جاري التحميل

عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي القعنبي

عَبدُ اللهِ بنُ مَسْلَمةَ بن قَعْنَبٍ الحارثيُّ القَعْنَبِيُّ

ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،

فقال :

[اسمه: ] عَبدُ اللهِ بنُ مَسْلَمةَ ([1])بن قَعْنَبٍ الحارثيُّ، القَعْنَبِيُّ، أبو عبدِ الرحمنِ المدنيُّ، نزيلُ البصرةِ، ثم جاورَ بمكَّةَ، وبها ماتَ رحمَهُ الله.

وكان أَحدَ الأعلامِ المُتقنينَ، والعلماءِ /[42ـ أ] الخاشعينَ.

قال أبُو حاتمٍ الرَّازيُّ: ثقةٌ حجةٌ، لم نَرَ أَخشعَ منهُ([2]).

وقال أبُو زُرْعةَ الرَّازي: ما كتبتُ عن أحدٍ أَجَلَّ في عَيْني منهُ([3]).

وقال أبُو عُمرَ بنُ عَبدِ البَرِّ: حدثنا عبدُ الوارثِ بنُ سُفيانَ، حدثنا قَاسمُ بنُ أَصْبغَ، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ الرَّقِّيُّ: سمعت القَعْنبيَّيقول: لزمتُ مالكاً عشرينَ سنةً حتَّى قرأت عليه «الموطَّأَ»([4]).

ولعبدِ اللهِ إخوةٌ ثلاثةٌ: إسماعيلُ، ويحيى، وعبدُ الملكِ بنو مَسْلَمة بنِ قَعْنَبٍ، والأَربعةُ أخذُوا عن مالكٍ([5]).

[وفاتـه: ] تُوفِّي عبدُ الله بمكَّةَ([6]) يومَ السبتِ([7]) لِستٍّ خلونَ من المُحرَّم، وقيل: في عاشُوراء سنةَ إحدى وعشرينَ ومائتين([8]).

وقيل: تُوفِّي في آخر سنةِ عشرينَ([9]).

روى عن: مالـكٍ، وأَفْلحَ بنِ حُمَيْدٍ، واللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وغَيرهِم([10]).

روى عنهُ: البخاريُّ، ومسلمٌ، وأبو داود([11]).

وروى مسلمٌ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، عن رجلٍ عنه([12]).

وروى عنهُ أيضاً: أَبُو خَلِيْفَةَ الفضلُ بنُ الحُبَابِ الجُمَحيُّ، وأبو زُرعةَ وأبو حاتمٍ الرَّازِيَّانِ، وآخرُون([13]).

176 ـ أخبرنا أبُو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ الشَّرفِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ المُحتسبِ قراءةً عليه وأنا أسمعُ بجامع دمشق، وأبُو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ الصَّائغِ بقراءتي عليه، قـالا: أخبرتنا أمُّ محمـدٍ وزيرةُ ابنةُ عمرَ بنِ أَسعدَ التَّنُوْخِيّةُ، أخبرنا الحسينُابنُ المُباركِ البغْدادِيُّ، أخبرنا عبدُ الأَوَّلِ بنُ عيسى المَالِيْنِيُّ، أخبرنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمدٍ، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ، أخبرنا محمدُ بنُ يوسفَ، أخبرنا أبُو عبدِ اللهِ محمدُ ابنُ إسماعيلَ:

حدثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسْلَمـةَ، عن مالـكٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن الأَعْرجِ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

 «لَا يَمْنَـعْ أَحدُكُـمْ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبةً في جِدارهِ». ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيرَةَ رضي الله عنه: مَا لِي أَرَاكُمْ عنها مُعرضينَ؟ والله لَأَرْمِيَنَّ بها بينَ أَكْتَافِكُم([14]).

صحيحٌ متفقٌ عليه من حديثِ مالكٍ([15])، وغيرِه([16])، عن الزُّهريِّ /[42ـ ب]، وهو عند اللّيثِ، عن مالكٍ.

177 ـ قال القاضي أبُو بكرٍ يوسفُ بنُ القَاسمِ الميَّانِجِيُّ([17]) في «غرائب حديثه»([18]): حدثنا أبُو عامرٍ حامدُ بنُ سَعْدانَ بنِ سعيدٍ بالمَيَّانَجِ، حدثنا محمدُ بنُ رُمحٍ:

حدثنا اللّيثُ بنُ سعدٍ، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن الزُّهريِّ، عن الأعرجِ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنـه، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلهُ جَارهُ أَنْ يَغْرزَ خَشَبةً في جِدارهِ فلا يَمْنَعْهُ».

قال اللّيثُ: هُوَ أَوّلُ مَا لمالكٍ عندَنَا وآخرُهُ.

