جاري التحميل

ابن مكي

الأعلام

ابن مَكِّي

أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)

فقال:

 

أ ـ ترجمته([1]):

أبو حفص عمر بن خلف بن مكِّي الصِّقلِّيُّ.

أديبٌ شاعرٌ ناثرٌ لغويٌّ، وفقيهٌ محدِّثٌ خطيبٌ. نقل العماد عن ابن القطَّاع أنَّ «فضلَهُ بالألسنة في جميع الأمكنة مأثورٌ مَرْوِيٌّ، وله خُطَبٌ لا تَقْصُرُ عن خُطَبِ ابن نُباتة»([2]). غادر صقلِّيَّة في مرحلة الحكم النُّورمانيِّ لها، وتروي مصادر ترجمته أنَّه نزل في تونس، وكان له فيها شأنٌ عظيمٌ، وقد «تولَّى قضاء تونس، وخِطابةَ الجامع بها، وكان يخطبُ من إنشائه كلَّ جمعةٍ خُطْبَةً»([3]). ذكر اليمانيُّ أنَّ له تصانيفَ: «تدلُّ على غزارة عِلْمِهِ ووفور حِفْظِه»([4])، من أبرز كتبه (تثقيف اللِّسان)([5]). توفي في السَّنة الأولى بعد المئة الخامسة من الهجرة (501ﻫ).

ب ـ شعره:

 ـ 1 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 107) وإنباه الرُّواة (2/ 329) وإشارة التَّعيين (239) وبغية الوعاة (2/ 218) والبلغة (161 ـ 162):

 ـ من الرَّمل ـ

يا حَرِيصاً قَطَّعَ الأيَّامَ في

بُؤْسِ عَيشٍ وعَناءٍ وتَعَبْ

ليسَ يَعْدُوكَ منَ الرِّزْقِ الَّذي

قَسَّمَ اللهُ فَأَجْمِلْ في الطَّلَبْ([6])

 ـ 2 ـ إنباه الرُّواة (2/ 329):

 ـ من الطَّويل ـ

أَتَطْمَعُ في وُدِّ امرئٍ وَهْوَ قاطِعٌ

لأَرْحامِهِ هَيهاتَ قَدْ فاتَكَ الرُّشْدُ

إذا لَمْ يَكُنْ في المرءِ خَيرٌ لِوالِدٍ

ولا وَلَدٍ لَمْ َيَرْجُهُ أَحَدٌ بَعْدُ

 ـ 3 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 107):

 ـ من البسيط ـ

نُعْماكُمُ طَرَدَتْنا عَنْ زِيارَتِكُمْ

وقَنَّعَتْنا حَياءً آخرَ الأَبَدِ

إنَّ الزِّيادةَ في الإحسانِ طارِدَةٌ

لِلْحُرِّ عنْ مَوضِعِ الإحسانِ فاقْتَصِدِ

 ـ 4 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 107):

 ـ من الخفيف ـ

لا تُبادِرْ بالرَّأْيِ مِنْ قَبْلِ أنْ تُسْـ

ـألَ عَنْهُ وإنْ رَأَيْتَ عُوارا([7])

أَحْمَقُ النَّاسِ مِنَ أشارَ على النَّا

سِ بِرَأْيٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُستَشارا

 ـ 5 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 107):

 ـ من الكامل ـ

لا تَصْحَبَنَّ إذا صَحِبْتَ أخا

جَهْلٍ، ولو أنَّ الحياةَ مَعَهْ

إنَّ الجَهُولَ يَضُـرُّ صاحِبَهُ

مِنْ حيثُ يَحْسَبُ أنَّهُ نَفَعَهْ([8])

 ـ 6 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 108):

 ـ من البسيط ـ

مَنْ كان مُنْفَرِداً في ذا الزَّمانِ فَقَدْ

نجا منَ الذُّلِّ والأحزانِ والقَلَقِ

تَزْوِيجُنا كَرُكُوبِ البَحْرِ، ثُمَّ إذا

صِرْنا إلى وَلَدٍ صِرْنا إلى الغَرَقِ

 ـ 7 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 108):

 ـ من المجتثِّ ـ

اجْعَلْ صديقَكَ نَفْسَكْ

وَجَوْفَ بَيتِكَ حِلْسَكْ([9])

وَاقْنعْ بُخبزٍ ومِلْحٍ

وَاجْعَلْ كِتَابَكَ أُنْسَكْ

وَاقْطَعْ رَجَاءَكَ إلَّا

مِمَّن يُصَـرِّفُ نَفْسَكْ([10])

تَعِشْ سَليماً كريماً

حَتَّى تُوَافيَ رَمسَكْ([11])

 ـ 8 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 108):

