جاري التحميل

مجبر بن محمد الصقلي

الأعلام

مَجْبَر بن محمَّد الصِّقلِّيُّ

أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)

فقال:

 

أ ـ ترجمته([1]):

أبو القاسم مَجْبَر بن محمَّد بن عبد العزيز بن عبد الرَّحمن بن مَجْبَر بن أبي الحُباب الأمويُّ الصِّقلِّيُّ، كذا ذكره السِّلَفِيُّ في معجم السَّفر([2])، وذكرَه العمادُ فقال: «مَجْبَر بن محمَّد بن مَجْبَر»([3]) والأرجح في نَسَبِهِ ما ذكره السِّلَفِيُّ لأنَّه عاصره، وكانت وفاة السِّلَفِيِّ سنة (ت 576ﻫ) وقد أنشده مَجْبَرٌ شعرَه.

ذكر السِّلَفيُّ مولدَهُ، وسنةَ انتقاله من صقلِّيَّةَ إلى مصرَ، فقال: «سألتُهُ عن مَوْلِدِهِ فقال: سنةَ أربعٍ وستِّينَ وأربعمئةٍ في ذي الْقِعْدَةِ بمدينةِ صقلِّيَّةَ، وانتقلْتُ إلى مصرَ سنة إحدى وثمانين»([4]) وقال في تقريظه في موضعٍ آخرَ: «من فحول الشُّعراء، وقد علقْتُ عنهُ شعراً كثيراً»([5]). ذكر العماد أنَّه توفي قبلَ سنة (540ﻫ)([6]).

ب ـ شعره:

 ـ 1 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 87 ـ 88):

 ـ من السَّريع ـ

وأَهْيَفٍ لِلْغُصْنِ أَعْطافُهُ

وَلِلظِّباءِ العِينِ عَيناهُ([7])

شَمْسُ الضُّحى غُرَّتُهُ، والدُّجَى



طُرَّتُهُ، والْمِسْكُ رَيَّاهُ([8])

قَدْ مَزَجَ الْخَمْرَةَ مِنْ رِيقِهِ

بِبَرْدِ كافُورِ ثَناياهُ

وَرَقَّ ماءُ الْحُسْنِ في خَدِّهِ

فَفَتَّحَ الْوَرْدَ ونَدَّاهُ

 ـ 2 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 89):

 ـ من المتقارب ـ

وَفَوَّارَةٍ يَسْتَمِدُّ السَّحا

بُ مِنْ فَضْلِ أَخْلافِها المُحْتَلَبْ([9])

رَأَتْ حُمْرَةَ الْقَيظِ مُحْمَرَّةً

لها شَرَرٌ كَرُجُومِ الشُّهُبْ([10])

فظَلَّتْ بها الأرضُ تَسْقِي السَّما

ءَ خوفاً على الْجَوِّ أنْ يَلْتَهِبْ

 ـ 3 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 83 ـ 84):

 ـ من الطَّويل ـ

بأيِّ لِسانٍ عَنْ مَعالِيكَ أُعْرِبُ

وفي كُلِّ إحسانٍ مَعانِيكَ تُغْرِبُ

هَصُورٌ لَهُ السَّـرْدُ المُضاعَفُ لِبْدَةٌ

لَدَى الْحَرْبِ والْعَضْبُ الْيَمانِيُّ مِخْلَبُ([11])

وبِيضِ خِيامٍ يَهْتَدِي الرَّكْبُ في الدُّجَى


بها حينَ تَخْفَى النَّيِّراتُ وتُحْجَبُ([12])


تَبَوَّأْتَ منها خَيمَةَ الْفَرَجِ الَّتي

لِراجِيكَ فَأْلٌ في اسْمِها لا يُكَذَّبُ

فتاهَ على إِيوانِ كِسْـرى وتاجِهِ

رِواقٌ لها في ظِلِّ مُلْكِكَ يُضْـرَبُ([13])

عَلا وعَلَتْ فاسْتَوْفَتِ الْجَوَّ هالةٌ

بها مِنْكَ بَدْرٌ بالبَهاءِ مُحَجَّبُ

يكادُ منَ الإحكامِ صافِنُ خَيْلِها

يَجُولُ وساجِي وَحْشِها يَتَوَثَّبُ([14])

