جاري التحميل

ابن الخياط الربعي

الأعلام

ابن الخَيَّاط الربعيُّ

أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)

فقال:

أ ـ ترجمته([1]):

أبو الحسن عليُّ بن محمَّد، المعروف بابن الخيَّاط الربعيِّ.

ذكره ابنُ الصَّيرفيِّ (ت542ﻫ) قال: «شاعرٌ فصيحُ اللِّسان، مشهورٌ بالإحسان وجودةِ البيان، ماهرٌ في اللُّغة والأدب، حافظٌ لأشعار العرب»([2]).

وذكره التُّجِيبيُّ أبو الطَّاهر إسماعيل بن أحمد (ت بعد 415ﻫ) في شرح (المختـار من شـعر بشَّـار) وروى مقطَّعـاتٍ مـن شـعره في متـن الشَّرح، ولهذه المقطَّعاتِ أهميَّةٌ خاصَّةٌ، لأنَّها ممَّا سمعه التُّجيبيُّ من ابن الخيَّاط، ولم تَصِلْ إلينا من طريق غيره.

كان ابنُ الخيَّاط شـاعرَ الكلبيِّين في صقلِّيَّة، مدحَ الأميرَ ثقـةَ الدَّولة يوسف (379 ـ 388 ﻫ)([3]) ومدح ولدَه الأميرَ تاجَ الدَّولة وسيفَ المِلَّةِ جعفراً (388 ـ 410 ﻫ)([4]).

في شعره ما يشير إلى أنَّه أدركَ أوَّلَ الفتنةِ العظيمةِ الَّتي وقعَتْ في صقلِّيَّة قبيل عصر أمراء الطَّوائف([5]).

هو شاعرٌ مُجِيدٌ، في طبقةٍ رفيعةٍ من الشُّعراء الصِّقلِّيِّين، يُعْرَفُ ذلك ممَّا وصل إلينا من شـعره، إذ يدلُّ على رِفْعَـةِ منزلتـه وصلاتـه برجالات عصره من الملوك والأمراء.

ب ـ شعره:

 ـ 1 ـ في المختار من شعر بشَّار (5):

 ـ من الوافر ـ

إذا عارضْتَ ذا قولٍ بفِعْلٍ

فإنَّ الصَّمْتَ عَنْهُ بِهِ خِطابُ

وَحَسْبُكَ مِنْ جَوابِكَ حدُّ سَيفٍ

إذا جَرَّدْتَهُ عُرِفَ الجوابُ

بجيشٍ حِلْيَةُ الفُرسانِ فيهِ

سَرَاةُ النَّاسِ والخَيْلُ العِرابُ([6])

أُسُودُ خَفِيَّةٍ في حُسْنِ خَلْقٍ

عليها مِنْ رِماحِ الخَطِّ غابُ([7])

 ـ 2 ـ في المختار من شعر بشَّار (107):

 ـ من المديد ـ

فاسْتَعِنْ بالرِّفْقِ، إنْ رُمْتَ صَعْباً

ربَّما يَسْهُلُ بالرِّفْقِ صَعْبُ

وإذا أَعْيَاكَ أَمْرٌ فَدَعْهُ

ما لِمَا أَعْيَا مِنَ الدَّاء طِبُّ

 ـ 3 ـ في المختار من شعر بشَّار (46):

 ـ من المنسرح ـ

اللهَ فَاسْأَلْ يَجُدْ عليكَ، فَقَدْ

يَمْنَعُ مِنْكَ الجَوادُ ما يَهَبُ

قَدْ يَعْثُرُ الجَدُّ بالحريصِ على الـ

ـحِرمانِ، والحِرْصُ جاهِدٌ كَلِبُ([8])

ويُرْزَقُ الحَظَّ ذو التَّوكُّلِ والرْ

رِفْقِ، وَمَنْ لا يَكُدُّهُ طَلَبُ([9])

 ـ 4 ـ في المختار من شعر بشَّار (10)([10]):

