جاري التحميل

عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن العنبري

عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَهْدِي بنِ حَسَّانِ بنِ عبدِ الرحمن العنبَرِيُّ

ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،

فقال :

 

عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَهْدِي([1]) بنِ حَسَّانِ بنِ عبدِ الرحمن العنبَرِيُّ، ـ وقيل: الأزْدِيُّ ـ مولاهُم، أبو سعيدٍ اللُّؤْلُؤِيُّ البَصْريُّ([2]).

[ولادته: ]

ولد في المُحرَّمِ سنةَ سِتّ([3]) ـ وقيل: سنةَ خمسٍ ـ وثلاثينَ ومائةٍ([4]).

وكان أَحدَ الأئمَّة الثِّقات، والأعلام الأثبَات([5]).

روى عن: عمرَ بنِ ذَرٍّ، وأيمنَ بنِ نَابِلٍ، والسفيانَينِ، والحَمَّادينِ، وشُعبةَ، وآخرينَ([6]).

روى عنه: أحمدُ بنُ حنبلٍ([7])، ومحمـدُ بنُ يحيـى الذُّهْلي، ويحيى بنُ مَعينٍ، وعَليُّ بنُ المَدِيْنيِّ، وخَلْقٌ([8]).

خرَّجَ له الأئمَّةُ السِّتَّةُ([9]).

لازم الإمَام مالكاً، وأخذَ عنه كَثيراً من الحديث والفقه ومعرفةِ الرِّجالِ([10]).

قال عليُّ بنُ المَدِيْنيِّ: إذا اجتمع يحيى بن سعيدٍ وابن مَهْدِيٍّ على تَرك رجلٍ لم أُحدِّث عنه، فإذا اخْتلفَا، أَخذتُ بقولِ عبد الرَّحمنِ؛ لأنَّه أَقصَدُهُمَا، وكان في يحيى تشدُّدٌ([11])، وكان عبد الرَّحمنِ أعلَم النَّاسِ.

وقال: والله لو أُخِذتُ، فحُلِّفتُ، لَحَلَفْتُ باللهِ أنِّي لم أرَ أحَداً أعلَم بالحديث منهُ([12]).

وقال أبو حاتمٍ الرَّازيُّ: ابنُ مَهْدِيٍّ أَثْبتُ أصحاب حَمَّادِ بنِ زيدٍ، وهو إمامٌ ثقةٌ، أَثْبتُ من يحيى بنِ سعيدٍ، وأَتْقَنُ من وكِيْعٍ([13]).

[وفاته: ]

قال محمد بن سـعد: توفي بالبَصْرَةِ في جمادى الآخرة سنةَ ثمان وتسعينَ ومائةٍ([14])، وهو ابنُ ثلاثٍ وتسعِينَ سنة([15]). فعلى قولِ ابنِ سعدٍ: يكون مولدُهُ سنةَ خمسٍ وثلاثين.

والأوّل حَكاه البخاريُّ /[21ـ ب] في «تاريخِه الكبيرِ»، ولم يَذكر غيرَهُ، والله أعلمُ([16]).

111 ـ وكان من دُعاءِ ابن مَهدِيٍّ: ما رواه أبو بكـرٍ محمـد بن إبراهيمَ بنِ عليِّ بنِ عاصمٍ المُقْرِئُ، حدثني إبراهيمُ بـنُ يوسفَ بنِ إبراهيمَ، سمعتُ إبراهيمَ ابنَ عليِّ بنِ عاصمٍ ـ يعني: والـدي ـ يقـول: سمعتُ محمـدَ بنَ سَمَّويْه الخَفَّافَ المُقْرِئَ يقـول: سَأَلني موسى بـن عبدِ الرحمن بنِ مَهْـدِيٍّ حاجةً، فالتَقَيت معهُ في الطريقِ، فقال: يا أبا حَفْصٍ! إِيْش عَمِلت في الحاجةِ؟

قلتُ: ما قَصَّرتُ فيه، ولكن لم يَأْذَن اللهُ عزَّ وجلَّ في قضائِهَا.

