جاري التحميل

ابن ظفر الصقلي

الأعلام

ابن ظَفَر الصِّقلِّيُّ

أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)

فقال:

 

أ ـ ترجمته([1]):

أبو عبد الله محمَّد بن أبي محمَّد بن محمَّد بن ظَفَر المَكِيُّ الصِّقلِّيُّ. كذا نَسَبُهُ في (الخريدة) و(وفيات الأعيان) و(إنباه الرُّواة) و(سير أعلام النُّبلاء) ووالده (أبو محمَّد) المذكورُ هو عبد الله، كذلك اسمُه في (روضات الجنَّات) و(بغية الوعاة) و(طبقات المفسِّرين) وكنية الشَّاعر في المصادر الثَّلاثة الأخيرة أبو جعفر، وكنيته في (العقد الثَّمين) أبو هاشم، وكذا كنيته في كتاب (الاعتبار) غير أن نَسَبَهُ فيه: محمَّد بن محمَّد بن ظَفَر، وكذا نَسَبُه في (الوافي بالوفيات) وهذا خَطَأٌ في المصدرين المذكورين، والصَّواب أنَّه: ابن أبي محمَّد، كما تواترَ في سائر تراجمه، واجتمعَتْ كُناه الثَّلاثُ: أبو جعفر وأبو عبد الله وأبو هاشم في (طبقات المفسِّـرين) فهو أبو هاشم وأبو عبد الله في موضعٍ واحدٍ([2])، وأبو جعفر في موضعٍ ثان([3])، غيرَ أنَّ صاحبَ (طبقات المفسِّرين) وَهِمَ فَفَصَلَ بينَ التَّرجمتين، وجعلَ صاحبَ التَّرجمةِ الأُولى وليدَ صقلِّيَّة، وجعلَ صاحبَ التَّرجمةِ الثَّانيةِ وليدَ مكَّةَ المكرَّمة، والتَّرجمتان لرجلٍ واحدٍ هو ابنُ ظَفَر، ويتَّضحُ ذلكَ من مقابلةِ أشعارِه ونَسَبِهِ في التَّرجمتين المذكورتين بمصادرِ ترجمتِهِ وأشعاره.

وقال ابنُ حَجَر هو: «محمَّد بن محمَّد بن أبي محمَّد بن ظفر»([4]) وتفرَّد ابنُ سباط برواية نَسَبه على أنَّه: «محمَّد بن أحمد بن ظفر»([5]) وذكر حاجي خليفة أنَّه: «أبو عبد الله محمَّد بن أبي القاسم بن علي»([6]) وكلُّ ذلك بعيدٌ جدّاً، وتصويبُ نَسَبِهِ لدى ثلاثتهم فيما ذَكَرَتْهُ مصادر ترجمته الأخرى.

وابن ظَفَر بالفتح، وهو المصدر من قولك: ظَفَرَ بالشَّـيءِ يَظْفَرُ ظَفَراً إذا فاز به، وذكر الصَّفديُّ أنَّه يُقال: ابن ظُفُر، غير أنَّه غلَّبَ الفتحَ على الضمِّ([7]).

وُلِدَ ابنُ ظَفَر في صقلِّيَّة، وقِيلَ: في مكَّةَ المكَّرمة([8])، كان مولده سنةَ سبعٍ وتسعينَ وأربعمئـةٍ للهجـرة (497ﻫ) ونزلَ مصرَ والمغربَ ولقيَ بعضَ علماءِ القُطْرَين([9])، ثمَّ رحلَ إلى الأندلس فلقيَ بعضَ علمائه، ثمَّ قَصَدَ مكَّةَ وحَلَبَ، وألَّف في حلبَ تفسيراً عظيماً([10])، ثمَّ رحلَ إلى بغداد([11])، وسَكَنَ في آخر عمره حماةَ منَ الشَّام، ووضعَ فيها تصانيفَ، وفيها توفِّي سنةَ خمسٍ وستينَ وخمسمئةٍ (565ﻫ) على أرجح الأقوال([12])، وذهب العمادُ في (الخريدة) وحاجي خليفة في (كشف الظُّنون) إلى أنَّه توفِّي سنةَ سبعٍ وستينَ وخمسمئةٍ (567ﻫ) أو ثمانٍ وستينَ وخمسمئةٍ (568ﻫ)([13]).

