أبو نعيـم وهو الفضل بن دكين
أبو نُعيـمٍ وهو الفَضْلُ بنُ دُكَينٍ
ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،
فقال :
[اسمه: ] أبو نُعيـمٍ، وهو الفَضْلُ بنُ دُكَينٍ([1])، واسمُه: عمرُو بنُ حمَّادِ بنِ زُهير بنِ دِرْهمٍ، مولى آلِ طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ، القرشيُّ، التيميُّ، الكوفيُّ، المُلاَئِيُّ([2])، الأحولُ.
[ولادته: ] ولِدَ سنةَ ثلاثين([3])، وقيل: سنةَ تسعٍ وعشرِينَ ومائةٍ([4]).
سمعَ خَلْقاً منهم: مالكُ بنُ أنسٍ، وروى عنه «موطَّأهُ»([5]).
اتفق الأئمة الستة على إخراجِ حديثِه في كتبهم([6])، وانفردَ البخاريُّ بالروايةِ عنه([7]).
وممَّن روى عنه: أحمدُ بنُ حَنْبلٍ، وعبدُ بنُ حميدٍ /[62ـ ب]، وخَلْقٌ([8]).
وكان حافظاً مُكثِراً مُتشدِّداً في السنَّةِ، اُمتحن بمسألةِ قولِ الضُلَّالِ بخلقِ القرآنِ([9]).
أُدخِلَ على والي الكوفة لِيمْتَحنهُ، قال أبُو داود: فامتحنَ فلاناً، فأجاب، ثم عَطفَ على أبي نُعيمٍ، فقال: قد أجاب، فما تقولُ أنت؟ قال: والله ما زِلْتُ أتَّهِمُ جدَّهُ بالزَّندقةِ، أدركتُ الكوفةَ وبهـا أكثرُ مـن سبعمائـةِ شيخٍ: الأعمشُ وغيرُه، يقول: القرآنُ كلامُ اللهِ غيرُ مخلوقٍ، وعُنقي أَهْوَنُ عَليَّ منْ زِرِّي([10]) هَذا.
فقامَ إليه أحمدُ بنُ يونسَ، فقبَّلَ رأسَهُ ـ وكان بينهما شَحْناءُ ـ وقال: جزاكَ اللُه خيراً([11]).
239ـ قال الحاكمُ أبُو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ:
سمعتُ أبا الحسن عليَّ بنَ الحسنِ القاضيَ يقول: سمعتُ أبا عبدِ الله أحمدَ ابنَ محمدِ بنِ الجرَّاحِ يقول: سمعتُ الرَّماديَّ([12]) يقول: خرجتُ مَع يحيى بنِ معينٍ وأحمدَ بنِ حنبـلٍ إلى عبدِ الرزاقِ([13])، فلمَّا عُدنا إلى الكوفةِ، قال يحيى بنُ معينٍ لأحمدَ بنِ حنبلٍ: أُريدُ أنْ أسْتبرِىء أبا نُعَيمٍ، فنهاهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ فقال: الرَّجلُ ثَبْتٌ، فلم يَنْتهِ.
فأخَذَ يحيى ورقـةً فكتبَ فيها ثلاثينَ حديثاً منْ حدِيث أبي نُعَيمٍ، وجعلَ على كلِّ عشرةِ أحاديثَ حديثاً ليسَ مِنْ حديثهِ، ثم أتينَا أبا نُعيمٍ، فَخرجَ إلينا، فجلسَ عَلى دُكَّانٍ حَذَا بابِـه([14])، وأَقْعدَ أحمدَ بنَ حنبلٍ عن يمينهِ، وأَقْعدَ يحيى بنَ معينٍ عن يسارِه، وجلستُ أسفلَ الدُّكَّانِ.
