ابن القطاع الصقلي
ابن القطَّاع الصِّقلِّيُّ
أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)
فقال:
أ ـ ترجمته([1]):
أبو القاسم عليُّ بن جعفر بن عليِّ بن محمَّد بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن محمَّد بن زيادة الله بن محمَّد بن الأغلب السَّعْدِي([2])، المعروف بابن القطَّاع، والسَّعْديُّ نسبة إلى الأغالبة السَّعْديِّين، وهم بطنٌ من تميم، يُنْسَبُ إلى سعد بن زيد مناة بن تميم، وهُمْ عمَّالُ بني العبَّاس على إفريقيَّةَ([3]).
وُلِدَ في العاشر من صفر سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربعمئةٍ (433ﻫ) في صقلِّيَّة باتِّفاق مصادر ترجمته.
قرأ على فضلائها الأدبَ، وقال الشِّعر صبيّاً سنةَ ستٍ وأربعين وأربعمئةٍ (446ﻫ) وأجاد في النَّحو فكان من علمائه، وهو في طبقةٍ رفيعةٍ في ذلك([4]).
رحلَ عن صقلِّيَّةَ لمَّا أشرفَ النُّورمانُ على تَمَلُّكِها، ووصل إلى مصر في نحو خمسمئةٍ للهجرة، وأكرم أعلامُ مصر وفادَتَهُ([5])، وكانت إقامتُه في القاهرة، وعاش فيها إلى آخر زمان الأفضل بن بدر الجماليِّ (ت 515ﻫ)([6]) وكان أبو الأفضل بدر قد عهد إليه بتعليم ولده الأفضل في صغره([7]).
ابنُ القطَّاع من أسرةٍ عريقةٍ في الأدب واللُّغة، فأبوه لغويٌّ، وجدُّه عليٌّ شاعر، وكذا جدُّ أبيه، وجدُّ جدِّه الحسين بن أحمد([8]).
عُمِّرَ حتَّى جاوزَ الثَّمانين([9])، وكانت وفاتُه سنةَ خمسَ عشـرةَ وخمسمئةٍ (515ﻫ) وعلى هذا القول أكثر المصادر([10])، وقيل: إنَّ وفاتَه كانت سنةَ أربعَ عشرةَ وخمسمئةٍ (514ﻫ)([11]).
كان ابن القطَّاع غزير الفكرة، كثير التَّصنيف، له تصانيفُ جليلةٌ تدلُّ على عظيم قَدْرِه، وسَعَةِ عِلْمِهِ، نذكر منها([12]):
كتاب الأفعال، كتاب أبنية الأسماء، حواشي الصِّحاح، كتاب ذكر تاريخ صقلِّيَّة، العَروض والقوافي، فرائد الشُّذور وقلائد النُّحور وهو في الأشعار، لَمـْحالمُلح وفيه جماعةٌ من شعراء الأندلس، وشرح المُشْكِل من شعر المتنبي، وله مصنَّفٌ عظيمٌ أرَّخ فيه للشِّعر العربيِّ في صقلِّيَّة وسمَّاه (الدُّرَّة الخطيرة في المختار من شعر شعراء الجزيرة) وقد سقطَ تمامُهُ من يد الدَّهر([13])، ووصلت إلينا مختاراتٍ منه، وهو بحسب وَصْفِهِ في أمُّات المتون من أتمِّ ما أُلِّفَ في الشِّعر العربيِّ الصِّقلِّيِّ، إذ جمعَ فيه ابنُ القطَّاع شعرَ مئةٍ وسبعينَ شاعراً صقلِّيّاً وضمَّ في تضاعيفه عشرينَ ألفَ بيتٍ من الشِّعر الصِّقلِّيِّ([14])، وتأتي أهميَّةُ هذا الكتاب من أنَّ ابنَ القطَّاع أرَّخ فيه للحركة الشِّعريَّة في مرحلة الحكم العربيِّ في صقلِّيَّة قبل سقوطِها بيدِ النُّورمان، ومن هذا الكتاب نقلَ العِمادُ كثيراً من أشعار الصقلِّيِّين في (الخريدة) ولم يكن العِمادُ بعيداً عن عصر ابن القطَّاع، إذ كانت ولادة العماد سنة تسعَ عشرةَ وخمسمئةٍ (519ﻫ) ووفاتُه سنةَ سبعٍ وتسعينَ وخمسمئةٍ (597ﻫ).