قال القاضي الميَّانِجِيُّ: وحدَّثناهُ ابنُ قُتيبةَ بِعَسْقَلانَ([19])، وابنُ زَبَّانَ([20]) قالا: حدثنا ابنُ رُمحٍ بإسنادِهِ مثلَهُ.

178 ـ وأنبأنَا الحافظُ أبُو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ المقدسيُّ، أنبأنَا أبُو الحسنِ عليُّ بنُ يحيى الشَّاطِبيُّ سماعاً، وإبراهيمُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ نُوْحٍ المَقْدسِيُّ إجازةً، قالا: أخبرنا أبُو الفضلِ عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الوهّابِ الكَفْرَطَابِيُّ قراءةً عليه ونحن نسمع قال الشَّاطبيُّ: في ذي القَعْدةِ سنةَ اثنينِ وخمسينَ وستمائةٍ. وقال ابنُ نُوحٍ: في جُمَادَى الأُولى سنـةَ ثمانٍ وأربعِينَ وستمائةٍ، أخبرنا أبُو الفرجِ يحيى بنُ محمودٍ الثَّقَفِيُّالأَصبَهانيُّ قَدِمَ علينَا دِمشقَ في ذِي القَعْدةِ سنةَ اثنينِ وثمانينَ وخمسمائةٍ، أخبرنا أبُو طاهرٍ عبدُ الواحدِ بنُ محمدٍ الصَّبَّاغُ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ في شوّالَ سَنةَ سِتَّ عَشرةَ وخمسمائةٍ، أخبرنا أبُو الفرجِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الصّمدِ، حدثنا أبُو بكرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ المُقْرِيِّ، حدثنا محمدُ بنُ الحسنِ بنِ قُتيبةَ العَسْقلانيُّ شيخُ الشَّامِ، ومحمدُ بنُ زَبَّانَ بنِ حَبيبٍ، وإسماعيلُ بنُ داودَ بنِ وَرْدانَ بنِ نافعٍ قالوا: حدثنا محمدُ بنُ رُمحٍ:

حدثنا اللّيثُ بنُ سعدٍ، عن مالكٍ، عن الزُّهريِّ، عن الأعرجِ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنـه قـال رسـولُ اللهُ صلى الله عليه وسلم: «لا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبة في جِدارهِ».

قال أبُو هريرة رضي الله عنه: مَا لي أَرَاكُمْ عنها مُعرِضِينَ؟ والله لَأَرْمِيَنَّ بها بينَ أَكْتَافِكُم.

قال اللّيثُ: هذا أَوّلُ ما لمالكٍ عندنَا/[43ـ أ] وآخِرُهُ([21]).

قال أبُو موسى محمدُ بنُ أبي بكرٍ المَدينيُّ: يعني أنَّهُ ليس لهُ سماعٌ من مالكٍ إلَّا لهذا الحديثِ وحدَهُ، وقد رُوِي عنهُ غيرُ هذا الحديثِ عن مالكٍ، إلَّا أنَّه لا يَثبتُ.

قال: وذَكَـرَ بعضُ أصحابِ اللّيثِ: أن اللّيثَ لم يَرْوِ عن مالكٍ غيرَه، وقد كان مُسْتغنياً عنه. انتهى.

والذي أَبْهَمَـهُ أبُو موسى من أصحابِ اللّيثِ صَرَّحَ بِهِ أبُو محمدٍ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ عليٍّ الخَلَّالُ في كتابه: «ذكرُ من لم يكنْ عندهُ إلا حديثٌ واحدٌ»، فقال بعد روايتِه الحديثَ عن أبي حفصِ بنِ شَاهِينَ قال: كَتبَ([22]) أحمدُ بنُ عبدِ الوارثِ من مصرَ، حدثنا محمدُ بنُ رُمحٍ، فذَكرَهُ([23]).

179 ـ قال أيضاً: وحدثنـا عمـرُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ، وعبدُ الواحدِ بنُ عليٍّ الفَامِيُّ قالا: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ زيادٍ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ وَهْبٍ، أخبرنا شُعيبُ بنُ اللّيثِ، حدثنا أبي، عن مالكِ بنِ أنسٍ، فذَكرَهُ([24]).

قال شعيبٌ: ما روى أبي عنه([25]) إلَّا هذا الحديثَ، ولقد كان عنه مستغنياً([26]).

وقد تابع ابنَ رُمحٍ: يونسُ بنُ محمدٍ المؤدِّبُ([27])، وأبو صالحٍ كاتبُ الليثِ([28])، وشعيبُ بنُ اللّيثِ عن أبيهِ. وتقدّم حديثُ شُعيبٍ.

وقال أبُو محمدٍ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ عليٍّ الخلَّالُ الحافظُ أيضاً في كتابه «ذكر من لم يكن عندهُ إلا حديثٌ واحدٌ»: لم يَصِحَّ عن اللَّيثِ عن مالكٍ إلا هذا الحديثُ الواحد، وقد رُويَ حديثٌ آخر عن الليثِ عن مالكٍ، رواه قُرَادٌ أَبُو نُوْحٍ، عن الليثِ، عن مالـكٍ، وذكروا أنه غلطَ فيه من حديثِه، عن الليث، عن مالكٍ([29]).