وقَرَأَ عليه يحيى عشرةَ أحاديثَ، وهو ساكتٌ، ثم قرأَ الحديثَ الحاديَ عَشَرَ الذي ليس من حديثـهِ، فقـال له أبُو نُعَيمٍ: ليسَ هذا منْ حَديْثي، فاضرِبْ عليهِ، ثم قَرأَ العَشْرَ الثاني، ثم قَرأَ الحديثَ، فَقال: وليسَ هذا من حدِيْثي، فاضربْ عليهِ، ثم قَرأ العَشْرَ الثَّالثَ وقَرأَ الحديثَ، فَتغيَّرَ أبُو نُعَيمٍ، ثم قبض على ذراعِ أحمدَ بنِ حنبلٍ، فقال: أمَّا هذا فورعُهُ يمنعُه عن هذا، وأمَّا هذا ـ وأَوْمَأ إليّ ـ فأصغرُ من أنْ يَفْعلَ مثلَ هـذا، ولكن هـذا من فِعْلكَ يا فَاعلُ، ثمّ أَخْرجَ رِجْلهُ فَرفسَ/[63ـ أ] يحيى بنَ معـينٍ، فأقلبهُ عن الدُّكانِ، وقام فدخلَ دارَهُ، فقال لهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ: ألم أَنْهكَ عن الرّجـلِ وأَقُلْ لكَ: إنَّهُ ثَبْتٌ؟! فقال له يحيى: هذهِ الرَّفْسةُ أَحبُّ إليَّ منْ سَفْرتي([15]).
والدُ أبي نُعيمٍ: دُكَيْنٌ بدالٍ مهملـةٍ مضمومةٍ، ثم كافٍ مفتوحةٍ، تليها مثناةٌ تحت ساكنةٌ، ثم نونٌ.
اسمُه عمرٌو كما تقدم، وسبب لقبهِ بذلك: أنه كان في حالِ صغرهِ يبكي كثيراً، وكانوا يخوفونه بحـارسٍ في دربِهم([16]) يقال له: دُكَينٌ إذا بكى يقولون: جاء دُكَينٌ، فيخافُ، فلزمهُ هذا اللَّقبُ([17]).
[وفاته: ] مات ابنُه أبُو نُعيمٍ على ما قاله البخاريُّ: سنةَ تِسْعَ عَشرَةَ ومائتينٍ([18])، وقيل: سنةَ ثمانِ عَشرَةَ([19]) في سَلْخِ شعبانَ بالكوفةِ([20]).
240 ـ أخبرنـا أبُو عبـدِ اللهِ محمدُ بنُ الشَّرفِ المحتَسبُ مشافهةً بالإجازةِ، عن فاطمةَ ابنةُ سليمانَ، أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الله البَنْدَنِيجِيُّ إذناً، أخبرنا أبُو منصورٍ محمدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ الحسنِ إجازةً، أنبأنَا الحافظُ أبُو بكرٍ أحمدُ بنُ عليٍّ البغداديُّ، أخبرنا عثمانُ بـنُ أحمـدَ بنِ عبدِ الله الدّقّاقُ، حدثنـا أبُو قِلابَةَ ـ هو عـبدُ الملكِ بنُ محمدٍ الرَّقَاشِيُّ ـ: حدثنا بِشرُ بنُ عمرَ، وأبو نُعيمٍ قالا: حدثنا مالـكُ بنُ أنسٍ، عن محمدِ بـنِ أبي بكر الثَّقفيِّ، قال: قلتُ لأنسِ بنِ مالـكٍ رضي الله عنه، ونحنُ غَادِيَانِ مِن مِنى إلى عرفةَ:كَيفَ كُنْتُم تَصْنَعُونَ في هذا اليومِ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: كانَ يُلَبِّي الْمُلَبِّي([21])، فلا يُنْكرُ عليهِ، ويُكَبِّرُ المُكَبِّرُ فلا يُنْكرُ([22]). (3)
([23])حديثٌ صحيحٌ خرَّجهُ البخاريُّ، عن عبدِ الله بنِ يوسفَ، عن مالكٍ(1).