يجدر بالذِّكر أنَّه على الرَّغم من تَطْوافِ ابن ظَفَر في البلاد كانَ يُعَرِّج على وطَنِهِ صقلِّيَّة، إذْ نجدُ من بين تصانيفه كتاباً وَضَعَهُ في صقلِّيَّة سنةَ أربعٍ وخمسينَ وخمسمئةٍ (554ﻫ) قبل نزولِهِ بحماةَ، وأشار إلى ذلك في مقدِّمته، وهو (سُلْوانُ المُطاع في عُدْوانِ الأتْباع)([14]) ومنه يُسْتَشَفُّ أنَّ ابنَ ظَفَر لم يكن بعيدَ العَهْدِ بصقلِّيَّة قُبيلَ وفاته (565ﻫ)، ولعلَّه عاد إليها بعد تجواله في البلاد، ثمَّ خرجَ منها إلى حماةَ في الشَّام.

كان صالحاً وَرِعاً زاهداً مشتغلاً بما يَعْنِيهِ، عارفاً بالأدب واللُّغة والنَّحو، ولم يزل يكابدُ الفقرَ حتَّى وفاتِهِ، عالِمٌ بالفقه والتَّفسير، وهو متكلِّمٌ واعظٌ مشهودٌ له، وله علمٌ بالفلك والحساب، أَمَّهُ طلاَّبُ العِلْمِ حيث حلَّ أو نزلَ.

لهُ تصانيفُ تدلُّ على عظيمِ قَدْرِهِ، منها في الأدب واللُّغة: سُلوان المُطاع في عُدوان الأتباع، قوانين الحكمة، نوادر أخبار السَّلاطين، شرح مقامات الحريريِّ، التَّنقيب على ما في المقامات من الغريب، مُلَحُ اللُّغة فيما اتَّفق لَفْظُه واختلفَ معناه، الاشتراكُ اللُّغويُّ والاستباط المعنويُّ، الحاشية على دُرَّة الغوَّاص للحريريِّ، وله في علوم الدِّين: نصايح الذِّكرى، مالك الأذكار في مسالك الأفكار، الخُوَذ الواقية والعُوَذ الرَّاقية، والإنباء عن الكتاب المسمَّى بالإحياء، وكتاب المعادات، وأساليب الغاية في أحكام الآية، إكسير كيمياء التَّفسير، أعلام النُّبُوَّة، خير البِشْر بخير البَشَر، معاتبةُ الجَرِيْءِ على مُعاقبة البَرِيء([15]).

لابن ظَفَر شعرٌ وصلَ إلينا بعضٌ منه، وجُلُّه في الشِّعر الدِّينيِّ، وممَّا يجدر ذِكْرُه أنَّ العماد نسبَ إليه في (الخريدة) هذه الأبيات([16]):

 ـ من المجتثِّ ـ

دُنْياكَ دارُ غُرورٍ

ومُتْعَةٍ مُسْتعارَةْ

ودارُ لِبْسٍ وكَسْبٍ

ومَغْنَمٍ وتِجارَةْ

ورأسُ مالِكَ نَفْسٌ

فاحْذَرْ عليها الخَسارَةْ

ولا تَبِعْها بأَكْلٍ

وَطِيبِ عَرْفٍ وَشارةْ

فإِنَّ مُلْكَ سُلَيما

نَ لا يفي بِشـَرارةْ

قلْتُ: الأبيات ليست لابن ظَفَر، ذكرَها ابن ظَفَر في كتابه (سُلْوان المُطاع) وقدَّم لها بقوله: «وقد قيل في ذلك»([17])، ممَّا يُومئ إلى أنَّها ليست له، ولاسيَّما أنَّ ابن ظَفَر كان يشيرُ إلى شعره في (سُلُوان المُطاع) تصريحاً، وممَّا نُسِبَ إليه وليس له هذه الأبيات في المديح([18]):