فقال موسى: كـان والِدِي عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَهْـدِيٍّ يقول: «اللَّهُمَّ ما قدَّرتَ لِي مِنْ رزقٍ فَيَسِّرهُ لي في عافيةٍ، وما لَمْ تُقدِّرهُ لِي فَضَعْ عَنِّي مَؤُونةَ الطَّلبِ»([17]).

112 ـ أخبرنا الكمالُ أبو العباس أحمد بن الصَّلاحِ عليِّ بنِ محمدِ بنِ قاضي الحِصْنِ قـراءةً عليـه وأنا أسمـع، أخبرنا الحافظان أبو الحَجَّاجِ يوسف بن الزَّكِيِّ عبدِ الرحمن المِزِّيُّ، وأبو محمدٍ القـاسمُ بنُ محمدٍ البِرْزَاليُّ، وإبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ مَعْنٍ التَّمِيْمِيُّ، قالـوا: أخبرنا النَّجِيْبُ أبو المُرْهفِ المِقـدادُ بنُ هبـةِ اللهِ القَيْسِيُّ، أخبرنا العَفيفُ أحمدُ بنُ يحيى بنِ بَركةَ بـنِ الدَّينقيِّ([18])سماعاً، أخبرنا القاضي محمد ابن عبدِ البَاقِي، أخبرنا أبو بكـرٍ أحمد بن عليٍّ الحافظُ، أخبرنا المالكِيُّ ـ يعني: عليَّ ابنَ محمدِ بـنِ الحسنِ ـ، أخبرنـا إبراهيم بن أحمـدَ ـ هـو: الخِرَقِيُّ ـ أخبرنا عليُّ بنُ سُلَيْمٍ، حدثنا أبو عمر، حدثني أبو جعفرٍ: حدثني أحمدُ بنُ حنبلٍ، قال: قرأتُ على عبدِ الرَّحمنِ بنِ مَهْدِيٍّ: مالكٍ، عن زيدِ بنِ أَسْلمَ، عن القَعْقَاعِ بنِ حكيمٍ، عن أبي يونسَ مولى عائشة، قال: أمرتْنِي عائشةُ رضي الله عنها: أَنْ أَكتُبَ لها مُصْحَفاً، ثم قالت: إذا بَلغتَ هـذه الآيـة فآذِنِّي ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ[البقرة: ٢٣٨] فلمَّا بَلغْتُها آذَنْتُهَـا، فأَمْلَتْ عليَّ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلَاةِ الوُسْطَى، وصَلَاةِ العَصْرِ، وقُومُوا للهِ قَانِتِينَ». قال: ثم قالت عائشةُ رضي الله عنها: سمعتُها من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم/ [22ـ أ].

113 ـ وأخبرنـاهُ عالياً أبـو عبـدِ اللهِ محمدُ بنُ التَّقِيِّ أحمدَ بنِ العِزِّ المَقْدِسيُّ إِذْناً عَامًّا، وقَرَأتُـه على أبي المَعالي عبدِ اللهِ بنِ إبراهيمَ المُفيدِ عنه سماعاً، أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ الفقيهِ أبي العباس أحمدَ المَقْدِسِيُّ، أخبرنا حنبل بن عبد اللهِ، أخبرنا هبةُ اللهِ بنُ محمدٍ، أخبرنا الحسن بن عليٍّ التَّمِيْمِيُّ، أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ جعفرٍ، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ:

حدثني أبـي، قال: قَرَأتُ على عبـدِ الرَّحمنِ: مالكٌ، عن زيد بنِ أَسْلَمَ، عن القَعْقَاعِ بنِ حكيمٍ، عن أبي يونسَ مولى عائشةَ رضي الله عنها زوجِ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال: أمرَتنِـي عائشةُ رضي الله عنهـا: أنْ أكْتبَ لها مُصْحَفاً، قالت: إذا بلغْتَ هذه الآية فآذِنِّي: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ، قال: فلمَّا بَلغْتُها آذَنْتُهَا، فأَمْلَتْ عَلَيَّ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلَاةِ الوُسْطَى، وصَلَاةِ العَصْرِ، وقُومُوا لله قَانِتينَ». ثم قالت: سمعتُها من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم([19]).