 ـ من مجزوء الكامل ـ

عادِ الجَهُولَ، فإنَّهُ

مِمَّنْ يُعِينُكَ في هَلاكِهْ([12])

واحْذَرْ مُعاداةَ اللَّبِيـ

 ـبِ فَلَيسَ يُخْلَصُ مِنْ شِباكِهْ([13])

 ـ 9 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 108):

 ـ من مجزوء الكامل ـ

وإذا الفَتَى [مِنْ] بَعْدِ طُو

لِ خَصاصَةٍ بَلَغَ الأَملْ([14])

فَكَأنَّ بُؤْسَى لَمْ تَكُنْ

وكَأَنَّ نُعْمَى لَمْ تزلْ([15])

 ـ 10 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 107):

 ـ من الطَّويل ـ

صَدِيقِي الَّذِي في كُلِّ يومٍ ولَيلةٍ

يُكَلِّفُنِي مِنْ أَمْرِه ما لَهُ بالُ

ولا يُؤْثِرُ التَّخْفِيفَ عَنِّي فإنَّما

علامةُ صِدْقِ الوُدِّ عِنْدِيَ إدْلالُ([16])

 ـ 11 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 108):

 ـ من الكامل ـ

أَيَرومُ مَنْ نَزَلَ المشيبُ برأسِهِ

ما قَدْ تَعَوَّدَ قَبْلَهُ مِنْ فِعْلِهِ

مَنْ لم يُمَيِّزْ نَقْصَهُ في جِسْمِهِ

في الأَرْبَعِينَ فإنَّهُ في عَقْلِهِ

 ـ 12 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 109):

 ـ من مجزوء الرَّمل ـ

عَجَباً لِلْموتِ يُنْسَى

ديوان الشعرـ م 23وَهْوَ ما لا بُدَّ مِنْهُ

قُلْ لِمَنْ يَغْفَلُ عَنْهُ

وَهْوَ لا يَغْفَلُ عَنْهُ

كيفَ تَنْساهُ وقَدْ جا

ءَتْكَ رُسْلٌ مِنْ لَدُنْهُ

سوفَ تَلْقَى الوَيلَ إنْ جِئْـ


 ـتَ بعُذْرٍ لَمْ تُبِنْهُ([17])

وتَرَى جِسْمَكَ في النَّا

رِ غَداً، إنْ لَمْ تَصُنْهُ([18])

والَّذي يَنْجُو منَ النَّا

رِ أَخُو التَّقْوَى فَكُنْهُ

*  *  *

 



([1])   خريدة القصر ـ شعراء المغرب: 1/ 106. إنباه الرُّواة: 2/ 329. بغية الوعاة: 2/ 218. إشارة التَّعيين: 239. البلغة: 162.

([2])   خريدة القصر ـ شـعراء المغرب : 1/ 106. وابن نباتـة المذكـور في الخبر هـو أبو يحيى عبد الرَّحيم بن محمَّد المعروف بابن نباتـة الفارقيِّ، خطيب زمانـه (ت 374 ﻫ). انظر سير أعلام النُّبلاء: 16/ 322.

([3])   إشارة التَّعيين: 239.

([4])   المصدر نفسه: 239.

([5])   هدية العارفين: 5/ 782.

([6])   يَعْدُوك: يَتَجاوَزُك.

([7])   العُوارُ: العَيبُ.

([8])   أصلُه من المَثَلِ «رُبَّما أرادَ الأحمقُ نَفْعَكَ فَضَرَّك» انظر مجمع الأمثال: 1/ 308.

([9])   الحِلْسُ: الملازِمُ بيتَهُ لا يَبْرَحُه.

([10])   ممَّن يُصَرِّفُ نفسَكَ: أي الله عزَّ وجلَّ.

([11])   الرَّمْسُ: القَبْر.

([12])   يُعِينُكَ في هلاكه: يساعدُكَ في ذلك بِحُمْقِه.

([13])   فليس يُخْلَصُ من شِباكِه: لا ينجو من عَلِقَ بِشَرَكِها.

([14])   (من) زيادةٌ منِّي أثبتُّها لاقتضاءِ الوزن. خَصاصَةٌ: فقرٌ وحاجةٌ.

([15])   بُؤْسى: عذابٌ. نُعْمَى: دِعَةٌ وسَعَةُ عَيشٍ.

([16])   الإدلالُ: الاجتراءُ في الصُّحبة، يُقال فلانٌ يَدُلُّ عليك بصحبته، أي يَجْتَرِئُ عليك.

([17])   الوَيلُ: الهلاكُ والمَشَقَّةُ والعذاب.

([18])   لم تَصُنْه: لم تَقِهِ ولم تَحْفَظْه.

الأعلام