جاري التحميل

سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر الزنبري

سعيد بنُ داودَ بنِ سعيدِ بنِ أبي زَنْبَرٍ الزَّنْبَريُّ

ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،

فقال :

[اسمه: ] سعيد بنُ داودَ ([1])بنِ سعيدِ بنِ أبي زَنْبَرٍ الزَّنْبَريُّ، أبو عثمانَ المدنيُّ.

سكنَ بغدادَ، وقَدِمَ الرَّيّ([2]).

ضَعَّفهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ([3])، ويحيى بنُ مَعيْنٍ([4])، وغيرهما([5]).

وروى عَنهُ: البخاريُّ في كتابِ «الأَدَبِ» خارج «الجَامعِ»، واستَشهدَ بهِ في «الجامعِ»([6]).

وذَكـرَ أبـو إسماعيـلَ الأنصاريُّ([7]) سعيداً الزَّنْبَريّ، فقال: وكان مدنيًّا من خيارهِم حظيًّا عندَ مالك، خصَّهُ بأشياء من حديثهِ([8]). انتهى.

وقـال أحمـدُ بـنُ عليٍّ الأبَّارُ: سألتُ مُجاهدَ بنَ موسى عن سعيدِ بنِ داودَ الزَّنْبرِيِّ؟ قال: سألتُ عنـه عبدَ اللهِ بنَ نافعٍ الصَّائغ، فقلتُ: يا أبا محمد! زعمَ([9]) أنَّ المهديَّ أمرَ مالكَ بنَ أنسٍ حينَ أخـرج «الموطَّأ» يُصيَّر في صُندوقٍ، حتَّى إذا كان أيَّامَ الموسمِ حَملَ النَّاس عليـه، وأُرسِلَ إلى العراقِ، فقيل لمالكِ بنِ أنسٍ: انظر فإنَّ أهلَ العراقِ سيَجتمعُونَ، فإنْ كـان فيه شيءٌ فأصلحهُ، فقرأهُ على أربعةِ أنفُسٍ أنا فيهم، فقال: كذب سعيدٌ، أنا واللهِ أُجالسُ مالكاً مُنذُ ثلاثِينَ سنةً، أو / [31 ـ ب] خمسـاً وثلاثينَ سنةً بالغـداةِ والعَشِيِّ، وربَّما هجّـرت، مـا رأيتُهُ قرأهُ على إنسانٍ قطُّ([10]).

قـال أبو القاسم عليُّ بنُ الحسنِ بنِ عساكِرَ: إنَّما أَنكرَ ابنُ نافعٍ قوله: إنَّه سَمعَهُ من لفظهِ، فأمَّا حَملُه «الموطَّأ» إلى العراقِ، فلم يَتعرَّض لهُ([11]).

144 ـ أخبرنـا أبو أحمـدَ بنُ بَهَادِرَ بـنِ عبـدِ اللهِ اللَّخْمِيُّ مولاهُـم بقراءتِي عليه، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ محمد العَطَّارُ، أخبرنا عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الواحدِ، أخبرنا زيدُ بـنُ الحسنِ، أخبرنا محمـدُ بنُ عبدِ البَاقِي القاضي، أخبرنا أبو طَالِبٍ محمدُ بنُ عليٍّ الحَربِيُّ إجازةً، أخبرنا عليُّ بنُ عمـرَ الحافظُ قراءةً عليـه ونَحنُ نَسمعُ، حدثنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ، حدثنـا محمدُ بنُ الفَرجِ، قال الحافظُ أَيضاً: وحدثنا عبدُ الباقي ابنُ قَانِعٍ، حدثنا إبراهيمُ بنُ إسحـاقَ الحَربِيُّ، وقـال: حدثنـا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ إبراهيمَ، حدثنا محمدُ بـنُ خالـدٍ الآجُرِّيُّ، قالـوا: أخبرنا سعيدُ بنُ داودَ الزَّنْبَرِيُّ، حدثنـا مالـكٌ، أنَّ نافعـاً حدَّثَـهُ: أنَّ عبدَ اللهِ بـنَ عمرَ رضي الله عنهـما أَخبرَهُ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قـال: «إِنَّ اللهَ عـزَّ وجلَّ يَقْبِـضُ الأرضَ يـومَ القِيامـةِ، ويَطْـوِي السَّمَوات، ويَقُولُ: أَنَا الملِكُ»([12]).

