جاري التحميل

ابن الطوبي (أبو الحسن)

الأعلام

ابن الطُّوبيِّ (أبو الحسن)

أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)

فقال:

 

أ ـ ترجمته([1]):

أبو الحسن عليُّ بن الحسن، ابنُ الطُّوبيِّ. والطُّوبيُّ نسبة إلى الطُّوب، وهو موضعٌ في إفريقيَّة([2]).

ذكر العمادُ نقلاً عن ابن القطَّاع أنَّه: «إمامُ البلغاء، وزِمامُ الشُّعراء، مؤلِّفُ دفاتر، ومصنِّفُ جواهر، ومَقَلَّدُ دواوين، ومُعْتَمَدُ سلاطين»([3]).

أدرك طرفاً منَ الحكم العربيِّ في صقلِّيَّة؛ لأنَّ العمادَ ذكره فيمن اختارهم من (الدُّرَّة الخطيرة) لابن القطَّاع.

عاصر الخليفةَ المعزَّ بنَ باديس (ت 453ﻫ)([4]) ويُعْرَفُ ذلك من قصيدةٍ([5]) ذَكَرَ فيها رحلتَهُ إلى المعزِّ مادحاً له، وهذا يدلُّ على أنَّ الشَّاعرَ أدرك بدايةَ الحكمِ النُّورمانيِّ في صقلِّيَّة.

ب ـ شعره:

 ـ 1 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 77):

 ـ من المتقارب ـ

وعَيْشٍ هَزَزْناهُ هَزَّ النَّسِيمِ

قَضِيْبَ الأراكةِ عندَ الهُبُوبِ([6])

مَزَجْناهُ باللَّهْوِ مَزْجَ الكُؤُوسِ

بِشَكْوى الهوى ورُضابِ الحبيبِ([7])

فيا لكَ عَصْـراً قَضَينا بهِ

حُقوقَ الشَّبيبةِ دُونَ المَشِيبِ

 ـ 2 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 81):

 ـ من السَّريع ـ

يا حَبَّذا كأسٌ بَدَتْ فَوْقَها

حَبابَةٌ زَهراءُ ما تَذْهَبُ([8])

أدارَها السَّاقي فَرَدَّ الضُّحى

وانْجابَتِ الظَّلماءُ والغَيْهَبُ([9])

فَقُلْتُ للشَّـرْبِ انْظروا واعْجَبُوا

مِنْ حُسْنِ شَمْسٍ وَسْطَها كَوْكَبُ([10])

 ـ 3 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 73)([11]):

 ـ من الطَّويل ـ

أجارَتَنا شُدِّي حَزِيمَكِ لِلَّتي

هِيَ الحَزْمُ أو لاتَعْذُلِي في ارْتِكابِها([12])

وكُفِّي، فإنَّ العَذْلَ مِنْكِ زيادةٌ

عَلَيَّ كَفَى نَفْسِـي الحزينةَ ما بِها

وإمَّا المُنَى أو فالمنيَّةُ، إنَّها

حياةُ لبيبٍ لم يَنَلْ مِنْ لُبابِها([13])

وَهَلْ نِعْمَةٌ إلا ببُؤْسَى؟ وإنَّما

عُذوبَةُ دُنيا المرءِ عندَ عذابِها([14])

سآوي إلى عِزِّ المُعِزِّ لَعَلَّه

سَيأوِي لِنَفْسٍ حُرَّةٍ واكتئابِها([15])

إليكَ مُعِزَّ الدِّين وابنَ نَصِيرِهِ

حَمَلْتُ عُقودَ المدحِ بَعْدَ انْتِخابِها

وأثوابَ حَمْدٍ حُكْتُ أثوابَ وَشْيِها

على ثِقَةٍ منِّي بِعُظْمِ ثوابِها([16])

 ـ 4 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 80):

 ـ من المنسرح ـ

انْظُرْ إلى الأُفْقِ كيفَ بَهْجَتُهُ

وللثُّرَيا عَلَيْهِ تَنْكُتُهُ([17])