 ـ من المنسرح ـ

في مِثْلِ يومِ الحِسابِ تَحْسَبُهُمْ

سَكْرى وكالسُّكْرِ بعضُ ما شُرِبا([11])

كأنَّما أرْضُهمْ قُلوبهمُ

فكلُّها قَدْ أُجِيلَ فاضْطَرَبا([12])

 ـ 5 ـ في المختار من شعر بشَّار (93):

 ـ من الكامل ـ

وغداً، وَبْعدَ غَدٍ بمَضْمُونَيهِما

عِدَةٌ تَغَيَّبُ، والغيوبُ لها نَبا([13])

وحوادثُ الأيَّامِ أكثرُ عِبْرَةً

مِنْ أنْ يحيط َبها القِياسُ فَتُحْسَبا([14])


 ـ 6 ـ في المختار من شعر بشَّار ( 319 )([15]):

 ـ من البسيط ـ

حتَّى اسْتَقَرَّتْ لَدَيهِ في قَرارَتِها

ثُمَّ اسْتَمَرَّتْ بهِ في مَرْمَرٍ سَرِبِ([16])

لها على الجَمْعِ والتَّفْريقِ أَمْثِلَةٌ

في الدِّرْعِ مَسْـرُودةً والسَّيفِ في الشُّطُبِ([17])

 ـ 7 ـ في المختار من شعر بشَّار (147):

 ـ من الطَّويل ـ

عَجِبْتُ ولم أَعْجَبْ [لِغَيْرِ] عَجيبِ

لِمَنْ يَشْتَكِي داءً لِغَيْرِ طَبِيبِ([18])

وما تَنْفَعُ الشَّكوى إلى [مُتَطَبِّبٍ]

إذا لم يَكُنْ في طِبِّهِ بمُصِيبِ([19])


وأكثرُ ما يُجْدِيْ عليكَ بدَمْعِهِ

فأيُّ جَدًى منْ عَبْرَةٍ ونَحِيبِ([20])

وفي المختار من شعر بشَّار (338):

 وَلَمْ نَبْكِ فِقْدانَ الشَّبابِ لِعِلَّةٍ

سِوَى أنَّه داعٍ لِفَقْدِ مَشِيبِ([21])

 ـ 8 ـ في المختار من شعر بشَّار (6)([22]):

 ـ من الكامل ـ

ظَنَّ الإمارةَ ظُلَّةً فإذا بها

حَرْبٌ يكادُ أُوارُها يَتَأجَّجُ

وَمُهَنَّداتٌ كالعَقائقِ ماؤُها

مُتَرَقْرِقٌ، وَلَهِيبُها مُتَأجِّجُ([23])


لا تَسْتَقِرُّ العَينُ فوقَ مُتُونِها

فَكَأنَّما هيَ زِئْبَقٌ مُتَدَحْرِجُ


وَمَداعِسٌ للخَيْلِ يَرْمَحُ وَسْطَها

مِنْ غَيْرِ فارِسِهِ طِمِرٌّ مُسْـرَجُ([24])


عَقْرَى وسالمةً، تَعاثرُ في القَنا

أَلْعَسْجَدِيُّ وذو الخِمارِ وأَعْوَجُ([25])


طَرَحَتْ فَوارِسَها على أَذْقانِهِمْ

طَرْحَ الكِعابِ، فَمُفْرَدٌ أو مُزْوَجُ([26])


في مَوْطِنٍ سَلَبَ الحَلِيمَ وَقارَهُ

فَكَأنَّما هُوَ مُسْتَطارٌ أَهْوَجُ([27])


وفي المختار من شعر بشَّار (116):

وَلَوِ اسْتَطَعْتُ على النُّجومِ نَظَمْتُها

عِقْداً إليكَ فَهَلْ إليها مَعْرَجُ

وإذا مَنَحْتُكَ مِنْ ثَنايَ نَتِيجةً

إنَّ المَنائحِ مِنْ نَوالِكَ تَنْتُجُ([28])

 ـ 9 ـ في المختار من شعر بشَّار (73):