114 ـ وأخبرتناهُ أَعلى من ذلك المُعَمَّرةُ زَيْنَبُ ابنةُ محمدِ بن عثمانَ السُّكَّرِيِّ بقراءتِي عليها، أخْبركِ أبو الفَـرجِ عبدُ الرحمن بنُ أحمد بن عبدِ الملكِ المَقْدِسِيُّ إِذْناً عامًّا، أخبرنـا داودُ بنُ أحمـدَ بنِ مُلاعِبٍ سماعاً في ربيعٍ الآخـرِ سنةَ إحدى عشرةَ وستِّ مائةٍ، أخبرنا القاضي أبو الفضلِ محمدُ بنُ عمرَ، أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ المُسْلمةِ، أخبرنا عثمانُ بنُ محمدِ بنِ الأدَمِيِّ البزَّازُ، حدثنا أبو بكرٍ عبد الله ابن سليمانَ الأزْدِيُّ من لفظـهِ، في شهـور سنـة ستّ عشرةَ وثلاثمائةٍ، حدثنـا أبو الطَّاهرِ: أخبرنا ابن وهْبٍ: أخبرني مالكٌ، عن زيدِ بنِ أَسْلَمَ، عن القَعْقَاعِ بنِ حكيمٍ،عن أبي يونسَ مولـى عائشة أُمِّ المؤمنِينَ، قـال: أمرتنِي عائشـةُ رضي الله عنها: أنْ أكتبَ لهـا مُصْحَفـاً، ثم قالـت: إذا بلغـتَ هـذه الآيـة: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ [البقرة: ٢٣٨] فآذِنِّي، قـال: فلمَّا بَلغْتُهـا آذَنْتُهَـا، فأَمْلَتْ عَليَّ: «حَافِظُـوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلَاةِ الوُسْطَى وصَـلَاةِ العَصْرِ وقُومُـوا لله قَانِتـينَ» /[22/ب]. ثم قالت: سمعتُها من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

هذا حديث صحيحٌ.

خرَّجهُ مسلمٌ في «صحيحه» عن يحيى بنِ يحيى([20]).

وأبو داود في «سُنَنِـهِ» عن القَعنبِيِّ([21])، والتِّرمـذيُّ في «جامعِـهِ» عن قُتيْبةَ، وعن إسحاقَ بنِ موسى، عن مَعْنِ بنِ عيسى([22])، والنَّسائيُّ في «سُننِهِ» عن قُتيْبةَ، وعن الحارثِ بن مِسْكِينٍ، عن ابنِ القاسمِ([23]).

 الخمسةُ([24]) عن مالكٍ بهِ.

115 ـ أخبرنـا أبـو هريـرة عبدُ الرحمن بنُ الذَّهَبيِّ بقراءتِي عليـه، أخبرنـا القاضي أبو الفضلِ سليمانُ بنُ حمزةَ إجازةً إنْ لم يَكُن حضُوراً، أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عمادٍ الحرَّانِيُّ كتابةً، أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ رِفَاعةَ سماعاً، أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ الحسنِ القاضي، أخبرنا الخَصِيْبُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ الخَصِيْبِ،حدثنا أبي، حدثنـا جعفرُ بنُ محمـدِ بنِ الحسنِ، حدثنـا أبو بكـرٍ محمدُ بنُ بشَّارٍ العَبْديُّ: حدثنا عبد الرَّحمنِ بن مَهْدِيٍّ، حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ قال: قال سعيدُ بنُ المُسيَّبِ: «إِنْ كُنْتُ لأَسِيْرُ الأيَّامَ في طَلبِ الحديثِ الواحدِ».