كأنَّها وَهْيَ فِيهِ طالعةٌ

قميصُ وَشْيٍ وتِلْكَ عُرْوَتُهُ([18])

 ـ 5 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 77):

 ـ من السَّريع ـ

ارْفُقْ بِعَينيكَ فإنَّ الَّذي

ضُمِّنَتا مِنْ سَقَمٍ زائِدُ

فاسْتَوْدِعِ اللَّحْظَ لأجفانِها

فَهْيَ مِراضٌ وَهْوَ العائدُ([19])

 ـ 6 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 74):

 ـ من البسيط ـ

أَعْدَدْتُ للدَّهْرِ، إنْ أرْدَتْ حوادثُهُ

عَزْماً يُحَلُّ عَلَيهِ كُلُّ ما عُقِدا([20])

وصارِماً تَتَخَطَّى العَينَ هَزَّتُهُ

كأنَّما ارتاعَ مِنْ حَدَّيْهِ فارْتَعَدا([21])

وذابلاً تُوضِحُ العَليا ذُبالَتَهُ

[كأنَّهُ] نَجْمُ سَعْدٍ لاحَ مُنْفَرِدا([22])

وَنَثْرَةً ليسَ للرِّيحِ المُضِـيُّ بِها

إلَّا كَما عَرَضَتْ لِلنِّهْيِ فاطَّرَدا([23])

وسابحاً لا تَرُوْعُ الأرضُ أَرْبَعَهُ

كأنَّهُ ناقِدٌ مالاً قد انتقدا([24])

[فذاكَ] مالٌ مَتَى يُحْرِزْهُ وارِثُهُ

فَخَيْرُ ما وَجَدَ الإنسانُ ما وَجَدا([25])

 ـ 7 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 80):

 ـ من الطَّويل ـ

بعيشِكَ ما أَنْكَرْتَ مِنْ ذي صَبابةٍ

تَجَمَّلَ في رَدِّ الصِّبا فأعادَهُ؟([26])

هَبِ الشَّيبَ في خَدِّي بياضَ أدِيمِهِ

زمان شبابي في الخِضابِ سوادُهُ

 ـ 8 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 81):

 ـ من المنسرح ـ

 قالَ العَذولُ: الْتَحَى فَقُلْتُ له:

حُسْنٌ جديدٌ قَضَـى بتَجْدِيدِ

أمَا تَرَى عارِضَيْهِ فَوْقَهُما

لامُ ابتداءٍ ولامُ توكيدِ([27])

 ـ 9 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 79):

 ـ من الطَّويل ـ

وصَهْباءَ كالإبْرِيزِ تُبْصِـرُ كأسَها

منَ اللَّمْعِ في مِثْلِ الشِّراعِ المُمَدَّدِ([28])

كما حَفَّ نورُ البدرِ منْ حولِ هالةٍ

وفاضَ لهيبُ الشَّوقِ مِنْ قَلْبِ مُكْمَدِ([29])

إذا ما احْتَوَتْها راحةُ المرءِ أَمْسَكَتْ

بهُدَّابِ ظِلٍّ منْ سَناها مُوَرَّدِ([30])

وإنْ ناوَلَتْها بالمِزاجِ يَدٌ عَلا

لها زَبَدٌ مثل الدِّلاصِ المُسَـرَّدِ([31])

إذا ما تَبَدَّى تَحْسَبُ العَينُ أنَّه

نجومُ لُجَينٍ لُحْنَ في أُفْقِ [عَسْجَدِ]([32])

 ـ 10 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 78):

 ـ من الكامل ـ

يا عاذلي أنتَ الخَلِيُّ فَخَلِّني

وَحَشاً عليهِ منَ الصَّبابَةِ نارُ([33])

كيفَ السُّلُوُّ وكيفَ صَبْرِي عندما

قامَتْ بعُذْرِي قامَةٌ وعِذارُ([34])

 ـ 11 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 73):

