جاري التحميل

أشهب بـن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم القيسي

أَشْهَبُ بـنُ عبدِ العزيزِ بنِ داودَ بنِ إِبراهيمَ القَيْسيُّ

ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،

فقال :

[اسمه: ] أَشْهَبُ بـنُ عبدِ العزيزِ([1]) بنِ داودَ بنِ إِبراهيمَ القَيْسيُّ، العَامِرِيُّ، الجَعْديُّ، من بني جَعْدَةَ بنِ كِلابِ بنِ رَبِيعةَ ابنِ عامرٍ.

وأَشْهَـبُ: لقـبٌ عُرِفَ بـهِ، واسمُـه: مِسكِيْنٌ، فيما قالَهُ أبُو بكرٍ أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الشِّيرَازِيُّ في كتابِ «الأَلقابِ» وغيرهِ([2]). وكنيتُه: أبُو عمرٍو([3]).

روى عن: مالكٍ /[46ـ أ ]، واللِّيثِ بنِ سعدٍ، والفضيلِ بنِ عِياضٍ، وبكرِ بنِ مُضَرَ، وسليمانَ بنِ بلالٍ([4]). وعنهُ: الحارثُ بنُ مِسكينٍ، وأحمدُ بنُ عمرِو بنِ السَّرْحِ، وسُحْنُونُ بنُ سعيدٍ، وآخرُون([5]).

وقَرَأَ على نافعِ بنِ أبي نُعيمٍ([6]).

وكـان فقيهاً نبيلاً، حسنَ النَّظرِ من المالِكيِّين المُحقِّقِينَ، وكان كاتبَ خَرَاجِ مِصْرَ([7])، وكان ثقةً فيما روى عن مالكٍ، قالَهُ أبُو عُمرَ بنُ عبدِ البَرِّ([8]).

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ: حدثني محمدُ بنُ عاصمٍ المَعافِرِيُّ قال: رأيتُ في المنامِ كأَنَّ قائلاً يقول: يا محمدُ، فأَجَبْتُهُ، فقال:

ذَهَبَ الَّذِينَ يُقالُ عِندَ فِرَاقِهمْ

لَيتَ البِلَادَ بِأَهْلِها تَتَصدَّعُ

فقلتُ: ما أَخْوفَنِي أنْ يَمُوتَ أَشْهَبُ، فمات في مرضِه ذلك([9]).

[وفاته: ] تُوفي بعدَ وفاةِ الشَّافعيِّ بشهرٍ([10])، وقيل: بثمانِيةَ عَشَرَ يوماً([11]).

وذكر أبُو سعيدِ بنُ أحمـدَ بنِ يونسَ في «تاريخِ مِصرَ»: أنَّه تُوفي يومَ السبتِ لِثَمانٍ بَقينَ مِن شَعبانَ([12]) سنةَ أربعٍ ومائتينِ([13]).

وقيل: تُوفي: سنةَ ثلاثٍ ومائتينِ([14]) والأوّلُ أشهرُ([15]).

190ـ أخبرنـا عبدُ الرحمنِ بنُ محمـدِ بنِ أحمـدَ الفَارُوقِيُّ وآخرُون مشافهةً بالإجازةِ، عن أبي عبدِ اللهِ محمـدِ ابنِ أحمدَ بنِ أبي الهيجاءِ، أخبرنا أبُو عليٍّ الحسنُ ابنُ محمدٍ الحافـظُ سماعاً، أخبرنـا القاسمُ بنُ عبدِ اللهِ الصّفّارُ، أخبرنا أبُو الأسعدِ هبةُ الرحمنِ بنُ عبدِ الواحدِ القُشَيريُّ، أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمن البَحِيْرِيُّ، أخبرنا أبُو نعيمٍ عبدُ الملكِ بـنُ الحسنِ الإِسْفَرَائينيُّ، أخبرنا أبُو عَوَانةَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ، حدثنا يونسُ بنُ عبدِ الأعلى الصَّدَفِيُّ:

حدثنا أَشْهَبُ بنُ عبدِ العزيزِ، أخبرني مالكٌ: أنَّ ابنَ شهابٍ وهشامَ بنَ عروةَ أخبراهُ، عن عروةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: خَرجْنا مع النّبيِّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَداعِ فَأهلَلْنا بعُمرةٍ، ثُمَّ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُهِلَّ بالحجِّ مع العُمْرةِ، ثُمَّ لا يَحِلُّ /[46ـ ب ] حتَّى يَحِلَّ مِنْهمَا جميعاً».

