جاري التحميل

حبيب بن أبي حبيب مرزوق ويقال رزيق الحنفي المدني

حَبِيبُ بنُ أبي حَبِيبٍ مَرْزوقٍ ويقال رُزيق  الحنفيُّ المدنيُّ

ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،

فقال :

[اسمه: ] حَبِيبُ بنُ أبي حَبِيبٍ([1])، مَرْزوقٍ([2])، ويقال: رُزيق([3]) الحنفيُّ، المدنيُّ، ثم المصريُّ.

كاتبُ مالكِ بنِ أنسٍ، وقارئُهُ، وبقراءتِـهِ سمعَ النَّاسُ «الموطَّأَ» فيما ذكرَهُ القاضي عياضٌ، وذَكرَ أنَّ عندَهُ عن مالكٍ «الموطَّأ»([4]) والفِقهَ وكثيراً من الحديثِ؛ لكن ضعّفُوه وكذّبُوهُ([5]).

[وفاته: ] توفِّي بمصرَ سنةَ ثمانِ عشرةَ ومائتينِ([6]).

وقـال محمدُ بـنُ سعـدٍ: أخبرنا محمدُ بنُ عمرَ. فذَكرَ محنةَ مالكِ بنِ أنسٍ([7]) وقال: وكان لهُ كاتبٌ قـد نسخَ كتبَهُ، يقالُ لهُ: حَبِيْبٌ، يقرأُ للجماعةِ، فليس أحدٌ ممَّن يحضرُه يدنُو ولا ينظرُ في كتابهِ، ولا يَسْتفهِمُ هيبةً لمالكٍ وإجلالاً، وكان حبيبٌإذا قرأَ فأخطأ فتحَ عليه مالكٌ، وكان ذلك قليلاً([8]).

وقال مصعبُ بنُ عبدِ اللهِ: كان حبيبٌ يقرأ على مالكٍ وأنا على يمين حبيبٍ، وأخي أبو بكرٍ عن يسارِه وهو أقربُ إلى مالكٍ منِّي؛ لأنَّه كان أسنَّ.

وكان حبيبٌيقرأُ لنا كلَّ يومٍ ورقتينِ أو ورقتينِ ونصفاً، وكان يأخذُ في كلِّ عَرْضةٍ دينارَينِ من كلِّ إنسانٍ([9]).

خرّج حديثَ حبيبٍابنُ ماجه فقط([10]).

وحدَّث حبيبٌأيضاً عن شِبْلِ بنِ عَبَّادٍ وغيرِه([11]).

روى عنه: أحمدُ بنُ الأزهرِ بنِ مَنِيْعٍ، ومِقْدَامُ بنُ داودَ الرُّعَيْنِيُّ، وآخرُون([12]).

247 ـ أخبرنا الحافظُ أبو بكـرٍ محمدُ بنُ عبدِ الله مُشافهةً بالإجازة، أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الرَّحيمِ بنُ إبراهيمَ بقراءتي عليه، أخبرنا جدّي إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ التَّنُوْخِيُّ، أنبأنا يحيى بنُ أسعدَ أبو القاسمِ التَّاجرُ، أخبرنا أبو طالبٍ عبدُ القادرِ بنُمحمدٍ سماعاً في رمضانَ سنةَ ستَّ عشرةَ وخمسمائةٍ، أخبرنا أبو سعدٍ المُظفَّرُ بنُ الحسنِ /[67ـ أ] السِّبْطُ، أخبرنـا جدّي أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ لَالٍ الفقيهُ، حدثنا الزُّبيرُ ـ يعني: ابـنَ عبـدِ الواحـدِ ـ أخبرني أبو عثمانَ عبدُ الحكـمِ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ سلَّامٍ الصّوفيُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أبي رُومَانَ:

حدثناحبيبُ بنُ مَرْزُوْقٍ كاتبُ مالكٍ، حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ، عن الحسنِ بنِ زيـدٍ، عن محمدِ بنِ المنكدرِ قال: ليس لكاتبِ ليلٍ ولا لعاملِ دقّ أفضلُ منَ النَّظرِ إلى الخُضْرةِ([13]).