 ـ من الطَّويل ـ

أجارَتَنا، إنَّ الزَّمانَ لَجائرُ

وإنَّ أذاهُ لِلْكِرامِ لَظاهِرُ([35])

أجارَتَنا، إنَّ الحوادثَ جَمَّةٌ

ومَنْ ذا على رَيْبِ الحوادثِ صابرُ([36])

أجيرانَنَا، إنَّ الفؤادَ لَدَيْكُمُ

لَثاوٍ، وإنَّ الجِسمَ عَنْكُمْ لَسائرُ([37])

أَأَتْرُكُ قَلْبي عِنْدَكُمْ وَهْوَ حائرٌ؟

وآخذُ طَرْفي مِنْكُمُ وَهْوَ ساهِرُ

كَذا يُغْلَبُ الصَّبْرُ الجَميلُ كما أرى

وَيَخْسَـرُ في بَيعِ الأَحِبَّةِ تاجِرُ

 ـ 12 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 75):

 ـ من المتقارب ـ

رأى نُورَها أو رأى نارَها

فلمَّا تَجَلَّى اجْتَلَى دارَها

وَقَدْ ضَرَبَ اللَّيلُ أَرْواقَهُ

وأَرْخَتْ دَياجِيهِ أَسْتارَها([38])

فَقُلْ في جمالٍ يضـيءُ الدُّجى

ويَغْشى النُّجومَ وأنوارَها([39])

وشاطرةٍ رِدْفُها شَطْرُها

وما يَبْلُغُ الخَصْـرُ مِعْشارَها([40])

فيا لكَ عَصْـراً قَطَعْنا بِهِ

لياليَ تُشْبِهُ أسحارَها

ولذَّاتِ عَيْشٍ مَضَـى عَينُها

فَها أنا أَطْلَبُ آثارَها([41])

فَها هِيَ لم يَبْقَ مِنْها سوى

أحادِيثَ أَعْشَقُ تَكْرارَها

قَضَيتُ الصِّبا بينَ أوطارِه

ولمْ تَقْضِ نَفْسِـيَ أوطارَها([42])

 ـ 13 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/80):

 ـ من الكامل ـ

قَدٌّ منَ الأغصانِ يُشْـرِقُ فَوْقَهُ

وَجْهٌ عليهِ بهجةُ الأقمارِ

وكأنَّ مُمْتَدَّ العِذارِ بخَدِّهِ

ليلٌ أُمِرَّ على ضياءِ نَهارِ

 ـ 14 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 77):

 ـ من مجزوء الكامل ـ

هَبْنِي أَسَأْتُ فأينَ إقْـ

ـراري بذَنْبِي واعتذارِي

هلاَّ ثَناكَ عَنِ الجَفا

ءِ غِناكَ عَنِّي وافتقارِي([43])

لو أنَّ غَيْرَك رامَ بي

غَدْراً لكانَ بكَ انْتِصارِي([44])

 ـ 15 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 77):

 ـ من الطَّويل ـ

أيا رَبِّ قَرِّبْ دارَها ونوالَها

وإلاَّ فَأَعْظِمْ إنْ هَلَكْتُ بها أَجْرِي

ويا ربِّ قَدِّرْ أنْ أعيشَ بأرضِها

وإلا فَقَدِّرْ أنْ يكونَ بها قَبْرِي

 ـ 16 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 77):

 ـ من مجزوء الكامل ـ

البَدَرُ في أَزْرارِهِ

والْغُصْنُ في زُنَّارِهِ([45])

وكأنَّما فُتَّ العَبِيـ

 ـرُ على مَخَطِّ عِذارِهِ([46])

 ـ 17 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 76):

 ـ من الكامل ـ

خالَسْتُهُ نَظَراً تَحَمَّل بَيْنَنا

نَجْوى هَوًى خَفِيَتْ على الجُلاَّسِ([47])