وبنحوِ ما قال الخلَّالُ قالهُ راوي كتابهِ المذكورِ عنه الحافظُ أبُو بكرٍ أحمدُ بنُ عليٍّ الخطيبُ البغداديُّ، فقال عن الحديثِ: هو في «الموطأِ»، ولم يَرْوِ ليثٌ عن مالكٍ غيرَه، وقد رَوى قُرَادٌ أبُو نُوحٍ عن ليثٍ عن مالكٍ حديثاً آخر، وغلط قُرَادٌ في ذلك، قالهُ الخطيبُ في كتابـهِ «أسماء من روى /[43ـ ب] عن مالكِ بنِ أنسٍ الإمامِ» في ترجمة ليثِ بنِ سعدٍ رحمةُ الله عليه([30]).

180 ـ أخبرنـا أبُو عبدِ اللهِ محمـدُ بنُ التّقِيِّ أحمدَ بنِ العِزِّ إذناً عامًّا وقرأته على أبي المعالي عبدِ اللهِ بنِ إبراهيمَ الزُّبَيْديِّ وغيرِه عنـه سماعاً، أخبرنا أبُو الحسنِ عليُّابنُ الفقيهِ أبي العباسِ أحمـدَ المَقْدِسِيُّ قراءةً عليـه ونحن نسمع، أخبرنا حَنبلُ بنُ عبدِ اللهِ، أخبرنا هبةُ اللهِ بنُ محمدٍ، أخبرنا الحسنُ بنُ عليٍّ التّميميُّ، أخبرنا أحمدُ ابنُ جعفرٍ، أخبرنـا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ، حدثني أبي، حدثنا أبُو نوحٍ قُرَادٌ، حدثنا ليثُ بنُ سعدٍ، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن الزُّهريِّ، عن عُرْوَةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها، عن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

وعن بعضِ شيوخِهِم: أنَّ زياداً مولى عبدِ اللهِ بنِ عَيَّاشِ بنِ أَبِي رَبِيعَةَ حدّثهم، عن من حدّثه عن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّ رجلاً من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَلسَ بينَ يديهِ، فَقالَ: يا رسولَ اللهِ! إِنَّ لِي مَملُوكِينَ يُكَذِّبُونَنِي ويَخُونُونَنِي ويَعْصُونَنِي، وَأَضْرِبُهُمْ وَأَشْتُمُهُمْ، فَكيْفَ أَنا مِنْهُمْ؟ فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بِحَسبِ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَوَكَذَّبُوكَ، وعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ. فإِنْ كانَ دُونَ ذُنُوبِهمْ؛ كانَ فَضْلاً لكَ، وإِنْ كانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمُ اقْتُصَّ لهمْ مِنْكَ الفَضْلُ الَّذِي بَقِيَ قِبَلَكَ».

فجَعلَ الرَّجلُ يَبكِي بَينَ يَدَي رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وَيَهْتِفُ.

 فقَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا لَهُ مَا يَقْرَأُ كِتَابَ الله: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [الأنبياء: ٤٧]».

فقَالَ الرَّجلُ: يا رسولَ اللهِ مَا أَجِدُ شَيئاً [خَيراً]([31]) مِنْ فِرَاقِ هؤُلاءِ ـ يَعنِي: عَبِيدَهُ ـ أُشهِدُكَ أَنَّهُم أَحرَارٌ كُلُّهُم.

الرَّاوِي عن بعضِ شيوخهِم هو: الليثُ، وشيخُ زيادٍ: ابنُ عمرَ رضي الله عنهما، صُرِّحَ بذلك فيما رواهُ أبُو سعيدِ بنُ الأعرابيِّ في «معجمِه».

181 ـ/[44ـ أ]: عن عبَّاسِ بنِ محمدٍ الدُّوْرِيِّ، عن قُرَادٍ، حدثنا الليثُ، عن بعضِ شيوخِه، عن زيادٍ مولى ابنِ عيّاشٍ حدّثهُم، عن ابنِ عمرَ([32]) رضي الله عنهما: أنَّ رجلاً جَلسَ بين يدي النّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ لي مملُوكِينَ، وذَكرَ الحديثَ بطولهِ([33]). 

182 ـ ورواهُ من الطريـقِ الأوّل: تَمَّامُ بنُ محمـدٍ الرَّازِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ زيادٍ ([34])بحلبَ، حدثنا أحمدُ بنُ حنبلٍ، حدثنا عبدُ الرحمن بنُ عشر([35])، حدثنا الليثُ بنُ سعدٍ، حدثنا مالكٌ، عن الزُّهريِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله! إنَّ لي مملُوكِينَ، وذكر الحديث بطولِه([36]).