 ـ من الوافر ـ

فَنَحْنُ بقُرْبهِ فيما اشْتَهَيْنا

وأَحْبَبْنا وما اخْتَرْنا وَشِينا

يَقِيناً ما نَعافُ، وإنْ ظَنَنَّا

بهِ خَيراً أَراناهُ يَقِينا

نَمِيلُ على جوانبِهِ كأنَّا

إذا مِلْنا نَمِيلُ على أبِينا

وَنُغْضِبُهُ لِنَخْبَرَ حالَتَيْهِ

فَيُظْهِرُ مِنْهُما كَرَماً وَلِينا

ب ـ شعره:

 ـ 1 ـ في سلوان المطاع (210)، والخريدة ـ شعراء الشَّام (3/ 52)، ووفيات الأعيان (4/ 39)، وطبقات المفسِّرين (2/ 168)، وإنباه الرُّواة (3/ 75)، والعقد الثَّمين (2/ 348)، والعقد الفريد لابن طلحة (30)، وفي المستطرف (2/ 144):

 ـ من الطَّويل ـ

على قَدْرِ فَضْلِ المرءِ تأتي خُطُوبُهُ

ويُعْرَفُ عِنْدَ الصَّبْرِ فيما يُصِيبُهُ([19])

ومَنْ قَلَّ فِيما يَتَّقِيهِ اصْطِبارُهُ

فَقَدْ قَلَّ فِيما يَرْتَجِيهِ نَصِيبُهُ([20])

 ـ 2 ـ في سلوان المطاع (283)([21])، والأبيات في الخريدة ـ شعراء الشَّام (3/ 54 ـ 55) سوى البيت الأخير:

 ـ من السَّريع ـ

قالَ لهُ جِبْريلُ عَنْ رَبِّهِ:

خُيِّرْتَ فاخْتَرْ يا دَليلَ الهُدَى

نُبُوَّةً في حالِ عَبْدِيَّةٍ

تَحْوِي بها الْقِدْحَ المُعَلَّى غَدا([22])

أَو حالَ تمْلِيكٍ [تَخِرُّ] العِدا

بَيْنَ يَدَيْهِ خُضَّعاً سُجَّدا([23])

فاخْتارَ ما يَحْظَى بهِ آجِلاً

للِّهِ ما أَهْدَى وما أَسْعَدا

[تُتْعِبُنا] الأهواءُ مِنْ بَعْدِ ما

يُعِيْدُها مُبْدِئُها [شُهَّدا]([24])

 ـ 3 ـ في سلوان المطاع (288) والخريدة ـ شعراء الشَّام (3/55):

 ـ من المجتثِّ ـ

يا مُتعَباً كَدَّه الحِرْ

صُ في الْفُضُولِ وكادَهْ([25])

لو حزْتَ ما حازَ كِسْـرَى

وما حَوَى وأَفادَهْ

ما كُنْتَ إلَّا مُعَنًّى

ومُغْرَماً بالزِّيادَةْ([26])

لم يَصْفُ في الأرضِ عَيْشٌ

إلَّا لأَهلِ الزَّهادةْ

فَرُضْ عَلَى الزُّهْد نَفْساً

فإِنَّما الخَيرُ عادَةْ

 ـ 4 ـ في سلوان المطاع (290) والخريدة ـ شعراء الشَّام (3/ 56 ـ 57):

 ـ من الخفيف ـ

راعَكَ الزُّهْدُ إِنَّما الزُّهْدُ رَفْضٌ

لِفُضُولٍ يُلْهِي ويُطْغِي ويُرْدِي([27])

ثمَّ لا يُمْكِنُ الزَّهادَةُ في الْمَقْ

سومِ رِزْقاً، بلْ في ضُرُوبِ التَّعَدِّي([28])