فَاحْمَرَّ ثمَّ اصْفَرَّ خِيفَةَ كاشِحٍ

فِعْلَ المُدامَةِ عِنْدَ مَزْجِ الكاسِ([48])

 

 ـ 18 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 81):

 ـ من الوافر ـ

وَأَحْوَرَ مائلِ النَّظَراتِ عَنِّي

دَسَسْتُ إليهِ مَنْ يَسْعَى وَسِيطا([49])

فجاءَ بهِ على مَهَلٍ وَسِتْرٍ

كما يَسْتَدْرِجُ اللَّهُبُ السَّليطا([50])

 ـ 19 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 80 ـ 81):

 ـ من الكامل ـ

يا حَبَّذا كأسٌ يكونُ بها

رِيقٌ كأنَّ خِتامَهُ مِسْكُ([51])

باتَتْ تُعَلِّلُنِي بها وبهِ

حسناءُ ما في حُسْنِها شَكُّ([52])

هاتِيكَ كالدُّنيا، فلا أَحَدٌ

إلَّا لها بفؤادِهِ فَتْكُ([53])

 ـ 20 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 78 ـ 79):

 ـ من البسيط ـ

قَضَيتُ أوطارَ نَفْسِـي غيرَ مُتَّرِكِ

ولم أَعُقْها على لَحْقٍ ولا حَرَكِ([54])

وكَمْ رَدَدْتُ على العُذَّالِ ما سَهِروا

في حَوْكِهِ فَهْوَ لم يَنْجَحْ ولم يُحَكِ([55])

وكَمْ عَدَوْتُ إلى الحاناتِ مُنْهَمِكاً

بكلِّ عادٍ إلى اللَّذاتِ مُنْهَمِكِ([56])

أُهِينُ مالِي وأُغْلِي الرَّاحَ دُونَهُمُ

في ظلِّ عَيشٍ كما تَهْوَوْنَ مُشْتَرَكِ([57])

ومَسْمَعاً يَجْمَعُ الأَسْماعَ في قَرَنٍ

مِنْ صَوتِ غِرٍّ عليهِ لَحْنُ مُحْتَنِكِ([58])

وساقِياً [يَسْكُبُ] الصَّهباءَ نَظْرَتُهُ

إلى صَريعٍ منَ الفِتيانِ مُنْبَتِكِ([59])

غَدا يُصَـرِّفُها فِينا ويَمْزُجُها

فَنَحْنُ وَهْيَ مَعَ الأيَّامِ في ضَحِكِ([60])

والماءُ يَحْذَرُ مِنْها أنْ تَطِيرَ فَقَدْ

صاغَ الحَبَابُ عليها صِيغَةَ الشَّبَكِ([61])

كأنَّها جَوهرٌ في ذاتِهِ عَرَضٌ

قَدْ شِيبَ مُنْسَبِكٌ مِنْهُ بمُنْسَبَكِ([62])

فَاسْمَعْ بِعَينيكَ عَنْها مِثْلَ ما سَمِعَتْ

أُذْناكَ ما قِيلَ عَنْ نُوحٍ وعَنْ لَمَكِ([63])

وليلةٍ بِتُّها والأرضُ عامرةٌ

حَولي بحُوْرٍ وبانٍ ماسَ في نَبَكِ([64])

والكأسُ تَخْدَعُهُمْ عَنِّي وَقَدْ نَذِرُوا


بأنَّني غيرُ مأمونٍ على التِّكَك([65])

حتَّى إذا أَقْبَلُوا مِنْها ومالَ بهمْ

أَخْذُ الكَرَى وتَداعَى كُلُّ مُمْتَسَكِ([66])

دَبَبْتُ أَكْتُمُ في أَنْفاسهِمْ قَدَمِي

كأنَّني بَيْنَهُم ماشٍ على الحَسَكِ([67])

وَقَدْ تَخَلَّصَ غَيِّي مِنْ يَدَيْ رَشَدِي

فِيهمْ وأُطْلِقَ فَتْكِي مِنْ عُرَى نُسُكِي([68])

