بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن نبيه القرشي، السهمي
أحمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ نُبَيْهٍ القرشيُّ، السَّهْمِيُّ
ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،
فقال :
أحمدُ بنُ إسماعيلَ ([1])بنِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ نُبَيْهٍ القرشيُّ، السَّهْمِيُّ، أبو حُذَافةَ، المدنيُّ، نزيلُ بغدادَ.
وهو أوَّلُ مـن ذَكـرهُ الحافظُ أبو بكرٍ الخطيبُ في مصنَّفِهِ «أسماءُ الرواة عن مالكٍ»([2]).
وهو آخرُ مـن روى عن مالكٍ «الموطَّأَ»([3])، بل آخرُ أصحابهِ مطلقاً، إلَّا ما ذكرناهُ في ترجمةِ الإمامِ مالكٍ([4]) من روايةِ زكريَّا بنِ دُوَيدٍ([5]) عنه.
قال الحافظُ أبو بكـرٍ أحمدُ بنُ /[77ـ أ] عليٍّ الخطيبُ في «تاريخِهِ»: قرأْتُ في كتابِ الدّارقطنيِّ بخطِّه، وحدّثنيِه أحمدُ بنُ محمدٍ العتيقيُّ عنه، قال:أحمدُ بنُ إسماعيلَ السَّهميُّ أبو حُذَافَةَ ضعيفُ الحديثِ، كان مغفَّلاً. روى «الموطَّأَ» عن مالكٍ مُستقيماً، وأُدْخِلَتْ عليه أحاديثُ في غيرِ «الموطَّأِ» فَقبِلهَا، لا يُحْتَجُّ بِه([6]).
وقال الخطيبُ أيضاً: أنبأنا أبو سعدٍ المَالِيْنِيُّ، أخبرنا عبدُ الله بنُ عَدِيٍّ الحافظُ قال: أحمدُ بنُ إسماعيلَ أبو حُذَافَةَ السَّهميُّ حَدَّثَ عن مالكٍ بـ «الموطَّأِ»، وحدَّث عن غيرِهِ بالبواطيلِ([7]).
وقال أيضاً: سألتُ البَرْقَانِيَّ عن أبي حُذَافَـةَ، فقال: كان الدَّارقُطنيُّ حَسنَ الرّأيِ فِيهِ، أَمَرنـِي أَنْ أُخَـرِّجَ حديثَـهُ في «الصَّحيح»([8]). وقال([9]): أخبرنا البَرْقَانِيُّ قال: قال لنا أبو الحسنِ الدّارقطنيُّ: الزُّنَبريُّ ضعيفٌ، ذكره البخاريُّ فيالاحتجاجِ، وأبو حُذَافَةَ قويُّ السّماعِ من مالكٍ([10]). انتهى.
[وفاته: ] تُوفِّي أبو حُذَافَةَ ببغدادَ يومَ الفطرِ سنةَ تسعٍ وخمسِينَ ومائتينِ([11]).
265 ـ أخبرنا محمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ المقدسيُّ مشافهةً بالإجازة، أخبرنا أحمدُ بنُ المحبِّ عبدِ اللهِ، وابنُ خالِ أبيه أبو بكرِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الرحمن المقدسيّان سماعاً قالا: أخبرنا الضياءُ يوسفُ بنُ عمرَ بنِ يوسفَ الخطيبُ قراءةً عليه ونحن نسمعُ ـ قال الأوَّلُ: وأنا في السنـة الخامسـةِ من عمري ـ أخبرنا أبو طاهرٍ بركاتُ ابـنُ إبراهيـمَ الخُشُوْعِيُّ، أخبرنـا هبةُ اللهِ بنُ محمـدٍ، أخبرنـا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليٍّ الخطيبُ.
266 ـ قـال شيخُنَا: وأخبرتنا فاطمةُ ابنةُ سليمانَ([12]) إجازةً، عن محمدِ بنِ عبد الله البَنْدَنِيجِيِّ، أنبأنا محمدُ بنُ عبدِ الملك بنِ خَيْرُونَ، عن أبي بكرٍ الخطيبِ.
