جاري التحميل

يـحيى بن يـحيى بن بكر بن عبد الرحمن بن يحيى بن حماد التميمي الحنظلي أبو زكريا النيسابوري

يـَحيى بنُ يـَحيى بنِ بَكْرِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ يحيى بنِ حَمَّادٍ التَّمِيْمِيُّ الحَنْظَليُّ أبو زكريا النَّيْسابوريُّ

ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،

فقال :

[اسمه: ] يـَحيى بنُ يـَحيىبنِ بَكْرِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ يحيى بنِ حَمَّادٍ التَّمِيْمِيُّ([1]) الحَنْظَليُّ، من بَني سَعدِ بنِ زَيدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيْمٍ، أبو زكريا النَّيْسابوريُّ، وقيل: مولى بني حَنْظَلَةَ([2])، وقيل: هو من ولدِ قيسِ بنِ عاصمٍ([3])، وقيل: مولى بني مِنْقَرٍ([4]).

روى عنه: البخاريُّ ومسلمٌ([5])، وروى الترمذيُّ والنّسائيُّ عن رجلٍ عنه([6]).

روى عنه أيضاً: إسحاقُ بنُ راهَوَيْه، ومحمدُ بنُ يحيى الذُّهْلِيُّ، وآخرُونَ([7]).

روى عن: مالكٍ «الموطَّأَ»، وقيل: إنَّه قرأهُ عليه([8])،

وهو الذي يدلُّ عليهِ حديثُه عنه في «صحيحِ مسلم»([9]) وغيرِه، قالَهُ القاضي عياضٌ([10]).

وروى أيضاً: عـن اللّيثِ بنِ سعدٍ، وزهيرِ بنِ معاويةَ، والحمَّادَين، وابنِ المباركِ، و هُشَيْمٍ، وآخرينَ([11]).

قال أبُو بكرَ بنُ إسحاقَ: لم يكن بخُراسانَ أَعقلُ من يحيى بنِ يحيى، وكان أَخذَ تلـك الشَّمائلَ من مالكِ بنِ أنسٍ، أقام عليه لأَخْذِهَا سنةً بعدَ أنْ فَرغَ من سماعِه، فقيل له في ذلك، فقـال: أَقَمْـتُ مستفيداً لشمائِلِه، فإنَّها شمائلُ الصَّحابةِ والتَّابعين([12]).

[وفاته: ] تُوفِّي يومَ الخميسِ سَلْخَ صفرٍ سنةَ ستٍّ وعشرينَ ومائتين([13]).

وقال أبُو أحمدَ عبدُ الله بنُ عَدِيٍّ الحافظُ: يقال: إنَّ إسحاقَ بنَ راهَوَيْه رَكِبَهُ الـدَّيـنُ، فرَكِبَ من مَرْوَ إلى عبدِ الله بنِ طاهرٍ بِنَيْسَابُوْرَ، وكلَّم أصحابُ الحديثِيحيى بنَ يحيى في أمرِه، فقال: ما تُريدُون؟ قالوا: تَكتب إلى عبدِ الله بنِ طاهرٍ /[66ـ أ] رُقْعَةً ـ وعبدُ الله أميرُ خُراسانَ إذْ ذَاكَ ـ، فقال يحيى: ما كتبتُ إليه قطُّ، فأَلحّوا عليه، فكتب في رُقْعَةٍ: إلى عبدِ الله بنِ طاهرٍ: إسحاقُ بـنُ إبراهيمَ رجـلٌ من أهلِ العلمِ والصَّلاحِ.

فحَملَ إسحاقُ الرُّقْعَةَ إليهِ، فلمَّا جاءَ البابَ، قال للحاجبِ: معي رُقْعةُ يحيى ابنِ يحيى ـ يعني: فأَعلم ابنَ طاهـرٍ ـ قال: أَدْخِلهُ. فأَدْخَلَهُ وناولَهُ الرُّقْعَةَ، فَقبَّلها ابنُ طاهرٍ، وأقعد إسحاقَ إلى جنبِه، وقضى دَينَه ثلاثين ألفَ درهمٍ، وصيّرَهُ في جلسائهِ([14]).