ويومٍ كَيَومِ الْجِسْـرِ هَوْلاً وشِدَّةً

يُرَى الطِّفلُ فيهِ خِيفَةً وَهْوَ أَشْيَبُ([15])

سَفَرْتَ بهِ عَنْ وَجْهِ جَذْلانَ ضاحِكٍ

وللشَّمْسِ وَجْهٌ بالعَجاجِ مُنَقَّبُ

وأَسْمَرَ عَسَّالِ الأنابيبِ قد سَطَا


على الأُسْدِ مِنْهُ في يَمِينِكَ ثعْلَبُ([16])

أخُو الصِّلِّ شِبْهاً ما لَهُ الدَّهرَ مُذْ نَأَى

عَنِ التِّرْبِ إلَّا في التَّرائبِ مَشْـرَبُ([17])

 ـ 4 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 86 ـ 87):

 ـ من الكامل ـ

لولا الهَوى ما عَبَّرَتْ عَبَرَاتُهُ

عَنْ وَجْدِهِ وتَصاعَدَتْ زَفَرَاتُهُ([18])

فَرَقُ الفِراقِ أطارَ حَبَّةَ قَلْبهِ

فَتَقَطَّعَتْ بِمُدَى النَّوى عَزَمَاتُهُ([19])

مَنْ كان وَحْيُ الحُبِّ بينَ ضُلُوعِهِ

نَزَلَتْ بِفَيضِ دُمُوعِهِ آياتُهُ

لا تُنْكِرُوا حُمْرَ الدُّمُوعِ فإنَّهُ

جَمْرُ الأَسَى وتَنَفُّسِـي نَفَحَاتُهُ

 ـ 5 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 84 ـ  86):

 ـ من الكامل ـ

اِمْلأْ كُؤوسَكَ بالمُدَامِ وهاتِها
 

إنَّ الهوى للنَّفْسِ مِنْ لَذَّاتِها

اِصْرِفْ عَنِ المُشْتاقِ صِرْفَ مُدامَةٍ

رَشْفُ الرُّضابِ أَلَذُّ مِنْ رَشَفاتِها([20])

وأَحَلُّ أَشْرِبَتِي وأَحلاها الَّتي

أَمْسَتْ ثُغورُ البِيضِ مِنْ كاساتِها

ومريضة الأجفان سامَتْ في الهوى

قَتْلِي، فَهانَ عَلَيَّ في مَرْضَاتِها

ما زِلْتُ أَصْفَحُ في القِلَى عَنْ جُرْمِها

وأَغُضُّ في الإعراضِ عَنْ هَفَواتِها([21])



حَتَّى تَوَهَّمْتُ الصُّدُودَ زِيادَةً

في حُسْنِها عِنْدِي وفي حَسَناتِها


ما خِلْتُ أَنَّ النَّفْسَ يَنْكُدُ عَيْشُهَا

حتَّى يكونَ الموتُ من شَهَواتِها

أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ القِبابَ وأَوْجُهاً

فِيهِنَّ كالأقمارِ في هالاتِها([22])

والوَرْدُ يَحْسُدُ نَرْجِساً وَبَنَفْسَجاً

في شُهْلِ أَعْيُنِها ولَعْسِ لِثاتِها([23])

تِلْكَ الرِّياضُ اللاَّءِ مابَرِحَتْ يَدِي

تَجْنِي ثِمارَ الوَصْلِ مِنْ وَجَناتِها

وَلَرُبَّ قافِيةٍ شَرُودٍ شَرَّدَتْ

نَومِي فَبِتُّ أَجُولُ في أَبْياتِها

حتَّى وَرَدْتُ منَ التَّأَسُّفِ بَعْدَها

ناراً دُمُوعِي الْحُمْرُ مِنْ جَمَراتِها

ما زِلْتُ أَنْظِمُ طِيبَ ذِكْرِكَ عَنْبَراً

أَرِجاً خِلال الدُّرِّ مِنْ كَلِماتِها([24])

حتَّى إذا نَشَـرَ الصَّباحُ رداءَهُ

عَنْ مِثْلِ نَفْحِ المِسْكِ مِنْ نَفَحَاتها

وَتَمَثَّلَتْ عِقْداً تَوَدُّ كَواكِبُ الـ

ـجَوزاءِ عَقْدَتَهُ عَلَى لَبَّاتِها([25])