183 ـ خرَّجهُ التِّرمذِيُّ في «جامعهِ» فقال: حدثنا مجاهدُ بنُ موسى البغداديُّ، و الفضلُ بنُ سهلٍ الأَعرجُ وغيرُ واحدٍ قالوا: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ غَزْوَانَ أبُو نُوحٍ قال: حدثنا الليثُ بنُ سعدٍ، عن مالكِ بنِ أنسٍ، فذَكرَهُ بطولِه.

وقال: هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفُه إلا من حديثِ عبدِ الرحمنِ بنِ غَزْوانَ، وقد روى أحمدُ بنُ حَنْبلٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ غَزْوانَ هذا الحديثَ([37]). ([38]) انتهى.

وقد تابَعُه: محمدُ بنُ هارونَ بنِ حميدٍ البَيِّعُ، عن مجاهدِ بنِ موسى المَخْرَميِّ، عن قُرادٍ بهِ([39]).

وقال أبُو أحمدَ الحاكمُ عن قُرادٍ: روى عن الليثِ حديثاً منكراً([40]).

وبالغ أحمـدُ بنُ صالحٍ لمَّا سُئِلَ عن حديثِ قُرادٍ هذا، فقال: هذا حديثٌ موضوعٌ([41]).

وقال البيهقيُّ بعد أن روى الحديثَ في كتابهِ «شُعبُ الإيمان»([42]) فقال:

184 ـ أخبرنا أبُو عبدِ الله الحافظُ، حدثنا أبُو العباسِ الأصمُّ، حدثنا العباسُ ابنُ محمدٍ، حدثنـا قُرادٌ أبُو نوحٍ، فذكَـر الحديثَ بطولِـه، ثم قال: هذا المتنُ شبيهٌ بالإِسناد الثاني غيرُ شبيهٍ بالإسنادِ الأوَّلِ ([43])، تفرَّد به قُرادٌ، ويُشبهُ أن يكونَ غلطاً من بعض الكُتَّابِ ([44]). انتهى.

وقد روى الليثُ، عن مالكٍ غيرَ ما تَقدَّمَ، لكن بواسطةٍ.

185 ـ قال الطبرانيُّ: حدثنـا مُطَّلِبُ بنُ شُعَيْبٍ، حدثنا عَبدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ، حدثني الليثُ بن سعدٍ، أخبرني يحيى بنُ أيوبَ، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن/[44ـ أ] ابنِ شهاب، عن حميدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عَوفٍ، عن أُمِّ كُلْثُوْمٍ بنتِ عُقْبَةَ رضي الله عنها: أنَّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَيسَ الكَذَّابُ الَّذي يَمْشي يُصْلِحُ بينَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْراً أَوْ يَقُولهُ».

لم يَرْوِهِ عن مالكٍ إلّا يحيى، تَفرَّدَ به الليثُ، قالَهُ الطّبرانيُّ([45]).

وروى الليثُ، عن سعيدِ بـنِ عبدِ الرحمن الجُمَحِيِّ([46])، عن مالكٍ، وروى أيضاً عن خالدِ بنِ يزيدَ([47])، عن سعيدِ بنِ أبي هلالٍ، عن مالكٍ، قالَهُ أبُو الحسنِ الدَّارَقُطْنيُّ. 

وحديثُ الليثِ عـن سعيدٍ الجُمَحِيِّ، عن مالكٍ؛ رواهُ الحاكمُ أبُو عبد الله محمدُ بنُ عبدِ اللهِ النَّيسَابُورِيُّ، فقال:

186 ـ حدثنـا أبُـو العبـاسِ محمـدُ بنُ يعقوبَ، حدثنـا أبُو عليٍّ الحسنُ بنُ عبدِ الرحمـن الجُرْزِيُّ الجَرْميُّ بمصرَ، حدثنا عبدُ الله بنُ صالحٍ، حدثنا الليثُ بنُ سعدٍ، عن سعيدِ بـنِ عبدِ الرحمن، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن طلحةَ بنِ عبدِ الملكِ، عنِ القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ رضي الله عنها: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ نَذرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ، ومَـنْ نَـذرَ أَنْ يَعْصِـيَ اللهَ فَلا يَعْصِهِ». هذا حديثٌ لم نكتُبْهُ عالياً إلا عن أبي العباسِ، وهـو محفوظٌ من حديثِ([48]) عبدِ الملكِ، غريبٌ من حديثِ مالكِ بنِ أنسٍ عنه، ومن حديثِ اللّيثِ، عن سعيدِ بنِ عبدِ الرحمن الجُمَحِيِّ عنه، قالَهُ الحاكمُ أبُو عبدِ اللهِ([49]).

