الغازي بن قيس الأموي، القرطبي
الغَازِي بنُ قَيْسٍ الأمويُّ، القُرطبيُّ
ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،
فقال :
[اسمه: ] الغَازِي بنُ قَيْسٍ([1]) الأمويُّ، القُرطبيُّ، أبو محمدٍ.
[روى عن: ] رحلَ قديماً، فسمعَ من مالكٍ([2]) «الموطَّأَ»([3])، وشهدَ مالكٍ([4]) وهو يؤلِّفُ «الموطّأَ»([5]).
وقرأَ القرآنَ على نافعِ بنِ أبي نُعيمٍ القارىءِ([6]). وهو أوّلُ من أدخل قراءةَ نافعٍ و«موطَّأَ مالكٍ» الأندلسَ، فيما قاله أبو عمرٍو الدّانيُّ([7])([8]).
وكان يحفظُ «الموطَّأَ» ظاهراً([9])، وكـان القارئُ عليـه يقدِّمُ ويؤخِّرُ ليختبرَ حِفظَ الغازيِّ، فيردُّ عليه ذلك، فلمَّا علمَ أنّه يختبِرُهُ أنكرَ عليهِ، وقال: إن عُدْتَ، لا تَقرأ عليَّ([10]).
قال أصْبَغُ([11]): سمعتُه يقول: والله ما كذبْتُ كذْبةً منذُ اغْتسلتُ؛ ولولا أنَّ عُمَرَ بنَ عبـدِ العزيزِ رضي الله عنه قالَهُ([12]) ما قُلْتُه؛ وما قالهُ عُمَرُ فَخْراً ولا رياءً، ولا سمعةً إلَّا ليُقْتَدى بهِ([13]).
[وفاته: ] قيل/[69ـ أ]: توفِّي سنةَ تسعٍ وتسعِينَ ومائةٍ([14]).
* * *
([1]) وقال الداني كما في «غاية النهاية» (2/3): كان خيراً فاضلاً فقيهاً عالماً أديباً ثقة مأموناً.
قال ابن عبد البر كما في «ترتيب المدارك» (1/200): كان عاقلاً نبيلاً يروي حديثاً كثيراً ويتفقه في المسائل، رأساً في علم القرآن، متهجداً بالقرآن كثير الصلاة بالليل.
وقال القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/199): كان من أفقه أهل إفريقية.
قال الذهبي في «تاريخ الإسلام»: (13/331): وكان كبير الشأن مجاب الدعوة.
قال ابن فرحون في «الديباج المذهب»: (ص 219): وكان إمام الناس بقرطبة في القراءة، كان عالماً فاضلاً ديناً ثقة مأموناً.
قال الفيروزآبادي في «البلغـة في تراجم أئمـة النحـو واللغة»، تحقيق: محمد المصري، جمعية إحياء التراث الإسلامي، الكويت، ط1/ 1407ﻫ : (ص169): أدرك الأصمعي... وكان الخليفة عبد الرحمن بن معاوية يأتيه في منزله ويعظمه ويصله. ينظر ترجمته في: «تاريخ العلـماء بالأندلس»: (1/387)، «ترتيب المـدارك»: (1/199 ـ 200)، «مجـرد أسماء الرواة عن مالك» (ص214)، «الديباج المذهب»: (ص 219)، «البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة»: (ص169)، «تاريخ الإسلام»: (13/331 ـ 332).
([2]) وسَمِعَ من مُحمد بن عَبد الرَّحَمن بن أبي ذِئْب، وعَبِد المَلِك بن جُرَيْج، والأَوْزاعيّ وغَيْرهم كما قال ابن الفرضي في «تاريخ العلماء بالأندلس»: (1/387).
([3]) «ترتيب المدارك»: (1/199)، «الديباج المذهب»: (ص 219).
وقال ابن الفرضي في «تاريخ العلماء بالأندلس»: (1/387): رَحَل في صَدْرِ أيَّام الإمام عبد الرَّحَمن بن مُعَاوية، فَسَمِع من مَالك بن أنَس «المُوَطَّأ». قال محمد بن فتوح الحميديفي «جذوة المقتبس» (1/117): كان عنده «الموطأ» عن مالك.
قال ابن الجزري في «غاية النهاية» (2/3): وأخذ الموطأ عن الإمام مالك بن أنس، فيقال: إنه كان يحفظه بحيث لا يُسقِطُ منه ياءً ولا واواً. وذكره في رواة الموطأ عن مالك السيوطي في تنوير الحوالك (1/10).
([7]) أبو عمرو الداني: عثمان بن سعيد بن عمر الأموي المقرئ، الشهير بابن الصيرفي، ولد سنة (371ﻫ)، وتوفي سنة (444ﻫ)، من كتبـه: «الاقتصاد في رسم المصحف»، «التيسير في القراءات السبع»، «طبقات القراء»، «كتاب الفتـن والملاحم». ينظر: «معجم الأدباء»: (3/486)، «تذكـرة الحفـاظ»: (3/1120)، «طبقـات الحفاظ»: (ص428)، «سير أعلام النبلاء»: (18/77)، «كشف الظنون»: (1/135).
([8]) «ترتيب المـدارك»: (1/199). وقاله ابن الجزري في «غاية النهاية»: (2/3)، والذهبي في «تاريخ الإسلام»: (13/332).
([9]) قاله ابن الفرضي في «تاريخ العلماء بالأندلس»: (1/387)، والحميدي في «جذوة المقتبس»: (1/117)، وابن رُشيد العطار في «مجرد أسماء الرواة» (ص214).
([11]) أصبغ بن خليل القرطبي، يكنى أبا القاسم، كان بصيراً بالوثائق والشروط، ذا فقه حسن، عالماً فقيهاً ورعاً فطناً بالمسائل والفقه، حسن القريحة والقياس والتمييز، من الحفاظ للرأي على مذهب مالك وأصحابه، فقيهاً دارت عليه الفتيا خمسين عاماً، توفي سنة (293ﻫ)، وعمره (88) سنة. «الديباج المذهب»: (ص97).
([12]) أما مقولة عمر بن عبد العزيز فأخرجها أبو نعيم في «حلية الأولياء»: (5/343) قال: قال إبراهيم السكونـي: وقع بين موال لعمر وبين موال لسليمان منازعة، فذكر ذلك سليمان لعمـر، فبينما هو يكلمـه إذ قال سليمان لعمر: كذبت، فقال عمر: ما كذبت مذ علمت أن الكذب شين على أهله.