أَعْدَدْتُها لِلِقاءِ مَجْدِكَ سُبْحَةً

أَدْعُو بها لأنالَ مِنْ بَرَكَاتِها

ومدائحُ الكُرَماءِ خيرُ وَسيلَةٍ

شُفِعَتْ بها الآمالُ في حاجاتِها

وأَحَقُّها بالنُّجْحِ مَدْحُكَ إِنَّهُ

للنَّفْس عِنْدَ اللهِ مِنْ قُرُباتِها

فاليومَ أَنْثُرُها جواهرَ حِكْمَةٍ

عَقُمَتْ بحارُ الشِّعْرِ عَنْ أَخَواتِها

فَالبسْ بها حُلَلَ الثَّناءِ فإنَّها

حُلَلٌ تَرُوقُ عُلاكَ في بَدَناتِها([26])

وافْسَحْ لنا في لَثمِ بُسْطِكَ إن أَبَتْ

يُمْناكَ إِلا شُغْلَهَا بهِباتِها

قَسَماً بمَنْ قَسَمَ الحُظُوظَ فَنِلْتَ أَفْـ

ـضَلَها ونالَ النَّاسُ مِنْ فَضَلاتِها

وَبَنَى العُلاَ رُتَباً فَكُنْتَ بفَضْلِهِ

أَوْلَى مَنِ اسْتَوَلى على غاياتِها

لولا وُجُودُكَ في الزَّمانِ وَجُودُكَ الْـ

 ـمُحْيِي المكارِمَ بَعْدَ بُعْدِ وَفَاتِها

لم يُعْرَفِ الْمَعْرُوفُ في الدُّنيا ولو

طُفْنَا عليهِ في جميعِ جِهاتها

 ـ 6 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 86):

 ـ من الكامل ـ

أَرَأيْتَ بَرْقاً بالأَبارقِ قَدْ بَدَا

في أُفْقِهِ مُتَبَسِّماً مُتَوَقِّدا([27])

كيفَ اكْتَسَى ثوبَ السَّحابِ مُمَسَّكاً

وأَحَالَه شَفَفُ الرِّداءِ مُوَرَّدَا([28])

وكأنَّما في الجَوِّ كَأْسٌ كُلَّما

فاتَتْ نَمِيرَ البَرْقِ صاحَ وعَرْبَدَا([29])

أو مُرْهَفٌ كَشَفتْ مَداوِسُ صَيْقَلٍ

عَنْ مَتْنِهِ صَدَأً لِكَي يَرْوِي الصَّدَى([30])

كالحَبِّ أَوَ دِقِّ اللُّجَينِ يَسِيلُ مِنْ

أُفُقٍ أَحَالَتْهُ البَوارِقُ عَسْجَدَا([31])

وكَلُؤْلُؤٍ لِلْغَيثِ يَأْخُذُهُ الثَّرَى

فَيُعِيدُهُ نَبْتاً يُخَالُ زَبَرْجَدَا

 ـ 7 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 88):

 ـ من الطَّويل ـ

رَعَى اللهُ رَيْعَانَ الصِّبا ولَيالِياً

مَضَيْنَ بعَهدٍ للشَّبابِ حَمِيدِ

لَيالِيَ أَغْشَى في لِيَالي ذوائبٍ

بُدُورِ وُجُوهٍ في غُصُونِ قُدُودِ([32])

وأَشْرَبُ خَمْراً مِنْ كُؤُوسِ مَرَاشِفٍ

وَأقْطِفُ وَرْداً مِنْ رِياضِ خُدُودِ([33])

ولولا هَوى غِزْلانِ رامَةَ لَمْ يَكُنْ

يُرَى غَزَلي ذا رِقَّةٍ، ونَشِيدِي([34])

ولَكِنْ صَحِبْتُ الجَهْلَ كَهْلاً ويافِعاً


وطِفْلاً إلى أنْ رَثَّ فِيهِ جَدِيدِي

فَعَلَّمَنِي حُلْوَ الْعِتابِ الَّذي بهِ

أَذَبْتُ دُمُوعَ الخَوْدِ بَعْدَ جُمُودِ

 ـ 8 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 87):