فَبِتُّ أَنْقُدُ ممَّا خُوِّلُوا سِكَكاً

وَكُنْتُ قِدْماً أُجِيدُ النَّقْدَ لِلْسِّكَكِ([69])

وَقَدْ وَثِقْتُ بِعَفْوِ اللهِ عَنْ زَلَلِي

فَما أُبالِي بما خَطَّتْ يَدُ المَلَكِ

 ـ 21 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 76):

 ـ من الوافر ـ

أَمَا مِنْ وَقْفَةٍ أمْ مِنْ مَقامٍ

أَبُثُّكَ عِنْدَهُ داءً دَخِيلا([70])

جَفَوتَ فَضاقَتِ الدُّنيا وكانَتْ

عَلَيَّ رَحِيبَةً عَرْضاً وطُولا([71])

لَعَلَّكَ يا قَضِيبَ البانِ يوماً

تُمَهِّدُ في ظِلالِكَ لي مَقِيلا([72])

أَمَا لَو كان قَلْبُكَ مِنْ صَفاةٍ

لَشَيَّعَنِي على حُبِّي قَلِيلا([73])

وَلَكِنِّي دُفِعْتُ إلى حديدٍ

يُنَوِّلُ كُلَّما قُرِعَ الصَّلِيلا([74])

لَئِنْ أنْبَطْتَ مِنْ عَينِي دُموعاً

لَقَدْ أَذْكَيتَ في قَلْبي غَلِيلا([75])

فَيا عَجَباً دُمُوعٌ ليس تَرْقا

وَوَجْدٌ ليسَ يُمْكِنُ أنْ يَزُولا([76])

وَلَمْ أَسْمَعْ بأنَّ حَياً تَوَالى

على أرضٍ تَزِيدُ بهِ مُحُولا([77])

 ـ 22 ـ في المختار من شعر بشَّار ( 289 ):

 ـ من الطَّويل ـ

مُنِيتُ، ولكنْ أَرْتَجِي عَفْوَ خالِقي

بأَبْخَرَ مَلْعُونِ الحَدِيثِ مُذَمَّمِ([78])

إذا هَمَّ بالقَولِ الَّذي ليسَ نافِعِي

سَمِعْتُ بأَنْفِي مِنْهُ قَبْلَ التَّكَلُّمِ

هُوَ الكَلْبُ إلَّا أنَّ في فِيهِ رِيحَةً

ولمْ أرَ كَلْباً قَبْلَها مُنْتِنَ الفَمِ([79])

 ـ 23 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 79):

 ـ من مجزوء الكامل ـ

حَيا برَيْحانٍ، وقَدْ

حَصِـرَ اللِّسانُ فَنابَ عَنْهُ

وفَهِمْتُ مِنْ مَعْكُوسِهِ

تأخيرَ ما أَبْغِيهِ مِنْهُ

 ـ 24 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 74):

 ـ من الطَّويل ـ

سَلِ اللَّيلَ عَنِّي هَلْ أنامُ إذا سَجَى

وَهَلْ مَلَّ جَنْبي مَضْجَعِي ومكاني؟

على أَنَّني جَلْدٌ إذا الضُّـرُّ مَسَّني

صَبُورٌ على ما نَابَنِي وعَرَانِي([80])

 ـ 25 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 74 ـ 75):

 ـ من المنسرح ـ

ما أحْسَبُ السِّحْرَ غيرَ معناها

والعَنْبَرَ الجَوْنَ غيرَ رَيَّاها([81])

إنَّا جَهِلْنا ديارَها فَبَدا

مِنْ عَرْفِها ما بِهِ عَرَفْناها([82])

كأنَّما خَلَّفَتْ بِساحَتِها

مِنْهُ دَليلاً لِكُلِّ مَنْ تاها([83])

لا كَثَبٌ دارُها فأَغْشاها

ولا فُؤادي يَرِيمُ ذِكْراها([84])