علَّقـهُ البخاريُّ في «الجامعِ» في كتاب التَّوحيدِ، في بابِ قولِهِ تعالى: ﴿ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾[ق: 75] . 

فقال عُقيبَ حديـث عبيدِ اللهِ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما([13])، قال: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَقْبِضُ يَوْمَ القيامةِ الأرْضَ....» الحديث([14]): رواهُ سعيدٌ، عن مالكٍ. لم يَزِد البخاريُّ على ذلك([15]).

145 ـ وقال أبو بكرٍ أحمدُ بنُ موسى بنِ مَرْدُويْه الحافظُ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بنُ الهيثمِ بنِ خالدٍ: حدثنا سعيدٌ الزَّنْبَرِيُّ، حدثنا مالكٌ، عن زيدِ بنِ أَسْلمَ: أنَّه كان إذا جاءَهُ الإنسانُ يَسألهُ، فخلّطَ عليه قال: «اذْهَبْفَتعلَّمْ كَيْفَ تَسْأَلُ([16])، فإذَا تعلَّمتَ فَاسْأَلْ»([17]).

146 ـ أنبأنا الحافـظُ أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ المقدسِيُّ، أخبرتنا زينبُ ابنةُ أحمدَ بنِ عبدِ الرَّحيمِ بقراءتِي عليهـا، أخبرنـا محمـدُ بنُ /[32 ـ أ] عبدِ الكريمِ بنِ السَّيِّدِيِّ كتابةً، أخبرنا مسعُودُ بنُ عليِّ بنِ النَّادرِ سماعاً، أخبرنا إسماعيلُ بنُ أحمدَ بنِ السَّمَرقَندِيِّ، أخبرنا عمرُ بنُ عبيدِ اللهِ بنِ البَقَّالِ، أخبرنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ بشْرَانَ، أخبرنا عثمانُ بنُ أحمدَ بنِ السَّمَّاكِ، أخبرنا حنبلُ بنُ إسحاقَ: حدثنا سعيدُ بنُ داودَ ابنِ أبي زَنْبَرٍ: سمعتُ مالكاً قال لابن وَهْبٍ:

يَا ابـنَ وهْبٍ! اتَّقِ هذَا الإكثَار وهذَا السَّماعَ الَّذي لا يسْتقِـيمُ يُتَحدَّثُ بِهِ؟ قالَ لَهُ: إنَّما أسمعُهُ لأَنْ أعْرِفَهُ، ولَسْتُ أَتَحدَّثُ.

قالَ لهُ: قَلَّ ما سمعَ إنْسانٌ شيْئاً إلَّا تحدَّثَ بهِ، وعلَى ذلكَ لَقد سَمِعتُ من ابنِ شِهَابٍ أشْياءَ ما تحَدَّثْتُ بهَا، وأَرْجُو أَنْ لَا أتحَدَّثَ بهَا ما عِشْتُ([18]).

قالَ: وقالَ مالكٌ: كُنْتُ أجلسُ عندَ ابنِ شِهَابٍ ومعِي خَيْطٌ، فإِذَا حدَّثَ عقَدْتُ، ثُم رجَعْتُ إلَى البَيْتِ فكتبْتُهَا، ومَا أسْقِطُ منهَا حَرْفاً.