267 ـ وقال شيخُنَا أيضاً: وأنبأنا القاسمُ بنُ مُظفّرٍ([13])، أخبرتنا([14]) كريمةُ ابنتُ عبدِ الوهّـابِ القرشيّةُ قراءةً عليها وأنا حاضرٌ، أنبأنا أبو القاسمِ أحمدُ بنُ قَفَرْجَـلٍ، أخبرنـا أبو الحسينِ عاصـمُ بنُ الحسنِ بـنِ محمدٍ العَاصِمِيُّ، قال هو والخطيبُ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مهديٍّ /[77ـ ب] الفارسيُّ ببغدادَ، أخبرنا القاضي أبو عبد اللهِ الحسينُ بنُ إسماعيلَ المَحَاملِيُّ إملاءً:
حدثنا أحمدُ بنُ إسماعيلَ المدنيُّ، حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن حميدِ([15]) بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عَوْفٍ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَنْفقَ زَوْجَينِ([16]) في سَبيلِ الله نُودِيَ في الجَنَّةِ: يا عَبْدَ الله، هذا خَيْرٌ، فَمنْ كانَ منْ أَهْلِ الصَّلاةِ، دُعِيَ من بابِ الصَّلاةِ، ومن كانَ من أَهْلِ الجِهَادِ، دُعِيَ من بَابِ الجِهَادِ، ومن كانَ من أَهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ من بَابِ الصَّدَقَةِ، ومن كانَ من أَهْلِالصِّيامِ، دُعِيَ من بابِ الرَّيَّانِ»([17]).
فقال أبو بكرٍ رضي الله عنـه: بِأَبي أنت وأُمِّي يا رسولَ الله، ما على أحدٍ ممَّن دُعِي من تلـكَ الأبوابِ من ضَرُورةٍ، فهل يُدْعى أحدٌ من تلك الأبوابِ كُلِّها؟ قال صلى الله عليه وسلم: «نَعمْ، وأَرْجُو أَنْ تكونَ منهمْ»([18]).
خرَّجه البخاريُّ عن إبراهيمَ بنِ المنذرِ([19])، والترمذيُّ عن الأنصاريِّ([20]) وهو إسحاقُ بنُ موسى. كلاهُما عن مَعنِ بنِ عيسى.
ورواه النّسائيُّ عن أبي الطاهرِ بنِ السَّرْحِ والحارثِ بنِ مِسكينٍ: كلاهُما عن ابنِ وَهْبٍ([21]).
وعن الحارثِ بنِ مِسكينٍ ومحمدِ بنِ سَلَمةَ: كلاهُما عن ابنِ القاسمِ([22]).
ثلاثتُهُم([23]) عن مالكٍ به. تَابَعَهُم أبو مصعبٍ([24])، وسعيدُ بنُ عُفَيرٍ، وسليمانُ ابنُ بُرْدٍ، وعبدُ الله بنُ يوسفَ([25])، ومحمدُ بنُ المباركِ الصُّوْرِيُّ([26])، ويحيى بنُ يحيى اللّيثيُّ([27])، عن مالكٍ.
وهو عند يحيى بنِ بكيرٍ، عن مالكٍ، مرسلٌ، لم يَذْكُر أبا هريرة ([28]).
ورواهُ ابنُ وَهْبٍ أيضاً عن يونسَ بنِ يزيدَ([29]): كلاهُما([30]) عن ابنِ شهابٍ([31]).
وللحديثِ طُرقٌ إليه([32])، واللهُ أعلمُ.
