جاري التحميل

يحيـى بن سعـيد بن فروخ التميمي

يحيـى بنُ سعـيدِ بنِ فَروخٍ التَّمِيْمِيُّ

ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،

فقال :

[اسمه: ] يحيـى بنُ سعـيدِ([1]) بنِ فَروخٍ التَّمِيْمِيُّ، مولاهُم، البصـريُّ، أبُو سعيدٍ القَطَّانُ، الأحولُ، الحافظُ الكبيرُ.

[ولادته: ] ولِدَ سنةَ عشرينَ ومائةٍ([2]).

وروى عن: مالكٍ([3])، وهشـامِ بنِ عُروةَ، وسليمانَ بنِ مِهرَان الأَعْمَشِ، وآخرينَ([4]).

وعنه خَلقٌ منهم: أحمدُ بنُ حَنْبلٍ، وعليُّ بنُ المَدِينيِّ، ويحيى بنُ معينٍ([5]).

كان إمامَ وقتهِ، وحافظَ عَصرهِ([6]). قال الإمامُ أحمدُ: ما رأيتُ مثلَهُ([7]).

وقال محمدُ بنُ بشارٍ: حدثنا إمامُ أهل زمانِه يحيى القَطَّانُ، واختلفتُ إليه عشرين سنةً، فما أظنُّ أنَّه عصى الله قَطُّ([8]).

[وفاته: ] تُوفِّي في صفرٍ سنةَ ثمانٍ وتسعِينَ ومائةٍ([9])، رحمه اللهُ وإيّانا.

228ـ أنبأنَا أبُو هريرة عبدُ الرحمن بنُ الذَّهبيِّ وآخرُونَ، عن الرّضى أبي أحمدَ إبراهيمَ...([10]) الإمامُ أبُو الحسنِ عليُّ بنُ هبةِ الله بنِ سلامةَ سماعاً، أخبرنا...([11]) ابنة أحمدَ قراءةً عليهما وأنا أسمـعُ، أخبرنا أبُو عليٍّ...([12]) أحمدُ بنُ سليمانَ، أخبرنا أبُو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ شَاذَانَ...([13]) ـج بنُ أحمدَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزيمةَ، حدثنا رِزقُ الله بنُ موسى:

عن يحيى بنِ سعيدٍ القَطَّانِ، حدثنـا مالكُ بنُ أنسٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذا دخلَ في الصَّلاةِ وَضعَ يَديْهِ نَحْوَ صَدْرهِ، وإِذا رَكعَ وإِذا رَفعَ رَأسهُ من الرُّكُوعِ، ولا يَرْفَعُ بينَ السَّجْدَتيْنِ([14]). وقال ابنُ خُزيمةَ مرّةً أخرى: ولا يرفعُ بعد ذلك.

رواهُ يحيى بنُ يحيى اللّيثيُّ وغيرُهُ في «الموطَّأِ» عن مالكٍ موقوفاً، ولفظُهُ عن مالكٍ، عن نافعٍ: أَنَّ عبدَ اللهِ ابـنَ عمـرَ رضي الله عنهما كانَ إِذا افْتَتحَ الصَّلاةَ رَفعَ يَديْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وإِذا رَفعَ رَأْسَهُ من الرُّكُوعِ رَفَعهُمَا دُونَ ذلكَ([15]). وكذلك روايةُ الشَّافعيِّ في «مسندهِ» روايةُ الرَّبيعِ بنِ سليمانَ الجِيْزِيِّ عنه([16]).

ورواهُ حَرْمَلـةُ بنُ يحيى، عن الشَّافعيِّ بزيادةِ الرَّفعِ في آخرهِ، قال: ويحدِّث بذلك عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم([17]).

وهو عندَ مالكٍ، عن ابنِ شهابٍ /[59ـ أ ]، عن سالمِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ، عن أبيهِ مرفوعاً بنحوِه([18]).

وقد ذكـرهُ الدَّارَقُطْنِيُّ في جَمْعِه الأحاديثَ التي حدَّثَ بها مالكٌ في «الموطَّأِ» على وجهٍ([19])، وفي غيرِ «الموطَّأِ» على وجهٍ([20]).

 

*  *  *

 

 

 

 

 



([1])   ينظر ترجمته في: «الطبقات الكبرى»: (7/293)، «التاريخ الكبير»: (8/276)، «الجرح والتعديل»: (9/150 ـ 151)، «الثقـات»: (7/611)، رجال البخاري (2/792 ـ 793)، «رجال صحيح مسلـم»: (2/338)، «تاريخ بغداد»: (14/135 ـ 144)، «السابـق واللاحـق» (ص370)، «التعديـل والتخريـج»: (3/1219)، «الأنساب»: (4/519)، «المنتظم»: (10/72)، «تهذيب الأسماء»: (2/450)، «تهذيب الكمال»: (31/329 ـ 343)، «سـير أعـلام النبلاء»: (9/175 ـ 187)، «تذكـرة الحفاظ»: (1/298 ـ 300)، «الكاشف»: (2/366)، «العبر»: (1/327)، «تاريخ الإسلام»: (13/464 ـ 471)، «تهذيب التهذيـب»: (11/190 ـ 192)، «تقريب التهذيب»: (ص591)، «طبقات الحفاظ»: (ص131)، «شذرات الذهب»: (1/355)، «الأعلام»: (8/147)، «معجم المؤلفين»: (3/199).

([2])   نقل المـزي في «تهذيب الكمال»: (31/341) عن عَمْرو بن علي قال: سمعت يحيى بن سَعِيد يقول: ولدت سنة عشرين ومئة في أولها، وولد معاذ بن معاذ سنة تسـع عشـرة في آخرها، هو أسن مني بشهرين. وينظر: «سير أعلام النبلاء»: (9/176).