 ـ من الطَّويل ـ

أَخٌ فَأَخٌ حتَّى تَحُلَّ مَحَلَّهُ

فَما أَنْتَ [مَقْرُوحٌ] بهِ أنْتَ [قارِحُ]([29])

كَأنَّ يَدَ الأيَّامِ تَنْقُدُ أَهْلَها

فَما تَقْتَضِي إلَّا الَّذي هُوَ راجِحُ([30])



وفي المختار من شعر بشَّار (76):

فَما بالُ مَنْ يَبْكِي لمالٍ يُجاحُهُ

وقَدْ جُمِعَتْ في القَبْرِ مِنْه الجَوائح([31])

وفي المختار من شعر بشَّار (76):

وَلَيْسَ بمُنْجِيكَ الطَّبيبُ بطِبِّهِ

ولا نَفْسِهِ ممَّا تُطِيحُ الطَّوائحُ

فَكُلْ ما تَشاءُ مِنْ خَبيثٍ وطَيِّبٍ

إلى أُكْلَةٍ لِلسُّمِّ فيها مَجادِحُ([32])

وَما كُلَّ حِينٍ يَتْبَعُ السَّعْدُ رَبَّهُ

بَلَى، كلُّ سَعْدٍ ليلةَ النَّحْسِ ذابحُ([33])

 ـ 10 ـ في معجم السَّفر (370):

 ـ من الكامل ـ

خَرَجُوا لِيَسْتَسْقُوا وقَدْ نَشَأَتْ

مَجْنُوبَةٌ شَرِقٌ بها السَّفْحُ([34])

حتَّى إذا اصْطَفُّوا لِدَعْوَتِهمْ

وَبَدا لِفَيْضِ دُمُوْعِهِمْ نَضْحُ([35])

كُشِفَ الغَمامُ إجابةً لَهمُ

فَكَأنَّما خَرَجُوا لِيَسْتَصْحُوا

 ـ 11 ـ في المختار من شعر بشَّار (63):

 ـ من الوافر ـ

تَعَارَضْنا مُقابَلَةً بلَحْظٍ

فَأَطْرَقْنا وقَدْ فُهِمَ المُرادُ

وطارَ بماءِ وَجْنَتِهِ شَرارٌ

كأنَّ اللَّحْظَ بَيْنَهُمَا زِنادُ([36])

فَيَا لِوُشَاتِنا حَضَـرُوا وغابُوا

وَمَنْ لَهُمُ بما جَنَّ الفُؤادُ([37])

كأنَّ النَّاسَ عمَّا نَحْنُ فيهِ

منَ الأسرارِ أشباحٌ جَمادُ([38])

 ـ 12 ـ في المختار من شعر بشَّار (93):

 ـ من البسيط ـ

[ما كانَ أَمْسِ] فَقَدْ فاتَ الزَّمانُ بهِ

وما يكونُ غداً في الغَيْبِ مَوعُودُ([39])

وبينَ ذَيْنِكَ وَقْتٌ أنتَ صاحِبُهُ

في حالتَيْهِ فَمَذْمومٌ ومَحْمودُ

 ـ 13 ـ في المختار من شعر بشَّار (6):

 ـ من المتقارب ـ

ويا رُبَّ يومٍ لَهُ مُسْعَرٍ
 

إذا خَمَدَتْ نارُهُ أَوْقَدا([40])

تخافُ بهِ الرِّجْلُ مِنْ أُخْتِها

ولا تَأْمُن اليَدُ فيه اليَدا

وتَرْمِي رِجالٌ بأعضائهمْ

فَمَثْنى تَراهُنَّ أو مَوْحَدا([41])

ترى السَّيفَ عُرْيانَ مِنْ غِمْدِهِ

وَتَحْسَبُهُ مِنْ دَمٍ مُغْمَدا([42])

 ـ 14 ـ في المختار من شعر بشَّار (166):

 ـ من الطَّويل ـ

ذخيرةُ قومٍ [يَسْكُبُونَ] عُقارهم

عقاراً إذا ارتاحُوا وإنْ كانَ تالِدا([43])