تابعَهم يحيى بنُ يحيى اللّيثيُّ(2) وغيرُه(3) عن مالكٍ. ([24])([25])
* * *([26])
([1]) قال ابن حجر في «تقريب التهذيب»: (ص446): ثقة، ثبت، من التاسعة، مات سنة (218ﻫ)، وقيل: (219ﻫ)، وكان مولده (130ﻫ)، وهو من كبار شيوخ البخاري، روى له البخاري.
ينظر ترجمته في: «الطبقات الكبرى»: (7/400)، «التاريخ الكبير»: (7/118)، «الجرح والتعديل»: (7/61)، «الثقات»: (7/319)، «رجال البخاري» (2/606 ـ 607)، «رجال مسلم»: (2/131 ـ 132)، «التعديل والتجريح»: (3: 1047)، «تاريخ بغداد»: (12/346 ـ 356)، «المنتظم»: (11/46 ـ 49)، «اللباب»: (3/277)، «تهذيب الكمال»: (23/197 ـ 219)، «الكاشف»: (2/122)، «سير أعلام النبلاء»: (10/142 ـ 157)، «تذكرة الحفاظ»: (1/372 ـ 373)، «توضيح المشتبه» (4/40)، «تهذيب التهذيب»: (8/243 ـ 247)، «تقريب التهذيب»: (446ص)، «مغاني الأخيار»: (4/15 ـ 16)، «النجوم الزاهرة»: (2/235).
([2]) قال السمعاني في «الأنساب»: (5/423): المُلائي: بضم الميم هذه النسبة إلى الُملاء والُملاءة، وهـو المرط الذي تتستر به المرأة إذا خرجت. قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: (10/142): وكان أبو نُعيم شريكاً لعبد السلام بن حرب المُلائي بالكوفة في دكان واحـد يبيعـان المُلاء وغير ذلـك، وكذلـك كان غالب علماء السلف، إنما ينفقون من=
= كسبهم. وينظر: «تاريخ بغداد»: (12/346)، «الأنساب»: (5/423)، «المنتظم»: (11/46)، «اللباب»: (3/277)، «تهذيب الكمال»: (23/197)، «تاريخ الإسلام»: (15/341).
([3]) نقل الخطيب في «تاريخ بغداد»: (12/355) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، ومحمد بن يونس، وأحمـد بن ملاعب: أنهم سمعوا أبا نعيم يقول: ولدت في آخر سنة ثلاثين ومئة.
([5]) ذكره في الرواة عن مالك ابن الأكفاني في «تسمية من روى الموطأ عن مالك» (ق 201ـ أ).
وذكره في الرواة عن مالك: الخطيب فيما نقله عنه الرشيد العطار في «مجرد أسماء الرواة عن مالك» (ص130)، وفي «تاريخ بغداد»: (12/346)، وابن الجوزي في «المنتظم»: (11/46)، والمزي في «تهذيب الكمال»: (23/200)، والذهبي في «سير أعلام النبلاء»: (10/144) وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (8/244).
([7]) قال الكلاباذي في «رجال صحيح البخاري» (2/607) والباجي في «التعديل والتجريح»: (3/1047): أخرج البخاري في الإيمان والصـلاة وغير موضع عنه، وفي اللباس عن يوسف بن موسى عنه.
قال ابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (8/244): روى عنه البخاري فأكثر.
([10]) نقل الأزهري في «تهذيب اللغة» (13/111 ـ 112) عن اللّيث قال: الزِّرّ: الجُوَيْزَة التي تُجعَل في عُرْوة الجَيْب والجمع: الأَزْرار. ثم قال الأزهري: القول في الزِّر ما قال النضر: أنه العُروة والحَبَّة تجعل فيها. وينظـر: «لسان العرب»: (4/321) مادة (زرر)، «تاج العروس»: (11/419).