268 ـ ووجـدتُ بخـطِّ الحافظِ أبي عبدِ اللهِ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ عثمانَ بنِ الذَّهبيِّ، قرأتُ بخطِ أبـي الطاهرِ إسماعيلَ بنِ الأنماطيِّ، أخبرني القاضي العدلُ الحافظُ أبو الخطَّابِ عمـرُ بنُ حسنٍ الكلبيُّ بمصرَ في سنةِ ثمانٍ وثمانِينَ وخمسمائةٍ، أخبرنا الفقيهُ الحافظُ الأكملُ المعظَّمُ أبو القاسمِ /[78ـ أ] ابنُ بَشْكُوَالَ قراءةً عليه بقُرطبةَ في سنةِ أربعٍ وسبعِينَ كذا، أخبرنا الحافظُ أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ يَرْبُوْعٍ قراءةً عليه، قال: قرأتُ على أبي عليٍّ الغسّانيِّ، أخبرك أبو عمرَ بنُ عبدِ البرِّ، حدثني خَلَفُ بنُ القاسمِ، حدثنـا محمـدُ بنُ إبراهيمَ بـنِ إسحـاقَ السَّرَّاجُ ببيتِ المقدسِ، حدثني إسحاقُ بنُ جعفرٍ القَطَّانُ:
حدثنا أبو حُذافة قال: كان عِندنَا بالمدينةِ امرأةٌ تُتَّهمُ بالبِغَاءِ، فَمَاتتْ، فجَاءَتْ الغاسلةُ فَجعلَتْ يَدهَا على فَرْجِهَا، وقالت: يا فَرجُ طَالَـمَا زَنَيت، فَالْتَزقَ اليدُ على الفَرْجِ، فجاؤُوا يستفتُون أهلَ المدينةِ.
فقال قومٌ: اقطعُوا يَدهَا.
وقال قومٌ: كَذَا، وقومٌ كذا.
فاَسْتَفتَوا مَالِكاً ـ رحمه الله ورضي الله عنه ـ فقال: تُضرَبُ الحَدَّ.
قال: فَضُرِبتِ الحدَّ تِسعاً وثلاثينَ، أو أربعينَ، فَبَرَأَتْ اليدُ من الفرجِ([33]).
أبو حذافةَ هذا آخرُ الروّاةِ لـ «موطَّأِ مالكٍ» حَسَبَمَا نَظَمنَاهُ، وتأخَّر فيما أعلمُ عمَّن ذَكرناهُ في الوفاةِ.
p p p
([1]) قال ابن حجر في «تقريب التهذيب»: (ص77): سماعه للموطأ صحيح، وخلط في غيره، من العاشرة، مات سنة تسع وخمسين ومئتين، روى له ابن ماجه. ينظر في ترجمته: «تاريخ بغداد» (4/22 ـ 23)، «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (1/66)، «تهذيب الكمال»: (1/266 ـ 267)، ميـزان الاعتدال (1/215) «الكاشـف»: (1/190)، «تاريخ الإسلام»: (19/34ـ36)، «تهذيب التهذيب»: (1/13)، «تقريب التهذيب»: (ص77)، التحفة اللطيفة (1/103).
([3]) قالـه الذهبي في «ميزان الاعتدال»: (1/215)، وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (1/13)، وذكـره في رواة الموطـأ ابـن الأكفاني فـي «تسميتـة الرواة عـن مالـك»:=
= (201ـ أ)، والقاضي عياض في «ترتيب المدارك» (1/108)، والسيوطي في «تنوير الحوالك»: (1/10).
([5]) زكريا بن دويد بن محمـد بن الأشعث بن قيس الكندي، كذاب، ادعى السماع من مالك والثوري والكبار. قال ابن حبان كان يضع الحديث. ميزان الاعتدال (3/106).
([11]) نسبه الخطيب في «تاريخ بغداد» (4/22 ـ 23)، والمزي في «تهذيب الكمال»: (1/267)، وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (1/13) لمحمد بن مخلد، وزادوا: يوم عيد الفطر.
(2) قال السيوطـي في تنويـر الحوالك (1/313): أي: شيئين من نوع واحد كدرهمين، أو دينارين، أو قرشين (نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير) يحتمل أن يريد: هذا خير أعده الله لك، فأَقْبِل إليه من هذا الباب، أو هذا خيرُ أبواب الجنة لأن فيه الخير والثواب الذي أُعد لك (فمن كان من أهل الصلاة) أي: من كانت أغلب أعماله وأكثرها.