مَرْحَباً بالكَفافِ عَيْشاً هَنِيئاً

ثمَّ لا مَرْحَباً بحِرْصٍ وكَدِّ

ها عَلِمْنا وَقَدْ رأينا كَثِيراً

وسَمِعْنا مَنْ حازَ جَدّاً بِجِدِّ([29])

لا يَزالُ الْحَرِيصُ يَسْتامُهُ الحِرْ

صُ بنُصْبٍ منَ الشَّقا وبِكَدِّ([30])

ثمَّ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَعَدَّى

قَدَراً ما لِحُكْمِهِ مِنْ مَرَدِّ

 ـ 5 ـ في سلوان المطاع (249 ـ 250) والخريدة ـ شعراء الشَّام (3/ 53):

 ـ من السَّريع ـ

كُلُّ عَذابٍ مِنْكَ مُسْتَعْذَبٌ

ما لم يكنْ فَقْدُكَ والنَّارُ

وليسَ لِي مُلْتَحَدٌ دُونَهُ

ولا عليهِ لِيَ أَنْصارُ

حاشَا لِذاكَ الفَضْلِ والعِزِّ أَنْ

يَهلَكَ مَنْ أَنْتَ لَهُ جارُ

وإِنْ تَشَأْ هلْكي فَيا مَرْحَباً

بِكُلِّ ما تَقْضِـي وتَخْتارُ

كُلُّ عَذابٍ مِنْكَ مُسْتَعْذَبٌ

ما لم يكنْ فَقْدُكَ والنَّارُ

 ـ 6 ـ في طبقات المفسِّرين (2/ 248)([31]):

 ـ من المتقارب ـ

يقولُ المُنَجِّمُ [لي]: لا تَسِـرْ لا

فإنَّكَ إنْ سِرْتَ لاقيتَ شَرّا([32])

 

فإنْ كان يَعْلَمُ أنِّي أَسِيرُ

فَقَدْ جاءَ بالنَّهْيِ لَغْواً وَهَذْرا([33])

وإنْ كانَ يَجْهَلُ أنِّي أسيرُ

فَجَهْلُ العَواقِبِ أَولى وأَحْرى([34])

 ـ 7 ـ في سلوان المطاع (128) والخريدة ـ شعراء الشَّام (3/ 51):

 ـ من المتقارب ـ

أيا مَنْ يُعَوِّلُ في المُشْكِلاتِ

على ما رآهُ وما دَبَّرَهْ

إذا اسْتَشْكَلَ الأَمرُ فَابْرأْ بهِ

إلى مَنْ يَرَى مِنْهُ ما لَمْ تَرَهْ([35])

تَكُنْ بينَ عَطْفٍ يَقِيكَ الْخُطُوبَ

وَلُطْفٍ يُهَوِّنُ ما قَدَّرَهْ

إِذا كُنْتَ تَجْهَلُ عُقْبَى الأُمورِ

ومالكَ حَوْلٌ ولا مَقْدِرَةْ

فَلِمْ ذا الْعَنا وعَلامَ الأسى

وَمِمَّ الحِذارُ وفِيمَ الشَّـرَهْ؟([36])

 ـ 8 ـ في سلوان المطاع (249) والخريدة ـ شعراء الشَّام (3/ 53):

 ـ من مجزوء الكامل ـ

يا مَفْزَعِي فِيما يَجِيـ

ءُ و راحِمِي فِيما مَضـَى

عِنْدِي لِما تَقْضِيهِ ما

تَرْضاهُ مِنْ حُسْن الرِّضا

ومِنَ الْقَطِيعَةِ أَسْتَعِيـ

ـذُ مُصَـرِّحاً وَمُعَرِّضا

ـ 9 ـ في سلوان المطاع (289) والخريدة ـ شعراء الشَّام (3/ 55 ـ 56):

