جاري التحميل

عبد الله بن يوسف الكلاعي أبو محمد الدمشقي

عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ الكَلاعِيُّ أبو محمدٍ الدِّمشقيُّ

ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،

فقال :

[اسمـه: ] عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ الكَلاعِيُّ([1])، أبو محمدٍ الدِّمشقيُّ، الحافظُ، سكنَ تِنِّيسَ([2])، فقيل لهُ: التِّنِّيْسِيُّ.

روى عنـه: البخاريُّ([3])، وروى أبُو داودَ والترمذيُّ والنسائيُّ عن رجلٍ عنه([4]).

وكان سماعُه للـ «موطَّأِ» من مالكٍ بالمدينة سنةَ ستٍّ وسبعينَ([5]) ومائةٍ([6])، وكـان معـه في السَّماعِ أبُو مُسْهِرٍ الدمشقيُّ، وذلك بعرضِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ الحُنَيِنْيِّ على مالكٍ([7]).

قال يحيى بنُ معينٍ: ما بقيَ في «الموطَّأِ» أوثقُ من ابنِ يوسفَ([8]).

[وفاته: ] وتُوفِّي سنةَ ثَمانيَ عَشرَةَ([9])، وقيل: سنةَ تسعَ عَشرَةَ ومائتينِ([10]).

243ـ أخبرنا أبُو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ الخطيبِ، أخبرتنا أمّ محمدٍ وزيرةُ ابنةُ عمرَ التَّنُوْخِيِّةُ، أخبرنا الحسينُ بنُ المباركِ، أخبرنا عبدُ الأوَّلِ بنُ عيسى، أخبرنا عبدُ الرحمن بنُ محمـدٍ، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ، أخبرنا محمدُ بنُ يوسفَ، أخبرنا أبُو عبد الله محمدُ بنُ إسماعيلَ([11]): حدثنا عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ، سمعت مالكاً يحدِّث عن أبي النَّضْرِ مولى عمرَ بنِ عبيدِ اللهِ، عن عامرِ بنِ سَعْدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، عن أَبيهِ رضي الله عنه، قال: ما سمعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ لأَحدٍ يَمْشِي على الأرضِ إنَّهُ مِن أَهلِ الجَنَّةِ إِلَّا لعبدِ اللهِ بنِ سَلامٍ رضي الله عنه([12])، وفيه نَزلَتْ هذهِ الآيةُ: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ[الأحقافُ: 10] /[64ـ ب].

قال: لا أَدْري، قال مالكٌ: الآيةَ، أَوْ في الحديثِ([13]).

خرَّجهُ مسلمٌ عن زهيرِ بنِ حربٍ، عن إسحاقَ بنِ عيسى([14])، والنسائيُّ عن عمرِو بنِ منصورٍ، عن أبي مُسْهِرٍ الغسّانيِّ([15]) كلاهُما عن مالكٍ.

تابعهُم عبدُ الله بنُ وهبٍ([16])، وغيرُه([17]) عن مالكٍ، وهو من صحيحِ حديثهِ، وليس في «الموطَّأِ» فيما ذكر أبُو بكرٍ الخطيبُ. 

 

 

*  *  *

 

 



([1])   قال ابن حجـر في «التقريب» (ص330): ثقةٌ، متقنٌ، مـن أثبـت الناس فـي «الموطأ»، روى له البخاري وأبو داود، والترمذي والنسائي. ينظـر ترجمتـه في: «التاريخ الكبير»: (5/233)، «الجرح والتعديـل»: (5/205)، «الثقات»: (8/349)، «رجال صحيح البخاري»: (1/435)، «التعديـل والتجريح»: (2/853)، «تاريـخ مدينـة دمشـق»: (33/392 ـ 399)، «تهذيب الكـمال»: (16/333 ـ 336)، «سـير أعلام النبلاء»: (10/357 ـ 358)، «توضيـح المشتبه»: (5/300)، «تهذيب التهذيب»: (6/79)، «تقريب التهذيب»: (1/330).