ب ـ شعره:
ـ 1 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 53):
ـ من الخفيف ـ
أنتَ كالموتِ تُدْرِكُ النَّاسَ طُرّاً | مِثْلَما يُدْرِكُ الصَّباحَ المَساءُ([15]) |
كيفَ يَرْجُو مَنْ قَدْ أَخَفْتَ نَجاءً | مِنْكَ هيهاتَ أينَ منكَ النَّجاءُ؟([16]) |
ـ 2 ـ في إنباه الرُّواة (2/ 236 ـ 237) ووفيات الأعيان (3/ 324) وشذرات الذَّهب (2/ 4/ 46)([17]):
ـ من مخلَّع البسيط ـ
يا مَنْ رَمَى النَّار في فُؤادِي | وأَنْبَط العَينَ بالبُكاء([18]) |
اسمُكَ تَصْحِيفُهُ بقلبي | وفي ثَناياك بُرْءُ دائي([19]) |
ارْدُدْ سَلامِي فإنَّ نَفْسـِي | لم يَبْقَ منها سِوى الذَّماء([20]) |
وارْفُقْ بصَبٍّ أتى ذَلِيلاً | قَدْ مَزَجَ اليأسَ بالرَّجاءِ |
أَنْهَكَهُ في الهوى التَّجَنِّي | فَصارَ في رِقَّةِ الْهواءِ([21]) |
ـ 3 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 54):
ـ من المنسرح ـ
انظرْ إلى الماءِ حاملاً لَهَباً | واعجَبْ لنارٍ تُضِـيءُ في ماءِ([22]) |
ـ 4 ـ في غرائب التَّنبيهات (113):
ـ من المنسرح ـ
انظرْ إلى البُسْـرِ إنَّ صُورَتَهُ | أحسنُ ما صورة ٍ رأى الرَّائي([23]) |
كأنَّما شَكْلُهُ لِمُبْصِـرِهِ | أنامِلٌ قُمِّعَتْ بِحِنَّاءِ([24]) |
ـ 5 ـ في إنباه الرُّواة (2/ 382)([25]):
ـ من المتقارب ـ
بَدَأْتَ بفَضْلٍ أتاهُ الكريمُ | ولا غَرْوَ مِنْكَ ابْتِداءٌ بِهِ([26]) |
لأنَّكَ مُغْرًى بفِعْلِ الْجَمِيلِ | مُهِينٌ لِما عَزَّ في كَسْبِهِ |
أَتَتْنِيَ أَبْياتُكَ الرَّائقاتُ | بِشَأْوٍ بَعِيدٍ على قُرْبِهِ([27]) |
وَنَظْمٍ جَلا النَّظْمَ في أُفْقِهِ | وَجلَّى لَهُ الْجَدْيُ في قُطْبِهِ([28]) |
فَأَنْطَقَنِي حُسْنُهُ واجْتَرَأْتُ | وَقُلْتُ منَ الشِّعْرِ في ضَرْبِهِ([29]) |
وَعَوَّلْتُ فيهِ على فَضْلِهِ | وما خَصَّهُ اللَّهُ مِنْ إرْبِهِ([30]) |
ـ 6 ـ في معجم الأدباء (3/ 569):
ـ من السَّريع ـ
إيَّاكَ أنْ تَدْنُوَ مِنْ رَوْضَةٍ | بوَجْنَتَيهِ تُنْبِتُ الْوَرْدا([31]) |
واحذرْ على نَفْسِكَ مِنْ قُرْبها | فإنَّ فيها أَسَداً وَرْدا([32]) |
ـ 7 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 54) ووفيات الأعيان (3/ 323) وإشارة التَّعيين (214) والبُلغة (150) وشذرات الذَّهب (2/ 4/ 46) ومرآة الجنان (3/ 162):
ـ من المنسرح ـ
وشادنٍ في لِسانِهِ عُقَدٌ | حَلَّتْ عُقُودِي وأَوْهَنَتْ جَلَدِي([33]) |
عابُوه جَهْلاً بها فَقُلْتُ لَهُمْ: | أمَا سَمِعْتُمْ بالنَّفْثِ في العُقَدِ([34]) |
ـ 8 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 53):