 ـ من المنسرح ـ

إِنَّا بِدارٍ تُرْدي مُحارِبَها

وَتَخْفِرُ الإِلَّ في مُوادِعِها([37])

وتَسْتَفِزُّ الحَلِيمَ عَنْ سَنَنِ الْـ

 ـقَصْدِ وتُعْيِي عَلى مُخادِعِها

مَنْ رامَ إِبقاءَها عَلَيهِ فَقَدْ

حاوَلَ ما ليسَ مِنْ طَبائعِها([38])

أَسْرَعُ ما تَنْتَجِي بَوائقُها

يَوْماً إذا اسْتَجْمَعَتْ لِجامِعِها([39])

فَتِهْ عليها وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ

طِلابها وَاقْتِفاءِ تابعِها

واشْقُقْ عَصا بَيْعَةِ الْغُرورِ لها

وانْبِذْ صُراحاً إِلى مُبايعِها

عَمْرِي، لَقَدْ أَنْذَرَتْ مُنَذِّرَةً

ناخعَةً نُصْحَها لِسامِعِها([40])

مُؤْذِنَةً أَنَّها مُؤَدِّيةٌ

لِساعَةٍ آهِ مِنْ قَوارِعِها

فَالأمْنُ واللَّهِ مِنْ فَجائِعِها

يَضْمَنُهُ الزُّهْدُ في مَطالِعها([41])

 ـ 10 ـ في الوافي بالوفيات (1/ 142) وطبقات المفسِّرين (2/ 248) :

 ـ من المتقارب ـ

بِباءِ البَراءَةِ عِنْدَ الغُلُوِّ

وَسِينِ سُرُورِيَ بالمَعْرِفَةْ([42])

وبالمِيمِ مِنْ مَرَحِي عِنْدَما

تُبَشِّـرُنِي آيَةٌ أوْ صِفَةْ

أَقِلْ عَبْدَكَ المُذْنِبَ المُسْتَجِيرَ

بعَفْوِكَ مِنْ سُوءِ ما أَسْلَفَهْ([43])

ـ 11 ـ في سلوان المطاع (128) والخريدة ـ شعراء الشَّام (3/ 52):

 ـ من مجزوء الكامل ـ

يا رُبَّ مُغْتَبِطٍ وَمَغْـ

ـبُوطٍ بِرَأْيٍ فِيهِ هَلْكهْ([44])

 

ومُنافِسٍ في مُلْكِ ما

يُشْقيهِ في الدَّارَيْن مُلْكُهْ

عِلْمُ العَواقِبِ دُونَهُ

سِتْرٌ وليسَ يُرامُ هَتْكُهْ

ومُعارِضُ الأَقْدارِ بالـ

آراءِ سَيْءُ الْحالِ ضَنْكُهْ([45])

فكُنِ امْرأً مَحضَ اليَقيـ

ـنِ، وَزَيَّفَ الشُّبُهاتِ سَبْكُهْ([46])

تَفْوِيضُهُ تَوْحِيدُهُ

وعِنادُهُ المِقْدارَ شِرْكُهْ([47])

ـ 12 ـ في الوافي بالوفيات (1/ 142) وطبقات المفسِّرين (2/ 247) :

 ـ من الخفيف ـ

أَيُّها المُسْتَجِيشُ مِنْ أَلْسُنِ الـ

ـوُعَّاظِ قَدْ أَسْهَبُوا وما أَيْقَظُوكا([48])

هاكَ بَيتاً يُغْنِيكَ عَنْ كُلِّ سَجْعٍ

وَقَرِيضٍ كانُوا بهِ وَعَظُوكا

لا تَشَاغَلْ بالنَّاسِ عَنْ مَلِكِ النَّا

سِ، فَلَولا نُعْماهُ ما لَحَظُوكا([49])

ـ 13 ـ في سلوان المطاع (249) والخريدة ـ شعراء الشَّام (3/ 53):

 ـ من مجزوء الكامل ـ

كُنْ مِنْ مُدَبِّرِكَ الحَكِيـ

ـمِ، عَلا وَجَلَّ، على وَجَلْ([50])

