جاري التحميل

يوسف النبهاني

الأعلام

يوسف النبهاني([1])
الشيخ يوسف النبهاني
(1849 ـ 1932م)

مولده ونشأته: هو العالم القانوني، والشاعر الأديب يوسف بن إسماعيل ابـن يوسف بـن إسماعيل بـن حسن بـن محمـد ناصـر الديـن النبهاني، ولد عام 1849م في قرية (إجزم) من أعمال عكا، وقرأ القرآن الكريم على والده للعالم، وأخذ عنه بعض المتون.

سفره إلى مصر: كان ذكيًّا نجيباً، فأوفده والده وهو في السابعة عشر من عمره إلى مصر لطلب العلم في الجامع الأزهر، فدخله سنة 1866م وأقام فيه نحو سبع سنوات، تلقى فيه العلوم النقلية والعقلية، وفي سنة 1872م عاد إلى وطنه وأقام في عكا يقرأ الدروس على طلابه، ثم تولى نيابة القضاء في قصبة جنين من أعمال نابلس فبقي فيها نحو سنة.

في خدمة الدولة: وفي سنة 1876م توجه إلى الأستانة، وبقي فيها مدة سنتين ونصف، ثم عين قاضياً إلى بلدة كوي سنجق من أعمال ولاية الموصل، ومرّ في ذهابه بولايات حلب وديار بكر والموصل وبغداد وتدمر، وشاهد معالمها الأثرية، وفي سنة 1879م زار مرة أخرى الأستانة أقام فيها مدة سنتين، ثم عين رئيساً لمحكمة الجزاء في مدينة اللاذقية، وأقام فيها خمس سنوات، وتولى رئاسة المحكمة المذكورة في القدس، وبعد سنة عين رئيساً لمحكمة الحقوق في بيروت فجاءها سنة 1887م.

رحلته إلى الحجاز: وفي سنة 1892م قام بأداء فريضة الحج، ونظم الكثير من القصائد النبوية، وكان أينما حل يلقى الحفاوة والإكرام لعلمه وفضله.

مؤلفاته: ألف الكثير من الكتب الدينية، نذكر منها: 1 ـ الأنوار المحمدية 2 ـ الشرف المؤيد لآل محمد 3 ـ وسائل الوصول إلى شمائل الرسول 4 ـ الأحاديث الأربعين 5 ـ سعادة في موازنة بانت سعاد 6 ـ النظم البديع في مولد الشفيع.

شعره: كان شاعراً مجيداً قوي الأسلوب، انحصر أكثر نظمه في مدح الرسول الأعظم ﷺ وآل بيته، ولم يلوث شعره بالهجاء، ولم يمدح لغاية خاصة.

وله قصيدة عارض فيها القصيدة الشهيرة بانت سعاد، فقال:

هواي طيبة لا بيضاء عطبول

ومنيتي عينها الزرقاء لا النيل

عذراء جلت عن التشيب إذ جليت

هامت بها الخلق جيلا بعده جيل

ومنها:

فما سعاد إذا قيست ببهجتها

وكل أمثالها إلا تماثيل

ما كنت أسأل لولاها الركائب عن

سلع ولا كان لي بالجزع مسؤول

ومنها:

واسق الحمى نهلاً من بعده عَلَل

قد كنت أسقيه لولا الدمع معلول

الحمد لله عيني في غنى ولها

كنزان من دمعها الياقوت واللولو

كان تقيًّا زاهداً، اشتهر بالعفة والنزاهة خلال مدة أعماله في القضاء، ومضرب المثل بالجرأة وقوة الإرادة، لا يحيد عن الحق ولا يقبل شفاعة أحد في أحكامه، زانه الله بالحصافة والعزة والهيبة.

وفاته: وفي يوم الأحد الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة 1350ﻫ و31 كانون الثاني 1932م انتقل إلى رحمة ربه في بيروت، ودفن فيها، وأعقب ذرية.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/342).

الأعلام