قَالتْ: فَقدمْتُ مكَّةَ وأَنا حَائضٌ، ولَمْ أَطُفْ بالبيتِ، ولا بينَ الصَّفَا والمَرْوةِ، فَشكوْتُ ذلكَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فقال: «انْقُضِي رَأْسكِ وامْتَشِطِي، وأَهلِّي بالحجِّ،ودَعِي العُمْرةَ».

قالت: فَفعَلْتُ، فلمَّا قَضيْنَا الحـجَّ أَرْسلَني رسـولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مـع عَبْدِ الرَّحمنِ ابنِ أَبِي بَكْرٍ إلى التَّنْعيمِ، فَاعْتمَرْتُ، فَقالَ: «هذهِ مكانَ عُمْرتكِ».

فطافَ الَّذينَ أَهَلُّوا بِالعُمرةِ بالبيتِ وبالصَّفَا والمَرْوةِ، ثُمَّ حَلُّوا، ثُمَّ طَافُوا طوافاً آخرَ، بعـدَ أَنْ رَجعُـوا من مِنى لِـحجِّهِمْ. وأَمَّا الَّذينَ كانُوا جَمعُوا الحجَّ والعُمْرةَ، فَإِنَّما طَافُوا طَوافاً واحداً.

خرّجه النّسائيُّ: عن يونـسَ بنِ عبـدِ الأعلى([16])، وعن محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الحَكمِ([17]) كلاهُما: عن أَشْهَبَ، عن مالكٍ، عن ابنِ شهابٍ وهشامِ بن عروةَ به. 

وقال عَقيب حديثِ يونسَ: غريبٌ من حديثِ مالكٍ، عن هشامٍ، ولم يروهِ إلَّا أَشْهَبَ([18]).

وقال عُقيب حديثِ ابنِ عبدِ الحَكَمِ: لم يقل أحدٌ عن مالكٍ عن هشامٍ غيرُ أَشْهَبٍ([19]).

وخرَّجه البخاري: عن القَعْنَبيِّ([20])، وعبدِ اللهِ بنِ يوسفَ([21])، وإسماعيلَ بنِ عبدِ اللهِ([22]).

وخرَّجه مسلمٌ: عن يحيى بنِ يحيى([23])، وأبو داود: عن القَعْنَبيِّ([24]).

وخرَّجهُ النّسائيُّ أيضاً: عن محمدِ بنِ مَسْلَمةَ، والحارثِ بنِ مِسْكِيْنٍ([25]): كلاهُما عن عبـدِ الرحمنِ بنِ القاسمِ، ومحمدِ بنِ يحيى النَّيسابورِيِّ، عن بشـرِ بنِ عمرَ([26])، السِّتّةُ عن مالكٍ بِهِ.

ورواهُ النَّسائيُّ أيضاً: عـن يعقوبَ الدَّوْرَقِيِّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ مَهْديٍّ، عن مالكٍ، فذكرهُ مختصراً: أنَّ الّذين قَرَنُوا طَافُوا طَوافاً واحداً([27]).

191 ـ وقال الحافظُ أبُو عبدِ اللهِ محمـدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ: حدثنـا عليُّ بنُ عيسى، حدثنـا أبُو بكرٍ محمـدُ بـنُ إسحاقَ، حدثنا يونسُ بنُ عبدِ الأعلى: أخبرنا أَشْهَبُ سمعَ مالكاً، وسُئِلَ: أيؤْخَذُ الحديثُ ممَّن لا يحفظُ وهو ثقةٌ؟ فقال: لا، فقيلَ لهُ: يَأْتِي يكتُبُ، فيقول: قد سمعتُها وهو ثقةٌ /[47ـ أ] أيؤْخَذُ مِنهُ؟ قال: لا يُؤْخَذُ منه، أَخافُ أَنْ يُزادَ في كُتبهِ باللّيلِ([28]).

