جاري التحميل

ابن الصباغ

الأعلام

ابن الصبَّاغ

أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)

فقال:

 

أ ـ ترجمته([1]):

أبو عبد الله محمَّد بن عليٍّ([2])، ابن الصبَّاغ الصِّقلِّي.

ذكره ابن بسَّام، قال: «أحدُ أدباءِ وَقْتِهِ المشاهير، وكلامُهُ يُعْرِبُ له عن أدبٍ كثيرٍ، وحِفْظٍ غزيرٍ»([3]) ونقلَ القفطيُّ عن ابن القطَّاع قوله فيه: «واسع الكلام، كثيرُ النِّظام»([4]).

يتَّضح من شعره أنَّه عاصر الأميرَ صَمصامَ الدَّولة الكلبيَّ([5])، وذكر العماد أنَّه «كان في عهد ابن رشيقٍ، وبينهما مراسلاتٌ»([6]) وكانت وفاة ابنِ رشيقٍ القيروانيِّ سنة (456ﻫ).

ب ـ شعره:

 ـ 1 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 85):

 ـ من المنسرح ـ

أَذْكَى الوَرَى كُلِّهِمْ وأَعْلَمُهمْ

فما يُرَى مِثْلُ لُبِّه لُبُّ

يُوَضِّحُ بِالْفَهْمِ كُلَّ مُشْكِلَةٍ

كَأَنَّما كُلُّ جِسْمِهِ قَلْبُ

 ـ 2 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 84):

 ـ من المجتثِّ ـ

لا يَخْدَعَنَّكَ حِبٌّ

يَطُولُ مِنْهُ السُّكُوتُ([7])

فَالزَّنْدُ يُضْمِرُ ناراً

وَهوَ الأَصَمُّ الصَّمُوتُ([8])

 ـ 3 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 84)([9]):

 ـ من مجزوء الوافر ـ

أَخٌ، بَلْ أنتَ سَيِّدُهُ

على ما كُنْتَ تَعْهدُهُ

بِوُدٍّ غَيْرِ مُحْتاجٍ

إلى شيءٍ يُؤَكِّدُهُ

لَعَلَّ اللهَ باللُّقْيَا

كما يَخْتارُ يُسْعِدُهُ

 ـ 4 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 84):

 ـ من الكامل ـ

قَوْمِي الَّذينَ إذا السَّنابكُ أنْشَأَتْ

دُونَ السَّحابِ سَحائباً مِنْ عِثْيَرِ([10])

بَرَقَتْ صَوارمُهُمْ وأَمْطَرَتِ الطُّلَى

عَلَقاً كَثَرْثارِ الحَيَا المُتَفَجِّرِ([11])

الواتِرينَ فلا يُقادُ وَتِيْرُهمْ

والفاتِكِينَ بحِمْيَرٍ وبقَيصَـرِ([12])

والمانعِينَ حِماهمُ أنْ يُرْتَعى

والحاسِمينَ لِكُلِّ داءٍ يَعْتَري

 ـ 5 ـ في الوافي بالوفيات (4/ 132):

 ـ من السَّريع ـ

ذِكْراكَ ما قَدْ فاتَ تَعْلِيلُ

أَبَعْدَ شَيْبِ الرَّأسِ تَضليلُ؟([13])

تَشْكو مَلالَ البِيضِ إنَّ امْرأً
 

قَدْ زاحمَ الخَمْسِينَ مَمْلُولُ

واهاً لِذِي الشَّيبِ لَقَدْ راقَلَتْ

بهِ إلى الموتِ مَراسِيلُ([14])

يريدُ أنْ يَبْقَى على حالِهِ

هَيْهاتَ هاتِيْكَ أباطِيلُ

 ـ 6 ـ في المحمَّدون من الشُّعراء (78)([15]):

 ـ من البسيط ـ

حَنَّتْ إلى الصَّدِّ تَبْغِي طاعةَ المَلَلِ

لمَّا دَرَتْ أنَّ قَلْبَ الصَّبِّ في شُغُلِ

إذا بَدَتْ قُلْتَ: غُصْنٌ فَوقَهُ قَمَرٌ

مِنْ تَحْتِ لَيْلٍ على أعلاهُ مُنْسَدِلِ

لمَّا رَأَتْهُ أسِيرَ الحُبِّ ذا كَلَفٍ



سَقَتْهُ مِنْ لَحْظِها كأساً مِنَ الخَبَلِ([16])

تَرَحَّلَتْ بِفُؤادي يومَ رِحْلَتِها

وَخَلَّفَتْنِي أَسِيراً في يَدَيْ أَجَلِي

واقصدْ فَتَى الجُودِ إسماعيلَ مُمْتَدِحاً

بخيرِ شِعْرٍ كَنَظْمِ الدُّرِّ مُنْتَخَلِ

تَنَلْ فَلاحاً وتَظْفَرْ عِنْدَ رُؤْيَتهِ

بكُلِّ ما تَبْتَغِي مِنْ صالحِ الأمَلِ

أَغَرُّ أَبْلَجُ إنْ حالَ الجَوادُ على

ضَنْكِ الزَّمانِ عَنِ المعروفِ لَمْ يَحُلِ

حازَ التَّكَرُّمَ قِدْماً والسَّماحَ معاً

والْمَجْدَ والفَخْرَ عَنْ آبائِهِ الأُوَلِ

 ـ 7 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 83) والوافي بالوفيات (4/ 132):

