير راحمة |
أم فاح نشر ورود طي قادمة | أم هبت الريح من تلقاء كاظمة |
وأومض البرق في الظلماء من إضم |
وله معارضاً قصيدة أبي الطيب المتنبي التي مطلعها (بأبي الشموس الجانحات غواربا):
بأبي الغصون المائسات عواطفا | اللابسات من الجمال مطارفا |
الناظمات من النجوم قلائدا | والمبرزات من الصباح سوالفا |
الفاتنات محاسناً والبارقا | ت مباسماً واللينات معاطفا |
الصائلات على الأسود الحاميا | ت عن النهود المانعات مراشفاً |
المرسلات على الهضاب أساورا | والمشهرات على الخدود مراهفا |
الآخذات على القلوب مواثقا | والمبديات إلى العيون طرائفا |
المخلفات وعودهن الناقضا | ت عهودهن الناكصات خوالفا |
أسبلن ليلات ولحن كواكبا | ونفرن غزلاناً وملن وصائفا |
عاهدننا أن لا تزال عيوننا | بدم الحشاشة في الخدود ذوارفا |
وتركننا نلقى الهوان مع الهوى | ونمل من شكوى الغرام صحائفا |
وا رحمتا للعاشقين قلوبهم | أبداً تظل من الظباء رواجفا |
وفي سنة 1280ﻫ توجه إلى قرية كفر تخاريم وأقام مدة، وصار ينتقل بين سلقين وقرقينيا، وعمر بيتاً في قلعة حارم، وكان أغلب إقامته فيها، وفي أواخر حياته عاد إلى حلب وبقي فيها سنتين، ثم رجع إلى أرمناز، وتوفي بها سنة 1897م.