أبو العرب الصقلي
أبو العَرَب الصِّقلِّيُّ
أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)
فقال:
أ ـ ترجمته([1]):
مصعب بن محمَّد بن أبي الفُرات القُرَشيُّ الزُّبيريُّ الصِّقلِّيُّ، وُلِدَ في صقلِّيَّة سنة (423ﻫ) وخرج منها سنة (464ﻫ) بعد أن تغَّلب عليها النُّورمانُ([2])، وقصدَ المُعْتَمِدَ بنَ عبَّاد([3]) فَحَظِيَ عنده، ومكثَ لديه حتَّى سقوط دولته سنة (484 ﻫ) ثمَّ رحلَ إلى جزيرة مَيُورْقَةَ([4])، وبقيَ فيها حتَّى وفاتِهِ سنةَ (506ﻫ) غير أنَّ ابنَ الصَّيرفيِّ (ت 542ﻫ) قال: «بلغني أنَّه في سنة سَبْعٍ وخمسمئةٍ حَيٌّ بالأندلس»([5]).
يُذكَر أنَّ المعتمدَ بنَ عبَّاد أرسلَ يَسْتَقْدِمُ أبا العرب من صقلِّيَّة بعد أن غلبها النُّورمان، وبعثَ له مالاً وأمرَه أن يتجهَّزَ به للقدوم عليه، غير أنَّ خوفَ أبي العرب من النُّورمان المتربِّصين منعَهُ من ذلك زمناً([6]).
ذكرَ ابنُ بسَّام ما كان لأبي العرب من شأنٍ بعد أن وفد إلى الأندلس، قال: «كان لساناً بهذا الأُفُقِ عن العرب أعرب، وكوكباً من المشرق غرَّب، ولم يقع إليَّ عند إكمال هذا الدِّيوان وإخراجِهِ من الخَبَرِ إلى العِيان من شِعْره إلَّا ما لا يكادُ يُعْرِبُ عن قَدْرِه»([7]) وهذا يشير إلى قلَّة شعره بين يدي ابن بسَّام على عظيم ما أثبتَهُ له من قَدْرٍ، غير أنَّ الكُتبيَّ ذكرَ أنَّ لأبي العـرب ديـوانَ شـعرٍ وصـلَ إلى عصره، قال: «ديوانُه بأيدي النَّاس»([8]) قلْتُ: ديوانُه مفقودٌ لا يُعْلَمُ عنه شيءٌ، ولم يصلْ إلينا من شعره غيرُ نزرٍ يسيرٍ منثورٍ في مصادر ترجمته.
ب ـ شعره:
ـ 1 ـ في الذَّخيرة (4/ 1/ 305) والبيتان الأخيران في طراز المجالس (133):
ـ من الوافر ـ
أرى الدُّنيا الدَّنيَّةَ لا تُواتِي | فَعالِجْ في التَّصَـرُّفِ والطِّلابِ |
ولا يَغْرُرْكَ منها حُسْنُ بُرْدٍ | لَهُ عَلَمَانِ من ذَهَبِ الذِّهابِ([9]) |
فَأَوَّلُهُ رَجاءٌ مِنْ سَرابٍ | وآخِرُهُ رِداءٌ مِنْ تُرابِ |
ـ 2 ـ وفيات الأعيان (3/ 333) وعنوان الأريب (1/ 123)([10]):
ـ من البسيط ـ
لا تَعْجَبَنَّ لِرَأْسِي كيفَ شابَ أسًى | واعْجَبْ لأسْوَدِ عَينِي كيفَ لَمْ يَشِبِ |
البحرُ للرُّومِ لا تَجْرِي السَّفِينُ بهِ | إلَّا على غَرَرٍ والبَرُّ للعَرَبِ([11]) |