ـ من الطَّويل ـ
إذا ابتسمَتْ يوماً حسبْتَ بثغْرِها | سُمُوطاً منَ الياقُوتِ قَدْ رُصِّعَتْ دُرّا([35]) |
وإنْ سَفَرَتْ عايَنْتَ شَمْساً مُنيرَةً | تَرُدُّ عُيونَ النَّاظِرينَ لها حَسْـرَى([36]) |
وَتَسْلُبُ عَيناها العُقولَ إذا رَنَتْ | كأنَّ بِعَينَيها إذا نَظَرَتْ سِحْرا |
ألا إنَّما البِيضُ الحِسانُ غَوادِرُ | وَمَنْ قَبُحَتْ أَفْعالُهُ اسْتَحْسَنَ الْغَدْرا |
يَمِلْنَ إلى سُودِ القُرونِ وَمَيْلُها | إلى البِيضِ منها كانَ لو أَنْصَفَتْ أَحْرَى([37]) |
ـ 9 ـ في معجم الأدباء (3/ 568):
ـ من الطَّويل ـ
ألا إنَّ قَلْبِي قَدْ تَضَعْضَعَ لِلْهَجْرِ | وقَلْبي مِنْ طُولِ الصُّدُودِ على الْجَمْرِ |
تَصارَمَتِ الأجْفانُ مُنْذُ صَرَمْتِنِي | فَما تَلْتَقِي إلَّا على دَمْعَةٍ تَجْرِي([38]) |
ـ 10 ـ في غرائب التَّنبيهات (156)([39]):
ـ من المنسرح ـ
اسمعْ عَنِ الْبَيضِ وَصْفَ مُضْطَلِعٍ | بالوصفِ ماضي الْجَنانِ نِحْرِيرِ([40]) |
بَنادِقُ التِّبْرِ غُشِّيَتْ وَرِقاً | أو مِشْمِشٌ في صِحافِ كافورِ([41]) |
ـ 11 ـ في معجم الأدباء (3/ 569):
ـ من البسيط ـ
يا رُبَّ قافيةٍ بِكْرٍ نَظَمْتُ بها | في الجِيدِ عِقْداً بِدُرِّ المجدِ قد رُصِفا([42]) |
يَوَدُّ سامِعُها لو كان يَسْمَعُها | بكلِّ أعضائِهِ مِنْ حُسْنِها شَغَفا |
ـ 12 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 52)([43]):
ـ من المقتضب ـ
صاحِبيَّ وا أَسَفا | ذِي دِيارُها فَقِفا |
وَاسْمَعا أَبُثُّكُما | مِنْ حَدِيثِها طَرَفا |
ـ 13 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 54):
ـ من الرَّمل ـ
أَقْبَلَ الصُّبْحُ وصاحَ الدِّيَكَةْ | فاسْقِنِيها قَهْوَةً مُنْسَفِكَةْ([44]) |
قَهْوَة لو ذاقَها ذُو نُسُكٍ | لَزِمَ الْفَتْكَ وَخَلَّى نُسُكَهْ([45]) |
فَأَهنْ دُنْياكَ تُعْزِزْكَ ولا | تَتْرُكِ المالَ كَمَنْ قَدْ تَرَكَهْ([46]) |
واغْتَنِمْ عُمْرَكَ فيها طائراً | قَبْلَ أنْ تَحْصَلَ وَسْطَ الشَّبَكَهْ([47]) |
ـ 14 ـ في إنباه الرُّواة (1/ 300 ـ 301):
ـ من الطَّويل ـ
بُنَيَّةُ قَدْ واللهِ زادَ بيَ الحالُ | وأَرَّقَنِي شَوقٌ إليكِ وبَلْبالُ([48]) |
أُكابِدُ هذا اللَّيلَ أَرْعَى نُجُومَهُ | يُسامِرُنِي فيهِ هُمُومٌ وأَوْجالُ([49]) |
فَقَدْ صارَ قَلْبِي للصَّبابَةِ موطِناً | مَعاهِدُها فيهِ غُدُوٌّ و[آصالُ]([50]) |
فَوَاللهِ لا أَشْكُوكِ ما هَبَّتِ الصَّبا | وَلَوْ كثُرَتْ فيَّ الأحاديثُ والقالُ([51])
|
ـ 15 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 55):