الموتُ أَولى متى قَضَيتُ بها

نَحْبي فَمَحْيايَ في مُحَيَّاها([85])

وأَغْبِطُ الماءَ حينَ تَرْشُفُهُ

إذْ كانَ دُونِي مُقَبِّلاً فاها([86])

وما ثَنائي على قَلائدِها

إلَّا بأنْ أَشْبَهَتْ ثناياها([87])

أَجْزَعُ مِنْ عَتْبها ويَبْعَثُنِي

إليهِ كَرْهاً طِلابُ عُتْباها([88])

دُنُوُّها مِنْكَ مِنْ شَمائِلها

وبُعْدُها عَنْكَ مِنْ سَجاياها([89])

*  *  *

 



([1])   الخريدة ـ شعراء المغرب: 1/ 72، والمختار من شعر بشَّار: 289.

([2])   معجم البلدان: طوب.

([3])   الخريدة ـ شعراء المغرب : 1/ 72.

([4])  المعزُّ بن باديس صاحبُ إفريقيَّة، كانت له يَدٌ في محاولة استنقاذ صقلِّيَّة من النُّورمان أوُّل نزولِهم فيها، أرسل أسطولاً لهذا الغرض، وجعلَ فيه مُعْظَمَ قوَّتِهِ، فأغرقتْهُ ريحٌ عاصفةٌ في البحر، توفي (سنة 453ﻫ). للتَّفصيل انظر: الكامل في التَّاريخ: 8/ 473، وسير أعلام النُّبلاء: 17/ 216.

([5])   تأتي القصيدة في ثَبْتِ شعره: (ق3، ص159).

([6])   الأراكَةُ: شجرةٌ معروفةٌ، يكون منها السِّواكُ.

([7])   الرُّضاب: الرِّيق.

([8])   الحَبابَةُ: الفُقَّاعةُ تَطْفُو على سطح الماء أو الخمر.

([9])   الغَيْهَبُ: شِدَّةُ سَوادِ اللَّيل.

([10])   الشَّرْبُ: جماعةُ الشَّاربين.

([11])   قال العماد: «كان في زمان المُعِزِّ بن باديس عنفوانُه، وله فيه قصيدةٌ رُصِّعَ بها ديوانُه: أجارتَنا شُدِّي حَزِيمك للَّتي... (الأبيات)» الخريدة ـ شعراء المغرب: 1/ 73.

والمُعِزُّ بن باديس تقدَّمت ترجمته: 158.

([12])   الحَزيمُ: موضع الحِزامِ، يُقال في الأخذِ بالعزائمِ: قد شمَّرَ وشَدَّ حَزيمَهُ. لا تَعْذُلِي: لا تلومي. ارتكابها: ارتكاب الشَّيءِ إتيانُه.

([13])  المُنَى: مفردها المُنْيَة، وهي ما يتمنَّاه الرَّجل، المَنِيَّة: الموت. اللَّبيبُ: العاقِلُ. اللُّباب: جَوْهَرُ كلِّ شيءٍ.

([14])   البُؤسَى: العذاب، خلاف النُّعمى.

([15])   المعزُّ: ممدوحه، ذكرناه هنا في مناسبة الأبيات.

([16])   حُكْتُ: نَسَجْتُ. وَشْيها: نَقْشها وزينتها.

([17])   الثُّريا: مجموعةُ نجومٍ في السَّماء كثيرةُ العَدَد. تَنْكُتُهُ: تضربُ فيه بنُورها.

([18])   الوَشْيُ: نقشُ الثَّوب وزِينتُه. العُرْوَةُ: مَدْخَلُ الزِّرِّ من القميص.

([19])   اللَّحْظُ: النَّظَرُ بمُؤْخِرِ العَينِ. مِراضٌ: جمع مريض. العائد: زائرُ المريض.

([20])   أَعْدَدْتُ: هَيَّأْتُ. أَرْدَتْ: أَهْلَكَتْ. العَزْمُ: الجِدُّ والصَّبْرُ. يُحَلُّ: يُفَكُّ وتُنْقَضُ عُقْدَتُه.