قال: ولقد انقلبتُ من عندِهِ، فأسقطتُ من حديثِي شيئاً لم أعرفهُ، فلقيتُ ابنَ شِهابٍ من العَشيِّ في المسجدِ، فسأَلتُهُ عنهُ، فقال: ألَم تَكُنْ في المجلسِ؟ قلتُ: بلى. قـال: فليسَ قـد حدَّثْتُكَ؟ قلتُ: بلى، ولكن كان الحديث نحواً من ثلاثِينَ حديثاً، فلم يَذهب عليَّ منه شيءٌ إلَّا هذا الحديث.

فقـال ابنُ شهابٍ: لقد ذهبَ الحفظُ مِنَ النَّاسِ، ما استودعتُ قلبِي شيئاً قطُّ فنَسِيتُهُ، هَاتِ. فسألتُهُ عنهُ، فحدثنيهِ، وانصرَفتُ([19]).

وسعيـدٌ الزَّنْبَرِيُّ المذكورُ لَيسَ هُو الزَّنْبَريُّ الرَّاوِي عن مالكٍ فيما قال أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ:

147 ـ أخبرنا الحسنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا أبو أحمدَ محمدُ بنُ عبدُوسِ ابنِ كاملٍ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أخبرنا سفيانُ بنُ عُيينةَ: عن الزَّنْبَريِّ، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن ابنِ عَجْلَانَ، قـال: قال ابنُ عبـاسٍ رضي الله عنهما: «إِذا تركَ العَالِمُ: لا أدري، أُصيْبَتْ مَقَاتِلهُ»([20]).

قال إسحاقُ: وزَعـمَ مصعبٌ الزُّبَيْرِيُّ أَنَّ هذا الرَّجُل الَّذي روى عنه ابنُ عُيينةَ من أصحابِ مالكٍ ماتَ قديماً. قال الحاكمُ أبو عبدِ اللهِ [32 ـ ب]: هو داودُ ابنُ أبي زَنْبَرٍ. انتهى([21]).

و«داودُ» هذا هو والدُ سعيدٍ المذكور: روى عن مالكٍ غيرَ ما ذُكِرَ.       

148 ـ قـال الحسينُ بنُ إسماعيلَ المَحَامِليُّ، حدثنا ابنُ شَبِيْبٍ([22])، حدثنا محمدُ بنُ مَسْلمةَ بنِ هشامٍ المَخْزُوميُّ: حدثنا داودُ بنُ سعيدِ بنِ أبي زَنْبَرٍ، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن زيدِ بنِ أَسْلمَ، عن المقْبُريِّ، وعن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

«ثلاثةٌ لا يَنْظرُ اللهُ ـ يعني: إليهم ـ يوْمَ القيامةِ: العَاملُ([23]) المَزْهُوُّ([24])، والإِمامُ الكذَّابُ([25])، والشّيخُ الزَّاني ([26])»(2).

*  *  *([27])

 



([1])   ينظر ترجمته فـي: «التاريخ الكبير»: (3/470) «الضعفاء الكبير»: (2/103) «الجرح والتعديل»: (4/18)، «المجروحين»: (1/325)، «الإرشاد»: (1/243)، «تاريخ بغداد»: (9/81 ـ 83)، «ترتيب المدارك»: (1/215)، «الأنساب»: (3/167)، «الضعفاء والمتروكين»: (1/316)، «تهذيب الكمال»: (10/417 ـ 423)، «ميزان الاعتدال»: (3/196 ـ 197)، «تهذيب التهذيب»: (4/21 ـ 22).

([2])   «تهذيب الكمال»: (10/417).

([3])   قال أحمد بن حنبـل فيما نقله عنه الخطيب في «تاريخ بغداد»: (9/83): أخاف أن يكون قد خلط على نفسه.

([4])   قال يحيى بـن معين فيما نقله عنه ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (4/22): ما كان عندي ثقة.

([5])   هناك جماعة من العلماء ضعفوه، وهذه بعض أقوالهم:

قال أبو حاتم الرازي في «الجرح والتعديل»: (4/18): ليس بالقوي.