ولا عَجَبَ نزولُ الليثِ في هـذا، فإنه يفعلُ من هذا كثيراً، فإنَّهُ يَروِي عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، وعبدِ الله بنِ أبي مُلَيْكَةَ، ونافعٍ، وسعيدٍ المَقْبُرِيِّ([50]) وغيرِهم من التَّابعين، ثم يَنزِلُ إلى أَنْ يَروِي عن كاتبِهِ عبدِ اللِه بنِ صالحٍ ومن دونَهُ([51]).

من ذلك أنَّهُ رَوى عن نافعٍ كثيراً، ثم روى عن هِقْلٍ، عن الأوزاعيِّ، عن داودَ بنِ عطاءٍ، عن موسى بنِ عُقبةَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما قال: مَنْ حَلفَ على يَميْنٍ، فَقالَ إِثْرَهَا: إِنْ شاءَ اللهُ، ثُمَّ حَنثَ فيها، فَكفَّارتُها قَوْلُ: إِنْ شاءَ اللهُ.

حديثٌ موقوفٌ([52])/[45ـ أ ]،  وهو منكرٌ من قِبَلِ داودَ بنِ عطاءٍ المَدِيْنِيِّ، فإنَّهُ متروكٌ([53]).

 

*  *  *

 



([1])   قال ابن حجر في «التقريب» (ص323): ثقة عابد، كان ابن معين وابن المديني لا يقدمان عليه في «الموطأ» أحداً، من صغار التاسعة، مات في سنة (221ﻫ) بمكة، روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.

ينظر ترجمته في: «التاريخ الكبير»: (5/212)، «التاريخ الصغير»: (2/306)، «تاريخ الثقـات»: (ص279) برقـم (888)، «الجـرح والتعديـل»: (5/181)، «الثقات»: (8/353)، «رجـال صحيح البخاري»: (1/430 ـ 431)، «رجال صحيح مسلم»: (1/391)، «الانتقاء»: (ص61/62)، «التعديل والتجريح»: (2/832)، «الإكمال»: (7/119)، «ترتيب المدارك»: (1/263 ـ 264)، «المعجم المشتمل»: (ص162)، «الأنساب»: (4/531)، «اللباب»: (3/50)، («وفيات الأعيان»: (3/40)، «تهذيب الكـمال»: (16/136 ـ 143)، «تاريخ الإسلام»: (16/245 ـ 249)، «سير أعلام النبلاء»: (10/257 ـ 264)، «تذكرة الحفاظ»: (1/383 ـ 384)، «الكاشف»: (1/598) برقم (3023)، «مرآة الجنان»: (2/81)، «الديباج المذهب»: (ص131 ـ 132)، «توضيح المشتبـه»: (7/240)، «تهذيب التهذيب»: (6/28 ـ 29)، «تقريب التهذيب»: (ص323)، «طبقـات الحفاظ»: (ص168 ـ 169)، «شجرة النور الزكية» (ص57).

([2])   «الجرح والتعديل»: (5/181)، «الانتقاء»: (ص62)، «تذكرة الحفاظ»: (1/383)، «الكاسف»: (1/598)، «تهذيب التهذيب»: (6/29).

([3])   «الجرح والتعديل»: (5/181)، «الانتقاء»: (ص62)، «تذكرة الحفاظ»: (1/383)، «الكاسف»: (1/598)، «تهذيب التهذيب»: (6/29).

([4])   ينظـر: «ترتيب المدارك»: (1/232)، «الديباج المذهب»: (ص131)، «شجرة النور الزكية»: (ص57).

وهذه أقوال العلماء في سماعه للموطأ من مالك، ومن قال بروايته عن مالك:

نقل الذهبي في «تاريخ الإسلام»: (16/247) عن إسماعيل القاضي قال: كان القعنبي لا يرضى قراءة حبيب فما زال حتى قرأ بنفسه «الموطأ» على مالك.

وقال العجلي في «معرفـة الثقات»: (2/61): بصري، ثقة، رجل صالح، قرأ مالك بن أنس عليه نصف «الموطأ»، وقرأ هو على مالك النصف الباقي.

ونقل ابـن حجـر في «تهذيب التهذيب»: (6/29) عن الدارقطني قال: قال النسائي: القعنبي فوق عبد الله بن يوسف في «الموطأ». وقال الحاكم: سُئِلَ ابن المديني عنه، فقال: لا أقدم من رواة «الموطأ» أحداً على القعنبي.

          وذكره في رواة «الموطأ»: ابن الأكفاني في «تسمية من روى الموطأ عن مالك» (201ـ أ)، والقاضي عيـاض في «ترتيب المدارك» (1/108)، والسيوطي في «تنوير الحوالك» (1/9).

([5])   قاله القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/232)، وزاد: وإخوته كلهم ثقات.