([17]) قال ابن عبد البر في الاستذكار: (5/146): وفيه دليل على أنَّ أعمال البر لا تفتح في جميعها لكل إنسان في الأغلب، وأنَّه إنما فُتح فيها كلها لقليل من الناس، وأبو بكر الصديق من ذلك القليل إن شاء الله.
وقال في «التمهيد»: (7/192 ـ 193): وفيه دليل على فضل أبي بكر رضي الله عنه وأنه من أهل الجنة، وأنه ممن جمع له الأعمال الصالحة، وأنَّه يُنادىَ يوم القيامة من جميع أبواب الجنة لتقدمه في أعمال البر، ورجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقين إن شاء الله، ومعنى الدعاء من تلك الأبواب: إعطاؤه ثواب العاملين ونيله ذلك، والله أعلم.
([18]) هذه الرواية بهذا السند مخرجة في عوالي مالك برواية سليم الرازي (ص291) قال: أخبرنا الخطيب... ثم ساق بقية السند به. وخرَّجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (30/99)، والعلائي في تهذيب الملتمس (ص165).
([20]) «سنـن الترمذي»: كتاب المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كليهما (5/614) برقم (3674).
(5) «سنن النسائي الكبرى»: في كتاب الصيام: باب ذِكْرُ الِاخْتِلَافِ على مُحَمَّدِ بن أبي يَعْقُوبَ في حديث أبي أُمَامَةَ في فَضْلِ الصَّائِمِ (2/95) برقم (2546).
([22]) «سنن النسائي» (المجتبى): كتاب الجهاد، باب: فَضْلُ النَّفَقَةِ في سَبِيلِ اللَّه تَعَالَى (6/47) برقم (3183).
([24]) «الموطأ» برواية أبي مصعـب الزهري: كتاب: الجهاد، باب: فضل النفقة في سبيل الله (1/353) برقم (910)، ومن طريق أبي مصعب الزهري خرَّجه ابن حبان في «صحيحه»: في كتاب البر والإحسان، باب ما جاء في الطاعات وثوابها، ذكر الإخبار=
= بأن أهل كل طاعة في الدنيا يدعون إلى الجنة من بابها (2/5) برقم (308).
([27]) «الموطّأ» بروايـة يحيى بن يحيى الليثي: في كتاب الجهاد، باب ما جاء في الْخَيْلِ وَالْمسَابَقَةِ بَيْنَهَا وَالنَّفَقَةِ في الْغَزْوِ (2/469) برقم (1004).
([28]) لم أقـف على هـذه الروايـة. قـال ابـن عبد البر في «التمهيد» (7/146): تابع يحيى على توصيلهذا جماعة الرواة إلا ابن بكير، فإنه أرسله عن حميد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك رواه عبدالله بن يوسـف، عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد مرسلاً، وقد أسنده جِلَّةٌ عن مالك، منهم: معن، وابن المبارك.
ثم قال بعد ذلك في «الاستذكار» (5/146): والصحيح أنه مسند متصل.
([29]) خرجه مسلم في «صحيحه»: في كتاب الزكاة، باب من جمع الصدقة وأعمال البر (2/711) برقم (1027) من طريق يونس بن يزيد متصلاً.
= 1ـ عن عـبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
عند عبد الرزاق في مصنفه (11/107)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في مسنده (2/268).
2ـ عن أبي الْيَمَانِ، عن شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن ُحمَيْدُ بن عبد الرحمن بن عَوْفٍ، عن َأبي هُرَيْرَةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
عند البخاري في «صحيحه»: في كتاب فضائل الصحابة، بَاب قَوْلِ النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كنت مُتَّخِذًا خَلِيلًا) قَالَهُ أبو سَعِيدٍ (3/1340) برقم (3466).
وهناك طرق أخـرى في صحيح مسلم وغيره: عن الزهري، عن حميد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
فهي في الصحيح ولا داعي للإطالة بذكر الروايات.
ومن خلال استعراض كل الروايات يتبين أن الرواية من طريق مالك صحيحة متصلة، وهناك أئمـة ثقات رووا عنه ذلك، والبعض خالف ورواه مرسلاً، لكن الصحيح كما قاله ابن عبد البر فيما مر هو رواية الاتصال.