وقال أبو زرعة فيما نقله عنه ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» (1/316): ضعيف.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/325): يروي عن مالك أشياء مقلوبة، لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاعتبار.

وقال ابن حجر في «تقريب التهذيب»: (ص235): صدوق، له مناكير عن مالك، ويقال: اختلط عليـه بعض حديثـه. وكذبه عبد الله بن نافع في دعواه: أنه سمع من لفظ مالك، مات في حدود (220ﻫ).

([6])   قاله المزي في «تهذيب الكمال»: (10/418).

([7])   عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي، أبو إسماعيل، من ولد أبي أيوب الأنصاري. كان إماماً كاملاً في التفسير، حسن السيرة في التصوف، على حظ تام من معرفة العربية، والحديث، التواريخ، والأنساب، وله تصانيف: منها «ذم الكلام وأهله»، وكتاب «منازل السائرين في التصوف»، وكتاب «الفاروق في الصفات» وغير ذلك، مات سنة (481ﻫ). «طبقات المفسرين» (ص58) (طبقات المفسرين، السيوطي، تحقيق علي محمد عمر، مكتبة وهبة، القاهرة، ط/ 1396ﻫ).

([8])   خرجه المزي في «تهذيب الكمال» في (10/421)، وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (4/22).

([9])   زاد العقيلي في «الضعفاء الكبير»: (2/103): سعيد بن داود.

([10])   خرجه العقيلي في كتابه «الضعفاء الكبير»: (2/103) قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار... وساق بقية السند به.

           وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد»: (9/83) بسنده إلى أ حمد بن علي الأبار... ثم ساق بقية السند بـه. ومن طريق الخطيب أخرجه ابن عساكر في «كشف المغطا»: (ص28). وينظر: «تهذيب الكمال»: (10/419)، «ميزان الاعتدال»: (3/197)، «تهذيب التهذيب»: (4/22).

([11])   قاله ابن عساكر في «كشف المغطا في فضل الموطَّا» (ص28). وممن ذكره في رواة الموطأ: ابن أبي حاتم في الجـرح والتعديل (4/18)، وابن الأكفاني في تسمية الرواة عن مالك (ص201ـ أ)، والقاضي عياض في ترتيب المدارك (1/153)، والسيوطي في تنوير الحوالك (1/11).

([12])   خرجه اللالكائي في كتابه «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (1/462 ـ 463) برقم (701) قال: أخبرنا الحسن بن عثمان، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم...ثم ساق بقية السند به.

([13])   زاد البخاري في «صحيحه» (6/2697) برقم (6977): [عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال].

([14])  «صحيح البخاري»: كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: ﴿ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾[ق: 75] (6/2697) برقم (6977).

([15])   قال ابن حجر في «فتح الباري» (13/396): قوله: (رواه سعيد عن مالك) ـ يعني عن نافع ـ وصله الدارقطني في «غرائب مالك» وأبو القاسم اللالكائي في «السنة» من طريق: أبي بكر الشافعي، عن محمد بن خالد الآجري، عن سعيد، وهو ابن داود بن أبي زنبر... وما له في البخاري إلا هذا الموضع، وقد حدث عنه في كتاب «الأدب المفرد» وتكلم فيه جماعة.

([16])   هناك آداب للسائل والمسؤول ذكرها العلماء في كتبهم، منها ما أورده الخطيب البغدادي في كتابه «الفقيه والمتفقه»، باب: في السؤال والجواب وما يتعلق بهما من الكراهة والاستحباب (2/63) قال: وينبغي أن يوجز السائل في سؤاله، ويحرر كلامه، ويقلل ألفاظه، ويجمع فيها معاني مسألته، فإن ذلك يدل على حسن معرفتهِ.