([2])   قال السمعاني في «الأنساب»: (1/487): تِنِّيِس: بلدة من بلاد ديار مصر في وسط البحر والماء بها محيط.

([3])   قال الكلاباذي في «رجال صحيح البخاري» (1/435): روى عنه البخاري في بدء الوحي وغير موضع.

([4])   قال ابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (6/79): وروى له أبو داود والترمذي والنسائي بواسطة محمد بن إسحـاق الصغاني، وإبراهيـم بـن يعقوب الجوزجاني، وعمـرو بن منصور النسائي، ومحمد بن عبد الله البرقي، ومحمد بن محمد بن مصعب الخرساني، والربيع ابن سليمان الجيزي.

([5])   الصواب: (ستين)، والله أعل،م كما ذكرت جميع المصادر التي نقلت هذا القول. ينظر: «الكامل في ضعفاء الرجال»: (4/205)، «تاريخ مدينة دمشق»: (33/398).

وممن ذكره فيمن سمع «الموطأ»: أبو سعيد بن يونس كما في «تهذيب الكمال»: (16/336) قال: وعنده «الموطأ» عن مالك، وعنده مسائل سوى «الموطأ» عن مالك. وذكره في رواة «الموطأ» القاضي عياض في «ترتيب المدارك» (1/108)، وابن الأكفاني في «تسمية من روى الموطأ عن مالك» (ق201 ـ أ)، والسيوطي في «تنوير الحوالك» (1/9).

قال السيوطي في «تنوير الحوالك» (ص10): قال بعض الفضلاء: اختار البخاري رواية عبد الله بن يوسف.

([6])   وهذا القول نقله ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق»: (33/398)، والمزي في «تهذيب الكمال»: (16/336) عن يحيى بن بكير، عن أبي مسهر أنه قال: سمع معي ـ أي عبد الله ابن يوسف ـ «الموطأ» من مالك سنة ست وستين.

([7])   نقل هذا القول ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق»: (33/396)، والمـزي في «تهذيب الكمال»: (16/335) عن عبد الله بن الحسين المصيصي قال: سمعت عبد الله بن يوسف يقول: سماعي «الموطأ» من مالك بعرض الحنيني ...إلخ.

قلت: ولم يذكر السنة التي حصل فيها السماع.

([8])   خرَّجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (33/397)، والمـزي فـي «تهذيـب الكمال»: (16/335)، والذهبي في «تذكرة الحفاظ»: (1/405)، وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (6/79).

       ونقل ابن عساكر أيضاً في «تاريخ دمشق»: (33/397) وغيره عن يحيى بن معين قال: ما بقي على أديم الأرض أحد أوثق في «الموطأ» من عبد الله بن يوسف. وينظر: «تهذيبالكمال»: (16/335)، «تذكرة الحفاظ»: (1/405)، «تهذيب التهذيب»: (6/79).

([9])   نقله ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق»: (33/399)، والمزي في «تهذيب الكمال»: (16/336) عن جماعة منهم: ابن يونس، ومحمد بن أصبغ بن الفرج، وأحمد بن عبد الله ابن البرقي.

([10])   نقـل الكلاباذي في «رجال صحيـح البخاري» (1/436) عن البخاري عن الحسن بن عبد العزيز هذا لقول. وينظر: «التعديل والتجريح»: (2/853)، «تاريخ مدينة دمشق»:(33/398).

([11])   هو الإمام البخاري رحمه الله.

([12])   قال البغوي: قال الخطّابيّ: قـد علـم سعدٌ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أوجب له الجنّة مع التّسعة من أصحابه الذين هو عاشرهم، ولكنّه كره التّزكية لنفسه، ولم ير لنفسه ما رآه لأخيه.

([13])   خرَّجه البخاري في «صحيحه»: في كتاب فضائل الصحابة، باب: مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه (3/138) برقم (3601).