*  *  *

 

 

 

 



([1])   قال ابن حجر في «التقريب» (ص 113): ثقة، فقيه، مات سنة (204ﻫ) وهو ابن (64ﻫ)، من العاشرة، روى له أبو داود والنسائي.

قال القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/260): كان الشافعي وأشهب يتصاحبان بمصر ويتذاكران الفقه، وكان ما بينهما متقارباً، ومن كبار أصحاب الشافعي.

قال القاضي: له «المدونة» في الفقه، رواها عنه سعيد بن حسان وغيره، وهو كتاب جليل كبير كثير العلم، وله كتاب «الاختلاف في القسامة»، و«فضائل عمر بن عبد العزيز» رحمه الله تعالى. ينظر ترجمته في: «التاريخ الكبير»: (2/57)، «المعرفة والتاريخ»: (1/62)، «الجرح والتعديل»: (2/342)، «الثقات»: (8/136)، «الانتقاء»: (ص51/52)، «طبقات الفقهاء»: (ص155)، «ترتيب المدارك»: (1/259 ـ 263)، «الأنساب»: (4/113 ـ 114)، «المنتظـم»: (14/84)، «وفيات الأعيان»: (1/238 ـ 239)، «تهذيب الكمال»: (3/296 ـ 299)، «تاريخ الإسلام»: (14/64 ـ 66)، «العبر»: (1/345)، «الكاشف»: (1/254)، «سير أعلام النبلاء»: (9/500 ـ 503)، «مرآة الجنان»: (2/28)، «الديباج المذهب»: (ص98/99)، «الوافي بالوفيات»: (9/164 ـ 165)، «تهذيب التهذيب»: (1/314)، «تقريب التهذيب»: (ص113)، النجوم الزاهرة(2/175)، «شذرات الذهب»: (2/12)، «الأعلام»: (1/333).

([2])   لم أقف على قول الشيرازي، لكن ذكر هذا القول أكثر العلماء، منهم من سبق الشيرازي، مثل: ابن عبـد الـبر في «الانتقاء»: (ص51/52)، ومنهم من جاء بعده، مثل: القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/259)، وابن خلكان في «وفيات الأعيان»: (1/238) وقال: الأول أصح ـ أي أن اسمه أشهب بن عبد العزيز ـ ، والمزي في «تهذيب الكمال»: (3/296) وغيرهـم. ينظـر: «سـير أعـلام النبلاء»: (9/501)، «الديباج المذهب»: (ص98)، «الوافي بالوفيات»: (9/164)، «تهذيب التهذيب»: (1/314).

([3])   «ترتيب المدارك»: (1/259).

([4])   «ترتيب المدارك»: (1/259)، «تهذيب الكمال»: (3/296).

([5])   «ترتيب المدارك»: (1/259)، «تهذيب الكمال»: (3/297).

([6])   نسب القاضي عياض هذا القول في «ترتيب المدارك»: (1/259) لأبي عمرو المقري.

([7])   وزاد الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: (9/501 ـ 502): وله أموال وحشمة وجلالة.

([8])   خرَّج قول ابن عبد البر: القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/259).

([9])   «ترتيب المـدارك»: (1/263)، «وفيات الأعيان»: (1/239)، «تهذيب الكمال»: (3/298).

([10])   قاله ابن خلكـان في «وفيات الأعيان» (1/238)، ونسبه لأبي جعفر بن الجزار، وقاله الصفدي في «الوافي بالوفيات»: (9/165). وقال الشيرازي في «طبقات الفقهاء»: (ص155): توفي بعد موت الشافعي ولم يحدد مدة.

([11])   قاله ابن عبد البر في «الانتقاء»: (ص51)، ونسبه له القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/262)، وقاله الذهبي في «تاريخ الإسلام»: (14/66)، وقاله ابن فرحون في «الديباج المذهب»: (ص308)، وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (1/314)، ونسبه لأبي سعيد ابن يونس، وابن تغري في «النجوم الزاهرة»: (2/221).

وقال عيـاض في «ترتيب المدارك»: (1/262): بعد نقله للقولين: بـ 23 يوم، ثم قال: وهذا هو المشهور من تاريخ وفاته.

([12])   قاله السمعاني في «الأنساب»: (4/113 ـ 114).