وقال الحافظُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ الحسنِ بنِ عساكرٍ فيما وجدته بخطِّه في كتابِه «تَهذِيبُ الملتمَسِ من عوالي الإمامِ مالكِ بنِ أنسٍ»([14]):

248 ـ أخبرنا أبو القاسمِ زاهرُ بنُ طاهرٍ الشَّحَّامِيُّ، أخبرنا أبو سعدٍ محمدُ ابنُ عبدِ الرحمن الجَنْزَروِذِيُّ، أخبرنا الحاكمُ أبو أحمدَ محمدُ بنُ محمدٍ الحافظُ، أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الله بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيز البَغويُّ، حدثني سويدُ بنُ سعيدٍ قال: قرأَ حبيبٌعلى مالكٍ ـ يعني: ابنَ أنسٍ ـ ونحـن نسمعُ. (ح) وأخبرنا أبو المظفّرِ عبدُ المنعمِ بنُ عبدِ الكريـمِ، وأبـو محمـدٍ هبةُ الله بنُ سَهلٍ قالا: أخبرنا أبو عثمانَ البَحِيْرِيُّ، أخبرنا أبو عليٍّ الفقيهُ، أخبرنا إبراهيمُ بنُ عبدِ الصَّمدِ، حدثنا أبو مصعبٍ الزُّهريُّ، حدثنا مالكٌ، عن قَطَنِ بنِ وَهْبِ بنِ عُويمرِ بنِ الأجدعِ: أنَّ حنشَ([15]) مولى الزُّبيرِ أخبره: أنَّهُ كانَ جالساً عندَ عبدِ الله بنِ عُمَرَ في الفتنةِ، فأتتهُ مولاةٌ لهُ تُسَلِّمُ عليهِ، فقالتْ: إنِّي أردتُ الخروجَ([16]) ـ وفي حديثِ سُويدٍ أراهُ قالت: الخروجَ يا أبا عبدِ الرّحمنِ([17]) ـ اشتدَّ علينا الزَّمانُ، فقال لها ابنُ عمرَ ـ وقال أبو مصعب: عبدُ اللهِ ابنُ عمرَ([18]) ـ: اقْعُدِي، لَكَاعِ([19]) وفي حديثِ سويـدٍ: 

يا لَكَاع([20]) ـ ، فإنِّي سمـعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا يَصْبِرُ على لأوَائِهَا([21]) ـ زادَ أبو مصعبٍ: أوَشِدَّتِهَا([22]) ـ أحدٌ، إلَّا كنتُ لهُ شفيعاً أوْ([23]) شهيداً ـ وقال أبو مصعبٍ: شهيداً أوْ شفيعاً([24]) ـ يومَ القيامةِ»([25]).

أخرجه مسلمٌ عن يحيى بنِ يحيى([26]).

وأخرجه النَّسائيُّ عن قتيبةَ([27]).

وفي حديثِ مالكٍ: عن هارونَ، عن مَعنٍ /[67ـ ب]: ثلاثتهُم عن مالكٍ. تابعهُم يحيى بنُ يحيى اللِّيثيُّ([28]) عن مالكٍ به.

 

 

*  *  *

 



([1])   ينظر ترجمته في: «العلل ومعرفة الرجال»: (2/52)، «الضعفاء الكبير»: (1/264)، «الجرح والتعديل»: (3/100)، «المجروحين»: (1/265)، «الكامل في ضعفاء الرجال»: (2/411 ـ 414)، «ترتيـب المدارك»: (1/218 ـ 219)، «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (1/189)، «تهذيب الكمال»: (5/366 ـ 370)، «الوافي بالوفيات»: (11/224 ـ 225)، «ميزان الاعتدال»: (2/190 ـ 191)، «الكاشف»: (1/308)، «تاريخ الإسلام»: (15/103 ـ 106)، «المغني في الضعفاء»: (1/146)، «تهذيب التهذيـب»: (2/158)، «تقريب التهذيب»: (ص 150)، «التحفة اللطيفة»: (1/261 ـ 262).

