جاري التحميل

محمد بن المبارك بن يعلى القرشي أبو عبد الله الصوري

محمدُ بنُ المُباركِ بنِ يَعلى القُرشيُّ أبو عبدِ اللهِ الصُّوْرِيُّ

ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،

فقال :

[اسمه: ] محمدُ بنُ المُباركِ ([1])بنِ يَعلى القُرشيُّ، أبو عبدِ اللهِ الصُّوْرِيُّ، نزيلُ دمشقَ، القَلَانسِيُّ.

[ولادته ووفاته: ] ولد سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ ومائةٍ([2]).

وماتَ سنةَ خَمْسَ عشرةَ ومائتَينِ([3]).

وكان من الثِّقاتِ الأثباتِ([4]).

روى «الموطَّأ» من طريقهِ: أبو الطَّيِّبِ عليُّ بنِ محمدِ بنِ أبي سليمانَ الرَّقِّيُّ، حدثنـا أبو عبـدِ اللهِ محمدُ بنُ مصعبٍ، عن محمدِ بنِ المُباركِ الصُّوْرِيِّ، عن مالكٍ([5]).

137 ـ أخبرنـا الجَمالُ يوسـفُ بنُ عثمانَ بنِ عمـرَ العَوْفيُّ قراءةً عليـه وأنا أسمعُ، أخبرنا الرِّضَى إبراهيمُ بنُ محمدٍ كتابةً من مَكَّةَ زادَها اللهُ شرفاً، أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ هبة اللهِ الشَّافعيُّ سماعاً، أخبرتنـا شُهْدَةُ بنتُ أحمدَ الكَاتبةُ، أخبرنا الحسنُ بنُ أحمدَ الدَّقَّاقُ، أخبرنا الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ شَاذانَ، أخبرنا دَعْلَجُ بنُ أحمدَ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ الفَقيهُ، حدثنا إسحاقُ بنُ الحسنِ الطَّحَّانُ، حدثنا محمدُ بنُ المُباركِ الصُّوْريُّ، سمعتُ رجلاً يقول لمالكِ بنِ أنسٍ: حدثنا([6])الزُّهرِيُّ /[28ـ ب]، عن محمدِ بنِ جُبَيْرٍ، عن أبيه: أنَّه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لِي خَمْسةُ أَسماءٍ([7]):

أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحمدُ([8])، والمَاحِي([9])، وأَنـا الحَاشِرُ([10])، وَأَنا العَاقِبُ» ([11]). قال: نَعمْ([12]). كذا رواهُ جُويْرِيَةُ([13])والقَعنبِيُّ([14]) في «الموطَّأِ» عن مالكٍ مُرسلاً، لم يذْكرُوا فِيهِ جُبيْرَ بنَ مُطْعِمٍ، قالهُ دَعْلَجٌ([15]).

وكذا رواهُ بالإرسالِ يحيى بنُ يحيى اللَّيْثيُّ في «الموطَّأِ»([16])، وجلُّ أصحاب مالكٍ([17]) فيما قالهُ القاضي أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يحيى بنِ الحَذَّاءِ([18]) في كتابهِ «التَّعريفِ برُواةِ الموطَّأِ»([19]).

وقال أبو القاسـم عبدُ الرحمن بنُ عبدِ اللهِ الغَافِقيُّ الجَوْهريُّ: هذا في الرِّواياتِ عن محمـدِ بنِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ مُرسلاً ليسَ فيها «عن أبيه»، وهو عندَ مَعْن([20]) وابنِ المُباركِ الصُّوْرِيِّ([21]): «عن أبيه» مسنداً، قالهُ في كتابهِ «مسندُ حديثِ الموطَّأِ»([22]).

ورواهُ سفيـانُ بنُ عُيينةَ([23])، وعبدُ اللهِ بنُ نافعٍ الصَّائِغُ([24])، ومحمدُ بنُ شَرُّوْسٍ([25])، عن مالكٍ مسنداً أيضاً([26]).