 ـ من الخفيف ـ

ذُو صَلاةٍ مَوصُولَةٍ بِصِلاتٍ

لَيلُهُ عامِرٌ بها ونَهارُهْ([35])

سَابِقٌ في السَّماحِ كُلَّ جَوادٍ

لِلْعُلاَ، لا بِحَلْبَةٍ مِضْمارُهْ([36])

 ـ 9 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 83)([37]):

 ـ من البسيط ـ

جَرَى الحديثُ فقالُوا: كُلُّ ذِي أَدَبٍ

أَضحَتْ لَهُ خَمْسَةٌ تَجْرِي بِمِقْدارِ

بأيِّ فَضْلٍ حَواهُ ابنُ المُسَلَّمِ مِنْ

دونِ الجماعةِ حتَّى زِيدَ في الجاري

أَجْرَوْا لَهُ خَمْسَةً عَنْ حَقِّ سِيْرَتِهِ

فقالَ: لا َتُنْقِصُونِي حَقَّ أشعاري

نادَوْا عليهِ و[سُوقُ] الشِّعْرِ نافِقَةٌ

فَلَمْ يَزِدْ قَدْرُها عَنْ نِصْفِ دِينار([38])

 ـ 10 ـ في معجم السَّفر (382) والخريدة ـ شعراء المغرب (2/ 87):

 ـ من مجزوء الكامل ـ

لا تَجْلِسَنَّ بِبابِ مَنْ

يأبى عليكَ دخولَ دارِهْ

وتقولُ: حاجاتِي إِلَيْـ

ـهِ يَعُوقُها إنْ لَمْ أُدارِهْ

واتْرُكُهُ واقْصِدْ رَبَّها

يَقْضِـي وَرَبُّ الدَّارِ كارِهْ([39])

 ـ 11 ـ في معجم السَّفر (381 ـ 382):

 ـ من المجتثِّ ـ

كَمْ باتَ لِلَّهِ عِنْدِي

مِنْ نِعْمَةٍ ليسَ تُحْصـَى([40])

وَلَسْتُ دُونَ البرايا

بفَضْلِهِ مُسْتَخَصّا([41])

لَكِنْ شَكَرْتُ نَصِيبِي

أَرْجُو الزِّيادَةَ حِرْصا

فَلْيَشْكُرُوهُ يَزِدْهُمْ

فَقَدْ أَتَى ذاكَ نَصّا([42])

 ـ 12 ـ في معجم السَّفر (382):

 ـ من البسيط ـ

يا مَنْ عَصَـى اللَّهَ مَغْرُوراً برَحْمَتِهِ

اعْمَلْ لِرَبِّكَ ما يَرْضَى بإخْلاصِ([43])

إنَّ الَّذي جَعَلَ الفِرْدَوسَ مَنْزِلَةً

لِمَنْ أطاعَ أَعَدَّ النَّارَ لِلْعاصِي([44])

 ـ 13 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 88 ـ 89)([45]):

 ـ من مجزوء الكامل ـ

ليسَ الفِراقُ بِمُسْتَطاعِ

فَدَعِيهِ مِنْ ذِكْرِ الْوَدَاعِ

وَعِدِيهِ ما يَحْيا بهِ

مِنْ طِيبِ وَصْلٍ واجْتِماعِ

يا وَجْهَ مُكْتَمِلِ الْبُدُو

رِ وقَدَّ مُعْتَدِلِ الْيَراعِ([46])

بِجَمالِ ما تَحْتَ الرِّدا

ءِ وحُسْنِ ما تَحْتَ الْقِناعِ

يا أُخْتَ يُوسُفَ إنَّ قَلْـ

 ـبي في هواكِ أَخُو الصُّوَاعِ([47])

فَلَئِنْ ظَفَرْتُ بِهِ لَدَيـ

ـكِ وكُنْتِ سَارِقَةَ الْمَتاعِ

فَلآخُذَنَّكِ مِنْ قَبِيـ

ـلِكِ أَخْذَ مِلْكٍ واقْتِطاعِ

يا نَفْسُ حَسْبُكِ لا تُها

لِي بالخُطُوبِ ولا تُراعِي

يَكْفِيكِ أَنَّكِ في حِمَى

مَنْ ليسَ يَرْضَى أَنْ تُضَاعِي

 ـ 14 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 86):