([2])   عند القاضي عيـاض في «ترتيب المدارك»: (1/218)، والمزي في «تهذيب الكمال»: (5/366 ـ 367)، وابـن حجر في «تهذيب التهذيب»: (2/158) اسم والد حبيب: إبراهيم، ويُقال: رزيق، ويُقال: مرزوق.

([3])   وورد في «مجرد أسماء الرواة عن مالك» (ص44)، وفي «الضعفاء والمتروكين»: (1/189)، وفي «تاريخ الإسلام»: (15/103)، وفي «التحفة اللطيفة»: (1/261): (رزيق).

([4])   ذكـره فـي رواة «الموطـأ»: القاضي عيـاض في «ترتيب المـدارك» (1/108/218)، والسيوطي في «تنوير الحوالك» (1/10).

([5])   قاله القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/218).

ونقل ابن الجوزي في كتابه «الضعفاء والمتروكين» (1/189) أقوال العلماء فيه، قال:

قال يحيى: ليس بشيء. وقال أحمد: ليس بثقة وكان يكذب. وقال الرازي: كان يحيل الحديث ويكذب متروك الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث أحاديثه كلها موضوعة عن مالك وغيره. وقال ابن عدي: يضع الحديث. وقال ابن حبان: كان يدخل على الشيوخ الثقات ما ليس من حديثهم، ويقرأ بعض الجزء ويترك البعض ويقول قد قرأت الكل.

قال القاضـي عيـاض في «الإلمـاع» (ص77): ولهذه العلة لم يخرج البخاري من حديث يحيى بن بكير عن مالك إلا القليل، وأكثر عنه، عن الليث، وقالوا: لأن سماعه كان بقراءة حبيب، وقد أنكر هو ذلك.

قال ابن حجر في «تقريب التهذيب»: (ص 150): متروك، كذبه أبو داود وجماعة، روى له ابن ماجه.

([6])   «ترتـيب المدارك»: (1/219)، «تهذيب الكمال»: (5/369)، «تهذيب التهذيب»: (2/158).

([7])   ذكر ابن سعد في «الطبقات الكبرى»: القسم المتمم (ص441 ـ 442) المحنة التي وقعت للإمام مالك، وأسوقها هنا مختصرة: قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر قال: لما دُعيَ مالك بن أنس وشُووِر وسُمع منه وقبلَ قولهُ شنف الناس له وحسدوه وبغوه بكل شيء، فلما وُلي جعفر بن سليمان بن علي المدينة سَعوا به إليه وأكثروا عليه عنده وقالوا: لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء.                                                                               

       فغضب جعفر بن سليمان، فدعـا بمالك فاحتج عليه بما رُقي إليه عنه، ثم جرده ومده وضربه بالسياط ومدت يده حتى انخلع كتفاه وارتكب منه أمرٌ عظيمٌ، فوالله ما زال بعدذلك الضرب في رفعـة عنـد الناس وعلـو من أمره وإعظام الناس له وكأنما كانت تلك السياط التي ضربها حليّاً حلي بها.

قال: وكان مالك يأتي المسجد ويشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى ويقضي الحقوق ويجلس في المسجد ويجتمع إليه أصحابه... ثم ترك ذلك كله... حتى مات على ذلك وكان ربما كُلِّم في ذلك، فيقولُ: ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره.

([8])   «الطبقات الكـبرى»: (1/443). وينظر: «الانتقاء»: (ص42)، «ترتيب المدارك»: (1/218)، «سير أعلام النبلاء»: (8/65)، «تاريخ الإسلام»: (11/325)، «تذكرة الحفاظ»: (1/211)، «الديباج المذهب»: (ص 23).

([9])   خرَّج القاضي عياض هذا الأثر في «ترتيب المدارك»: (1/219) عن ابن أبي خيثمة أنه سأل مصعباً... ثم ساقه مختصراً. وينظر: «سير أعلام النبلاء»: (11/31).