           وقال الخطيب في «الفقيه والمتفقه»: (2/65): ويلزمُ المجيب أنْ يسد بالجواب موضع السؤال، ولا يتعدى مكانه، ويجعل الَمَثلَ كالمُمَثَّل به، ويختصر في غير تقصير، وإناحتاجَ إلى البيان بالشرح أطالَ من غير هذرٍ ولا تكديرٍ، ويقابل باللفظ المعنى، حتى يكونَ غير ناقص عن تمامه، ولا فاصلٍ عن جملته.

([17])   خرجه الخطيب في كتابه «الفقيه والمتفقه»، باب: في السؤال والجواب وما يتعلق بهما من الكراهـة والاستحباب (2/65) قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي... ثم ساق بقية السند به.

وتابع سعـيداً الزنبري عن مالـك: عبـد الله بن وهب عند الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (1/213) مع تعيين للشخص السائل، قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، أخبرنا محمد بن إسرائيل، أخبرنا رجاء ابن السندي، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرنا مالك بن أنس، قال: جاء ابن عجلان إلى زيد بن أسلم، فسأله عن شيءٍ، فخلط عليه، فقال له زيد: اذهب فتعلم كيف تسأل ثم تعال فسل.

([18])   أخرجه إلى هنا بتمامه القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/74).

([19])   أخرجه بتمامه القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/56).

([20])   خرجه من طريق أبي عبد الله الحاكم: البيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى»، باب: التوقي عن الفتيا والتثبت فيها (ص 436) برقم (813) به.

           وتابع الزنبري عن مالك بسند صحيح: الإمام الشافعي عند الآجري في «أخلاق العلماء»، تعليق إسماعيل الأنصاري، نشره رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء بالسعودية: كتاب: أخلاق العالم الجاهل المتفنن بعلمه (ص115)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (ص 436) برقم (812)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه»، باب: ما جاء في الإحجام عن الجواب إذا خفي على المسؤول وجـه الصواب (2/366/367)، وفي «تاريخ بغداد»: (14/280)، وعند ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله»، باب: ما يلزم العالم إذا سئل عما لا يدريه من وجوه العلم (2/54) جميعاً من طريق أحمد بن حنبل، قال: سمعت الشافعي، قال: سمعت مالكاً، قال: سمعت ابن عجلان، قال: إذا أغفل العالم «لا أدري» أصيبت مقاتله.

قال الذهبي في هذه المتابعـة في «سـير أعلام النبلاء»: (10/68): فغالب هذا الإسناد مسلسل بالحفاظ.

وقال السبكي في «طبقات الشافعية الكبرى»: (2/62): وإن أحمد بن حنبل قال: لم يسمع مالك من ابن عجلان إلا هذا.

وأخرج أبو نعيم هذا الأثر في «حلية الأولياء»: (7/274) من قول سفيان بن عيينة.

([21])  «المدخل إلى السنن الكبرى» (ص436).

([22])   عبد الله بن شبيب الربعـي، البصري، أخباري، علامة، لكنه واه. قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. قال الذهبي: يروي عن أصحاب مالك. قال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها لا يجـوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات. قال الذهـبي: مات كهلاً قبل الستين ومئتين. ينظر: «المجروحين»: (2/47)، «ميزان الاعتدال»: (4/118 ـ 119)، «تذكرة الحفاظ»: (2/614).

([23])   الصواب «العائـل»، كما هو عند مسلم وغيره، وأخرجه مسلم في «صحيحه»، في كتاب الإيمان، باب: غلظ تحريم إسبال الإزار (1/102) برقم (107). و«العائل المزهو»: أَي: الفقير المُتَكبِّر.

([24])   قال القاضي عياض في «إكمال المعلم» (1/383 ـ 384): خص هؤلاء الثلاثة بأليم العذاب لالتزام كل واحد منهم المعصية مع بعدها منه، وعدم ضرورته إليها، وضعف دواعيها عنـده، وإن كان لا يُعذر أحدٌ بذنبٍ، لكن لما لم تدعُهم إلى هذه المعاصي ضرائر مزعجة، ولا دواعٍ معتـادة، أشبه إقدامُهم عليها المعاندةَ، والاستخفاف بحق المعبود، محضاً، وقصدَ معصيته لا لغير معصيته.