 ـ البسيط ـ

أَتَرَى السَّحابَ الْجَوْنَ باتَ مَشُوقا

يَبْكِي النَّوى ويُعاتِبُ التَّفْريقا([48])

فالبَرْقُ يَلْمَعُ في حَشاهُ كأنَّهُ

قَلْبُ الْمُحِبِّ تَلَهُّباً وخُفُوقا

 ـ 15 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 82 ـ 83):

 ـ الكامل ـ

أَتُرَى يُفِيقُ مِنَ الصَّبابةِ عاشقٌ

قَذَفَتْ بهِ الأهواءُ في الأهوالِ

 

مُغْرًى بحُبِّ الغانِياتِ هَفَتْ به

هِيفُ الْخُصُورِ ورُجَّحُ الأَكْفَالِ([49])

غُرِسَ القَضِيبُ على الكَثِيبِ بِقَدِّها

فأَتَتْ بِمَيَّادٍ على مُنْهالِ([50])

تَتَرَدَّدُ الأبْصَارُ فيها حَيْرَةً

في الْحُسْنِ بينَ الْخالِ والْخَلْخالِ

غَرَّاءُ غَرَّتْها الشَّبيبةُ فاكْتَسَتْ

تِيهَ الدَّلالِ وعِزَّةَ الإدْلالِ

مَمْكُورَةٌ مَكَرَتْ بقلبي والْهَوى

يَسْتَضْعِفُ الْمُحْتالَ لِلْمُخْتالِ([51])

حَلَّتْ مَواشِيَّ الْوَفاءِ وحَلَّلَتْ

في الحُبِّ قَتْلِي وَهْوَ غَيْرُ حَلالِ([52])

قالُوا: تَسَلَّ، وَبِئْسَ ما أَمَرُوا بهِ

بُؤْسُ المُحِبِّ ولا نَعيمُ السَّالي

قَلْبي منَ الأجْوادِ إلَّا أنَّهُ

في الحُبِّ مَعْدُودٌ منَ البُخَّالِ

سُقِيَتْ لَيالِينا بِرامَةَ، والهَوى

حُلْوٌ، وأيَّامُ الشَّبابِ حَوَالِ([53])

ولَجِدَّةُ العِشـرينَ عِنْدِي ثَرْوَةٌ

تُغْنِي هُنَيْدَةَ عَنْ هُنَيْدَةِ مالِي([54])

غَيثٌ منَ الإحسانِ ما يَنْفَكُّ مِنْ

مَعْروفِهِ في وابِلٍ هَطَّالِ([55])

وَسَحابُ جُودٍ كُلَّما ضَنَّ الْحَيَا

بالماءِ جادَتْ كَفُّهُ بالمالِ([56])

نادَى بِحَيَّ على النَّدَى فأَجابَهُ

بالْحَمْدِ كُلُّ مُخَالِفٍ ومُوَالِ([57])

وأَقَرَّ مُعْتَرِفاً بِثابِتِ فَضْلِهِ

مَنْ لا يُقِرُّ بِمُبْدَعِ الأَشْكالِ([58])

 ـ 16 ـ في الخريدة ـ شعراء مصر (2/ 87):

 ـ المديد ـ

طَرَقَتْنا غَيْرَ مُخْتَفِيَةْ

غادَةٌ بالحُسْنِ مُرْتَدِيَةْ([59])

وَوَشَى طِيبُ النَّسيمِ بها

قَبْلَ أنْ تَبْدُو، فَقُلْتُ هِيَهْ([60])

ثُمَّ لَمَّا أقْبَلَتْ طَلَعَتْ

مِثْلَ قَرْنِ الشَّمْسِ مُعْتَلِيَةْ([61])

يا لَقَوْمِي مِنْ لَواحِظِها

إنَّها بُرْئِي وعِلَّتِيَهْ

واصَلَتْ لَيلى ونَفَّرَها

أنْ رَأَتْ صُبْحاً بوَفْرَتِيَهْ([62])

إنَّ صُبْحَ الشَّيْبِ أيْقَظَنِي

مِنْ كَرَى عَينِي وغَفْلَتِيَهْ([63])

وحَكَى عَنِّي دُجًى سَفَهٌ

زُرْتُ فيهِ طَوْفَ حَوْبَتِيَهْ([64])

وَنَهَتْني نُهْيَةٌ شَغَلَتْ

بالعُلا هَمِّي وهِمَّتِيَهْ([65])

*  *  *

 



([1])   الخريدة ـ شعراء مصر: 2/ 82. معجم السَّفر: 381.