ـ 3 ـ في الذَّخيرة (4/ 1/ 305)([12]):
ـ من البسيط ـ
وَقَدْ أُزارُ، وَلِلزُّوَّارِ حُكْمُهُمُ | عِنْدِي منَ البِرِّ والإيناسِ والأَدَبِ |
وَأَفْضَلُ البِرِّ بِرٌّ يَقْتَضِـي طَرَباً | وَأَعْوَزَتْنِيَ أمُّ اللَّهْوِ والطَّرَبِ([13]) |
وَالدَّجْنُ يَبْعَثُ هَمِّي مِنْ مَكامِنهِ | والشَّمْسُ ما أَخْلَفَتْها الرِّيحُ لَمْ تَغِبِ |
والسُّحْبُ للأرضِ بالسُّقْيا مُواصِلَةٌ | حتَّى ارْتَوَتْ فاسْتَكَفَّتْ أبيضَ السُّحُبِ([14]) |
سَحٌّ وَهَطْلٌ وَجَوْدٌ صَوْبُ دُرِّهِما | فَسُحَّ أنتَ بها واهْطُلْ وَجُدْ وَصُبِ([15]) |
إنِّي أُعاطِيكَ في الشَّكْوَى مُفاكَهَةً | كما تَعاطَتْ أَكُفُّ الشَّـرْبِ بالنُّخُبِ([16]) |
والنَّفْسُ ما انْفَرَدَتْ بالجِدِّ مُتْعَبَةٌ | حتَّى تُراوِحَ بينَ الجِدِّ واللَّعِبِ |
بَرِمْتُ باثنينِ ضاقَ الصَّدْرُ بَيْنَهُما | فَقْدُ المُدامةِ واسْتِيحاشُ مُغْتَرِبِ |
وَكُلُّ رَبْعٍ وإنْ حَلَّ الجَمِيعُ بهِ | قَفْرٌ إذا لَمْ تَكُنْ فيهِ ابْنَةُ العِنَبِ |
وَقَدْ حَلَلْتُ كِناساً لا أَرُوْعُ بهِ | حُوْرَ الظِّباءِ وإنْ أَعْرَضْنَ مِنْ كَثَبِ([17]) |
كاللَّيثِ عادَ كسيراً لا افتراسَ بهِ | يَطْوِي على زَفَراتٍ نَفْسَ مُكْتَئِبِ |
ـ 4 ـ الأبيات في الحماسة المغربيَّة (1/ 77) سوى الأوَّل والثَّاني والسَّابع منها، وفي فوات الوفيات (4/ 144) من الأوَّل إلى السَّابع سوى الرَّابع، وفي وفيات الأعيان (1/ 244) البيتان الثَّالث والخامس([18]):
ـ من الطَّويل ـ
إلامَ اتِّباعِي للأماني الكَواذِبِ | وهذا طَرِيقُ المجدِ بادِي المذاهِبِ |
أَهُمُّ وَلِي عَزْمانِ: عَزْمٌ مُشَـرِّقٌ | وآخَرُ يَثْنِي هِمَّتِي لِلْمغارِبِ |
ولا بُدَّ لِي أنْ أَسْألَ العِيسَ حاجَةً | تَشُقُّ على أَخْفافِها وَالغَوارِبِ([19]) |
فَيا وَطَنِي إنْ بِنْتَ عَنِّي فإنَّني | سَأُوْطَنُ أَكْوارَ العِتاقِ النَّجائِبِ([20]) |
إذا كان أَصْلِي مِنْ تُرابٍ فَكُلُّها | بلادِي وَكُلُّ العالَمِينَ أقارِبي |
وما ضاقَ عنِّي في البَسيطَةِ جانِبٌ | وإنْ جَلَّ إلَّا اعْتَضْتُ عَنْهُ بجانِبِ([21]) |
إذا كُنْتَ ذا هَمٍّ فَكُنْ ذا عَزِيمَةٍ | فَما غائِبٌ نالَ النَّجاحَ بغائِبِ([22]) |