ترى هَمَّهُمْ فيها طَرِيدَ سُرُورِهِمْ

وأَحْبِبْ بشـيءٍ كانَ للهَمِّ طاردا

وفي المختار من شعر بشَّار ( 312 ):

 مُلاحِيَّةً بِيضاً وسُوداً حَوالِكاً


 وحُمْراً وصُفْراً مُلْبَساتٍ مَجاسِدا([44])

كأنَّ على أيدي القَواطِفِ تَحْتَها


بما قَنَأَتْ مِنْها عُروقاً مَفاصِدا([45])

 ـ 15 ـ في المختار من شعر بشَّار (265):

 ـ من الطَّويل ـ

أخوكَ إذا ما لم يَكُنْ لكَ قَلْبُهُ

أخاً كانَ أدنى مِنْهُ ناءٍ أخو وُدِّ([46])

 ـ 16 ـ في المختار من شعر بشَّار (22):

 ـ من السَّريع ـ

ومُسْتَثارٍ بعيونِ الورى

مُسْتَنْفَرٍ [كالرَّشأ] الأَغْيَدِ([47])

تَزْدَحِمُ [الألحاظُ] في وجهِهِ

كأنَّما اسْتُحْضِـرنَ في مَشْهَدِ([48])

مِثْلَ هلال الفِطْرِ يَرْقُبْنَهُ

فَهُنَّ يَأْتِينَ على مَوعِدِ

وفي المختار من شعر بشَّار (172):

حَسبيَ ممَّا فاتني كلُّه

بَقِيَّةٌ مِنْ أَمَلٍ في يدي

فَكَمْ كثيرٍ بَلَغَ المُنْتَهى

كان قليلاً في يَدِ المُبْتَدي

وربَّما اسْتُدْرِكَ فَوْتُ الغِنَى

وأُسْعِفَ النَّاشِدُ بالمُنْشَدِ

 ـ 17 ـ في المختار من شعر بشَّار (291):

 ـ من الطَّويل ـ

كأنَّ على لَبَّاتِهِمْ وخُدودِهِمْ

وَذائلَ مُلْساً مِنْ لُجَينٍ وعَسْجَد([49])

ترى كِبرياءَ الحُسْنِ في لَحَظاتِهِمْ

يُشابُ برَهْبانِيَّةِ المُتَهَجِّدِ

إذا قَبَّلُوا صُلبَانَهُمْ رَشَفَتْ بِهِمْ

حَصَـى بَرَدٍ فيه مُجاجَةُ [صَرْخَدِي]([50])

 ـ 18 ـ في المختار من شعر بشَّار (116)([51]):

 ـ من الخفيف ـ

لكَ عندي صَنيعَةٌ قَلَّدَتْنِي

نِعْمَةً عَفْوُها يُقَصِّـرُ جُهْدِي([52])

فإذا ما أضاءَ حَوْلَكَ نُورٌ

مِنْ ثنائي فأنتَ قادِحُ زَنْدِي([53])

 ـ 19 ـ في المختار من شعر بشَّار (41):

 ـ من السَّريع ـ

حَدِيثُهُ فاكِهَةٌ رَطْبَةٌ

وَخَدُّهُ رَوْضٌ وعَيْناهُ خَمرْ

ما جَمَعَ اللهُ فُنونَ الهَوَى

بالحُسْنِ في [وَجْهِهِ] إلَّا لأمرْ([54])

 ـ 20 ـ في المختار من شعر بشَّار (63):

 ـ من السَّريع ـ

رُبَّ جَلِيسٍ لِيَ فِيهِ وَطَرْ

يَفْهَمُه عنِّي بِكَرِّ النَّظَرْ([55])

سارَرْتُهُ باللَّحْظِ في مَجْلِسٍ

يَرْقُبُنا السَّمْعُ بِهِ والبَصَـرْ([56])

فَلَمْ نَقُمْ إلَّا على مَوْعِدٍ

والنَّاسُ عنَّا في أُمورٍ أُخَرْ

 ـ 21 ـ في المختار من شعر بشَّار (6)([57]):