وأذكر هنا طريقة عرض حبيب للموطأ على الإمام مالك رحمه الله:

           قـال يحيى ابـن معين كما في «تاريخه» برواية الدوري (4/458): كان حبيب يقرأ على مالك، وكان يُخَطْرف (يسرع) بالناس يصفح ورقتين ثلاثاً، وشر السماع عرض حبيب على مالك، فإنه كان يقرأ، فإذا انتهى المجلس زاد عليه أوراقاً، ثم كتب: بلغ.

 وكذا قال ابن حبان في «المجروحين»: (1/265): كان يورق بالمدينة على الشيوخ، ويروي عن الثقات الموضوعات، كان يدخل عليهم ما ليس من أحاديثهم، فكل من سمع بعرضه، فسماعـه ليس بشيء، لأنـه كـان إذا قـرأ أخذ الجـزء بيده، ولم يعطهم النسخة، ثم يقرأ البعض، ويترك البعض، ويقول: إنـه قـرأ كلـه، ثم يعطيهم فينسخون، فسماع ابن بكير وقتيبة من مالك كان بعرضه، بل قال أبو أحمد الحاكم: روى أحاديث شبيهة بالموضوعة عن مالك، وابن أبي ذئب، وهشام بن سعد.

قال السخاوي في «التحفـة اللطيفة» (1/262): ثم إن ما تقدم ـ أي: أقوال العلماء في تضعيفه ـ لا ينافي قـول ابن قتيبـة: إنه لما فرغ حبيب، قلت لمالك: يا أبا عبد الله، هذه أحاديثك تعرفها أرويها عنك؟ فقال: نعم.

وربما قال له ذلـك غيري لأن تصفح الأوراق ليس في الأثناء، بحيث إنه لا يخفى على مالك، إنما هو بعـد انتهاء المجلس... وحينئذٍ فهو ممكن، وإِنْ تَوَقَّفَ بعض الأئمة فيه، والله الموفق.

([10])   لم يخرّج ابن ماجه عنه إلا في موضعٍ واحدٍ من «سننه»: في كتاب: التجارات، باب: بيع العربان (2/739) برقـم (2193) قال: حدثنـا الفضـل بن يعقوب الرخامي، حدثنا حبيب بن أبي حبيب أبو محمد كاتب مالك بن أنس، حدثنا عبد الله بن عامر، عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع العربان.

([11])   «تهذيب الكمال»: (5/367).

([12])   «تهذيب الكمال»: (5/367 ـ 368)، «تهذيب التهذيب»: (2/158).

([13])   لم أقف على تخريجِ هذا الأثر، وفي سنده ضعفاء مثل: عبد الله بن أبي رُومَانَ المَعَافريِّ:

قال الذهبي في «ميزان الاعتدال»: (4/99): ضعفه غير واحد، روى خبراً كاذباً.

وقال ابن حجر في «لسان الميزان»: (3/286): وهَّاهُ الدارقطني.

وقد مر الكلام في حبيب وتضعيف العلماء له.

ولهذا الأثر شواهد لكنها موضوعة كما أشار إلى ذلك العلماء، منها: ما رواه القضاعي في «مسند الشهاب» (1/193) «مسند الشهاب، القضاعي، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، مؤسسـة الرسالـة، بيروت، ط2/1986م» عن جابـر بن عبـد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النظرُ إلى الخُضْرةِ يزيدُ في البصـر ِ، والنظـرُ إلى المرأةِ الحسناءِ يزيدُ في البصرِ».

           ومنها: ما رواه الخطيب في «تاريخ بغداد»: (4/286) عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثٌ يَزدنَ في قوة البصرة: النظرُ إلى الخُضْرةِ وإلى الماء الجاري وإلى الوجه الحسن».

قال ابن الجوزي في «الموضوعات» (1/112): هذا حديث باطل.

وقال ابن القيم في «نقـد المنقول» والمحـك المميز بين المردود والمقبول، تحقيق: حسن السماعي سويدان، دار القادري، بيروت، ط1/1990م: (ص53): فحديث: ثلاثةٌ تزيد في البصر... فهذا الكلام مما يجل عنه أبو هريرة وابن عباس، بل سعيد بن المسيب والحسن، بل أحمد ومالك رحمهم الله.