ـ من الوافر ـ
تَنَبَّهْ أيُّها الرَّجُلُ النَّؤُومُ | فقد نَجَمَتْ بعارِضِكَ النُّجومُ([52]) |
وقد أَبْدَى ضِياءُ الصُّبْحِ عَمَّا | أَجَنَّ ظلامَهُ اللَّيلُ الْبَهيمُ([53]) |
فلا تَغْرُرْكَ يا مَغْرُورُ دُنيا | غَرُورٌ لا يدومُ بها نَعِيمُ([54]) |
ولا تَخْبِطْ بِمُعْوَجِّ غَمُوضٍ | فقد وَضَحَ الطَّريقُ المستقيمُ([55]) |
ـ 16 ـ في إنباه الرُّواة (3/ 107)([56]):
ـ من مجزوء الرَّمل ـ
أيُّها الأُستاذُ في الطِّبـ | ـبِ وفي إعرابِ الكلامِ |
| |
لكَ في النَّحْوِ قِياسٌ | لا يُسامِيهِ مُسامِ | ||
ثُمَّ في الطِّبِّ عِلاجٌ
| دافِعُ الدَّاءِ السَّقامِ | ||
أنتَ في النَّثْرِ الْبَدِيهي
| ـيُ وفي النَّظْمِ السَّلامِي([57]) | ||
فاضِلُ الآباءِ والنَّفْـ
| ـسِ عِظامِيٌّ عِصامِي([58]) | ||
ـ 17 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 52):
ـ من الكامل ـ
مَنْ ذا يُطِيقُ صِفاتِ قَومٍ مَجْدُهُمْ | وسَناؤُهُمْ مِنْ عَهْدِ سامٍ سامِ([59]) |
وحِماهُمُ مِنْ عَهْدِ حامٍ لَمْ يَزَلْ | يَحْمِيهِ مِنْهُمْ لَيثُ غابٍ حامِ([60]) |
ـ 18 ـ في وفيات الأعيان (3/ 323 ـ 324) الأبياتُ الثَّلاثة الأولى، وفي الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 51) البيتان الأوَّل والثَّالث، وفي المصدر نفسه (1/ 52) البيتان الرَّابع والخامس:
ـ من الطَّويل ـ
فلا تُنْفِدَنَّ العُمْرَ في طَلَبِ الصِّبا | ولا تَشْقَيَنْ يوماً بِسُعْدى ولا نُعْمِ
|
ولا تَنْدُبَنْ أطلالَ ميَّةَ باللِّوى | ولا تَسْفَحَنْ ماءَ الشُّوؤنِ على رَسْمِ([61])
|
فإنَّ قُصارى الْمَرْءِ إدْراكُ حاجَةٍ | وَتَبْقَى مَذَمَّاتُ الأحاديثِ والإثمِ([62])
|
فيا نَفْسُ عَدِّي عَنْ صِباك فإنَّهُ | قَبِيحٌ بِرَأْسٍ بالْمَشِيبِ مُعَمَّمِ([63])
|
أَفِقْ، إنَّ في خَمْسِينَ عاماً لَحُجَّةً | على ذِي الحِجا إنْ لَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ عَمِ([64])
|
ـ 19 ـفي غرائب التَّنبيهات (115)، وفي الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 53):
ـ من البسيط ـ
رُمَّانَةٌ مِثْلُ نَهْدِ العاتِقِ الرِّيمِ | تُزْهَى بِلَون ٍ وشَكْلٍ غَيْرِ مَذْمُومِ([65]) |
كَأنَّها حُقَّةٌ مِنْ عَسْجَدٍ مُلِئَتْ | مِنَ اليواقِيتِ نَثْراً غَيْرَ مَنْظُومِ([66]) |
ـ 20 ـ في بغية الوعاة (2/ 154):
ـ من المتدارك ـ
يا بَدْرَ التِّمِّ على غُصُنِ | مِنْ أَعْيُنِنا خَدَّيكَ صُنِ([67]) |
يا عَذْبَ الرِّيقِ أَرَقْتَ دَمِي | بوِصالِكَ هَجْراً عَذَّبَنِي |
أَجْرَيْتَ الْخَمْرَ على بَرَدٍ | يَرْوِي شَفَتَيكَ ويُعْطِشُنِي([68]) |