تابعهُ عليُّ بنُ يحيى القَطَّانُ وغيرُه، عن ابنِ مَهْدِيٍّ. 

116 ـ وأنبأنا أبو بكرٍ محمد بن عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرتنا زينبُ ابنةُ أحمدَ بنِ عبدِ الرَّحيمِ بقراءتِي عليها، أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الكريمِ بنِ السِّنْدِيِّ كتابةً، أخبرنا المَسعُودُ بنُ عليٍّ النَّادِرُ سماعاً، أخبرنا إسماعيـلُ بنُ أحمـدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أخبرنا عمـرُ بـنُ عبيدِ اللهِ بنِ البَقَّـالِ، أخبرنـا عليُّ بنُ محمدِ بنِ بشْرَان، أخبرنا أبو عمرو عثمانُ بنُ أحمدَ بنِ السَّمَّاكِ، أخبرنا حنبلُ بنُ إسحاقَ، حدثني أبو عبدِ اللهِ ـ يعني: أحمدَ ابـنَ حنبلٍ ـ: حدثنا عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَهْدِيٍّ، سمعتُ مالكاً قال: قال ابنُ المُسيَّبِ: «إِنْ كنْتُ لأَغيبُ الأيَّامَ واللَّياليَ في طلبِ الحديثِ الواحدِ»([25]).

117 ـ ورواهُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ جعفرِ بنِ حَمْدَانَ القَطِيْعِيُّ، حدثنـا عبدُ اللهِ ابنُ أحمدَ، حدثني أبي: حدثنا عبدُ الرَّحمنِ، سمعتُ مالكـاً قال: قـال سعيـد بنُ المُسَيَّب: «إِنْ كنْتُ لأسيْرُ الأيَّامَ واللَّياليَ في طلبِ الحديثِ الواحدِ»([26]).

هـذا فيـه انقطاعٌ، فهـو من بلاغاتِ/[23ـ أ] الإمـام مالـك كما صرَّحَ بهِ عبدُ العزيـزِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يحيى بنِ عمـرو بنِ أُويسِ بنِ سعدٍ القُرشيُّ الأويسيُّ المدينيُّ، وعبدُ الله بنُ وهبٍ المصريُّ في روايَتِهما إيَّاهُ عن مالكٍ.

118 ـ قال الحافظُ أبو نُعَيْمٍ أحمـدُ بنُ عبـدِ اللهِ الأصْبَهانيُّ، حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ ـ هُو: الصَّوافُ، حدثنا أبـو إسماعيلَ التِّرْمذيُّ، حدثنا عبدُ العزيزِ الأويْسِيُّ: حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ: أنَّه بلَغهُ عن سعيدِ بنِ المُسيِّبِ أنَّه قال: «إِنْ كنْتُ لأَسيرُ فِي طلبِ الحديثِ الواحدِ مَسِيرةَ اللّيالِي والأيَّامِ»([27]).

119 ـ وقال الحاكمُ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ: حدثنا أبو العباس محمـدُ بنُ يعقوبَ، حدثنـا محمـدُ بنُ عبدِ اللهِ بـنِ عبدِ الحَكَمِ: أخبرنـا ابنُ وهْبٍ، أخبرني مالكٌ قال: بلغنِي أنَّ سعيدَ بنَ المُسَيِّبِ كان يقول:

 «إِنْ كنْتُ لأَسِيْرُ اللَّيالِيَ والأيَّامَ في طلبِ الحديثِ الواحدِ»([28]).

وقد حدَّثَ بهِ الإمامُ مالكٌ مرّةً مُتَّصِلاً، فرواهُ عنه عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَهْدِيٍّكذلك أيضاً.

120 ـ وأنبأنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرنا أبو الفَتْحِ محمدُ بنُ عبدِ الرَّحيمِ سماعاً في صَفَرٍ سنةَ ثمانٍ عشرةَ وسبعمائةٍ بقَرْيةِ عَينَ ثَرْمَا من الغوطة([29])، أخبرنا عبدُ الوهَّابِ بـنُ ظَافِـرٍ، أخبرنـا أحمدُ بنُ محمدٍ الحافظُ، أخبرنا المُبَاركُ بنُعبدِ الجبَّارِ، أخبرنا عليُّ بنُ أحمدَ الغَاليّ، أخبرنا أحمدُ بنُ إسحاقَ النُّهَاونْدِيُّ، أخبرنا الحسنُ بنُ عبدِ الرحمن القاضي، حدثنا محمدُ بنُ خالدٍ الرَّاسِبِيُّ، حدثنا بُنْدَارٌ: حدثنا عبدُ الرَّحمنِ، عن مالكٍ، عن الزُّهرِيِّ، عن سعيدِ بنِ المُسيَّب قال: «إِنْ كُنْتُلأَسِيْرُ ثَلاثاً في الحَديثِ الواحدِ»([30]).

121 ـ وقال الحاكمُ أبـو عبـدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ: حدثنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفقيهُ، حدثنا الحسنُ بنُ عليِّ بنِ زيادٍ، حدثنا إسحاقُ بنُ محمدٍ الفَرْوِيُّ: حدثنـا مالـكٌ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن سعيدِ بنِ المُسيَّبِ، قال: «إنْ كنْتُ لأَسِيْرُ الأيَّامَ واللَّياليَ فِي الحديثِ الواحدِ»([31]).

تابعهُ خالدُ بنُ نزارٍ([32]).

122 ـ قال أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ أبي داود السِّجِسْتَانِيُّ: حدثنا أحمدُ بنُ صالحٍ، حدثنا خالدُ بنُ نزارٍ:

عن مالـكِ بنِ أنسٍ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن سعيدِ [ 23ـ ب] ابنِ المُسيَّبِ، قال: «إِنْ كنْتُ لأرْحلُ الأيَّامَ واللَّياليَ في طلبِ الحديثِ الواحدِ»([33]).

123 ـ ورويْنا من حديثِ أبي قُدَامـةَ عبيـد اللهِ بـنِ سعيـدٍ، قـال: سمعتُ عبدَ الرَّحمنِ بنَ مَهْديٍّ يقول: سألتُ مالكَ بنَ أنسٍ عن حديثٍ وهو واقفٌ، فأَبى أَنْ يُحدّثني، فلمَّا حضرتُ، قال: يا هذا! إِنَّكَ سأَلْتَنِي وأنا واقفٌ، فكَرِهتُ أَنْ أُحدِّثَ حديث رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأنا واقفٌ([34]).

 

 

*  *  *

 



([1])   ينظر ترجمته في: «الطبقات الكبرى»: (7/297)، التاريخ الصغير (2/252)، التاريخ الكبير» (5/354)، «الجـرح والتعديـل»: (1/251 ـ 261)، «الثقات» لابن حبان (8/373)، «حلية الأولياء»: (9/3 ـ 63)، «تاريخ بغـداد»: (10/240 ـ 248)، «ترتيب المـدارك»: (1/233 ـ 235)، «تهذيب الكـمال»: (17/430 ـ 443)، «سير أعلام النبلاء»: (9/192 ـ 209)، «الديباج المذهب»: (ص146)، «تهذيب التهذيب»: (6/250 ـ 253)، «تقريب التهذيب»: (ص351)، «طبقات الحفاظ»: (ص144).

([2])   «تهذيب الكمال»: (17/430).

([3])   قاله البخاري في «التاريخ الكبير»: (5/354) ولم ينسبه لأحد.

([4])   قالـه ابن سعـد في «الطبقـات الكبرى»: (7/297)، والبخاري في «التاريخ الكبير»: (5/354).

([5])   قال ابن حجر في «تقريب التهذيب»: (ص351): ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث.