246 ـ أخبرنا البها أبُو محمدٍ رسلانُ بنُ أحمدَ ابنِ الموفقِ إسماعيلَ بنِ الذَّهبيِّ الطَّرَائِفيُّ، أخبرنا طائفةٌ من الشيوخِ منهم: محمدُ بنُ المحبِّ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ، ومحمدُ ابنُ أحمدَ بنِ أبي الهيجاءِ بنِ الزَّرادِ، قال الأولُ: أخبرنا إبراهيمُ بنُ عمرَ الواسطيُّ، أخبرنا منصورُ بنُ عبدِ المنعمِ. وقال ابنُ المحبِّ أيضاً، وابن الزَّرادِ: أخبرنا محمدُ ابنُ عبدِ الهادي. وقـال ابنُ الزَّرادِ أيضاً: أخبرنـا أبُو العباسِ أحمدُ بنُ عبدِ الدَّائمِ. قال هو وابنُ عبدِ الهادي: أخبرنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ الحرَّانيُّ، قال هو ومنصورٌ: أخبرنا محمـدُ بنُ الفضـلِ الفَرَاوِيُّ، أخبرنا عبدُ الغافرِ بنُ محمدٍ، أخبرنا محمدُ بنُ عيسى، أخبرنا إبراهيمُ بنُ محمدٍ الفقيهُ، حدثنا مسلمٌ، قال:

وحدثنا يحيى بنُ يحيى التَّميميُّ، قال: قرأتُ على مالكٍ، عن نافعٍ، عن عبدِ اللهِ ابنِ عمرَ رضي الله عنهـما: أنَّ رسولَ اللهَ صلى الله عليه وسلم رَأَى بُصَاقاً فِي جِدارِ القِبْلةِ؛ فَحكَّهُ، ثُمَّ أَقْبلَ على النَّاسِ فَقالَ: «إذا كانَ أَحَدُكمْ يُصلِّي، فلا يَبْصُقْ قِبلَ وَجْههِ، فَإِنَّ اللهَ قِبَلَ وَجْههِ([15]) إِذا صَلَّى([16])». ([17])

تابعَهُ يحيى بنُ يحيى الليثيُّ([18])، وغيرُه([19])، عن مالكٍ.

 

*  *  *

 



([1])   قال ابن حجر في «التقريب» (ص598): ثقة، ثبت، إمام، من العاشرة، مات سنة (226ﻫ) على الصحيح، روى له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي. ينظر ترجمته في: «التاريخ الكبير»: (8/310)، «العلل ومعرفة الرجال»: (3/437)، «الجرح والتعديل»: (9/197)، «تاريخ أسماء الثقات»: (1/262)، «التعديل والتجريح»: (3/1223)، «الانتقاء»: (ص 62/63)، «ترتيب المدارك»: (1/238 ـ 239)، «المنتظم»: (11/113 ـ 116)، «تهذيب الكمال»: (32/31 ـ 36)، «تهذيب الأسماء»: (2/454)، «سير أعلام النبلاء»: (10/512 ـ 519)، «تاريخ الإسلام»: (16/459)، «الكاشف»: (2/378)، «الديبـاج المذهب»: (ص 349 ـ 350)، «تهذيـب التهذيب»: (11/259 ـ 261)، «مرآة الجنان»: (2/248)، «النجوم الزاهرة»: (2/91)، «شذرات الذهب»: (2/59)،«طبقات الحفاظ»: (ص182).

([2])   «تهذيب الكمال»: (32/32).

([3])   قاله ابن الجوزي في «المنتظم»: (11/113). وينظر: «تهذيب الكمال»: (32/32).

