يحيى بن مضر القيسي
يَحْيَى بنُ مُضَرَ القيسيُّ
ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،
فقال :
[اسمه: ] يَحْيَى بنُ مُضَرَ القيسيُّ([1])، وقيل: اليَحْصُبيُّ، القُرطبيُّ، أبو زكريا، ويقال: أبو بكرٍ، شاميُّ الأصلِ من كبارِ فقهاءِ قُرطبةَ([2]).
[روى عن: ] سَمِعَ من سفيانَ الثوريِّ، ومالكِ بنِ أنسٍ([3]).
وروى عنـه مالـكٌ حكايةً عن سفيانَ الثوريِّ: أن «الطّلحَ المنضُود» هو: (الموز)، وقال: أخبرني بذلك عن سفيانَ يحيى بنُ مُضرَ فقيهُ الأندلسِ([4]).
وروى عنه([5]) يحيى بنُ يحيى الليثيُّ قبل رحلتهِ([6]).
[وفاته: ] قُبض عليه في المحنةِ بسببِ خلعِ أميرِ الأندلسِ الحَكمِ بنِ هشامِ بنِ عبدِ الرحمن بنِ معاويةَ بنِ مروان، فأَمرَ الحَكمُ بنُ هشامٍ بِصَلْبه ِفي جملة اثنين وسبعين رجلاً من الفقهاءِ وأهل الصَّلاحِ. وقيل أكثرُ من ذلك([7])، فصُلِبُوا سنةَ تسعٍ وثمانينَ ومائةٍ(5).
* * *([8])
([1]) قال ابن الفرضي في «تاريخ العلماء بالأندلس»: (2/174): كـان عالماً متفنناً صاحب رأي.
قال الذهبي في «تاريخ الإسلام»: (12/459): كان فقيهاً مفتياً. ينظر في ترجمته: «تاريخ علماء الأندلـس»: (2/174)، «الإكمال»: (7/187)، «جذوة المقتبس» (ص378 ـ 379)، «ترتيب المدارك» (1/204)، «مجرد أسماء الرواة عن مالك» (ص214)، «تاريخالإسلام»: (12/458 ـ 459)، «نفح الطيب»: (1/344)، «تزيين الممالك» (ص93).
([3]) ذكـره في رواة «الموطأ» القاضي عيـاض في «ترتيب المدارك» (1/108)، والذهبي في «سير أعلام النبلاء»: (8/84). وذكره في الرواة عن مالك: ابن الفرضي في «تاريخ علماء الأندلس»: (2/174)، والحميدي في «جذوة المقتبس» (ص378)، والقاضي عياض في «ترتيب المدارك» (1/204)، والرشيـد العطـار في «مجـرد أسـماء الرواة عن مالك» (ص214)، ومما رواه عن مالك ما أخرجه ابن عبد البر في «التمهيد»: (21/120) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن عمر بن لبابة، قال: أخبرنا مالك ابن علي القرشي، عن يحيى بن يحيى، أنَّ يحيى بن مضر حدثه عن مالك بن أنس في الذيأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكح بما معه من القرآن أنَّ ذلك في أجرته على تعليمها ما معه.
([4]) خرَّج هذه الروايـة ابن الفرضي بسنده في «تاريخ العلماء بالأندلس»: (2/174)، وابن عبد البر في «الاستذكار»: (5/34)، والقاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/204)، والقضاعي في «التكملة لكتاب الصلة» (ص13): كلهم قال: قال مالك: حدثني يحيى بن مضر، عن سفيان الثوري به.
([6]) قال ابن الفرضي في «تاريخ العلماء بالأندلس»: (2/176): وسمع ـ أي يحيى بن يحيى ـ من يحيى بـن مضـر، ثم رحل إلى المشرق وهو ابن ثمان وعشرين سنة، فسمع من مالك «الموطأ». وينظر: «الديباج المذهب» (ص350)، «نفح الطيب»: (2/9).
([7]) قيل: كان عدة من صلب مئة وأربعين فيما نقله ابن الفرضي في «تاريخ العلماء بالأندلس»: (2/174)، والقاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/204).
([8]) ساق القاضي عياض هذه الحادثة مفصلة في «ترتيب المدارك» (1/204) ـ وقد مر تفصيل ذكر هذه المحنة التي وقعت لأغلب العلماء عند ترجمة يحيى بن يحيى الليثي (ص338) ـ فقال: وطلبـه أمير المؤمنين الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن عبد الملك بن مروان، فيمن طلبه بسبب المهدي، ممن أراد القيام عليه وخلعه، سنة تسع وثمانين ومئة، وكانوا قد أنكروا على أميرهم أموراً كثيرة، من انهماكه في لذاته، فأرادوا خلعه وكانوا عدة من أعيـان الفقهاء وأكابر العلماء والصلحاء وأكابر الناس وبياضهم ولقوا فتى من بني عمه، عزموا على القيام معه وتقديمه، فوشى بهم إلى الأمير وأوقفه على صحة الحال، بأن أدخل كاتبه وثقته قبّة لـه وأسـبل عليـه ستراً في يـوم وعدهم بالاجتماع فيه معهم، فلما حضروا، أقبل يسألهم عمن معهم في هذا الأمر، والكاتب يكتب إلى أن استراب بعضهم بكثرة سؤاله، وقيل بل سمع صرير القلم وراء الستر، فكشفوه فوقفوا على الأمر، فسقط في أيديهم، وبادروا الخروج، فنجا من بادر وقبـض على من بقي، فكان ممن نجا يحيى بن يحيـى، وعيسى بن دينار، وقبض على يحيى بن مضـر فيمن قبض، فأمر الأمير بصلبهم على شـط نهـر قرطبة، وكانوا اثنـين وسبعـين رجلاً من الفقهاء وأهل الصلاح، وقيل: كان عـدة مـن صلـب مئـة وأربعين. وينظر: «تاريخ العلماء بالأندلس»: (2/174)، «تاريخ الإسلام»: (12/459).