فالعائلُ الفقيرُ، قد عدم بعدمه المال سببَ الفخر، والخُيلاء، والاستكبار على القُرناء، إذ إنما يكـون ذلـك بأسباب الدنيا والظهور فيها وحاجات أهلها إليه، فاذا لم يكن عنده أسبابها فلماذا يستكبر ويحتقر غيره؟ فلم يبق إلا أنَّ في استكبار هذا ضرباً من الاستخفافبحق الله تعالى. وينظر: «شرح النووي على صحيح مسلم»: (2/117).

([25])   قال القاضـي عياض في «إكمال المعلم» (1/383 ـ 384): وكذلك الإمام لا يخشى من أحـد من رعيته، ولا يحتاج إلى مداهنته ومصانعته، إذ إنما يُداهن الإنسان ويصانع بالكذب وشبهـه من يحذرُه، ويخشى معاقبته أو أذاه ومعاتبته، أو يطلب عنده بذلك منزلـةً أو منفعةً، فهـو غني عن الكذب جملةً. وينظر: «شرح النووي على صحيح مسلم»: (2/117).

([26])   قـال القاضي عياض في «إكمال المعلم» (1/383): فإن الشيخ مع كمال عقله، وكثرة معرفته بطول ما مرَّ عليه من زمنه، وضعف أسباب الجماع، والشهوة للنساء، واختلال دواعيه لذلك، وعنده من ذلك ما يريحـه من دواعي الحلال، فكيف بالزنا الحرام؟! إذ دواعي ذلك الكبرى الشبابُ، وحرارةُ الغريزة، وقلة المعرفة، وغلبة الشهوة لضعف العقل، وصِغَرِ السِنّ. وينظر: «شرح النووي على صحيح مسلم»: (2/117).

([27])   سند هذه الرواية ضعيف، ففيه ابن شبيب، وذكرت كلام العلماء في تضعيفه، ولم أقف على تخريج الحديث من هذه الطريق عن الإمام مالك، لكن الحديث يروى بأسانيد صحيحة من غير طريق الإمام مالك.

قـال الدارقطني في «العلـل»: (11: 132/133): يرويه محمد بن عجلان ويحيى بن القطان، وأبو بكـر، ويحيى بن محمد بن قيس، وأبو عاصم، وصفوان بن عيسى، ومحمد ابن جعفر بن أبي كـثير، وسليمان بن بلال، والمغيرة بن عبد الرحمن، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة. والصحيح عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة (1). على أنه محفوظ عن المقبري.

ورواه أبو غسان محمد بن مطرف، وعبد الرحمن بن إسحاق، وعبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة (2).

قلت: الحديث خرجه الإمام مسلم في «صحيحه»: في كتاب: الإيمان، باب: غلظ تحريم إسبال الإزار (1/102) برقم (107) قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، وأبـو معاويـة، عـن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثةٌ لا يكلمهمُ اللهُ يومَ القيامةِ ولا يُزكيهمْ، ـ قال أبو معاوية: ولا ينظرُ إليهمْ ـ، ولهم عذابٌ أليمٌ: شيخٌ زانٍ، وملكٌ كذابٌ، وعائلٌ مستكبرٌ».                         

        1 ـ رواية محمد بن عجلان عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي به: خرجها النسائـي في «السـنن الكـبرى» في كـتاب الزكـاة، باب: الفقـير المختال (2/46) برقم (2356).

2 ـ روايـة سعيـد بن أبي سعيـد المقـبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي بلفظ: «أربعـة يبغضهم الله عزو جل البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر»: خرجها النسائي في «السنن الكبرى»: كتاب الزكاة، باب: الفقير المختال (2/46) برقم (2357).

الأعلام