([3])   وذكره في رواة الموطأ ابن الأكفاني في «تسمية من روى الموطأ عن مالك» (ق 201 ـ أ). وذكره في الرواة عن مالك: الخطيب في «تاريخ بغداد»: (14/135)، والباجي في «التعديل والتجريح»: (3/1219)، والسمعاني في «الأنساب»: (4/519)، والمزي في «تهذيب الكمال»: (31/331)، وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (11/190) وغيرهم.

([4])   «تهذيب الكمال»: (31/330 ـ 332)، «تهذيب التهذيب»: (11/190).

([5])   «تهذيب الكمال»: (31/332 ـ 334)، «تهذيب التهذيب»: (11/190).

([6])   قال ابن منجويه في «رجال مسلم» (2/339): وكان من سادات أهل زمانه حفظاً وورعاً وفهماً وفضلاً وديناً وعلماً، وهو الذي مهد لأهل العراق رسم الحديث، وأمعن في البحث عن النقل، وترك الضعفاء.

       قال ابن حجـر في «التقريب» (ص591): ثقة، متقن، حافظ، إمام، قدوة، من كبار التاسعة، روى له الجماعة.

([7])   خرَّجه الذهبي في «الكاشف»: (2/366).

([8])   ينظر: «تاريخ بغداد»: (14/142)، «تهذيب الكمال»: (31/340)، «سير أعلام النبلاء»: (9/178) «الكاشف»: (2/366)، «تذكرة الحفاظ»: (1/299)، «مرآة الجنان»: (1/460)، «شذرات الذهب»: (1/355).

([9])   قاله ابن سعد في «الطبقات الكبرى»: (7/293)، وابن خليفة في «طبقاته» (ص225)، والبخاري في «التاريخ الكبير»: (8/276) وغيرهم.

([10])   بياض بالأصل قدر كلمتين. [إتحاف السالك: 58 ـ ب].

([11])   بياض بالأصل قدر كلمتين. [إتحاف السالك: 58 ـ ب].

([12])   بياض بالأصل قدر كلمة. [إتحاف السالك: 58 ـ ب].

([13])   بياض بالأصـل قدر كلمة والواضح من المصادر التي خرجت هذه الرواية، ومن بقية أحرف الكلمة أنه: (دعلج). [إتحاف السالك: 58 ـ ب].

([14])   خرَّج الحديث من هذه الطريق: ابن شاهين في كتابه «ناسخ الحديث ومنسوخه»: (ص233) برقم (250)، والعقيلي في «الضعفاء» (2/68) كلاهما من طريق رزق الله ابن موسى، عن يحيى بن سعيد القطان، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر به.

        قلت: في سنده رزق الله بن موسى: قال ابن حجر في «تقريب التهذيب»: (ص209): رزق الله بن موسى الناجي، البغدادي، الإسكافي. يقال: اسمه عبد الأكـرم، صدوق=

 =    يهم، من العاشرة، مات (256ﻫ)، روى له النسائي وابن ماجه. قال الذهبي في «ميزان الاعتدال»: (3/74): وثقه الخطيب، وقد وهم فرفع حديثاً يرويه عن يحيى القطان ولأجله قال العقيلي: في حديثه وهم.

([15])   «الموطأ» برواية يحيى الليثي: كتاب الصلاة، باب: افتتاح الصلاة (1/77) برقم (168).

([16])   خرَّج رواية الربيع عن الشافعي: البيهقي في كتابه «بيان خطأ من أخطأ على الشافعي» باب: حديث في رفع اليدين (ص61) برقم (46)، قال البيهقي: هذا هو الصحيح عن الشافعي، وكذلـك رواه أصحاب «الموطأ» عن مالك، وروي من أوجه غريبة عن مالك مرفوعاً وليس بمحفوظ.

([17])   خرَّج رواية حرملة عن الشافعي: البيهقي في كتابه «بيان خطأ من أخطأ على الشافعي»: باب: حديث في رفع اليدين (ص60) برقم (45)، قال البيهقي: تفرد به أبو الطاهر هذا عن حرملة، عن الشافعي، وخالفه الربيع بن سليمان، عن الشافعي، ورواه عنه موقوفاً.

([18])   «الموطأ برواية يحيى الليثي»: كتاب الصلاة، باب: افتتاح الصلاة (1/75) برقم (163).

([19])   الرواية التي ساقها الدارقطني كما في «الموطأ» خرجها في «غرائب مالك» (1/67): عن مالك، عـن الزهري، عن سالم، عن أبيه (أن النبي كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك) قال الدارقطني: ولم يذكر رفعه يديه عند التكبير للركوع.

([20])   أما ما يُروى خارج «الموطأ» عند الدارقطني في «غرائب مالك» (1/67): ففيه زيادة رفع اليدين عند الركوع. قال الدارقطني: لم يذكر رفع اليدين عند التكبير للركوع إلا جماعة روت عن الإمـام مالك خارج «الموطأ» ومنهم يحيى القطان ـ صاحب الترجمة ـ وابن مهدي وغيرهما.

قال ابن عبـد البر في «التمهيد»: (1/295): هذا الحديث أحد الأحاديث الأربعة التي رفعها سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ووقفها نافع عن ابن عمر: فمنها ما جعله من قول ابن عمر، ومنها ما جعله عن ابن عمر، عن عمر، والقول فيها قول سالم، ولم يلتفت الناس فيها إلى نافع، فهذا أحدها.

الأعلام