وارْضَ القَضاءَ، فإِنَّهُ

حَتْمٌ، أَجَلْ، وَلَهُ أَجَلْ([51])

 ـ 14 ـ في العقد الثَّمين (2/ 247):

 ـ من الخفيف ـ

يا مُعِزِّي بالعِلْم ِمِنْ ذُلِّ جَهْلِي

ومُرِيحِي بالزُّهْدِ مِنْ كُلِّ كَلِّي([52])


ما عَرَفْتُ السُّرُورَ، ما ذُقْتُ طَعْمَ الر

روحِ يَوماً حتَّى جَعَلْتُكَ شُغْلِي([53])


أنتَ حَسْبي مِنْ كُلِّ شَرٍّ، فَكُنْ لِي

هادِياً [مُرْشِداً] وإلاَّ فَمَنْ لِي؟([54])

 ـ 15 ـ في بغية الوعاة (1/ 142) وطبقات المفسِّرين (2/ 168) وروضات الجنَّات (8/32):

 ـ من الوافر ـ

ببسمِ اللهِ يَفْتَتِحُ العَلِيمُ

وبالرَّحْمَنِ يعتصمُ الحَليمُ

وكيفَ يَلُومُنِي في حُسْنِ ظنِّي

برَبِّي لائِمٌ وَهوَ الرَّحيمُ

 ـ 16 ـفي وفيات الأعيان (4/ 396) والوافي بالوفيات (1/ 142) وطبقات المفسِّرين (2/ 168، 2/ 247) والعقد الثَّمين (2/ 247):

 ـ من الطَّويل ـ

حَمَلْتُكَ في قَلْبي، فَهَلْ أنتَ عالِمٌ

بأنَّكَ مَحْمُولٌ وأنتَ مُقِيمُ؟

ألا إنَّ شَخْصاً في فُؤادِي مَحَلُّهُ

وأَشْتَاقُهُ شَخْصٌ عَلَيَّ كَرِيمُ

 ـ 17 ـ في سلوان المطاع (250) والخريدة ـ شعراء الشَّام (3/ 54):

 ـ من الطَّويل ـ

إذا أنا لَمْ أَدْفَعْ قَضاءً كَرِهْتُهُ

بشـيءٍ سِوى سُخْطِي لَهُ وتَبَرُّمِي

فَصَبْرِي لَهُ مِنْ حُسْنِ مَعْرِفَتِي بهِ

كما أَنَّ رِضْوانِي بهِ مِنْ تَكَرُّمِي

 *  *  *

 



([1])   الخريدة ـ شعراء الشَّام: 3/ 49. الاعتبار: 133. معجم الأدباء: 5/ 442 ـ 443. وفيات الأعيان: 4/ 395 ـ 397. الوافي بالوفيات: 1/ 141 ـ 142. سير أعلام النُّبلاء: 20/ 522 ـ 523. العقد الثَّمين: 2/ 344 ـ 346. لسان الميزان: 5/ 371 ـ 372. بغية الوعاة: 1/ 142. إنباه الرُّواة: 3/ 74 ـ 75. روضات الجنَّات: 8/ 31 ـ 32. تاريخ ابن سباط: 1/ 127. طبقات المفسِّـرين: 2/ 167، 245، 246. كشف الظُّنون: 2/ 998.

([2])   طبقات المفسِّرين: 2/ 245.

([3])   المصدر نفسه: 2/ 167.

([4])   لسان الميزان: 5/ 371.

([5])   تاريخ ابن سباط: 1/ 127.

([6])   كشف الظُّنون: 2/ 998.

([7])   الوافي بالوفيات: 1/ 142.

([8])   تفرَّد بهذا السيوطيُّ في بغية الوعاة: 1/ 142، والخوانساريُّ في روضات الجنَّات: 8/31، وتقيُّ الدِّين الفاسيُّ في العقد الثمين: 2/ 344.