وإنَّ الفَتَى مَنْ حَمَّلَ اللَّيْلَ هَمَّهُ | ودانَ بِدِينِ النَّيِّراتِ الثَّواقِبِ([23]) |
ولَكِنَّنِي مُسْتَنْجِدٌ بِمُهَنَّدٍ | يُحَدِّثُ عَنْ يَومِ [النَّقا] والذَّنائِبِ([24]) |
تَنَزَّهَ في رَوْضِ الدِّماءِ ذُبابُهُ | وَغَنَّى عليهِ في العُصُورِ الذَّواهِبِ([25]) |
فَمَنْ ضَلَّ عَنْ طُرْقِ العَلاءِ فإنَّني | دَلَلْتُ عَلَيْها بالقَنا والقَواضِبِ([26]) |
وإنِّي لَمِنْ قَوْمٍ رَسَا العِزُّ فِيهمُ | وقامُوا بمَيلِ الأرضِ ذاتِ المناكِبِ([27]) |
إذا اضْطَرَمَتْ نارُ الجِلادِ ببِيضِهِمْ | غَدَا ساقِطاً فِيها فراشُ الحَواجِبِ([28]) |
وتُشْرِقُ في لَيْلِ العَجَاجِ رِماحُهُمْ | كَأنَّ العَوَالِي نُصِّلَتْ بالكَواكِبِ([29]) |
وإنَّا لنَسْقِي الأرضَ غَيثاً مِنَ الطُّلَى | وآخَرَ يَجْرِي مِنْ عُيُونِ الشَّوارِبِ([30]) |
وَتَخْضَعُ أَعْنَاقُ الأعادِي لِعِزِّنَا | كَما خَضَعَتْ أموالُنا لِلْمَواهِبِ |
وإنْ أَعْشَبَتْ بالبَغْيِ هامُ قَبيلةٍ | أَسَمْنا بها بِيضاً رِقاقَ المَضَارِبِ([31]) |
لَعَمْرِي لَقَدْ سارَ الزَّمَانُ بفَخْرِنا | إلى غايةٍ تَنْأَى على كُلِّ طالِبِ |
ـ 5 ـ في الذَّخيرة (4/ 1/ 302 ـ 303)([32]):
ـ من البسيط ـ
لولا السُّـرَى في ذِمامِ الصَّارِمِ الذَّكَرِ | لَمْ أَطْرُقِ الحَيَّ في أَمْرٍ على خَطَرِ([33]) | ||
ما الباردُ العَذْبُ مَورُوداً على ظَمَأٍ | أَشْهَى إلى الصَّبِّ مِنْ وَصْلٍ على حَذَرِ | ||
قالَتْ: تَجَشَّمْتَ في سُبْلِ الهَوَى غَرَراً | قُلْتُ: الْمُتَيَّمُ مِقْدامٌ على الغَرَرِ([34]) |
| |
لا كَالهَيُوبِ [وَقاهُ] الخَوفُ بُغْيَتَهُ | تَهَيَّبَ الوِرْدَ حتَّى عادَ بالصَّدَرِ([35]) |
| |
تَوَقَّ رِقْبَةَ أعداءٍ عُيُونُهمُ | أَذْكَى مِنَ الزُّرْقِ في الخَطِيَّةِ السُّمُرِ([36]) |
| |
قُلْتُ: الْيَمانِي حَلِيفِي ما يُفارِقُنِي | إنِّي بغَيْرِ الْيَمانِي غَيْرُ مُنْتَصِـرِ([37]) |
| |
رَضِيْتُهُ دونَ إخوانِ الصَّفاءِ أخاً | ما غَيَّرَتُهُ صُروفٌ جَمَّةُ الغِيَرِ([38]) |
| |
لاحَ السَّنا فانْبَرَتْ مِنْ ساعِدِي فَرَقاً | تَجُرُّ ذيلاً يُعَفِّي شاهدَ الأَثَرِ([39]) |
| |
[صَدّتْ] كَوَحْشِيَّةٍ هَمَّ الأنيسُ بها | إلَّا التفاتاً بِجِيدِ الخائفِ الحَذِرِ([40]) |