([6])   «تهذيب الكمال»: (17/431 ـ 432)، «تهذيب التهذيب»: (6/250).

([7])   قال الأعظمي في مقدمة تحقيقه للموطأ برواية الليثي (1/213): قرأ عليه الإمام أحمد بن حنبل الموطأ.

([8])   «تهذيب الكمال»: (17/433 ـ 434)، «تهذيب التهذيب»: (6/250).

([9])   «تهذيب الكمال»: (17/430)، «تهذيب التهذيب»: (6/250).

([10])   قاله القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/233)، وزاد: وله معه حكايات. وينظر: «الديباج المذهب»: (ص146). وذكـره في رواة الموطأ ابن الأكفاني في تسمية من روى الموطأ عن مالك (ق201ـ أ).

([11])   خرج هذا القول الخطيب في «تاريخ بغداد»: (10/243)، والمزي في «تهذيب الكمال»: (17/438)، وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (6/252).

([12])   ينظـر: «الكامـل»: (1/109)، «تاريـخ أسـماء الثقات»: (1/145)، «تاريخ بغداد»: (10/244)، «ترتيب المدارك»: (1/233)، «المنتظم»: (10/69)، «تهذيب الكمال»: (17/438)، «سير أعلام النبلاء»: (9/198)، «تهذيب التهذيب»: (6/252).

([13])   قاله ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل»: (1/255)، (5/290). وينظر: «تاريخ بغداد»: (4/421)، «التعديل والتجريح»: (2/963)، «شـرح علـل الترمذي»: ابن رجب الحنبلي، تحقيق همام عبد الرحيم سعيد، مكتبة المنار، الزرقاء، الأردن، ط1/ 1987م): (1/76)، «تهذيب الكمال»: (17/440)، «تهذيب التهذيب»: (6/252).

([14])   وقالـه خليفـة ابن خيـاط في «طبقاتـه»: (ص227)، والبخـاري في «التاريـخ الكبير»: (5/354).

([15])  «الطبقات الكبرى»: (7/297).

([16])   أورد الإمام البخاري القولين معاً في «التاريخ الكبير»: (5/354): أي: سنة خمس وثلاثين ومئة، وسنة ست وثلاثين، فلعل الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي لم يقف على قول الإمام البخاري الثاني، وهو أنه ولد سنة خمس وثلاثين. وينظر: «الطبقات الكبرى»: (7/297)، «تاريخ بغداد»: (10/240).

([17])   خرَّجه ابن المقرئ في «معجمه»: (2/148) رقم (645)، باب: من اسمه إبراهيم.

           ومن طريـق ابـن المقـرئ خرّجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان»: (3/71) برقم (960) باب: من اسمه إبراهيم.

([18])   الصواب «الدَّبِيقِيِّ»، وهو أحمد بن يحيى بن بركة الدَّبيقِي البغدادي البزاز، و«دبيقة»: من قرى بغـداد من نواحـي نهـر عيسى بالعـراق. ينظر: معجم البلدان (2/438)، «لسان الميزان»: (1/134)، و«تبصير المنتبه بتحرير المشتبه»، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، محمد علي النجار، المكتبة العلمية ، بيروت، لبنان: (1/160).

([19])  «مسند الإمام أحمد»: (6/178) برقم (25489).

([20])  «صحيح مسلم»: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر: (1/437)، برقم (629).

([21])  «سنن أبي داود» كتاب الطهارة، باب في وقت صلاة العصر (1/112) برقم (410).

([22])   «سنـن الترمذي» كتاب تفسير القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: ومن سورة البقرة (5/ 217) برقم (2982).

([23])   «سنن النسائي الصغرى» كتاب الصلاة، باب المحافظة على صلاة العصر: (1/236).