وحديث: «النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر» ونحوه من وضع بعض الزنادقة.

وساق الإمام السيوطي في «اللآلىء المصنوعة» (1/107 ـ 108) طرقاً كثيرة للحديث ثم قال: ومجموع هذه الطرق يرقي الحديث عن درجة الوضع.

 فقال: ومما يقويه ما أخرجه ابن عدي والبيهقي في «شعب الإيمان»: عن قتادة قال: خرجنا مع أنس إلى أرض يقال لها الزاوية، فقال حنظلة السدوسي: ما أحسنَ هذه الخضرة، فقال أنس: كنا نتحدث أنَّ أحبَ الألوان إلى النبي الخضرةُ.

وأخرج البزار وابن السني وأبو نعيم من وجه آخر: عن قتادة، عن أنس قال: كان أحب الألوان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضرة. انتهى كلام السيوطي.

([14])   نسبه لابن عساكر إسماعيل باشا البغدادي في «هدية العارفين»: (5/701) وقال: يقع في (31).

قلت: هذا الكتاب لم أقف عليه من مطبوع أو مخطوط.

([15])   ورد هكذا في «إتحاف السالك» [67 ـ أ ]، والصواب: (يُحَنَّسَ) كما ورد في «الموطأ» (2/885)، وكما ترجم له السيوطي في «إسعاف المبطأ» (ص30) قال: يُحَنَّسَ بن أبي موسى الأسـدي، مولاهم، أبو موسى المدني، روى عن: عمر وابن عمر والزبير وأبي هريرة وعائشة وغيرهم، وعنه: قطن بن وهب ومحمد بن إبراهيم التيمي وجماعة، وثقه النسائي.

([16])   وعند أحمد في «المسند» (2/133) قال: إلى الرِّيفِ، فقال لها: اقْعُدِي.

وزاد ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (1/180): وأنا أريد أن أخرج إلى العراق! فقال: فهلا إلى الشام أرض المحشر؟.

([17])   «الموطـأ برواية سويد بن سعيد»: كتاب الجامع، باب: ما جاء في سكنى المدينة (465) برقم (632).

([18])   «الموطـأ برواية أبـي مصعب الزهـري»: كتاب الجامع، باب: ما جاء في سكنى المدينة (2/54) برقم (1847).

([19])   قال الفراهيدي في «العين»، تحقيـق مهدي المخزومي و إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، (1/45): لِكَعَ ولُكَع ولَكاع... يُوصفُ به من به الحُمْق والموق واللؤم.        

        قال ابن منظور في «لسان العرب» (8/322): يا لُكَع: الصغير في العلم والعقل.

قال النووي في «شرح صحيح مسلم»: (9/151): لَكاع، هي بفتح اللام، وأما العين فمبنية على الكسر. قال أهل اللغة: يقال: امرأة لكاع ورجل لُكَع بضم اللام وفتح الكاف، ويطلق ذلـك على اللئيم، وعلى العبـد، وعلى الغبـي الذي لا يهتدي لكلام غيره، وعلى الصغير.

وخاطبها ابن عمر بهـذا إنكاراً عليهـا، لا دلالة عليها لكونها ممن ينتمي إليه ويتعلق به، وحثها على سكنى المدينة لما فيه من الفضل.

قال الزرقاني في «المنتقى» (4/257): قوله: (اقعدي لكع) على وجه الإنكار عليها والتّبسّط بالسّـبّ على وجـه النّصح لها والإشفاق عليها، لخطئها فيما تريد من الانتقال عن المدينة.

([20])   «الموطأ» برواية سويد بن سعيد: كتاب الجامع، باب: ما جاء في سكنى المدينة (465) برقم (632).

([21])   اللَّأْوَاءِ: قال القاسم بن سلام في «الغريب المصنف»، تحقيـق محمد المختار العبيدي، دار سحنون ، تونس، ط2/ 1996م: (1/647) وغيره: الشدة.