وقد وقعَ لنا حديث جُويْريَة، عن مالكٍ مُتَّصلاً([27])، يأتِي إِنْ شاءَ اللهُ تعالى في ترجمةِ جُويْريةََ(6).

*  *  *([28])

 



([1])   قال ابن حجـر في «تقريب التهذيب»: (ص504): ثقة، من كبار العاشرة، مات سنة (215ﻫ)، وله (62)، روى له الجماعة.

ينظر ترجمته في: «التاريخ الكبير»: (1/240)، «الجرح والتعديل»: (8/104)، «الثقات»: (9/71)، «الإرشاد»: (1/268)، «التعديل والتجريح»: (2/644)، (55/219 ـ 226)، «مجرد أسماء الرواة عن مالـك»: (ص150)، «تهذيـب الكمال»: (26/352 ـ 355)، «سـير أعـلام النبلاء»: (10/390)، «تذكـرة الحفاظ»: (1/386 ـ 387)، «تهذيب التهذيب»: (9/375).

([2])   قاله ابن حبان في «الثقات»: (9/71).

([3])   قاله ابن حبان في «الثقات»: (9/71)، وزاد: وصلى عليه أبو مسهر من العباد.

قال أبو زرعة الدمشقي في «تاريخه»: (ص22): وشهدت جنازة محمد بن المبارك الصوري في شوال سنة خمس عشرة ومئتين، فصلى عليه أبو مسهر بباب الجابية.

([4])   قال المزي في «تهذيب الكمال»: (26/354): وثقه العجلي وأبو حاتم الرازي.

([5])   ذكـره في رواة الموطأ: ابن الأكفاني في تسميـة من روى الموطأ عن مالك (ق 201 ـ أ)، والقـاضي عيـاض في ترتيب المـدارك (1/108)، وذكـر السيوطي في تنويـر الحوالك (1/10): أن من بين الروايات التي اعتمد عليها الغافقي في مسند الموطأ رواية ابن المبارك. وذكر الكوثري في مقالاتـه (ص171): أن الغافقي ذكره في رواة الموطأ. وذكر الشاذلي النيفر في مقدمة تحقيقـه لرواية محمد بن زيـاد (70)، ومحمـد فؤاد عبد الباقي في مقدمة تحقيقه «للموطأ» برواية يحيى الليثي: (ص16) نسخة عبد الله بن المبارك.

([6])   الصواب «أَحَدَّثَكَ»، كما قاله ابن عبد البر في «التمهيد»: (9/153)، وبه يستقيم المعنى، ولأنه صيغة سؤال.

([7])   قال ابن حجر: والذي يظهر أنه أراد أن لي خمسة أسماء أختص بها لم يسم بها أحد قبلي، أو معظمة، أو مشهورة في الأمم الماضية، لا أنه أراد الحصر فيها.

          قال أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه «أحكام القرآن»، تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الفكر، لبنان): (3/580 ـ 581): فأما أسماء الله فهذا العدد حقير فيها، ﴿ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا [الكهف: 109].

وأما أسماء النبي صلى الله عليه وسلم: فلم أُحْصهـا إلا من جهـة الورود الظاهـر لصيغة الأسماء البينة، فوعيت منها جملةً، الحاضر الآن منها سبعة وستون اسماً: أولها الرسول، المرسَل، النبيّ، الأميّ، الشهيد، المصدق، النور، المسلم، البشير، المبشر، النذير، المنذر، المبين، العبد، الداعي، السـراج، المنير، الإمـام، الذكـر، المذكِّر، الهـادي، المهاجر، العامل، المبارك، الرحمة، الآمر، الناهي، الطيب، الكريـم، المحلِّل، المحرِّم، الواضع، الرافع، المخبر، خاتم النبيين، ثانـي اثنين، منصـور، أذن خير، مصطفى، أمين، مأمون، قاسم، نقيب، مزمّل، مدّثّر، العليّ، الحكيم، المؤمن، الرؤوف، الرحيـم، الصاحب، الشفيع، المشفع، المتوكل، محمد، أحمد، الماحي، الحاشر، المقفي، العاقب، نبي التوبـة، نبي الرحمـة، نبي الملحمـة، عبد الله، نبي الحرمين، فيما ذكر أهل ما وراء النهر.