شَهدَ الْمِسْواكُ بأنَّ بهِ | شَهداً عَطِراً بعدَ الوَسَنِ([69]) |
يا بَيْنُ أَبَنْتَ الصَّبْرَ فَكَمْ | [تُنْئِي] الأحبابَ ولسْتَ تَنِي([70]) |
رِفْقاً بفؤادٍ [حارَ بِهِمْ] | مَعَهُمْ قَدْ سارَ عَنِ الْبَدَنِ([71]) |
فيهنَّ غزالٌ ذو غَيَدٍ | عَيْشِـي بِنَواهُ غَيْرُ هَنِي([72]) |
حالٍ بِبَدِيعِ محاسِنِهِ | وبها عَنْ زَينِ الحَلْيِ غَنِي([73]) |
رُوحِي قَدْ بِعْتُ لَهُ ـ وبهِ | ما زِلْتُ أضنُّ ـ بلا ثَمَنِ |
فبحَضْـرَتِهِ أُصْفِي فَرَحِي | وبِغَيْبَتِهِ أُضْفي حَزَني([74]) |
مُذْ أَبْعَدَ قَرَّبَ لي حُرَقاً | كادَتْ لِوَقُودٍ تُطْفِئُنِي |
ـ 21 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 54):
ـ من المجتثّ ـ
شَرِبْتُ دِرْياقَةً لِلْـ | ـهُمُومِ إذ لَبسَتْنِي([75]) |
دَبَّتْ بجِسْمِي فأرْدَت | هُمُومَهُ وَشَفَتْنِي([76]) |
قَتَلْتُها بِمِزاجٍ | وَبَعْدَ ذا قَتَلَتْنِي |
كأنَّها طَلَبَتْنِي | بالثَّأْرِ إذْ صَرَعَتْنِي |
ـ 22 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/52):
ـ من الخفيف ـ
قَهوَةٌ، إنْ تَبَسَّمَتْ لِمِزاجٍ | خِلْتَ ثَغْراً في كَأْسِها لُؤْلُئِيّا |
فَاصْطَبِحْها سُلافَةً تَتْرُكُ الشَّيْـ | ـخَ، إذا ما أصابَ مِنْها صَبيّا([77]) |
وَاغْتَنِمْ غَفْلَةَ الزَّمانِ، فإنَّ الْـ | ـمَرْءَ رَهْنٌ ما دامَ يُوجَدُ حَيّا([78]) |
قَطَعَ الْعُذرَ يا عَذُولِي عِذارٌ | كَهِلالٍ أنارَ بَدْراً سَوِيّا |
* * *
([1]) الخريدة ـ قسم شعراء المغرب: 1/ 51. وفيات الأعيان: 3/ 322 ـ 323. معجم الأدباء: 3/ 567 ـ 568. إنباه الرُّواة: 1/ 300 ، 2/ 236. شذرات الذَّهب: 2/ 4/ 45 ـ 46. بغية الوعاة 2/ 153. تتمَّة المختصر: 2/ 50. البداية والنِّهاية: 12/ 167. لسان الميزان: 4/ 209. مرآة الجنان: 3/ 161. إشارة التَّعيين: 213 ـ 214. البلغة: 149. غرائب التنبيهات: 113. عنوان الأريب: 1/ 124.
([12]) وفيات الأعيان: 3/ 322 ـ 323، ومعجم الأدباء: 3/ 568، وشذرات الذَّهب: 2/ 4/ 45، لسان الميزان: 4/ 209، وبغية الوعاة 2/ 153، وكشف الظُّنون: 1/ 739، وأبجد العلوم: 3/ 62، ومفتاح السَّعادة: 1/ 203.
([13]) سَبَقَ حديثي عن الكتاب الذي نُشِرَ خَطَأً بهذا العنوان، وبيَّنت أنَّه ليس (الدُّرَّة الخطيرة) إنَّما هو مختصرها، وهو لابن الأغلب، وليس لابن القطَّاع، وتقدَّمَتْ مناقشة هذه القضيَّة هنا: 37 ـ 38.
([16]) النَّجاءُ: الخَلاصُ من الشَّيء، نَجا نَجْواً ونَجاءً ممدودٌ، والنَّجاة مقصورٌ. هيهات: اسمُ فعلٍ بمعنى بَعُدَ.