([6])   قال ابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (6/29): هذا قول أبي موسى الزمن ـ محمد بن المثنى البصري ـ في «تاريخه»، وقال مطين في تاريخه: مات بطريق مكة، ولكن قال ابن عدي وابن حبان: إنه مات بالبصرة، والله أعلم.

([7])   قال الترمذي كما في «ترتيب المدارك»: (1/232): يوم خميس.

([8])   قاله البخاري وأبو داود كـما في «تهذيب الكمال»: (16/141)، وخليفة بن خياط في «طبقاته» (ص229)، وابن زبر الربعي في «مولد العلماء»: (2/490)، وابن منجويه في «رجال مسلم»: (1/391)، والباجي في «التعديل والتجريح»: (2/832) وغيرهم.

([9])   قاله البخاري في «التاريخ الصغير»: (2/345).

([10])   «تهذيب الكمال»: (16/137).

([11])   «تهذيب الكمال»: (16/138).

([12])   «تهذيب الكمال»: (16/138).

([13])   «تهذيب الكمال»: (16/138).

([14])   ومعنى قول أبي هريرة رضي الله عنه: «والله لأرمينَّ بها بين أكتافكم»: قال العظيم آبادي في «عون المعبود شـرح سنن أبي داود»، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2/ 1995م: (10/46): قال القسطلاني: أي: لأصرخنَّ بالمقالة فيكم، ولأُوجعنَّكم بالتقريع بها كما يُضرب الإنسان بالشيء بين كتفيه ليستيقظ من غفلته.

 والمعنى: إن لم تقبلوا هذا الحكم وتعملوا به راضين، لأجعلنَّ الخشبة على رقابكم كارهين، وقصد بذلك المبالغة. قاله الخطابي.

          وقال الطيبي: هو كناية عن إلزامهم بالحجة القاطعة على ما ادعاه، أي: لا أقول: الخشبة ترمى على الجدار بل بين أكتافكم لما وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبر والإحسان في حق الجار وحمل أثقاله.

([15])   أخرجه: البخاري في «صحيحـه»: في كتاب المظالم، باب: لا يمنع جاره أن يغرز خشبه في جـداره (2/869) برقـم (2331) من طريـق القعنبي، ومسلم في «صحيحه»: في كتاب المساقاة، باب: غرز الخشب في جدار الجار (3/1230) برقم (1609) من طريق يحيى بـن يحيـى النيسابوري، كلاهمـا عن مالك، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه... الحديث.

([16])   منهم: سفيان بن عيينة عند مسلم في «صحيحه»: كتاب: المساقاة، باب: باب غرز الخشب في جـدار الجـار (3/1230) برقم (1609)، وأبو داود في «سننه»: كتاب: الأقضية، بابٌ في القضاء (3/314) برقم (3634)، والترمذي في «سننه»: في كتاب: الأحكام، باب ما جاء في الرجل يضع على حائـط جـاره خشباً (3/635) برقم (1353)، وابن ماجـه في «سننـه»: في كتـاب: الأحكـام، باب: الرجـل يضـع خشبةً على جدار جاره (2/783) برقم (2335).

ومنهم: يونس بن يزيـد، ومعمر بن راشد عند مسلم في «صحيحه»: في كتاب المساقاة، باب: غرز الخشب في جدار الجار (3/1230) برقم (1609).

([17])   والميانجي نسبـة إلى ميانج موضع بالشام، والمنسوب إليها: القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الشافعي المحدّث نزيل دمشق، ناب في القضاء مدة عن قاضي قضاة بني عبيد أبي الحسن عليّ بـن النعمان، كان الميانجي مسند الشام في زمانه، وكان ذا رحلة وفهم وتواليف مع الثقة والأمانة، من آثاره: أمالٍ في الحديث، توفي في شعبان سنة (375ﻫ). ينظر ترجمته في: «العبر»: (2/377)، «سير أعلام النبلاء»: (16/361 ـ 363)، «شذرات الذهب»: (3/86).

([18])   وعنوانه «غرائب حديث الميانجي» ولا يزال مخطوطاً ضمن مجموع بالمكتبة الظاهرية برقم (279). ينظر: «فهارس آل البيت»: (2/1128).

وهناك كتاب آخر مطبوع للميانجي أيضاً بعنوان: «الأمالي والغرائب في الحديث الشريف» بتحقيق بدري محمـد فهـد، دار جريـر، عمان ط1/1425ﻫ، 2005م، وراجعت هذا الكتاب من أوله لآخره (ص105حتى 174) ولم أقف على تخريجه للحديث.

([19])   خرَّجه من طريق ابن قتيبة: ابن حبان في «صحيحه»: في كتاب البر والإحسان، باب الجار (2/270) برقـم (515). وابن قتيبة هو: محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، محدث فلسطين، الحافظ الثقة، أبو العباس. سمع: صفوان بن صالح المؤذن، وهشام بن عمار، ومحمد بن رمح، وغيرهم، حدث عنه: ابن عدي، وأبو علي النيسابوري، والقاضي يوسف الميانجي، وأبو بكر بن المقري، وخلق. قال الذهبي: أحسبه توفي في سنة (310ﻫ). «تذكرةالحفاظ»: (2/764).