([8])   قال النووي في شرح «صحيح مسلم»: (15/104): قال أهل اللغة: يقال: رجل محمد ومحمود إذا كثرت خصاله المحمودة. وقال ابن فارس وغيره: وبه سمي نبينا صلى الله عليه وسلم محمداً وأحمد، أي: ألهم الله تعالى أهله أن سموه به، لما علم من جميل صفاته.

([9])   قال القاضي عياض في «كتاب الشفا»: (1/177): ويكون محو الكفر من مكة والمدينة وسائر بلاد العرب، وما زُويَ لهُ من الأرضِ، ووعد أنه يبلغه ملك أمته. أو يكون المحو عاماً، بمعنى الظهور بالحجة والغلبة كما قال تعالى: ﴿ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ [التوبة: 33]. 

([10])   قال ابن حجر في «فتح الباري»: (6/557): أي: على أثري، أي: إنه يحشر قبل الناس. وذكر ابن حجر معانٍ أخرى، لكنه رجح هذا المعنى.

([11])   قال أبـو عبيـد في «غريب الحديث»: (2/243): وكـل شـيء خلـفَ بعـد شيء فهـو عاقبٌ له.                                                                                                                             

       قال القاضي عياض في «الشفا»: (ص 285): وسمي عاقباً، لأنه عقب غيره من الأنبياء،وفي الصحيح: «أنا العاقب الذي ليس بعدي نبي».

([12])   خرَّج الحديث من طريق ابن المبارك موصولاً: ابن المظفر في «غرائب مالك»: (ص52)، وابن عبد البر في «التمهيد»: (9/152) كلاهمـا عن إسحاق بن الحسن الطحان... ثم ساقا بقية السند به.

([13])   خرج رواية جويرية عن مالك: ابن الغطريف الجرجاني في «جزئه»، تحقيق: عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط1/ 1997م): (ص106)، لكنه أورده متصلاً، لا مرسلاً كما قال دعلج بن أحمد.

([14])   أشار إلى رواية عبد الله بن مسلمة القعنبي: ابن عبد البر في «الاستذكار»: (27/441)، وفي «التمهيد»: (9/151) قـال: هكذا رواه يحيى مرسلاً... وتابعه على ذلك... وذكر القعنبي.

([15])   لم أقف على قول دعلج بن أحمد السجزي، وله كتاب اسمه «غرائب أحاديث مالك» ذكره الذهبي في «سـير أعـلام النبلاء»: (8/86)، فلعله يكون ذكره في هذا الكتاب، وهذا الكتاب لم أقف عليه.

([16])  «الموطَّأ برواية يحيى بن يحيى الليثي»: كتاب: أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، باب: أسماء النبي صلى الله عليه وسلم (2/1004) ذكره يحيى مرسلاً.

([17])   قال ابن عبد البر في «الاستذكار»: (27/441)، وفي «التمهيد»: (9/151): هكذا رواه يحيى مرسلاً، ولم يقل فيه: عن أبيه. وتابعه على ذلك أكثر رواة «الموطَّأ»، وممن تابعه على ذلك: القعنبي، وابن بكير، وابن وهب، وابن القاسم، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل ابن أبي أويس.

ونقل ابن حجـر في «فتح الباري»: (6/555) عن الدارقطني أنه قال: أكثر أصحاب مالك أرسلوه.

