جاري التحميل

الحسين بن أبي علي القائد

الأعلام

الحسين بن أبي علي القائد

أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)

فقال:

 

أ ـ ترجمته([1]):

أبو عبد الله الحسين بن أبي عليٍّ. أحدُ أبناءِ قادةِ الجند أيَّامَ الكلبيِّين، له قصيدةٌ في مدح أحمد الأكحل([2])، وهذا يدلُّ على أنَّه من شعراء الدَّولة الكلبيَّة في صقلِّيَّة في المدَّة التي حكمَ فيها الأكحل (410 ـ 427ﻫ).

ب ـ شعره:

 ـ 1 ـ في عنوان الأريب (1/ 130 ـ 131)([3]):

 ـ من الوافر ـ

على العاداتِ فاجْرِ معَ الأعادي

ونادِ يُجِبْكَ مِنْهمْ كُلُّ نادِ

فما لِحُصونِهمْ مِنْكَ امتناعٌ

ولو أنَّ البناءَ بِناءُ عادِ([4])

فَكَمْ مِنْ مَعْقِلٍ للعَينِ سامٍ

سَلَكْتَ إليهِ مِنْهاجَ الرَّشادِ

وقد حارَتْ نفوسُ القومِ فيهِ

إلى أنْ قامَ فيهمْ منكَ هادِ

فأصْعَدْتَ الخُيولَ إلى الرَّوابي

وأنزلْتَ الوُعولَ إلى الوِهادِ([5])

 

وكَمْ أخرجْتَ منها مِنْ كَمينٍ

ومِنْ عَضْبٍ ومِنْ طِرْفٍ جوادِ([6])

يَغُلُّ يَدَيهِ خوفُكَ عَنْ شَباةٍ

فَيُضْحِي كالمُوَثَّقِ في صَفادِ([7])

لقد أوردْتَهُمْ بالسَّيفِ ماءً

بهِ ارْتَوَتِ الطُّلى وهُمُ صَوادِ([8])

كأنَّ رُؤُوسَهُمْ كانَتْ نَباتاً

أبادَتْهُ سُيوفُكَ بالحَصادِ

وكَمْ أهدى إليكَ مِنَ الدَّراري

حسامُكَ حينَ مرَّ على الهوادي([9])

وأمَّا (رُومَةٌ) فإلى قَرِيْبٍ

يُصَبِّحُها بداهِمَةِ الحِدادِ([10])

عَبيدُكَ مَنْ تَؤُمُّ مِنَ الأعادي

وأرضُكَ ما ترومُ مِنَ البلادِ

فَدُونَكَ، يا عَميدُ، المُلْكَ فاعْمَدْ

تَنَلْ، إنْ رُمْتَها، ذاتَ العِماد([11])

صَرَفْتَ عنِ الأغاني والغَواني

هَواكَ إلى العَوادي والأعادي([12])

وقَدَّمْتَ الرِّكابَ على كَعابٍ

مُخَضَّبةِ التَّرائبِ بالجِسادِ([13])


وكَمْ باتَتْ جُفونُكَ [ساهداتٍ]

سُهاداً يَقْتَضـي طِيبَ الرُّقادِ([14])

وَمَنْ يَكُ في اللَّذاذَةِ ذا اجتهادٍ

فإنَّك ذو اجتهادٍ في الجهادِ

وبينَ يَدَيْكَ طاعِنُ كُلِّ قِرْنٍ

وها أنا طاعِنٌ بِشَبا الوِداد([15])


ومَنْ شامَ الظُّبا مِنْهُمْ فإنِّي

أَشِيمُ ظُبا ثَنائي واعتقادي([16])

يداكَ: البَحْرُ تَدْفُقُ بالمنايا

وأُخرى تُسْتَهانُ بها الأيادي([17])

وما بِدْعٌ تَخالُفُ حالتَيْهِ

ففي إسْرارِها مافي الغَوادي([18])

لَقَدْ [أصلحْتَ] أحْوَالُ المعالي

صَلاحاً لا يخافُ مِنَ الفَسَادِ([19])

 ـ 2 ـ في عنوان الأريب (1/ 130)([20]):

 ـ من الكامل ـ

ومَعاهدٌ آنَسْنَني بأوانسٍ

يدنو السُّرورُ بها وفيه شطونُ([21])

خُمْصُ البُطونِ، صدورُها أفواهُها

 جُعِلَتْ لها بَدَلَ النُّهودِ عيونُ([22])


وذواتُ ألسنةٍ أسرَّ حديثُها الشْ

شَاجي، وأفصحَ قولُها الملحونُ
 شُطونُ

يَصْدُرْنَ عنها عن صدورٍ ما بها

لمَّا تثيرُ منَ الحديثِ دَفينُ

مضمومةٌ ضمَّ الحبيبِ، مَخَمَّشٌ

منها صدورٌ تارةً وقُرونُ([23])

يُضْرَبْنَ عِنْدَ عِناقِهِنَّ، فَمَنْ رأى

أنَّ العِقابَ معَ العِناقِ يكونُ؟([24])

فَكَما ضُرِبْنَ وما لَهُنَّ جِنايَةٌ

فَكَذا لَهُنَّ وما أَلِمْنَ أنينُ([25])

تدعو بأَلْسُنِها السّـُرورَ كما دعا

حُسْنَ الثَّناءِ بجُودِهِ (سَرْفِينُ)([26])

*  *  *

 



([1])   ذكره الشَّيخ النَّيفر في عنوان الأريب: 1/ 129.