([9])   لسان الميزان: 3/ 372، بغية الوعاة: 1/ 142، العقد الثَّمين: 2/ 346.

([10])   معجم الأدباء: 5/ 442، روضات الجنَّات: 8/ 31.

([11])   العقد الثَّمين: 2/ 344.

([12])  وفيات الأعيان: 4/ 395 ـ 397، الوافي بالوفيات: 1/ 141 ـ 142، سير أعلام النُّبلاء: 20/ 522 ـ 523، بغية الوعاة: 1/ 142، تاريخ ابن سباط: 1/ 127 وغيرها.

([13])   الخريدة ـ شعراء الشَّام : 3/ 49، كشف الظُّنون: 2/ 998.

([14])   صدر هذا الكتاب عن مؤسسة الرِّسالة، بيروت، 1995م.

([15])  لمزيد من التَّفصيل انظر كشف الظُّنون: 2/ 998 ومفتاح السَّعادة: 1/ 214، فضلاً عن مصادر ترجمته المذكورة في حاشية ترجمتنا له: 198.

([16])   الخريدة ـ شعراء الشَّام: 3/ 55.

([17])   سلوان المطاع: 28.

([18])  الأبيات في الخريدة ـ شعراء الشَّام: 3/ 50، ومنها البيتان الأوَّل والثَّاني في إنباه الرُّواة: 3/ 75 برواية (نخاف) بدلَ (نعاف) في البيت الثَّاني، ونِسْبَتُهما لابن ظفر، والأبيات في سلوان المطاع: 115 برواية (نخاف) بدلَ (نعاف) في البيت الثَّاني، ورواية (نقلِّبه لننشر) بدلَ (ونغضبه لنخبر) في البيت الرَّابع، من دون نسبة، وقُدِّم البيت الرَّابع على الثَّالث. والبيتان الثَّالث والرَّابع في أمالي القالي: 1/ 237 برواية (نميل إذا نميل على أبينا) في البيت الثَّالث، ورواية (نقلِّبه لنخبر حالتيه فنخبر...) في البيت الرَّابع، وهما منسوبان لابن بقيلة، قالهما في ابن عبد كلال، وهما في البيان والتَّبيين: 1/ 500 برواية الأمالي نفسها، غير أنَّهما منسوبان لأبي الجَهْمِ العدَوِيُّ، والصَّواب أنَّه تَمَثَّل بهما، والأبيات الثَّلاثة الأخيرة في المستطرف: 1/ 351 برواية (يقيناً ما نخاف...) و( نقلِّبه لنخبر حالتيه فيخبر...) منسوبة لابن عبد كلال، قلت: غير صحيحٍ فهي لابن بقيلة كما أسلفْتُ.

([19])  في العقد الفريد والمستطرف «ويُحْمَدُ منه الصَّبرُ ممَّا يُصِيبُه» أي على قَدْرِ فَضْلِهِ عند الله تعالى يُمْتَحَنُ بالخطوب، مفردها خطب، وهو كلُّ أمرٍ نازلٍ عَظُمَ أو صَغُرَ.

([20])   في العقد الفريد والمستطرف «فَمَنْ قَلَّ فيما يلتقيهِ... لقد قَلَّ فيما يَرْتَجِيهِ».

([21])  نَظَمَ ابنُ ظَفَر الأبيات في فصل (سُلوانة الزُّهد) في مدح النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. للتَّفصيل انظر سُلوان المُطاع: 283.

([22])  القِدْح: السَّهمُ قبلَ أن يُراشَ ويُنْصَل. المُعلَّى: هو القِدْحُ السَّابعُ، وهو أَفْضَلُها؛ إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصِباء من الجَزُور؛ والمرادُ: حازَ النَّصيبَ الأوفرَ والمنزلةَ الرَّفيعة.

([23])  في سُلوان المطاع (تخيَّر) مُخِلٌّ بالوزن، والتَّصويب من الخريدة. في الخريدة (صُعَّقا) بدلَ (خُضَّعا).