([24])   ومن المتابعات عن مالـك غير هؤلاء الخمسـة، متابعـة يحيى بن يحيى الليـثي في روايته «للموطأ»، كتاب: النداء للصلاة، باب الصَّلاة الوُسطَى (1/138) برقم (313)، ومتابعة سويد بن سعيد عند الحاكم الكبير في «عوالي مالك»: (ص185) برقم (205).

([25])   خرجه ابن حزم في كتابه «الإحكام»: (4/591) بسنده إلى أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي... ثم ساق بقية السند به.

([26])   خرجه الخطيب في كتابه «الرحلة في طلب الحديث»، تحقيق: نور الدين عتر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1/ 1395ﻫ: (ص127) قال: وأنبأنا محمد بن الفرج البزاز، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمـدان... ثم سـاق بقيـة السنـد به. وينظـر: «التعديل والتجريح»: (3/ 1083).

([27])   خرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ»: (1/96) قال: حدثني عبد العزيز، عن مالك... وساق بقية السند به.                                                                                                          

       وخرجه الخطيب في «الرحلة في طلب الحديث»: (1/47) بسنده إلى عبد العزيز الأويسيقال: حدثنا مالك... ثم ساق بقية السند به.

([28])   خرجه البيهقي في كتابه «المدخل إلى السنن الكبرى»، تحقيق محمد ضياء الرحمن الأعظمي، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، الكويت، 1404ﻫ: (ص277) برقم (401) قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ.... ثم ساق بقية السند به.

([29])   عَينُ ثَرمَاء: قرية في غوطة دمشق. وتسمى الآن بـ «عين ترما». انظـر: «معجم البلدان»: (4/177).

([30])   أخرجه الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي: في «المحدث الفاصل»، أوصاف الطالب وآدابه، القول في التعالي والتنزل فيه: (1/223)، قال: حدثنا محمد بن خالد الراسبي... ثم ساق بقية السند به.

([31])   خرجه الحاكم في كتابه «معرفة علوم الحديث»، تحقيق السيد معظم حسين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2/ 1977م: النوع الأول: معرفة عالي الإسناد (ص5)، وأخرجه الخطيب في «الرحلة في طلب الحديث»: (ص129) بسنده إلى إسحاق بن محمد الفروي،قال: حدثنا مالك... وساق بقية السند به.

([32])   قال ابن عبـد الـبر في «جامع بيان العلم وفضله»: (1/94): ووصله خالد بن نزار عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، وخالد بن نزار مصري ثقة.

([33])   خرج متابعة خالد بن نزار: الخطيب في «الرحلة في طلب الحديث»: (ص 128) بسنده إلى أبي بكـر بن أبي داود قال: حدثنـا أحمد بن صالح... وساق بقية السند به. وخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله»: (ص94).

           ولهذا الأثر شاهد عند الفسوي في «المعرفة والتاريخ»: (2/224) عن بُسْرُ بن عُبَيْد الله الحضرمي، قـال: إن كنـت لأركـب إلى المصر من الأمصار في الحديث الواحد لأسمعه. وينظر: «جامع بيان العلم»: (ص95)، «تاريخ دمشق»: (5/7)، (10/164).

([34])   أخرجـه أبو الفضـل المقرئ في «أحاديث في ذم الكلام وأهله»: (5/79) رقم (870) بسنده إلى أبي قدامـة عبيد الله ابن سعيد، قال: سمعتُ عبد الرحمن بن مهدي... وساق بقية السند به.

وهناك رواية أخرى أخرجها القاضي عياض في كتابه «الشفا بتعريف حقوق المصطفى»: (2/139)، وفي «ترتيب المدارك»: (1/81) قال: قال ابن مهدي: مشيت يوماً مع مالك إلى العقيق، فسألته عن حديث، فانتهرني، وقال لي: كنت في عيني أجلَّ من أن تسأل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي.

          وهناك شواهد أخرى كثيرة مذكورة في مظانها. ينظر: «معجم ابن الأعرابي»: (3/128)، «لحلية»: (8/166)، «صفة الصفوة»: (2/80).

الأعلام