ابن العباس بن قرعوس بـن حميد
ابنُ العبَّاسِ بنِ قَرَعُوْس بـنِ حميدٍ
ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،
فقال :
[اسمـه: ] قَرَعُوْسُ([1])، بالقافِ في اسمِهِ واسمِ جدِّهِ، وقد ذَكرهُ القاضي عياضٌ وغيرُهُ.
وهـو: ابنُ العبَّاسِ بنِ قَرَعُوْس بـنِ حميدٍ([2])، ويقالُ: عُبَيـدِ بنِ مَنْصُورِ بنِ محمدِ بنِ يُوسُفَ([3]) الثَّقَفِيُّ، الأندلسيُّ، القرطبيُّ، أبو الفضلِ، ويقال: أبو محمدٍ([4]).
[روى عن: ] رحلَ، فسمِعَ من مالكٍ «الموطَّأَ»، وغير شيءٍ من مسائلِهِ([5]).
وسمعَ من الليثِ بنِ سـعدٍ، قيل: ومن سفيانَ الثّوريِّ، وابنِ جُرَيْجٍ([6])، واستبعدَهُ أبو محمدٍ ابنُ حَزْمٍ([7]).
وكان قَرَعُوسُعالماً بالمسائلِ دونَ الحديثِ([8]).
وكـان ممَّن اتُّهِمَ بالقيـامِ على خَلْعِ الحَكمِ بـنِ هشامٍ، فكلَّمه
فتًى على لسانِ الحَكمِ /[68ـ ب] وقال له: مثلُك من أهلِ الدِّيانةِ والأمانةِ
والعلمِ يساعدُ السَّفَلةَ، ولو نفذَ لهم أمركُم
كان يهتِكُ من السّتُورِ، ويستحلُّ من الفُروجِ إلى أن يقومَ إمامٌ يَزَعُ النَّاسَ. قال: مَعاذَ اللهِ أنْ أفعلَ أو أُشَايع
في مثلِ هذا بيدٍ أو لسانٍ، وقد سمعتُ مالكـاً والثوريَّ يقولان: سلطانٌ
جائـرٌ سبعِينَ سنةً خـيرٌ من أُمَّةٍ سَائبةٍ ساعةً من نهارٍ([9]). فقال لهُ الحَكَمُ: أنت سَمِعت هذا منهما؟ قال له: لقد سمعتُه
منهما، فخلَّى سبيلَهُ([10]).
[وفاته: ] تُوفِّي قَرَعُوسُ سنةَ عشرينَ ومائتينِ([11]) رحمه اللهُ وإيَّانا.
* * *
([1]) «أخبار الفقهاء والمحدثين» (ص 311)، «تاريخ العلماء بالأندلس»: (1/413)، «جذوة المقتبس» (ص134)، «ترتيب المـدارك»: (1/286)، «تهذيب الكـمال»: (2/463)، «تاريـخ الإسلام»: (15/355)، «الديبـاج المذهب»: (ص226)، «لسـان الميـزان»: (4/473).
([3]) قاله الخشني في «أخبار الفقهاء والمحدثين» (ص 311)، وابن الفرضي في «تاريخ العلماء بالأندلس»: (1/413)، والحميدي في «جذوة المقتبس» (ص134)، والقاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/286)، وابن فرحون في «الديباج المذهب»: (ص226).
([5]) قاله ابن الفرضي في «تاريخ العلماء بالأندلس» (1/413)، والقاضي عياض في «ترتيب المدارك» في (1/286). وذكـره في رواة «الموطأ»: القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/108 ـ 286). والذهبي في «سير أعلام النبلاء»: (8/84)، وفي «تاريخ الإسلام»: (15/355)، والسيوطي في تنوير الحوالك (1/10/11).
([7]) قال الحميدي في «جذوة المقتبس» (ص314): قيل إن في روايته عن ابن جريح نظراً.
وسبب اعتراض ابن حزم الظاهري على رواية قرعوس عن سفيان الثوري وابن جريج ذكره القاضي عياض «ترتيب المدارك»: (1/286) فقال: قال علي بن حزم: من المحال أن يروي قرعوس عن ابن جريج، إذ مات ابن جريج سنة خمسين ومئة، وقرعوس مات سنة عشرين ومئتين، ولم يطل عمر قرعوس طولاً يحتمل هذا، وكذلك وفاة سفيان سنة إحدى وستين.
([8]) قاله ابن الفرضي في «تاريخ العلماء بالأندلس»: (1/414)، والقاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/286). وقال الخشني: (ص312): وكان من أهل الأصول بقرطبة.