([20])   خرَّجه من طريق ابن زَبَّان: ابن المظفر في «غرائب مالك بن أنس» (ص63/64) رقم (22) قال: حدثنا محمد بن زبان، أخبرنا محمد بن رمح... وساق بقية السند به.

          وخرجه كذلك من طريق ابن زَبَّان: ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (5/435)، والرافعي في «التدوين في أخبار قزوين»: (3/316)، كلاهما من طريق محمد بن زَبَّان الحضرمي، عن محمد بن رمح، عن الليث بن سعد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه به.

ومحمـد بن زَبَّان بن حبيب، أبو بكر الحضرمي، محدث مصر، كان رجلاً صالحاً متقللاً فقيراً لا يقبل من أحد شيئاً، وكان ثقةً ثبتاً، توفي سنة (317ﻫ). «سير أعلام النبلاء»: (14/519 ـ 520).

([21])   خرَّجه من هذه الطريق: ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (5/435 ـ 436) فساقه بسنده إلى أبي بكر محمد بن إبراهيم المقري قال: أخبرنا محمد بن زَبَّان، وابن قتيبة، وإسماعيل بن داود بن وردان، قالوا: أخبرنا محمد بن رمح... وساق بقية السند به.

([22])   زاد الحسن بن محمد الخلال في كتابه «ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد»، تحقيق رضا أبو شامة الجزائري، دار ابن القيـم، السعوديـة، دار ابن عفان، القاهرة،  1/2004م: (ص64) برقم (41): (إليَّ).

([23])   «ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد»: (ص64) برقم (41).

([24])   «ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد»: (ص100) برقم (77).

وخرَّج رواية شعيب عن أبيـه أيضاً: أبـو نعيـم في «حلية الأولياء»: (3/378) فقال: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم وسليمان بن أحمد قالا: حدثنا أبو بكر بن سهل، حدثنا شعيب بن يحيى، حدثنا الليث بن سعد، عن الزهري، عن الأعرج، عن أنس بن مالك... الحديث.

قال أبو نعيم: تفرد بـه شعيب عن الليث بروايته عن أنس، ورواه مالك والناس عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

وخرجه كذلـك من طريق شعيب عن أبيه (الليث): الطبراني في «المعجم الأوسط» (2/265) برقم (3100)، قال الطبراني: لمْ يروِ هذا الحديث عن الزهري إلا الليث، ولا عن الليث إلا شعيب.

([25])   أي: عن مالك. ينظر: كتاب «ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد»: (ص64) برقم (41).

([26])   «ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد»: (ص64) برقم (41).

([27])   خرَّج هذه المتابعة عن يونس: أبو عوانة في «مسنده» كتاب البيوع، باب: بيان النهي عن منع الجار جـاره إذا سأله أن يضع خشبة (3/419) برقم (5542)، والبيهقي في «السنن الكـبرى»: كتاب إحياء الموات، باب مَنْ قَضَى فِيما بين النَّاسِ بِمَا فِيهِ صَلاحُهُم (6/157) برقم (11660).

([28])   أخرج متابعة أبي صالـح: ابن عبد البر في «التمهيد»: (10/219)، وفيه: قال الليث: هذا إن شاء الله مالنا عن مالك وآخره.                                                                       

       وأبـو صالح: هو عبد الله بـن صالح بن محمد بن مسلم الجهني، المصري، كاتب الليث، صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة، مات سنة (223ﻫ). «تقريب التهذيب»: (ص 308).

([29])   «ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد»: (ص100) برقم (77).

([30])   «مجرد أسماء رواة الموطأ عن مالك» للعطار (ص 136).

([31])   زيادة من الترمذي في «سننه»: (5/320)، وأحمد في «مسنده»: (6/280).

([32])   لم يقل ابن الأعرابي في «معجمه» (4/287): عن ابن عمر، ولكنه قال: عمن حدثه، والإمام الذهبي عندمـا ذكـر الحديث من طريق ابن الأعرابي في «ميزان الاعتدال»: (4/307) أورده متصلاً عـن ابن عمر مثلما ذكر ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله، فلعل الخطأ هو من بعض النُّساخ.

([33])   «معجم ابن الأعرابي» (4/287) برقم (1780)، ومن طريق ابن الأعرابي خرَّجه الذهبي في «ميزان الاعتدال»: (4/307).

([34])   قال الذهبي في «ميزان الاعتدال»: (6/36): محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي الرازي، المحدث، الجوال.

          ضعفه أبو أحمد الحاكم، وقال الدارقطني: متروك. وقال الذهبي بعد أن أورد الحديث من طريقه: هذا باطل.