           وقال الذهبي في «العبر»: (1/345): في ثامن عشر شعبان، وقال ابن تغري في «النجوم الزاهرة» (2/176): الثاني والعشرين.

([13])   قاله الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (1/62)، وابن حبان في «الثقات»: (8/136)، والشيرازي في «طبقات الفقهاء»: (ص155)، والسمعاني في «الأنساب»: (4/114)، وابن خلكان في «وفيـات الأعيان»: (1/239)، والمزي في «تهذيب الكمال»: (3/ 298)، والذهبي في «السير»: (9/502)، واليافعي في «مرآة الجنان»: (2/28) وغيرهم.

([14])   نسبه القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/262) لأبي علي البصري.

([15])   أي: القول بأنه توفي سنة (204ﻫ)، وهذا أقول أغلب من ترجم له.

قال ابن خلكان في «وفيات الأعيان»: (1/238): وكانت وفاته بمصر ودفن بالقرافة الصغرى، وهو مجاور قـبر ابن القاسم. وقال الذهبي في «الكاشف»: (1/254): وله (64 سنة).

ينظر: «المعرفة والتاريخ»: (1/62)، «الكاشف»: (1/84)، «تقريب التهذيب»: (ص58)، «شذرات الذهب»: (3/25).

([16])   من طريق يونس بن عبد الأعلى: خرَّجه النسائي في «المجتبى»: كتاب: الطهارة، باب: ذكر الأمر بذلك للحائض عند الاغتسال للإحرام (1/132) برقم (242).

([17])   من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: خرَّجه النسائي في «السنن الكبرى»: كتاب: المناسك، باب: طواف الذي يُهلُّ بالعمرة ثم يحج من مكة (2/461) برقم (4174).

([18])   «المجتبى»: كتاب: الطهارة، باب: ذكـر الأمـر بذلك للحائض عند الاغتسال للإحرام (1/132) برقم (242).

([19])   «السنن الكبرى»: كتاب: المناسك، باب: طواف الـذي يُهلُّ بالعمرة ثم يحج من مكة (2/461) برقم (4174).

([20])   من طريق القعنبي: خرَّجه البخاري في «صحيحه»: كتاب: الحج، باب: كيف تُهل الحائض والنفساء (2/563) برقم (1481).

([21])   من طريق عبد الله بن يوسف: خرَّجه البخاري في «صحيحه»: كتاب: الحج، باب: طواف القارن (2/590) برقم (1557).

([22])   من طريـق إسماعيل بن عبد الله: خرَّجه البخاري في «صحيحه»: كتاب: المغازي، باب: حجة الوداع (4/1596) برقم (4134).

([23])   من طريـق يحيى: خرَّجـه مسلم في «صحيحه»: كتاب الحج، باب: بيان وجوه الإحرام (2/870) برقم (1211).

([24])   من طريق القعنبي: خرَّجه أبـو داود في «سننه»: كتاب المناسك، باب: في إفراد الحج (2/153) برقم (1781).

([25])   من طريق محمد بن مسلمة والحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك: خرجـه النسائي في «المجتبى»: في كتاب المناسك، باب: في المُهلة بالعمرة تحيض وتخاف فوت الحـج (5/165) برقم (2764) مختصراً، وخرَّجـه في «السنن الكبرى»: كتاب المناسك، باب: في المُهلة بالعمرة تحيض وتخاف فوت الحج (2/356) برقم (3745).

([26])   من طريق محمد بن يحيى النيسابوري، عن بشر بن عمر، عن مالك: خرَّجه النسائي في «السنن الكبرى»: كتاب المناسك، باب: طواف المتمتع (2/397) برقم (3909).

([27])   من طريق الدورقي: أخرجه النسائي في «السنن الكبرى»: كتاب المناسك، باب: طواف القارن (2/392) برقم (3912).

([28])   ينظر: «الجرح والتعديل»: (2/26)، «الكفاية في علم الرواية»: (ص277)، «التمهيد»: (22/248)، «التعديل والتجريح»: (1/288)، «الإبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الأصول للبيضاوي»، السبكي، تحقيق: جماعة من العلماء، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1/ 1404ﻫ: (3/222).

الأعلام