([24])   في سلوان المطاع والخريدة (تتبعنا) بدلَ (تتعبنا) تصحيفٌ، و(عسجدا) بدلَ (شُهَّدا) تحريفٌ، والصَّواب ما أثبتُّه. أراد: تُتْعِبُنا إذ تعودُ شاهدةً علينا يومَ الحساب.

([25])   كَدَّه: أَتْعَبَه. الحِرْصُ: الجَشَع. الفُضول: مفرده فَضْل، وهو الزِّيادة من كلِّ شيء.

([26])   مُعَنَّى: مُتْعَب.

([27])   في الخريدة (لِفُضُولٍ تُلْهِي وتُطْغِي وتُرْدِي).

([28])   في الخريدة (تمكن) بدلَ (يمكن).

([29])   في الخريدة (ما) بدلَ (ها) التَّنبيه.

([30])   في الخريدة (بجهد) بدلَ (بكدِّ).

([31])   الأبيات في (يتيمة الدَّهر: 81) منسوبة إلى أبي بكر محمَّد بن الحسن الزَّبيديِّ.

([32])   في الأصل من دون (لي) زيادةٌ منِّي يقتضيها الوزن.

([33])   في اليتيمة: (جسير) بدلَ (أسير) و(هجراً) بدلَ (هذراً).

([34])   رواية البيت في (يتيمة الدَّهر: 81) هكذا:

وإنْ كانَ يجهلُ سيري فكيف

يراني إذا سِرْتُ لاقيْتُ شرّا

 

([35])   في الخريدة (أشكل) بدلَ (استشكل) كلاهما يجوز.

([36])   الشَّرَهُ: غلبةُ الحِرص.

([37])   في سلوان المطاع (تَحْفُرُ الإلُّ). تخفر الإلَّ: تَنْقُضُ العَهْدَ. المُوادِعُ: المُسالِم.

([38])   في الخريدة (في طبائعها).

([39])   في الخريدة (تنتحي بوائقها). تنتحي: تزول، وتَنْتَجِي: تُغالِبُ. بوائقها: دواهيها.

([40])   في الخريدة (أنذرت مُنَدِّدَةً). ناخعةً نُصْحَها: مُخْلِصَةً فيه.

([41])   في الخريدة (الزُّهد في مطامعها).

([42])   في طبقات المفسِّرين (بباء براءة). الغلوُّ: مجاوزة الحدِّ.

([43])   أَقِلْ عبدَكَ: تجاوز عنه. أراد بالباء والسَّين والميم الإشارة إلى البسملة.

([44])   في سلوان المطاع (مضبوط) بدلَ (مغبوط) والتَّصويب من الخريدة. مُغْتَبِطٌ: مسرور.

([45])   سَيْءُ بالتَّخفيف للضَّرورة.

([46])  زَيَّفَ الشُّبُهاتِ سَبْكُه: أوضحَ زِيفَ كُلِّ شُبْهَةٍ بحُسْنِ سَبْكِهِ، السَّبْكُ: أراد الكلامَ المُحْكَمَ.

([47])   في الخريدة (عناده المقدور). المقدار: اسم القَدَر، ولكلِّ شيءٍ مِقْدارٌ أي أَجَلٌ.

([48])   في طبقات المفسِّرين (من ألسنة) مُخِلٌّ بالوزن.

([49])   لا تَشاغَلْ: لا تتشاغَلْ، بحذف إحدى التَّاءين تخفيفاً، والتَّشاغُل: التَّلهِّي.

([50])   على وَجَلٍ: على خوفٍ.

([51])   أَجَل: الأُولى حَرْفُ جوابٍ للتصَّديق، والثَّانية بمعنى الأمد والمُدَّة.

([52])   الكَلُّ: التَّعَبُ والإعياءُ، كالكَلالة.

([53])   الرَّوح: الرَّاحة.

([54])   ما بين معقوفتين زيادةٌ منِّي يقتضيها الوزن.

الأعلام