 ـ من الطَّويل ـ

وإنَّ يَدِي رَهْنٌ لَهُمْ مِنْكَ [بَعْدَها

بصائفةٍ] كالنَّارِ، أو جَمْرُها أَحَرْ ([58])

منَ التَّاركاتِ الأرضَ بالحربِ جَذْوَةً

إذا كانتِ الأعشابُ فيها منَ البَشَـرْ([59])

 ـ 22 ـ في المختار من شعر بشَّار (108):

 ـ من الكامل ـ

يا جارَتا إنَّ الحِجارَةَ جَلْمَدٌ
 

وَلَرُبَّما انْفَجَرَتْ بها الأنهارُ([60])

أقساوةٌ عَجَباً وَوَجْهُكِ ناضِرٌ

يَدْمى إذا وَقَعَتْ بهِ الأبصارُ

وفي المختار من شعر بشَّار ( 265 ):

لا ينفعُ الجيرانَ أنْ يَتَجاوَرُوا

ما لم يَكُنْ بينَ القلوبِ جِوارُ

 ـ 23 ـ في المختار من شعر بشَّار (107):

 ـ من الكامل ـ

كالصَّخرة الصَّمَّاءِ يَرْجِعُ مِعْولي

مُتَثلِّماً عنها ولا [تَتَقَطَّرُ]([61])

لا، بَلْ أُصابرُها على نَزَقاتها

إنَّ المياهَ منَ الصَّفا تَتَفَجَّرُ([62])

 ـ 24 ـ في المختار من شعر بشَّار (62)([63]):

 ـ من الكامل ـ

ولقد أَحُكُّ العَينَ أُوهِمُ بالقَذى

واللَّحْظُ بينَ جُفونِها مُتَواتِرُ

ولَرُبَّما غَفَلُوا فَفُزْتُ بِنَظْرَةٍ

عَجِلاً كما قَبَضَ الجَناحَ الطَّائرُ

وفي المختار من شعر بشَّار (174):

عَلِّقْ رجاءكَ بالحُسَين وَبِابْنِهِ

إنَّ العَلائقَ بالكِرام ِأواصِرُ([64])

واعْلَمْ بأنَّكَ إنْ غَزَوتَ نَداهُما

بِلِواءِ مَدْحِهما فَإنَّكَ ظافِرُ

 ـ 25 ـ وفي المختار من شعر بشَّار (268)([65]):

 ـ من الكامل ـ

خَفِّضْ عليكَ مَساءةً ومَسَـرَّةً

تَلْقاهُما فَلِكُلِّ شَيءٍ آخِرُ([66])

 ـ 26 ـ وفي المختار من شعر بشَّار (120)([67]):

 ـ من الكامل ـ

تَبْدو بخاطرِه الغُيوبُ جَلِيَّةً

ويرى الضَّمائرَ إِثرَهُنَّ[خَواطِرا]([68])

 ـ 27 ـ في المختار من شعر بشَّار (198 ـ 199):

 ـ من الطَّويل ـ

وما طَمَعُ الإنسانِ إلَّا مَذَلَّةٌ

ومَنْ قَنَعَ اسْتَغْنى وإن لم يَنَلْ وَفْرا

وبعضُ الرِّجالِ كُلَّما زادَهُ الغِنى

غِنًى زادَهُ بالحِرْص ِفي نفسِهِ فَقْرا

 ـ 28 ـ في المختار من شعر بشَّار (80)([69]):

 ـ من البسيط ـ

اللهُ أَلْطَفُ صُنْعاً حينَ يَسَّـرَ لي

مِنْ لُطْفِ صُنْعِكَ تَيْسيراً لِما عَسُـرا

وحاجةٍ نِمْتُ عَنْها باتَ يَكْلَؤُها

يَقْظانُ كالعَينِ تَلْقَى عِنْدَهُ الأَثَرا

حُلْوُ الشَّمائلِ أَخَّاذٌ بِفِطْنَتِهِ

مجامِعَ القَلْبِ حتَّى السَّمْعَ والبَصَـرا

لَوْ كان في الأرضِ أملاكٌ ملائكةٌ


لَقُلْتُ: حاشا لَهُ مِنْ كَوْنِهِ بَشَـرا

وقائلٍ قالَ لِي: أَبْشِـرْ بمُنْجِيَةٍ

إنَّ الأميرَ كريمٌ قالَ فانْتَصَـرا

ما حاجةٌ هيَ أَوْلَى أنْ نَفُوزَ بها


مِنْ حاجةٍ مَنَحَتْها عَيْنُهُ نَظَرا([70])