([2])   معجم السَّفر: 381.

([3])   الخريدة ـ قسم شعراء مصر: 2/ 82.

([4])   معجم السَّفر: 381.

([5])   المصدر نفسه: 382.

([6])   الخريدة ـ قسم شعراء مصر: 2/ 82.

([7])   أهيف: ضامرُ البطنِ رقيقُ الخَصْرِ. أعطاف: جمع عِطْف، وهو الجانب من الرَّأس إلى الْوَرِك. العِينُ: واسعاتُ العيون، وكُسِرَتْ عَيْنُه بدلَ ضَمِّها لمجانسةِ الياء، والمفردُ عَيناءُ.

([8])   الغُرَّة: بياض الجبهة. الطُّرَّة: ما تُصْفِفُهُ المرأةُ من شعرٍ على جبهتها، ريَّاه: طِيبُ رائحتِهِ.

([9])   أخلاف: جمع خِلْف، وهي حَلَمَةُ ضَرْع النَّاقة.

([10])   القَيْظُ: صَمِيمُ الصَّيْفِ. الرُّجُومُ: النُّجومُ الَّتي يُرْمَى بها، الواحد رَجْمٌ.

([11])  هَصُور: الأَسَدُ الشَّديدُ. السَّرْدُ: نَسْجُ الدُّروعِ وتداخُلُ حَلَقِ بَعْضِها في بعض. المُضاعَفُ: الَّذي جُعِلَ أضعافاً، والضِّعْفُ المِثْلُ إلى ما زادَ. اللِّبْدَة: شَعَرُ زُبْرَةِ الأسد، وهي موضع الكاهل على الكَتِفَين. الْعَضْبُ: السَّيفُ القاطعُ. اليمانيُّ: المنسوبُ إلى اليمن.

([12])   النَّيِّراتُ: النُّجوم.

([13])   الرِّواقُ: سَقْفٌ في مقدَّم البيت.

([14])   صافِنُ خَيلِها: ما قام من الخيل على ثلاثٍ وطَرَفِ حافرِ الرَّابعة. السَّاجي: السَّاكن.

([15])  يوم الجسر: كان سنة أربع عشرة في فتوح العراق زمنَ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه. للتَّفصيل انظر تاريخ الطَّبري: 2/ 359، والبداية والنِّهاية 7/ 49.

([16])  الأسمر: صفةُ لونٍ للرُّمح وهي منزلةٌ بين البياض والسَّواد. عسَّال: صفة للرُّمح، مبالغة عاسل؛ أي مُضْطَرِبٌ لَدْنٌ. الثَّعْلَبُ: طَرَفُ الرُّمْح الدَّاخل في جُبَّةِ السِّنَانِ منه.

([17])   الصِّلُّ: الحَيَّةُ الدَّقيقَةُ الصَّفْراءُ الَّتي لا تَنْفَعُ فيها الرُّقْيَةُ. التِّرْبُ: اللِّدَةُ والنَّظير في السِّنِّ. التَّرائبُ: أضلاعُ الصَّدر.

([18])   العَبَراتُ: الدُّموع، واحدتُها عَبْرَة.

([19])   الفَرَقُ: الفَصْلُ والقضاء. مُدى: جمع مُدْيَة، وهي السِّكِّين.

([20])   الصِّرْفُ: الخالصُ منَ الخَمْرِ ما لمْ يُمْزَج بالماءِ. الرُّضاب: الرِّيق.

([21])   القِلَى: البُغْضُ. الإعراض: الصُّدود. الهَفَوات: واحدة الهَفْوَة، هي السَّقْطَةُ والزَّلَّةُ.

([22])   الهالاتُ: واحدتها هالة، وهي دارةُ القمرِ وضوءُه.

([23])   الشُّهْلُ: صفةُ لونٍ في العَينِ، وهو أَن يَشُوبَ سَوادَها زُرْقةٌ. اللَّعْسُ: سَوادُ الشَّفَةِ في المرأَة البيضاء. اللِّثَاتُ: واحدة اللِّثَة، وهي مَغْرِز الأَسنان في الفم.