وقال القاضي عياض في «إكمال المعلم» (4/482): الجوع وشدة الْكَسْبِ وَالشِّدَّةُ.

 قال ابن الأثير الجزري في «جامع الأصول» (9/315): اللأواء: الشدة والأمر العظيم الذي يشق على الإنسان، من عيش أو قحطٍ، أو خوف ونحو ذلك.

قال علي بن عبـد الله السمهـودي في «خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى»، تحقيق محمد الأمين الجكني، بلا طبعة: (ص87 ـ 88): ولمسلم عن أبي سعيد مولى المَهْرِي، أنَّهُ جاءَ إلى أبي سعيد الخدري ليَاليَ الحَرّة، فاستْشَارهُ في الجلاء من المدينة، وشَكَا إليه أَسعارَها وكثرةَعِيالِهِ، وأخبرهُ أنْ لا صَبْرَ لهُ على جَهْدِ المدينة ولَأْوَائها، فقال له: ويحك لا آمُرُكَ بذلك، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (1)، وذكر الحديث.                                                     

         قال النووي في «شرح صحيح مسلم»: (9/151): قال العلـماء: وفي هذه الأحاديث المذكورة في الباب دلالات ظاهرة على فضل سكنى المدينة، والصبر على شدائدها وضيق العيش فيها، وأن هذا الفضل باقٍ إلى يوم القيامة.

([22])   «الموطأ» برواية أبي مصعب الزهري: كتاب الجامع، باب: ما جاء في سكنى المدينة (2/55) برقم (1847).

([23])   قال السمهودي في «خلاصـة الوفـا بأخبار دار المصطفى» (1/89 ـ 91): والظاهر كما قال عياض: أنَّ (أو) ليست للشك لكثرة رواته بها، بل للتقسيم؛ شفيعاً للعاصين، وشهيداً للمطيعين، أو شهيداً لمن مات في حياته، وشفيعاً لمن مات بعده، وكل من هذه الشفاعة أو الشهادة خاصة تزيد على شفاعته وشهادته العامتين.

أو تكون (أو) بمعنى الـواو، فقـد رواه البزار برجـال الصحيح عن عمر رضي الله عنه بالواو»، والمفضل الجنيدي عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: «لا يصبر على لأواء المدينةـ وفي نسخة: وحرِّها ـ إلا كنت له شفيعاً وشهيداً».

وينظر: «إكمال المعلم»: (4/482 ـ 483)، «تنوير الحوالك»: (1/638).

([24])   «الموطأ» برواية أبي مصعب الزهري: كتاب الجامع، باب: ما جاء في سكنى المدينة (2/55) برقم (1847).

([25])   «الموطأ» برواية أبي مصعب الزهري: كتاب الجامع، باب: ما جاء في سكنى لمدينة (2/54 ـ 55) برقم (1847)، و«الموطأ» برواية سويد بن سعيد: كتاب الجامع، باب: ما جاء في سكنى المدينة (465) برقم (632).

([26])   من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري: خرَّجه مسلم في «صحيحه»: في كتاب الحج: بَاب التّرْغيب في سكْنى المدينة والصّبْر على لأْوائها (2/1004) برقم (1377).

([27])   من طريق قتيبة بن سعيد: خرَّجه النسائي في «السنن الكبرى»: كتاب: المناسك، باب: ثواب من صبر على جهد المدينة وشدتها (2/487) برقم (4281).

([28])   «الموطأ برواية يحيى الليثي»: كتاب الجامع، باب: ما جاء في سُكنَى المدينةِ والخروجِ منها (2/885) برقم (1569).

           وتابعهم كذلك: إسحاق بن عيسى عند أحمد في «مسنده»: (2/113) برقم (5935)، وعثمان بن عمر عند أحمد في «مسنده»: (2/119) برقم (6001)، وإسماعيل بن عمر عند أحمد في «مسنده»: (2/133) برقم (6174): ثلاثتهم عن مالك، عن قطن بن وهب به.

الأعلام