إذا ابن مُستخلصِ الإسلامِ قامَ بها

فَاقْعُدْ، فإنَّكَ قَدْ وَلَّيْتَها الظَّفَرا

أَلْقَيْتَها مِنْهُ في سِرٍّ يَجُولُ بهِ

إذا تَناسَيْتَها مُسْتَبْطِناً ذَكَرا([71])

فَما اعْتِذارِيَ في تأخيرِ ما عَلِمُوا

أنَّ الأميرَ على تَقْدِيمِهِ قَدَرا

أَوْ دُلَّنِي أيُّها المَوْلَى على جَدَلٍ

أُدْلِيْ بهِ عِنْدَ مَنْ يَسْتَخْبِرُ الخَبَرا([72])

 ـ 29 ـ في المختار من شعر بشَّار (265):

 ـ من البسيط ـ

مَنْ لَمْ تُدانِكَ مِنْ قَلْبٍ مَوَدَّتُهُ

لَمْ يُدْنِهِ مِنْكَ قُرْبُ الدَّارِ بالدَّارِ

 ـ 30 ـ في المختار من شعر بشَّار (60)([73]):

 ـ من الكامل ـ

أهلاً بِطَيْفِ حُبابَةٍ مِنْ زائِرِ

أهلاً بهِ هَجَرَتْ وليسَ بهاجِرِ

مُتَجَمِّلاً، لمَّا أرادَ زِيارَةً

أَهْدَى الرُّقادَ إلى جُفونِ السَّاهرِ

وفي المختار من شعر بشَّار (120):

فَطِنٌ يُحَدِّثُ بالغُيوبِ تَظَنِّياً

فَكَأنَّما لَحَظاتُهُ في الخاطِرِ

 ـ 31 ـ في المختار من شعر بشَّار (35 ـ 36):

 ـ من المنسرح ـ

في أيِّ قَلْبٍ يَصُونُ حُبَّكَ لو

كُنْتَ بما في ضَمِيْرِهِ تَدْرِي

حَدُّ هَواهُ ما بينَ سَالِفَةٍ

مِنْكَ فَما دُونَها إلى الصَّدْرِ([74])

فَإِنْ تَناهَتْ بِهِ مآخِذُهُ

فآخِرُ الحَدِّ مَعْقِدُ الخَصْـرِ([75])

وَقَدَّسَ اللهُ تَحْتَ ذَلِكَ ما

ضَمَّتْ عَلَيْهِ مَعاقِد الأُزْرِ([76])

لا شَيْءَ إلَّا لَحْظٌ أُمَتِّعُهُ

في رَوضَةٍ مُتِّعَتْ مِنَ القَطْرِ([77])

حيثُ بَدا الوَرْدُ والبَهارُ على

خَدِّكَ والأُقْحُوانُ في الثَّغْرِ([78])

والسَّوسَنُ الغَضُّ ناعِماً خَضِلاً

على مناطِ السُّلوكِ في النَّحْرِ([79])

يكادُ ماءُ النَّعيمِ يَقْطُرُ مِنْ

سُنَّةِ وَجهٍ كَسُنَّةِ البَدْرِ

كأنَّ قُبْطِيَّةً نَثَرْتَ بها

خِلْطَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ ومِنْ تِبْرِ([80])

في كُلِّ حُسْنٍ مُنِحْتَهُ [شَبَهٌ]

مُسْتَلَبٌ مِنْ سُلافَةِ الخَمْرِ([81])

