يوسف شبلي
يوسف شبلي([1])
الخوري يوسف شبلي أبو سليمان
(1870 ـ 1936م)
أصله ومولده: هو يوسف بن جرجس شبلي أبو سليمان، ولد في قصبة المتن سنة 1870م، ودخـل جامعـة القديس يوسـف في بيروت في سن الخامسة عشرة، درس العربية والفرنسية واللاتينية واليونانية مدة ثماني سنين، ودرس فيها أيضاً تسع سنوات، ومن تلامذته فخامة الشيخ بشارة خليل الخوري رئيس الجمهورية اللبنانية السابق، والمرحوم إميل إده، وجورج أبيض الممثل الشهير، وغيرهم كثيرون.
ودرس أيضاً في مدرسة عينطورة الشهيرة، وقد سيم كاهناً سنة 1910م، وكان في جامعة القديس يوسف مرشداً ومناظراً للبيان.
ولما رأى بلدته المتن بحاجة ماسة إلى تعليم أبنائها عاد إليها وأنشأ فيها مدرسة سماها (المدرسة الوطنية المتينة)، فأقبل عليها الطلاب من جميع أنحاء تلك الجهات، وكان يدير هذه المدرسة ويعلم فيها بغيرة وهمة لا يدانيهما ملل، ويغرس في قلوب تلامذته روح الدين والتقوى، وظل يدير هذه المدرسة إلى وفاته.
شاعريته: كان ناثراً وشاعراً ومؤلفاً ومترجماً، وكاهناً غيوراً فاضلاً محبًّا للسلام، وقد ألف ثلاث روايات: (بدالوتيم ملك صيدون)، و(وديعة الإيمان في ضواحي لبنان)، ورواية السموأل.
وعرّب رواية شعرية عن القديس لويس (غونزاغا)، ونظم شعراً أربعين مزمـوراً مـن مزاميـر داود، وله أيضـاً كتاب (الكوكب الشارق في مريم سلطانة المشارق) للأب (لوريول اليسوعي)، نقله عن الفرنسية إلى العربية، وطبعه سنة 1902م، وقد ترك عدة آثار خطية، من مقالات وروايات وقصائد متفرقة لا تزال جميعها محفوظة عند أبنائه.
ومن قصائده تشطيرة لقصيدة عنترة العبسي، وهي:
حكم سيوفك في رقاب العذل | وإذا دعيت لحرب قوم فانزل |
واركب متون العز عمرك كله | وإذا نزلت بأرض ذل فارحل |
وإذا الجبان نهاك يوم كريهة | عن ذبح عذال بحد الفيصل |
وأراد معك أن تخوض عجاجة | خوفاً عليك من ازدحام الجحفل |
فأعص مقالته ولا تحفل بها | وانقل سلاحاً مثل شمس ينجلي |
واركب جواداً هيكلاً لا ينثني | واقدم إذا حق اللقا في الأول |
واختر لنفسك منزلاً تعلو به | رتباً تريك المجد أعذب منهل |
وابلغ ذرى العليا بعزم صادق | أو مت كريماً تحت ظل القسطل |
إن كنت في عدد العبيد فهمتي | بيضاء ساطعة بليل أليل |
وإذا سبرت الحزم فيّ رأيتني | فوق الثريا والسماك الأعزل |
أو أنكرت فرسان عبس نسبتي | وأبوا علي مكان شهم أمثل |
أو حاولوا أن يسلبوني نعمتي | فسنان رمحي والحسام يقر لي |
وبذابلي ومهندي نلت العلى | وعلوت هامة كل قرم أعذل |
وبهمتي سطعت شموس فضائلي | لا بالقرابة والعديد الأجزل |
ورميت مهري في العجاج فخاضه | يعدو كصخر قد تدحرج من عل |
فجرى ولا جري الرياح بشدة | والنار تقدح من شفار الأنصل |
خاض العجاج محجلاً حتى إذا | دارت به خيل الكماة البسّل |
لعبت به روح الوثوب وبعدما | شهد الوقعية عاد غير محجل |
ولقد نكبت بني حريقة نكبة | من دونها طعن الرماح الذبل |
وأذقتهم رعباً أضاع عقولهم | لما طعنت صميم قلب الأخيل |
وقتلت فارسهم ربيعة عنوة | وأبدت منهم كل قرم فطحل |
أرديت أبطال العشيرة كلها | والهيذبان وجابر بن مهلهل |
لا تسقني ماء الحياة بذلة | فالذل من شأن الجبان الأخطل |
لا تسقني بالذل كأس مدامة | بل فاسقني بالعز كأس الحنظل |
ماء الحياة بذلة كجهنم | عند الشريف الفاتك المستبسل |
بنت الدوالي بالهوان كريهة | وجهنم بالعز أطيب منزل |
وفاته: وافاه الأجل سنة 1936م.
* * *