([21])  الصَّارم: السَّيفُ القاطع. تَتَخَطَّى العَينَ هَزَّتُهُ: تَتَجاوَزُها سُرْعةً. ارتاعَ مِنْ حدَّيه: خافَ منهما. ارتعدَ: أَخذتْهُ الرِّعْدَةُ، وهي الرَّعْشَةُ من الفَزَع.

([22])  في الأصل (كأنَّها) بدلَ (كأنَّه) والضَّمير يعود إلى (الذَّابل) أي الفرس. الذَّابل: الفَرَسُ الضَّامر. تُوضِحُ العَليا ذُبالَتَهُ: تُظْهِرُ ضُمْرَتَه سَعْيُه إلى العلياء. نَجْمُ سَعْدٍ: أَحَدُ أَرْبَعَةِ سعودٍ، هي سَعْدُ الذَّابح وسَعْدُ بُلَع وسَعْدُ السُّعود وسَعْدُ الأَخْبيَة، وهي نجومٌ من منازل القمر.

([23])  النَّثْرَةُ: الدِّرْعُ إذا كانت واسعةً سَلِسَةَ المَلْبَس. ليس للرِّيح المُضِيُّ بها: لا تقوى الرِّيحُ على حَمْلِها. النِّهْيُ: الغدير. اطَّردَ: تماوجَتْ صَفْحةُ مائه فَتَبِعَ بعضُه بعضاً.

([24])   السَّابح: السَّريع من الخيل لِسَبْحِهِ بيديه في جريه. تَرُوع: تُفْزِع. النَّاقدُ: من يَنْقُدُ المالَ.

([25])   في الأصل (فداك). يُحْرِزُه: يَحْفَظُهُ. ما وَجَد: الثَّانية بمعنى ما أغنى.

([26])   الصَّبابة: الشَّوق. تجمَّلَ: تَزَيَّنَ. الصِّبا: الفُتُوَّة. فأعاده: أراد أعاده بالخِضاب.

([27])   العارضان: الخدَّان.

([28])  الصَّهباء: الخَمْرُ الشَّقراءُ المَعْصورَةُ من عِنَبٍ أبيضَ. الإبْرِيزُ: الذَّهبُ الخالص. اللَّمْعُ: الخَفَقانُ، كقولك: لمعَ الطائر بجناحيه إذا خفَقَ.

([29])  حفَّ: أحاط. الهالةُ: دارةُ القمر. فاض: كَثُرَ حتَّى سال. مُكْمَد: محزون.

([30])  الهُدَّابُ: الطَّرفُ المُتَدَلِّي. من سناها: من ضوئها. مُوَرَّد: وَرْدِيّ اللَّون.

([31])   المِزاجُ: خَلْطُ الخمرِ بالماءِ. الزَّبَدُ: الرُّغوة. الدِّلاصُ: الدِّرعُ اللَّيِّنةُ البَرَّاقَةُ الملساء. المُسَرَّدُ: الدِّرعُ المنسوجةُ في هيئة حَلَقٍ.

([32])   في الأصل (مسجد) بدلَ (عسجد) تحريفٌ. اللُّجَينُ: الفِضَّة. العَسْجَد: الذَّهب.

([33])  الخَلِيُّ: الَّذي لا همَّ له، والفارغُ القلبِ منَ الحُبِّ. خَلِّنِي وَحَشاً عليه منَ الصَّبابةِ نارُ: أي دَعْنِي وحَشايَ الَّذي عليه نارُ الشَّوق. الحشا: الجوفُ وما في البطن ما دونَ الحِجاب.

([34])   السُّلوُّ: مصدر سلا، وهو طلبُ النِّسيان بما ينشغلُ به المرءُ عنِ الهمِّ.

([35])   جائر: ظالم.

([36])   جَمَّةٌ: كثيرةٌ. رَيْبُ الحوادثِ: صَرْفُها.<

الأعلام