([11]) والقصة مذكورة بتمامها في كتب التراجم، فلقد أخرجها اللالكائي في «اعتقاد أهل السنة» (2/277)، والخطيب في «تاريخ بغداد»: (12/349)، وابن الجوزي في «المنتظم»: (11/47)، والمـزي في «تهذيب الكمال»: (23/213 ـ 214)، والذهبي في «تاريخ الإسلام»: (15/344 ـ 345)، و«سير أعلام النبلاء»: (10/149)، وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (8/247). =
= وأسوقها هنا بتصرف لمـا فيهـا من زيادة وبيان لهذه الحادثة: قال أبو بكر ابن أبي شيبة وغيره: لمَّا جاءت المحنة ـ محنة خلق القرآن ـ إلى الكوفة قَالَ لي محمد بنُ يونس الكديمي:إِلقَ أبا نُعيم، فقلْ لـه، فلقيتُ أبا نُعَيم، فقلتُ لـه، فَقَالَ: إنما هو ضَرْبُ الأسياط، فلمّا أُدْخل أبو نُعَيم على الوالي ليمتحنـه وعنـده ابنُ أبي حنيفـة وأحمدُ بنُ يونس وأبو غسان وعِداد، فأولُ مَن امتحـن ابنُ أبي حنيفـة، فأجاب، ثم عَطَفَ على أبي نُعَيم فقيل له، قد أجاب هذا ـ يعني ابن أبي حنيفـة ـ ، فَقَالَ: ما يقـول؟ والله ما زلت أتهم جدّه بالزندقة ولقد أخبرني يونس بن بكير أنـه سمع جده يقـول: لا بأس أن يرمي الجمرة بالقوارير، وعند الخطيب: إنما قـال هـذا قوم من أهل البدع كانوا يقولون: لا بأس أن تُرمى الجِمارُ بالزجاج ـ أدركتُ الكوفة وبهـا أكثـر من سبـع مئة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآنُ كـلامُ اللهِ ليس بمخلوق، وعنقـي أهـونُ عِنـدي مِنْ زِرِّي هـذا، ثم أخـذ زرهُ فَقَطَعه، ورمـى بـه، فقَـامَ إليـهِ أحمدُ بنُ يونس فَقَبّلَ رأسَهُ، وكَانَ بينهما شحناء، وقَالَ: جزاكَ الله مِنْ شيخ.
قلت: في سند هذه الرواية الكديمي (محمد بن يونس): قال ابن حجر في «التقريب» (ص515): محمد بن يونـس بن موسى بن سليمان الكُديمي، بالتصغير، أبو العباس السامي بالمهملة، البصري، ضعيف، ولم يثبت أن أبا داود روى عنه، من صغار الحادية عشرة، مات سنة (286ﻫ) روى له أبو داود.
قلت: وقد وردت هذه القصة من غير طريـق الكديمي مختصرة، فقد أخرج الخطيب في «تاريخ بغداد»(12/348 ـ 349) عن حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله، يعني أحمد بن حنبل، يقول: شيخان كان يتكلَّمون فيهما ويذكرونَهما، وكنَّا نلقَى من الناس في أمرِهمـا ما الله بـه عَليم، قاما لله بأمر لم يَقُم بـه أحدٌ، أو كثيرُ أحدٍ مثل ما قاما به: عفَّان، وأبو نُعيم.
قلت ـ أي: الخطيب ـ يعنـي أبو عبد الله بذلك امتناعهما من الإجابة إلى القَول بخَلق القُرآن عند امتحانهما.
([13]) في «تاريخ بغداد»: (12/353 ـ 354) في روايـة أخرى: (خادماً لهما). وهذه القصة وقعت عندما رحل الإمام يحيى بن معين مع صديقهِ الإمام أحمد بن حنبل من العراق إلى اليمن للسماع من الإمام عبدِ الرزاق بن همّام الصنعاني ـ حافظ اليمن ـ وفي العودةِ أرَادَ يحيى أنْ يدخلَ الكوفةَ ليختبر الحافظ أبا نُعَيم الفضلَ بنَ دُكين ويعرفَ حفظَه وتيقظه ونباهته، وكان يرافقهما في هذه الرحلة أحمدُ بنُ منصور الرّمادي الثقة الذي يروي لنا هذه القصة.