([17]) قال ابن خلِّكان: «من شعره في غلام اسمه حمزة: يا مَنْ رأى النَّار في فؤادي...» وفيات الأعيان: 3/ 322.
([24]) قُمِّعَتْ: خُضِّبَ قِمْعُها بِحِنَّاء، والقِمْعُ مَا يَلْتَزِقُ بالبَسْرَةِ أو التَّمْرَةِ منَ الجانبِ الأعلى مِنْ قِشْرَةٍ مُدَوَّرَةٍ.
([25]) قال ابن القطَّاع: «كتبَ إليَّ أبو الفضل يوسف بن حسداي الوزيرُ الهارونيُّ بِسَرَقُسْطَةَ من مدن الأندلس حين دخلَها:
أُعِيذكَ باللهِ مِنْ فاضلٍ | أديبٍ تناهى على صَحْبِهِ |
فأجبتُه مرتجلاً: بَدَأْتَ بفَضْلٍ أتاهُ الكريمُ ... (الأبيات)» إنباه الرُّواة: 2/ 237 ـ 238.
وأبو الفضل يوسف بن حسداي من ساكني مدينة سَرَقُسْطَةَ، له عنايةٌ بالعلوم والأدب، وله نظرٌ في الطِّبِّ. انظر عيون الأنباء في طبقات الأطبَّاء: 499.
([32]) وَرْدٌ: صفةُ لونٍ للأسد، من الوَرْد الَّذي يُشمُّ، وبلونه قيل للأسد وَرْدٌ، لونٌ أَحْمَرُ يَضْرِبُ إِلى صُفرة حَسَنةٍ في كلِّ شيءٍ.
([33]) في مرآة الجنان (وشادن لبيانه...). الشَّادِنُ: وَلَدُ الظَّبْيَة. في لسانِهِ عُقَدٌ: أراد العُجْمَى، وعقدة اللِّسان تكون فيما يصيبُه من عيوب النُّطْقِ الطَّارئةِ من الخوف، أو الدَّائمةِ الناتجةِ من مرضٍ. أَوْهَنَتْ: أَضْعَفَتْ.
([34]) النَّفْثُ: أَقلُّ من التَّفْل، شبيهٌ بالنَّفْخ، والنَّوافِثُ: السَّواحرُ يَنْفُثْنَ في العُقَد.
([37]) القُرون: جمع القَرْن، وهو موضعُ الذُّؤابة من الشَّعر، وأراد بِسُود القُرونِ الشَّبابَ، وأراد بالبِيضِ ذوي الشَّيبةِ. أحرى: أَوْلَى وأَجْدَرُ.
([40]) مُضْطَلِعٌ لهذا الأمرِ أي قويٌّ عليه. الجَنان: القلب. ماضي الجَنان: أراد الجَرِيءَ المُقْبِلَ على الأمر العظيم. النِّحرير: الماهرُ الحاذِقُ.
([41]) بنادق: جمع بُنْدُقُة، ثمرٌ مأْكُولٌ مَعْرُوفٌ وهو حَمْلُ شَجَرٍ كَالْجِلَّوْزِ. التِّبر: الذَّهب. غُشِّيَتْ: أُلْبِسَتْ وغُطِّيَتْ. الوَرِقُ: الفِضَّةُ. مِشْمِشٌ: ثمرُ شَجَرٍ معروفٍ والعَوامُّ يلفظونُه بضمِّ أوَّله وهو خطأٌ. صِحافٌ: جمع صَحْفَة، وهي كالقَصْعَةِ العريضة. الكافور: شجرٌ بالهند خَشَبُهُ أبيضُ وفي أجْوافِهِ صمغٌ يكون منه طِيبُ الكافور.
([42]) قافيةٌ بِكْرٌ: لم يُسْبَقْ إليها، والبِكْرُ كُلُّ فَعْلَةٍ لم يتقدَّمْها مِثْلُها. الجِيدُ: العُنُقُ ويغلبُ على عُنُقِ المرأة.
([43]) قال العماد: «وقوله من أخرى في مدح الأفضل، أوَّلُها: احِبَيَّ وا أَسَفا...» انظر الخريدة ـ شعراء المغرب: 1/ 52. والأفضل المذكورُ هو أحمد بن بدر الجماليُّ، تقدَّمت ترجمته: 49.