([24])   العَنْبَرُ: طِيبٌ معروفٌ. الأرِجُ: المُتَوَهِّجُ مِنْ رِيح الطِّيب.

([25])   الجَوْزاءُ: من بُرُوج السَّماء. لَبَّات: جمع لبَّة، وهي موضع القِلادة من أعلى الصَّدر.

([26])   تَرُوقُ: تُعْجِبُ. البَدَناتُ: الواحدة بَدَنَة: وهي الدِّرْعُ تكون على قَدْرِ الْجَسَدِ.

([27])  الأبارق: الواحد أَبْرَق، وهو كلُّ أرضٍ غليظةٍ واسمٌ لمواضعَ شتَّى. معجم البلدان: أبارق.

([28])   شَفَفُ الرِّداء: رِقَّتُه. مُوَرَّد: صُبِغَ على لون الوَرْدِ ممَّا داخَلَهُ من ضياءِ الشَّمس.

([29])   فاتَتْ: تخلَّفَتْ. النَّمير: الماء الكثير. عَرْبَدَ: ساءَ خُلُقُه وآذى نَدِيمَهُ.

([30])   المُرْهَفُ: السَّيفُ الرَّقيقُ. المداوِسُ: المِصْقَلَةُ يُصْقَلُ عليها السَّيفُ. الصَّدى: العَطَشُ.

([31])   دِقُّ اللُّجَين: منثورُ الفِضَّة. العَسْجَدُ: الذَّهَبُ.

([32])  أغشى: أَتَغَطَّى وأسْتَتِرُ؛ من الغشاوة وهي إلباسُ الشَّيء بالشَّيء. الذَّوائب: جمع الذُّؤابة، وهي مَنْبِتُ النَّاصيةِ من الرَّأْس والمَضْفُورُ من الشَّعر. بدور: بدل من ليالي مجرور. القدود: جمع القَدِّ، وهي القامة.

([33])   مراشِف: جمع مَرْشَف، وهو موضع الارتشاف؛ أراد الثُّغور.

([34])   رامَةُ: موضعٌ بالعقيق في طريق البصرة إلى مكَّة. انظر معجم البلدان: رامة.

([35])   الصِّلات: العطايا، الواحدة صِلَة.

([36])  سابِقٌ: مُقدَّمٌ، والسَّابقُ أيضاً الأوَّل من الخيل إذا أُرسِلَتْ في الرِّهان. الحَلْبَةُ: الخَيْلُ تَجْتَمِعُ للسِّباق في مِضْمار. لا بحَلْبَةٍ مِضْمارُه: أي مِضمارُه في الجُود.

([37])  قال العِمادُ: «وله في أبي عبد الله بن مُسَلَّم الكاتب، وكان يُجري له خمسةَ دنانير في كلِّ شَهْرٍ على نَظْمِ السِّيرة المِصْرِيَّة، فسألَ أن يُجريَ له شيئاً على الشِّعر، فَزِيدَ نصف دينار: جَرَى الحديثُ فقالوا كلُّ ذي أَدَبٍ... (الأبيات)» الخريدة ـ شعراء مصر: 2/ 83.

([38])   في الأصل (سعر) بدلَ (سوق) تحريفٌ؛ والمعنى يقتضي ما أثبتُّه. نافقة: رائجة.

([39])   في الخريدة (واقْصِدْ رَبَّهُ تُقْضَى...) لا يصحُّ لغةً؛ لم يُجزَم جواب الطَّلب.

([40])   المعنى مأخوذٌ من قوله تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا[إبراهيم: 34].

([41])   البرايا: مفرده البَرِيَّة، وهي الخَلْقُ، وأَصْلُها الهمز.

([42])   أرادَ قولَه تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم: 7].

([43])   مغرورٌ: مخدوعٌ.

([44])  المعنى من قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا [الكهف: 107].

([45])  قال العِمادُ: «وله يمدح القائد أبا عبد الله الملقَّب بالمأمون: ليسَ الفِراقُ بمُسْتَطاعِ... (الأبيات)» الخريدة ـ شعراء مصر: 2/ 88. والمأمون هو أبو عب

الأعلام