([14]) وزاد الخطيب في «تاريخ بغداد»: (12/353 ـ 354) في رواية أخرى: (دكان طين).
ومعنى هذه العبارة ـ أي: فخرج وجلس على دكان طين حذاء بابه ـ: أي على مكان مرتفع.
([15]) ينظر: «تاريخ بغـداد»: (12/353 ـ 354)، «الرحلة في طلب الحديث»: (ص208)، «المنتظم»: (11/47 ـ 48)، «تهذيب الكمال»: (23/210 ـ 211)، «تاريخ الإسلام»: (15/343 ـ 345)، «تهذيب التهذيب»: (8/246 ـ 247)، «توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار»، الصنعاني، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، المكتبة السلفية، المدينة المنورة: (2/103).
([16]) الحارس المراد به كلب كان في الطريق. قال الحسين بن محمد الأندلـسي (ت498ﻫ) في «ألقاب الصحابة والتابعـين» (ص54): وذكر الغلابي ـ هو الفضل بن غسان الغلابي البغدادي المحـدث (ت: 245ﻫ) ـ في «تاريخه»: ودكين لقب لقبه بكلب في الحي يقال له: دكين، فكانت دايته تدعوه فتقول: يا دكين دكين فلزق به اللقب.
ونقل ابن ناصر الدين الدمشقي في «توضيح المشتبه»: (4/40) عن القاضي أبي بكر=
= أحمد بن كامل بـن خلف قال: دُكَين اسمُ كلبٍ في دربهم كانت دابتُه ـ يعني دابة عمرو ابن حماد والد أبي نعيم ـ تُفزعُه به.
([17]) ونقل الخطيب في «تاريخ بغداد»: (12/347) عن محمد بن سليمان الباغندي قال: سمعت أبا نعيم يقول: أخبرنا الفضل بن عمرو بن حماد بن زهير الطَّلْحي، وإنما دُكَيْن لقب.
وقال الخطيب في «تاريخ بغداد»: (12/356): وقيل: إنْ رجلاً قال لأبي نُعيم: كان اسم أبيـك دكيناً؟ قال: كان اسمُ أبي عَمراً ولكنه لَقّبهُ فروةُ الُجعْفِيُّ دُكيناً. و ينظر: «تهذيب الكمال»: (23/205)، «توضيح المشتبه»4/40).
([20]) قاله ابن سعـد في «الطبقات الكبرى»: (6/400)، ونقله الخطيب في «تاريخ بغداد»: (12/356) عن محمد بن يونس وغيره، وزادا: (في ليلة الثلاثاء).
قال محمد بن عبـد الله مطين كما في «سير أعلام النبلاء»: (10/151): رأيت أبا نعيم وكلمته، قـال: ومات يوم الشك من رمضان سنة (219ﻫ). وقال الخطيب في «تاريخ بغداد»: (12/356): وكانت وفاة أبي نعيم في خلافة المعتصم.
قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: (10/151): توفي أبو نعيم شهيدًا، فإنه طعن في عنقه، فحصل له ورشكين ـ أي: ظهر به في يده حمرة بسبب الطاعون ـ.
([22]) قال النووي في «شرح صحيح مسلم»: (9/30): فيه دليل على استحبابها في الذهاب من منى إلى عرفات يوم عرفة والتلبية أفضل.
قال ابن الجوزي في «كشف المشكل من حديث الصحيحين»، تحقيق: علي حسين البواب، دار الوطن ، الرياض، ط 1997م: (3/219): اعلم أن السُّنّة في هذا المقام إنّما هي التلبية وألّا تُقطع حتى تُرْمى أوّل حَصاة من جمرة العقبة يوم النّحر. وقول أنس يحتمل أن من كبَّرَ كان يدخل التكبير من خلال التّلبية.