| |
تَكُفُّ بالْفَرْعِ مِنْ لألاءِ غُرَّتِها | كَيْ لا تَمُدَّ بَياضَ الصُّبْحِ بالقَمَرِ([41]) |
| |
حثُّوا المُطِيَّ [على السُّـرَى] بأنَّ لها | عُقْبَى الإقالةِ مِنْ أَيْنٍ وَمِنْ ضَمَرِ([42]) |
| |
حتَّى تُنِيخَ بِرَبِّ الْمَجْدِ مِنْ يَمَنٍ | في قُبَّةِ المَلْكِ رَبِّ الشِّعْرِ مِنْ مُضَـرِ([43]) |
| |
ما كان عِنْدَكَ هَوْلُ البَحْرِ تَرْكَبُهُ | جُوداً بِنَفْسِكَ إلَّا جَرْيَةَ النَّهرِ |
| |
ـ 6 ـ في الذَّخيرة (4/ 1/ 306) وفوات الوفيات (4/ 145)([44]):
ـ من الطَّويل ـ
كأنَّ بلادَ اللَّهِ كَفُّكَ، إنْ يَسِـرْ | بها هارِبٌ تَجْمَعْ عليهِ الأنامِلا([45]) |
فأينَ يَفِرُّ المرءُ عَنْكَ بِجُرْمِهِ | إذا كان يَطْوِي في يَدَيكَ الْمَراحِلا([46]) |
ـ 7 ـ الأبيات في الذَّخيرة (4/ 1/ 302) ونفح الطِّيب (6/ 37)، ومنها البيتان الأوَّل والثَّالث في رايات المُبَرَّزين (275)([47]):
ـ من البسيط ـ
أَجْدَيْتَنِي جَمَلاً جَوْناً شَفَعْتَ بهِ | حِمْلاً منَ الفِضَّةِ البيضاءِ لَوْ حُمِلا([48]) |
سَماحُ جُودِكَ في أَعْطانِ مَكْرُمَةٍ | لا قِدَّ يَعْرِفُ مِنْ مَنْعٍ ولا عُقُلا([49]) |
فَاعْجَبْ لِشأنِي فَشأنِي كُلُّهُ عَجَبٌ | رَفَّهْتَنِي فَحَمَلْتُ الحِمْلَ والْجَمَلا([50]) |
ـ 8 ـ في الذَّخيرة (4/ 1/ 304):
ـ من الطَّويل ـ
أَحادِيَنا هذا الرَّبيعُ فَخَيِّمِ | وأُمْنِيَّةُ الْـمُرْتَادِ والْمُتَوَسِّمِ([51]) |
وَحُطَّ بنا عَنْ ناجِياتٍ كأنَّها | قِسِـيٌّ رَمَتْ بنا البلادَ بأَسْهُمِ([52]) |
وَقَدْ َيْبُلُغ التَّأوِيبُ أَقْصاهُ والسُّـرَى | فلا تَشْتَكِي عِبْئاً ولا تَتَظَلَّمِي([53]) |
وما طَلَبتْ إلَّا فِناءَ مُحَمِّدٍ | وَهَلْ دُونَهُ لِلرَّكْبِ مِنْ مُتَلَوَّمِ([54]) |
جَعَلْتُ إليهِ هِمَّتِي وعَزِيمَتِي | فناوَلَتاهُ بَعْدَ حَولٍ مُجَرَّمِ([55]) |
فقالَ لِيَ الفألُ الصَّدُوقُ مُبَشِّـراً: | قَدِمْتَ على التَّوفِيقِ أَيْمَنَ مَقْدَمِ |
وأَقْبَلْتَ بابَ الإذْنِ فَاسْتَأْذَنِ النَّدَى | على مَلِكٍ وافي الجَلالِ مُعَظَّمِ |
فَرُفِّعَ عَنْ ذاكَ البَهاءِ حِجابُهُ | وَقِيلَ: اسْتَلِمْ أَنْدَى بَنانٍ وَسَلِّمِ([56]) |