([4])   نقله ابن الجوزي في «المنتظم»: (11/113) عن البخاري، قال: ويقال مولى بنى منقر ابن سعيد بن عمرو بن تميم النيسابوري. وينظر: «الانتقاء»: (ص62)، «تهذيب الكمال»: (32/32).

([5])   «تهذيب الكمال»: (32/33).

([6])   قال ابن حجر في «التهذيب» (10/259): روى الترمذي عن مسلم عنه، وروى النسائي عن عبيد الله بن فضالة ومحمد بن يحيى الذهلي عنه.

([7])   «تهذيب الكمال»: (32/34).

([8])   والأمثلة على ذلك كثيرة في «صحيح مسلم»، فهو يقول: قرأت على مالك. ينظر «صحيح مسلم» (1/72 ـ 83 ـ 98 ـ 154) ومواضع أخـرى. فيقول فيها يحيى: قرأت على مالك.

ونقل ابن حجـر في «التهذيب» (11/261): عن أبي أحمد الفراء قال: قراءةُ يحيى بن يحيى على مالك أحب إلي من سماع غيره.

([9])   قاله ابن عبـد البر في «الانتقاء»: (ص62)، والقاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/238)، وابن فرحون في «الديباج المذهب»: (ص 349)، وزاد: ولازمه مدة للاقتداء به، وهو معدود في الفقهاء من أصحاب مالك

([10])   انتهى قول القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/238).

([11])   «تهذيب الكمال»: (32/32 ـ 33).

([12])   خرَّجـه القاضي عياض في «ترتيب المدارك»: (1/238). وينظر: «الديباج المذهب»: (ص 350).

([13])   قاله البخاري في «التاريخ الكبير»: (8/310) لكنه قال: ضحى يوم الأربعاء.

          ونقل المزي في «تهذيب الكمال»: (32/36) عن أبي عمرو المستملي قال: ولد سنة اثنتين وأربعين ومئة.

([14])   قاله ابن عدي في كتابـه «من روى عنهم البخاري في الصحيح»: (ص 227). وينظر: «التعديل والتجريح»: (3/1223)، «ترتيب المدارك»: (1/238 ـ 239)، «طبقات الشافعية الكبرى» للسبكي (2/85).

([15])   قال المنـاوي في «التيسـير بشـرح الجامع الصغير»: مكتبـة الإمـام الشافعـي، الرياض، ط3 /1408ﻫ، 1988م: (1/124): أي: إن قبلة الله أو عظمته أو ثوابه مقابل وجهه إذا صلى، فلا يقابل هذه الجهة بالبصاق.

([16])   قال أبو عمـر في «الاستذكار»: (2/448): أما حكه صلى الله عليه وسلم البصاق من القبلة ففيه دليل على تنزيه المساجـد من كل ما يستقذر ويستسمج وإن كان طاهراً؛ لأن البصاق طاهر، ولو كان نجساً لأمر بغسل أثره.

([17])   من طريق يحيى بن يحيى التميمي: خرَّجه مسلم في «صحيحه» في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن البصاق في المسجد في الصلاة وغيرها (1/388) برقم (547).

([18])   «الموطأ» برواية يحيى بـن يحيى الليثي: كتاب القبلة، باب النهي عن البصاق في القبلة (1/194) برقم (457).

([19])   منها: متابعة عبد الله بن يوسف عند البخاري في «صحيحه»: في كتاب الصلاة، باب حك البزاق باليد من المسجد (1/159) برقم (398).

ومنها: متابعة قتيبة بن سعيد عند النسائي في «المجتبى» في كتاب المساجد، باب: النهي عن أن يتنخم الرجل في قبلة المسجد (2/51) برقم (724).

ومنها: متابعة عبد الرحمن بن مهدي عند أحمد في «مسنده»: (2/66) برقم (5335).

ومنها: متابعة عبد الله بن وهب، وروح بن عبادة، والقعنبي عند أبي عوانة في «مسنده»: (1/337) برقم (1200).

الأعلام