اللَّونُ والنَّشْـرُ والمَذاقَةُ والسْـ

ـسِرُّ الَّذي أُودِعَتْ مِنَ السُّكْرِ([82])

شَكْلُ [فُتُونٍ] أخَذْتَ نُسْخَتَهُ

عَنْ مَلَكَيْ بَابلٍ منَ السِّحْرِ([83])

ما ضَرَّ مَنْ قُتَّهُ حَديثَكَ أنْ

يُحْرَمَ قُوتاً بَقِيَّةَ العُمْرِ

ما كانَ إلَّا بُسْتانَ تَلْهِيَةٍ

لولا مُراعاةُ حُرْمَةِ الشَّهْرِ

اللَّحْظُ راحٌ، واللَّفْظُ فاكِهَةٌ

والخَدُّ رامِشْنَةٌ مِنَ الزَّهْرِ([84])

في ساعةٍ لم تَكُنْ على عِدَةٍ

فكيفَ جادَتْ بها يَدُ الدَّهْرِ([85])

وَلَيْتَها مُوطِلَتْ بنا أبداً

بلْ كُلُّ شَيْءٍ إلى مَدًى يَجْرِي

 ـ 32 ـ في المختار من شعر بشَّار (173):

 ـ من الطَّويل

وقُلْتُ: تَلافَوا شَجَّةَ الدَّهْرِ إنِّها

إذا نَغِلَتْ أَعْيَتْ مَطَبَّةَ آسِ([86])

 ـ 33 ـ في المختار من شعر بشَّار (62):

 ـ من الطَّويل ـ

وما أَنْسَ لا أَنْسَ اغتفالَ رَقِيبهِ

مُخالَسَةً باللَّحْظِ ساعَةَ وَدَّعا([87])

وَأَحْسَبُه لولا عُيونُ وُشاتِهِ

لَصَعَّدَ أنفاساً وَصَوَّبَ أدْمُعا([88])

وفي المختار من شعر بشَّار (180):

أَيَحْسَبُنِي مَنْ بينَ جَنْبَيَّ دارُهُ

أُضَيِّعُ مِنْ عَهْدِ المَوَدَّةِ ما رَعَى؟

إذنْ لا اهْتَدَتْ عَيْنِي بأنْجُمِ نَحْرِهِ


ولا شِمْتُ مِنها بَيْنَ طَوْقَيْهِ مَطْلَعا([89])

 ـ 34 ـ في المختار من شعر بشَّار (14)([90]):

 ـ من الكامل ـ

بَلْ رُبَّ لَيْلٍ بِتُّ أَنْشُدُ صُبْحَهُ

فكأنَّني أَضْلَلْتُ مِنْهُ تَلِيفا

لَيْلاً حَسِبْتُ بهِ المَجَرَّةَ جَدْوَلاً

وَحَسِبْتُ أنْجُمَها حَصـًى مَرْصُوفا([91])

ومنها في المختار من شعر بشَّار (121):

وكأنَّما الحِدْثانُ خَلْفَ زُجاجِةٍ

تُرِيانِهِ خَلَلَ الغُيوبِ شَفيفا([92])

وكأنَّ أسرارَ الوُجُوهِ تَصَوَّرَتْ

لَكُما بأسرارِ القُلُوبِ حُرُوفا

فإذا [انْطَوَتْ] يوماً بِغِشٍّ نِيَّةٌ

نُشِرَتْ فَأَصْبَحَ سِتْرُها مَكْشُوفا([93])

 ـ 35 ـ في المختار من شعر بشَّار (14):

 ـ من الطَّويل ـ

عَرَفْتُ طريقَ السُّهْدِ عِرْفانيَ البُكا

فَهَلْ لِطَريق النَّوم مِنْ أثرٍ يُقْفَى

فناهِيكَ مِنْ لَيلٍ بَطِيءٍ مَدارُهُ

تَبيتُ رِكابُ النَّجْمِ في أُفْقِهِ وَقْفا([94])

حنادِسُ لَمْ يُبْقِ السِّـرارُ بِجَوِّها

الأعلام