([18])   محمد بن يحيى بن أحمد التميمي، القرطبـي، المالكي، ابن الحذاء، أبو عبد الله. قال ولده أبو عمر أحمد بن الحذاء: كان لأبي علم بالحديث والفقه والتعبير. صنف كتاب «الإنباء عن أسماء الله»، وكتاب «الرؤيا» في عشرة أسفار، وكتاب «التعريف برجال الموطَّأ» في أربعة أسفار وغيره. ولي قضاء إشبيلية ثم سرقسطة، وبها مات سنة (410ﻫ). ينظر: «الصلة»: (1/162). وينظر: «سير أعلام النبلاء»: (17/444).

([19])   «التعريف بمن ذكر في رواة الموطَّأ من الرجال والنساء»: (2/73).

([20])   أخرج الحديث من طريق معن بن عيسى موصولاً: ابن سعد في «الطبقات الكبرى»: (1/ 105)، والبخاري في «صحيحه»: في كتاب المناقب، باب: ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم (3/1299) برقم (3339).

([21])   أخرج الحديث من طريق عبد الله بن المبارك موصولاً: ابن المظفر في «غرائب مالك»: (ص52)، وابن عبد البر في «التمهيد»: (9/152). وقد سبق تخريج هذه الرواية آنفاً.

([22])  «مسند الموطَّأ»: (1/194) برقم (203). وقاله كذلك ابن الحذاء في كتابه «التعريف بمن ذكر في رواة الموطَّأ»: (2/73).

([23])   خرَّجه من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري موصولاً: مسلم في «صحيحه»: في كتاب الفضائل، باب: في أسمائه صلى الله عليه وسلم (4/1828)، برقم (2354).

([24])   خرَّجه من طريق عبد الله بن نافع الصائغ عن مالك موصولاً: الطبراني «المعجم الكبير»: (2/122)، برقم (1530). وذكر ابن عبد البر في «الاستذكار»: (27/443) عبد الله بن نافع فيمن روى هذا الحديث عن مالك متصلاً.

([25])   خرجه من طريق محمد بن شروس متصلاً: الطبراني في «المعجم الكبير»: (2/122)، برقم (1529)، وابن المظفر في «غرائب مالك بن أنس»: (ص51).

([26])   قال ابـن عبـد الـبر في «الاستذكار»: (8/620): وأسنـده عن مالك: معن بن عيسى، وعبد الله بن نافع، وأبو مصعب، ومحمد بن المبارك الصوري، ومحمد بن عبد الرحيم، وابن شروس الصنعاني، وعبـد الله بن مسلم، وإبراهيم بن طهمان، وحبيب كاتبه، ومحمد بن حرب، وأبو حذافة.

([27])   خرجـه من طريق جويريـة بن أسماء عن مالك موصولاً: ابن الغطريف في «جزئه»: (ص106).

([28])   «إتحاف السالك»: الورقة [28 ـ ب] في ترجمة جويرية بن أسماء.

           وجملة القول في هذا الحديث: أنه ورد عن الإمام مالك مرسلاً وهو عند الأكثر، وورد موصولاً، والذين وصلوه أئمة ثقات. وقد تابع الإمام مالك عن الزهري على وصله أئمة ثقات منهم: شعيب بن أبي حمزة عند البخاري في كتاب تفسير القرآن، بَاب: قوله تعالى: ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ[الصف: 6 ] (4/1858) برقم (4614)، ومسلم في كتاب: الفضائل، باب: في أسمائه صلى الله عليه وسلم (4/1828) برقم (2354).

ومنهم: يونس بن يزيد، ومعمر بن راشد، وعقيل بن خالد عند مسلم في كتاب: الفضائل، باب: في أسمائه صلى الله عليه وسلم (4/1828) برقم (2354).

ويشهد للحديث: ما أخرجه مسلم في «صحيحه» في كتاب: الفضائل، باب: في أسمائه صلى الله عليه وسلم: (4/1828) برقـم (2354) عن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَمِّي لنا نَفْسَهُ أَسْمَاءً، فقال: «أنا محمدٌ وَأحمدُ والمقفي وَالْحَاشِرُ وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ».

الأعلام