فَقَبَّلْتُ يُمْنَى راحَتَيْهِ كأنَّني | أُقَبِّلُ رُكْنَ البيتِ سِيرةَ مُحْرِمِ |
نَظَرْتُ إليهِ والمهابةُ دُونَهُ | فَقَسَّمْتُ لَحْظِي بينَ بَدْرٍ وَضَيْغَمِ([57]) |
بَلَى ورَأَيْتُ الشَّمْسَ والبَدْرَ وَالعُلا | مُجَسَّمَةً في جَوْهرٍ مُتَجَسِّمِ |
فَأَغْضَيْتُ عَنْهُ العَينَ أَوَّلَ نَظْرَةٍ | وَمَنْ يَرَ عَيْنَ الشَّمْسِ لا يَتَوَسَّمِ([58]) |
كأَنَّ عِيانِي كان غَيْرَ حَقِيقَةٍ | فَلَمْ أَلْقَهُ إلَّا بِعَيْنِ التَّوَهمِ([59]) |
* * *
([1]) الذَّخيرة: 4/ 1/ 301 ـ 302. رايات المُبَرَّزين: 274. نفح الطِّيب: 6/ 37. وفيات الأعيان: 3/ 333 ـ 334. فوات الوفيات: 4/ 144. الحماسة المغربيَّة: 1/ 775. طراز المجالس: 133. عنوان الأريب: 1/ 123.
([9]) في الطِّراز (فلا يَغْرُرْك) بدلَ (ولا يَغْرُرْك). البُرْدُ: ثوبٌ مُخَطَّطٌ، العَلَمُ: رَسْمُ الثَّوب.
([10]) قال ابن خلِّكان: «بعثَ المُعْتَمِدُ بنُ عبَّاد صاحبُ إشبيليَةَ إلى أبي العرب الزُّبيريِّ خَمْسَمِئةِ دينارٍ، وأمرَهُ أنْ يَتَجَهَّزَ بها ويتوجَّه إليه، وكان بجزيرة صقلِّيَّة وهو من أهلها، وهو أبو العرب مصعبُ بنُ محمَّد بن أبي الفرات القُرَشِيُّ الزُّبَيْرِيُّ الصِّقلِّيُّ الشَّاعرُ، وبعث مثلَها إلى أبي الحسن الحُصَرِيِّ وهو بالقَيروان، فكتب إليه أبو العرب: لا تَعْجَبَنَّ لرأسي كيفَ شابَ أسًى...» وفيات الأعيان: 3/ 333. أبو الحسن الحُصَرِيُّ هو عليُّ ابن عبد الغنيِّ الحُصَرِيُّ القَيروانيُّ صاحبُ (يا ليلُ الصَّبُّ متى غَدُهُ) المشهورة. للتَّفصيل انظر أخباره في الذَّخيرة: 4/ 1/ 245. والمعتمد بن عبَّاد المذكور في الخبر تقدَّمت ترجمته: 85.
([11]) الغَرَرُ: الخَطَرُ والباطلُ والغَفْلَة عن عاقبة الأمور. معنى البيت: البحرُ للنُّورمانِ المتربِّصينَ بصقلِّيَّةَ عند موانئها، والبرُّ للعرب الَّذين اشْتَجَرُوا طوعَ الفِتْنَة.
([12]) قال ابن بسَّام: «وفي المعتمد أيضاً يقول من أخرى: وَقَدْ أُزارُ، وَلِلزُّوَّارِ حُكْمُهُمُ...» الذَّخيرة: 4/ 1/ 305. المعتمد بن عبَّاد تقدَّمت ترجمته: 85.
([15]) سَحٌّ: مُنْصَبٌّ متتابعٌ. الهَطْلُ: المَطَرُ الضَّعيفُ الدائمُ. الجَوْدُ: المطرُ الغزيرُ. الصَّوْبُ: نزولُ المطر. دُرُّهما: الدُّرُّ الجوهرُ، واستعاره لِلْقَطْرِ.