قال الخطيب في «الفصل للوصل المدرج» (1/378): وتلك الزيادة ـ زاد عبد الله بن يوسف: وفيه نزلت هذه الآيـة [وشهد شاهد من بني إسرائيل] ـ وصلها عبد الله بن يوسف في حديثه بكلام سعد، وليست من كلامه، وإنما هي قول مالك بن أنس.

قال ابن حجر في «فتح الباري» (7/130): قوله: (قال: لا أدري، قال مالكْ: الآية أو في الحديث) أي: لا أدري هل قال مالك: إن نزول هذه الآية في هذه القصة من قبل نفسه أو هو بهذا الإسناد؟ وهذا الشك في ذلك من عبد الله بن يوسف شيخ البخاري، ولم أر هذا عن عبد الله بن يوسف إلا عند البخاري، وقد رواه عن عبد الله بن يوسف أيضاً إسماعيل بن عبد الله الملقب سمويه في فوائده ولم يذكر هذا الكلام عن عبد الله بن يوسف، وكذا أخرجه الإسماعيلي من وجه آخر عن عبد الله بن يوسف، وكذا أخرجه الدارقطني في «غرائب مالك» من وجهين آخريـن عن عبد الله بن يوسف، وأخرجه من طريق ثالث عنه بلفظ آخر مقتصراً على الزيادة دون الحديث وقال: إنه وهم، وروى ابن منده في «الإيمان» من طريق إسحاق بن سيار، عن عبد الله بن يوسف الحديث والزيادة وقال فيه: قال إسحاق: فقلت لعبد الله بن يوسف: إن أبا مسهر حدثنا بهذا عن مالك ولم يذكر هذهالزيادة، قال: فقال عبد الله بن يوسـف: إن مالكاً تكلم به عقب الحديث، وكانت معي ألواحي فكتبت. انتهى. وظهر بهذا سبب قوله للبخاري: «ما أدري إلخ».

([14])   خرَّج متابعة إسحاق بن عيسى بن الطباع عن مالـك: مسلـم في «صحيحـه»: كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب من فضائل عبدالله بن سلام رضي الله عنه (4/1930) برقم (2483).

([15])   خرَّجه النسائي في «السنن الكبرى»: كتـاب المناقب، عبد الله بن سلام (5/70) برقم (8252).

([16])   خرَّج متابعة عبد الله بن وهب: الطحاوي في «مشكل الآثار» (1/307)، والخطيب في «الفصل»: (1/383).

قال الطحاوي في «مشكـل الآثار» (1/307): قال فيه ـ أي: ابن وهب ـ : قال مالك: وفيه نزلت: (وشهد شاهد...) الآية.

فوقفنا بذلك على أن ذكر نزول هذه الآية في هذا الحديث ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من كلام سعد وإنما هو من كلام مالك. انتهى.

قلت: قد أجـاب الطحاوي رحمه الله عن الإشكال الذي ورد: بأن هذه الزيادة هي من قول مالك دون غيره، والرواية التي ساقها أيضاً عبد الله بن يوسف مع الزيادة صحيحة ثابتة.

وقال الخطيب في «الفصل للوصل المدرج» (1/383): روى عبد الله بن وهب الحديث عن مالك، والزيادة فيـه مبينة وفَصَلَها من متن الحديث، وجعلها من قول مالك مثل حديث عبد الله بن يوسـف، إلا أنه قال في الحديث: قال مالك: (وشهد شاهد...) الآية.

وقال ابن حجـر «فتح الباري» (7/130): ووقع في رواية ابن وهب عند الدارقطني: التصـريح بأنها من قول مالك.

([17])   ومن المتابعات: متابعةُ إسحاق بن محمد بن الفروي عند أبي نعيم في «حلية الأولياء»: (6/344)، وعند الخطيب في «الفصل للوصل المدرج»: (1/380 وما بعدها).      

ومن المتابعات أيضاً: متابعة عاصم بن مهجع عند الخطيب في «الفصل»: (1/380).

وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى جميع هذه المتابعات في «فتح الباري»: (7/130).

الأعلام