([2])   تأييدُ الدَّولة أحمد بن يوسف بن عبد الله بن محمَّد بن الحسن بن علي بن أبي الحسين الكلبيُّ، تاسعُ الأمراء الكلبيِّين في صقلِّيَّة امتدَّ حُكْمهُ سبعَ عشرةَ سنة. ولَقَبُهُ الأكحل. انظر الحُللالسُّندسيَّة: 2/ 33 ـ 34، المقفَّى الكبير: 317.

([3])   الأبيات في مدح الأمير تأييد الدَّولة أحمد الأكحل. تقدَّمت ترجمته، انظر الإحالة السابقة.

([4])   عاد: قوم هود، أهلكهمُ الله تعالى ودمَّر مساكنَهم المَشِيدَة.

([5])   الوُعول: جمع وَعْل، تيسُ الجَبَل. الوِهاد: جمع الوَهْدة، وهي الحفرةُ أو الهُوَّةُ في الأرض.

([6])  الكَمينُ:القومُ الَّذين يَكْمُنُون في الحـرب. العَضْب:السَّيفُ القاطع. الطِّرْف:الكريمُ من الخيل.

([7])  الشَّباةُ: مِنْ كلِّ شيءٍ حدُّ طَرَفِهِ. الصِّفاد:الحَبْلُ يُوثَقُ به، جمعُه صُفُدُ وأصفاد.

([8])  أَوْرَدْتَهُمْ: أَنْزَلْتَهُمُ المَواردَ، وهي مناهلُ الماء، وأراد الدَّمَ. الطُّلى: الأعناق، مفردها طُلْيَة. صَوادٍ: عِطاشٌ، مفردُه صادٍ. يقول: سقى أعناقَهم من دمائهم فَرَواها.

([9])  الدَّراري: اللآلئ العظيمة، وقد استعارها للرُّؤوس. الهوادي: الأعناق.

([10])   رُوْمَة: حاضرةُ بلاد الرُّوم (إيطاليا) وصرفَها لضرورة الوزن، انظر وصفَها قريباً من زمن الشَّـاعر في نزهـة المشتاق: 2/ 751. الدَّاهمة: الغاشيـةُ في ظُلْمَـةٍ. الحِداد: ثيابُ المآتم السُّود.

([11])  العَميد: السَّيِّدُ المُعْتَمَدُ عليه. رُمْتَها: طَلَبْتَها، والضَّمير يعود إلى (رومة).

([12])  الغواني: جمع غانية، المرأة إذا غَنِيَتْ بحُسْنِها عن الزِّينة. العَوادي: الخَيلُ إذا عَدَتْ.

([13])   الرِّكاب: الرَّواحلُ الَّتي يُسارُ عليها، لا مفردَ لها من لَفْظِها. الكَعاب: المرأَةُ حين يَبْدو ثَدْيُها للنُّهود. التَّرائب: أضلاع الصَّدر. الجِساد: الزَّعفران.

([14])   في الأصل (ساهراتٍ) بدلَ (ساهدات) وما أثبتُّه أقرب للمصدر المنصوب (سهاد).

([15])   القِرْن: الكُفْءُ والنَّظير في الشَّجاعة. الشَّبا: حدُّ كلِّ قاطعٍ كالسَّيف وغيره.

([16])   شامَ الظُّبا: سلَّها. الظُّبا: جمع ظُبَة، وهي حدُّ السَّيف.

([17])   تَدْفُقُ: تَنْصَبُّ. تُسـتهانُ: تُخْزَى ويُسْتَخَفُّ بها. معنى البيت: يداه واحدةٌ تفيض كالبحر بالموت للعدو، ويدٌ أخرى تفيضُ كَرَماً عظيماً يُسْتَخَفُّ لديه بِجُودِ الآخرين.

([18])   البِدْعُ: المخترَعُ العجيبُ، كالبديع. التَّخالفُ: نقيضُ الاتِّفاق. الغـوادي: جمع الغاديـة، وهي السَّحابةُ تنشأ أو تُمْطِرُ غُدْوَةً.

([19])   في الأصل (أضحكت) تحريفٌ، وما أثبتُّه يناسبُ المصدرَ المنصوب (صلاحاً).

([20])   الأبيات في وصف العُود، ويبدو أنَّها مقدِّمةٌ لِمِدْحَةٍ كما يتَّضح من البيت الأخير.

([21])   معاهِدُ: جمع مَعْهَد، وهو الموضع الَّذي عَهِدْتَه، وصَرَفَ (معاهد) ضرورةً. أوانس: جمع آنسة، وهي الجارية التي يُؤْنَسُ بها. شطونٌ: بُعْدٌ.

([22])  خُمْص البطون: خاوية البطون. وأراد خواءَ بطون العُودِ. صدورُها أفواهُها: أراد الفتحاتِ الَّتي يخرجُ منها الصَّوتُ وموضعُها من الأعواد صدورُها. جُعِلَتْ لها بَدَلَ النُّهودِ عيونُ: أراد بالعيون ما تُشَدُّ به الأوتار.

([23])  مُخَمَّشٌ: مضروبٌ، أراد ضَرْبَ الأوتار. قُرون: جمع قَرْن، وهو ذؤابة الشَّيءِ وأعلاه، أرادَ أعاليَ الأوتار. صدور: جمع صَدْر، وهو ما جازَ مِنْ وَسَطِ الوَتَرِ.

([24])   يُضْرَبْنَ عند عِناقهنَّ: أراد ضربَ الأوتار والعودُ مضمومٌ باليدين إلى صَدْر العازف.

([25])   الجِناية: الذَّنب المُوجِبُ للعِقاب.

([26])   سَرْفين: اسم الممدوح. لم أقفْ على ترجمته.

الأعلام