([18]) ذكرَ ابنُ خلِّكان البيتين الثَّالث والخامس منسوبَين إلى أبي الصَّلْتِ أميَّة بن عبد العزيز الأندلسيِّ، غير أنَّه قال: «لم أرَ هذين البيتين في ديوانه» وفيات الأعيان: 1/ 244. قلتُ: لم أجد البيتين في: (ديوان الحكيم أبي الصَّلْت) كما ذكرَ ابنُ خلِّكان، وأرجِّح نسبتهما إلى أبي العرب الصِّقلِّيِّ على ما جاء في الحماسة المغربيَّة: 1/ 77.
([19]) العِيس: الإبل البِيضُ يُخالِطُ بياضَها شُقْرَةٌ. الأخفاف: جمع خُفُّ، وهو مَجْمَعُ فِرْسِنِ البعير. الغَوارب: جمع غارب، وهو ما بين السَّنام إلى أسفل العُنُق من البعير.
([20]) الأكوار: جمع الكُوْرِ، وهو الرَّحْلُ بأداته. العِتاقُ: الكرامُ منَ الإبلِ والخَيل، نجائب: ناقةٌ نجيبٌ ونجيبةٌ، قويَّةٌ خفيفةٌ.
([22]) صدرُ البيتِ من قول المنصور الخليفةِ العبَّاسيِّ (انظر أشعار الخلفاء: 268):
إذا كُنْتَ ذا رأيٍ فَكُنْ ذا عزيمةٍ | فإنَّ فسادَ الرَّأيِ أنْ تَتَرَدَّدا |
([23]) النِّيِّرات: النُّجوم المنيرة. الثَّواقب: جمع الثَّاقب، وهو النَّجمُ المضيءُ المرتفعُ على غيره.
([24]) في الأصل (التُّقى) بدلَ (النَّقا). النَّقا: مقصورٌ؛ الكثيبُ منَ الرَّمل. الذَّنائب: يومٌ من أيَّام البَسُوس، وهو أعظم وقعةٍ كانت لبني تغلب على بكر. الكامل في التَّاريخ: 1/ 418.
([29]) العَجاج: الغُبار، العَوالي: جَمْعُ عالية وهي أعلى قَناة الرُّمح، نُصِّلَتْ: جُعِلَتْ نَصْلاً.
([31]) الهامُ: جَمْعُ هامَة، وهي رأس كلِّ شيء. أسَمْنا بها: رَعَينا. رِقاق المَضارِب: السُّيوفُ ذواتُ النَّصْلِ الرَّقيقِ القاطع.
([32]) قال ابن بسَّـام: «ومن شـعر أبي العـرب في المُعْتَمِد قصيدةٌ أوَّلهـا: لولا السُّـرَى في ذِمامِ الصَّارِمِ الذكَرِ... (الأبيات)» الذَّخيرة: 4/ 1/ 302. والمُعْتَمِد المذكور هو ابن عبَّاد تقدَّمت ترجمته: 85.
([33]) السُّرَى: السَّيْرُ ليلاً. ذِمام: جمع ذِمَّة، وهي العَهْد والحُرْمة. الصَّارم: السَّيف القاطع. الذَّكَرُ: الصُّلْبُ المَتِينُ.
([35]) في الأصل (حماه) بدلَ (وقاه) لايستقيم به المعنى؛ والصَّوابُ ما أثبتُّه. الهَيُوبُ: الشَّديدُ الخوفِ. وقاه: دفعَ عنهُ ما قد يصيبُه. البُغْيَةُ: الحاجةُ، تَهَيَّبَ الوِرْدَ: صَدَّهُ الخوفُ عن وُرُودِ الماءِ. الصَّدَرُ: نقِيضُ الوِرْد.
([36]) الرِّقْبَةُ: التَّربُّصُ. أذكى: أحَدُّ وأَنْفَذ في الذَّبح مِنْ غيرِها. الزُّرْقُ: نِصالُ الرِّماح إذا كانت شديدةَ الصَّفاء. الخَطِّيَّةُ: الخَطُّ أرضٌ تُنْسَبُ إليها الرِّماحُ، فيُقال: رماحٌ خَطِّيَّة. السُّمُر: صِفَةُ لونٍ للرِّماح، وهي منزلةٌ بين البياضِ والسَّوادِ.