([35])   هكذا ورد في الأصل: إتحاف السالك [44 ـ أ]، لكن الصواب (غزوان) كما هو مذكور في فوائد تمام (3/105)، (الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام، جاسم بن سليمانالفهيد الدوسري، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط1/1987م).

([36])   «الروض البسام بفوائد تمام»: (2/78 ـ 79) برقم (1192). وينظر: «ميزان الاعتدال»: (6/36)، قال الذهبي: هذا باطل.

([37])   أخرجـه الترمذي في «سننه»: في كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة الأنبياء عليهم السلام (5/320) برقم (3165).

([38])   أخرجه الإمام أحمد في «المسند»: (6/280) برقم (26444).

([39])   وهذه المتابعة لم أقف عليها، والسند رجاله ثقات:

ـ محمد بن هارون بن حميد أبو بكر البيع يعرف بابن المجدر، سمع: بشر بن الوليد الكندي، وأبا الربيع الزهراني، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وغيرهم. روى عنه: محمد بن خلف ابن جيـان، ومحمـد بن المظفر، وأبـو الفضـل الزهري، وغيرهم، وكان ثقة، مات سنة (312ﻫ). «تاريخ بغداد»: (3/357). وينظر: «تاريخ الإسلام»: (23/444 ـ 445).

ـ مجاهد بن موسى الخوارزمي، وهو الخُتَّلي، أبو علي، نزيل بغداد، ثقة، من العاشرة، مات سنة (244ﻫ)، روى له مسلم. «تقريب التقريب» (ص520).

([40])   نقله الذهبي في «ميزان الاعتدال»: (4/306).

([41])   نقله الذهبـي في «ميزان الاعتدال»: (4/306)، وابن حجـر في «تهذيب التهذيب»:  (6/223 ـ 224).

([42])   «شعب الإيمان»: الباب الثامن والخمسون: في الإحسان إلى المماليك (6/377 ـ 378) برقم (8586).

([43])   هذا ما يسميه العلماء بالإعلال بالشبه، قال ابن رجب في شرح علل الترمذي (2/861): حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهـم للحديث، ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحد منهم، لهم فهم خاص (يفهمون) به أن هذا الحديث يشبه حديث فلان، ولا يشبه حديث فلان، فيعللون الأحاديث بذلك. وهذا مما لا يعبر عنه بعبارة تحصره، وإنما يرجع فيه أهله إلى مجرد الفهم والمعرفة التي خصوا بها عن سائر أهل العلم.

([44])   أخرج الدارقطني الحديث في «غرائب مالك» من هذه الطريق كما في «تهذيب التهذيب»: (6/223 ـ 224) قال: حدثنا العباس بن محمد، حدثنا قراد... ثم ذكره.

قال الدارقطني: قال لنا أبو بكر: ليس هذا من حديث مالك، وأخطأ فيه قُراد، والصواب عن الليث: ما حدثنـا بـه بحر بن نصر من كتابه، حدثنا ابن وهب، أخبرني الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش قال: أتى رجل، فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.

 قال الدارقطني: لم يروه عن مالك، عن الزهري غير قُراد عن الليث، وليس بمحفوظ.

قال ابن حجر: وساقه الدارقطني من عدة طرق غير هذه عن قُراد كذلك، وقال الخليلي: قُراد قديم روى عنه الأئمة، ينفرد بحديثٍ عن الليث لا يُتابع عليه، يعني هذا، وقال الدارقطني في «الجرح والتعديل»: ثقة وله أفراد، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: صدوق. انتهى كلام الحافظ ابن حجر.

([45])   أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط»: باب: من اسمه مطلب (8/286) برقم (8655)، وفي «المعجم الكبير»: (25/76) برقم (188).

وخرَّجه ابن حبان في «صحيحه»: في كتاب: الحظر والإباحة، باب الكذب (13/40) برقم (5733)، وتمام في فوائده (1/135) برقم (310)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (6/410) برقم (2450)، والخطيب كما في «مجرد أسماء الرواة عن مالك» (ص189) كلهم من طريـق الليث بن سعد، عن يحيى بـن أيوب، عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم رضي الله عنها... الحديث.

والحديث مخرَّج في «الصحيحين» من غير طريق مالك: خرجه البخاري في «صحيحه»: كتاب الصلح، باب: ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس (2/958) برقم (2546) عن صالح بن كيسان، ومسلم في «صحيحه»: كتاب البر والصلة والآداب، باب: تحريم الكذب وبيان المباح منه (4/2011) برقم (2605) عن يونس بن يزيد كلاهما عن ابن شهاب، عن حميد بن عبدالرحمـن بن عوف، عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها... الحديث.

([46])   ذكر الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: (8/162) في ترجمة الليث بن سعد: أن الليث روى عمن هو في طبقته بل أصغر، ر

الأعلام