قال العيني في «عمدة القاري» (6/294): والتكبير المذكور نوع من الذكر، أدخله الملبي في خلال التلبية من غير ترك للتلبيـة، لأن المروي عن الشارع أنه لم يقطع التلبية حتى رمى جمرة العقبة، وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي، قال مالك: يقطع إذا زالت الشمس، وقال مرة أخرى: إذا وقف، وقال أيضاً: إذا راح إلى مسجد عرفة.
وقال الخطابي: السنـة المشهورة فيه أن لا يقطع التلبية حتى يرمي أول حصاة من جمرة العقبة يوم النحر، وعليها العمل. وأما قول أنس هذا فقد يحتمل أن يكون تكبير المكبر منهم شيئاً من الذكـر يدخلونـه في خلال التلبية الثابتة في السنة من غير ترك التلبية. انتهى كلام العيني.
قال السندي في «حاشيته على سنن النسائي» (5/250): (فمنـا الملبـي ومنا المكبر)=
= الظاهر أنهم يجمعون بين التلبية والتكبير، فمرة يلبي هؤلاء ويكبر آخرون ومرة بالعكس،فيصدق في كل مرة أن البعض يكبر والبعض يلبي، والظاهر أنهم ما فعلوا ذلك إلا لأنهم وجـدوا النبي صلى الله عليه وسلم فعـل مثلـه، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة إلا أن يخالطها بتكبير، فالأقرب للعامل أن يأتي بالذكرين جميعاً، لكن يكثر التلبية ويأتي بالتكبير في أثنائها، والله تعالى أعلم.
(3) خرَّج الحديث من طريـق أبي نعيـم (الفضل بن دكين) البخاري في «صحيحه»: كتاب الحج، باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة (1/330) برقم (927) به، والنسائي في «السنن الكبرى» في: كتاب المناسك، باب: التكبير في المسير إلى عرفة (2/419) برقم (3991).
(2) «الموطأ» برواية يحيى الليثي: كتاب الحج، باب القران في الحج (1/337) برقم (745)، ومن طريق الليثي خرَّجه مسلم في «صحيحه»: في كتاب الحج، باب التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفـات في يوم عرفـة (2/933) برقـم (1285)، وأبو عوانة في «مسنده»: (2/371) برقم (3468)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: في: كتاب: صلاة العيدين، باب من استحـب أن يبتدئ بالتكـبير خلـف صـلاة الصبـح من يـوم عرفـة (3/313) برقم (6065).
(3) وتابعهـم عن مالـك جماعةٌ منهـم: الشافعي في «مسنـده»: (ص229)، ومـن طريـق=
= الشافعي خرَّجه البيهقي في «السنن الكبرى»، كتاب: صلاة العيدين، باب من استحب أن يبتدئبالتكبير خلف صلاة الصبح من يوم عرفة (3/313) برقم (6065).
ومنهم: عبد الرحمن بن مهدي عند أحمد في «مسنده»: (3/110) برقم (12089)،
ومنهم: منصور بن سلمـة أبو سلمة الخزاعي عند أحمد في «مسنده»: (3/240) برقم (13545).
ومنهم: أحمد بن أبي بكر أبو مصعب الزهري بروايته «للموطأ»: كتاب المناسك، باب قطع التلبية (1/431) برقـم (1089)، ومن طريق أبي مصعب الزهري خرجه ابن حبان في «صحيحه»: كتاب الحـج، باب: ذكر الإباحة للغادي من منى إلى عرفات أن يهلل ويكبر (9/156) برقم (3847).
ومنهم: عبد الله بن مسلمة القعنبي بروايته «للموطأ»: كتاب المناسك، باب: قطع التلبية (2/378) برقم (601)، ومن طريق القعنبي خرجه أبو عوانة في «مسنده»: (2/371) برقم (3468)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: كتاب الحج، باب التلبية يوم عرفة وقبلهوبعده حتى يرمي جمرة العقبة (5/112) برقم (9225).