([39]) السَّنا: ضوء البرق، والمراد لمعان السُّيوف. انْبَرَتْ: اعتَرَضت له. فَرَقاً: بَدَداً. يُعَفِّي: يُبْلِي ويُبَدِّدُ. شاهد الأثر: ما بقيَ منه.
([40]) في الأصل (صدَّ) بدلَ (صدَّت) والمعنى يقتضي ما أثبتُّه. الوَحْشِيَّة: المنسوبة إلى أنثى الوحش. الجِيْدُ: العُنُقُ ويغلبُ على عُنُقِ المرأة.
([41]) تَكُفُّ بالفَرْع: تَدْفَعُ به، والفَرْعُ: الشَّعْرُ الطَّويلُ للمرأة. الغُرَّة: البياض في الجبهة.
([44]) قال ابن بسَّـام: «ولمَّا نَفَذتِ الأقدارُ بالقبض على ذي الوزارتين أبي بكر بن عمَّار بِشَقُورَةَ على الصُّورة حسب ما شرحتُه في أخباره؛ قال أبو العرب لِلمُعْتَمِدِ من جملةِ قصيدٍ: كأنَّبلادَ اللَّهِ كَفُّكَ إنْ يَسِرْ...» الذَّخيرة: 4/ 1/ 306. والمُعْتَمِد المذكور هو ابن عبَّاد تقدَّمت ترجمته: 85. أمَّا ذو الوزارتين فهو أبو بكر محمَّد بن عمَّار المَهْرِيُّ الأندلسيُّ، خرج على المُعْتَمِد فقتله سنة (479ﻫ). انظر ترجمته في سير أعلام النُّبلاء: 18/ 582.
([47]) قال ابن بسَّام في مناسبة الشِّعر:
«مِنْ أشهرِ خبرٍ بلغني عنه أنَّه حَضَرَ يوماً مجلسَ المُعْتَمِدِ وقد أُدْخِلَ إليهِ جملةٌ وافرةٌ من دنانير الفضَّة، فأمر له بخريطتين منها. وبين يديه تصاويرُ عَنْبَر من جملتها صورةُ جَمَلٍ مَرَصَّعٍ بنفيسِ الجَوْهَرِ، فقال له أبو العرب على البديهة مُعَرِّضاً: ما يحملُ هذه الدَّنانيرَ ـ أيَّدَكَ اللهُ ـ إلاَّ جَمَلٌ، فتبسَّمَ المعتمدُ وأمرَ به، فقال أبو العرب على البديهة: أَجْدَيْتَنِي جَمَلاً جَوْناً شَفَعْتَ بهِ... (الأبيات)» الذَّخيرة: 4/ 1/ 302. والمُعْتَمِد المذكور تقدَّمت ترجمته: 85.
([48]) في رايات المبرَّزين: (أعطيتني) وفي نفح الطِّيب: (أهديتني) بدلَ (أجديتني). أجديتني: أعطيتني. الجَوْنُ: الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَةً. شَفَعْتَ: ثَنَّيْتَ وأردفْتَ.
([49]) في نفح الطِّيب: (نتاج جودك) بدلَ (سماح جودك)، وفيها (تصرف) بدلَ (تعرف) تحريفٌ لا يقوم به المعنى. الأعطانُ: مواطن الإبل وقد غَلَبَ على مَبْرَكِها حولَ الحوض، المفرد عَطَنٌ. القِدُّ: السَّيرُ منَ جِلْدٍ غيرِ مَدبُوغِ يُعْقَل به. العُقُل: جمع عِقال، وهو الحَبْلُ الَّذي يُوثَقُ بهِ.
([51]) الحادي: الَّذي يقودُ الإبلَ. المُرتاد: الَّذي يَرتادُ الكلأ؛ أي يَطْلُبُه. المتوسِّمُ: الَّذي يطلبُ كَلأَ الوَسْمِيِّ، وهو كَلأُ الرَّبيع الأوَّل.