 ـ من الطَّويل ـ

وَلَيْلٍ قَطَعْناهُ بأُخْتِ نَهارِهِ

إلى أنْ أماطَ الصُّبْحُ عَنْهُ لِثامَهُ

إذا ما أَرَدْنا أنْ نَشُبَّ لِقاصِدٍ

ضِراماً سَكَبْناها فقامَتْ مَقامَهُ

لَيالِيَ نُوفِي اللَّهْوَ منَّا نَصِيبَهُ

ونُعْطِي الصِّبا مِمَّا أرادَ احْتكامَهُ([17])

 ـ 8 ـ في الذَّخيرة (4/1 / 318 )([18]):

 ـ من الوافر ـ

إذا الحاجاتُ عَيَّ بها رِجالٌ

وكانَ قَضاؤها صَعْبَ المَرامِ

وَقَلَّتْ حِيلَةُ الشُّفَعاءِ فِيها

فَحاوِلْ نُجْحَها بِبَنِي الشآمِ([19])

دَرَارِيّ العُلا حَفَّتْ بِبَدْرٍ

مُنِيرٍ في سَماءِ المَجْدِ سَامِ([20])

    *  *  *

 



([1])   الخريدة ـ شعراء المغرب: 1/ 83، والمحمَّدون من الشُّعراء: 77، والذَّخيرة: 4/ 1/ 308، والوافي بالوفيات: 4/ 132.

([2])   كذا في الخريدة (1/ 83) والوافي بالوفيات (4/ 132) وهو في المحمَّدون من الشُّعراء (ص 77) محمَّد بن أحمد بن عبد الله الصِّقلِّيُّ التَّميميُّ، وهو في الذَّخيرة (4/ 1/ 308) محمَّد بن الصبَّاغ الصِّقلِّيُّ، وكنيته أبو عبد الله باتِّفاق مصادر ترجمته.

([3])   الذَّخيرة: 4/ 1/ 308.

([4])   المحمَّدون من الشُّعراء: 77.

([5])   صَمْصامُ الدَّولة الحسن بن يوسف بن عبد الله بن محمَّد بن الحسن بن علي بن أبي الحسين الكلبيُّ، وَلِيَ صقلِّيَّة سنة (431ﻫ) وحكمها إلى سـنة (435ﻫ). انظر الحِلَل السُّندسيَّة: 2/ 33 ـ 34، والمقفَّى الكبير: 371.

([6])   الخريدة ـ شعراء المغرب: 1/ 83.

([7])   الحِبُّ: بكسر الحاء، الحبيب.

([8])   الزَّنْد: العُود الَّذي تُقدَحُ به النَّار.

([9])   الأبياتُ جوابُ رسالته إلى ابن رشيق القيروانيِّ. للتَّفصيل انظر الخريدة (1/ 84).

([10])   السَّنابك: جَمْعُ سُنْبُك وهو طَرَفُ الحافِر. العِثْيَرُ: العَجاجُ السَّاطع.

([11])   الطُّلَى: جَمْعُ طُلْيَةٍ، وهي صَفْحة العُنُق. العَلَقُ: جَمْعُ عَلَقَة، وهي قِطعةُ الدَّم. ثرثارُ الحَيَا: المطرُ الوابلُ.

([12])   لا يُقادُ وتيرُهمْ: لا يُدْرَكُ دَمُه. حِمْيَر: من أصول القبائل العربيَّة في أقصى اليمن.

([13])   التَّعليل: التَّشاغُل والتَّلَهِي.

([14])  راقَلَتْ به: سارعَتْ، والإرقالُ ضَرْبٌ من العَدْوِ فوق الخَبَب. المراسيلُ: جمع المِرْسال، وهي النَّاقة السَّهلة السَّير.

([15])  قال القفطي: « فمن شعره يمدح إسماعيلَ بن علي الخزاعيَّ: حَنَّتْ إلى الصَّدِّ تَبْغِي طاعةَ المَلَلِ... (الأبيات)» المحمَّدون من الشُّعراء: 78. إسماعيلُ بن علي الخزاعيُّ راوٍ ليس ثقةً (ت 352ﻫ). انظر ترجمته في ميزان الاعتدال في نقد الرِّجال: 1/ 398.

([16])   الكَلَفُ: الوَلَعُ. الخَبَل: الجنون.

([17])   في الوافي (نوفِّي اللهو) وبها يختلُّ الوزن، وفيه (مهما أراد) يجوز.

([18])   في الذَّخيرة (4/ 1/ 318): «وله من رُقْعَةٍ إلى ابن الشَّامي صاحبِ الخُمُسِ، راغباً في أن يكلِّم له الأميرَ صمصامَ الدَّولة في أن يحرِّرَ له أرضاً كان اشتراها...(الأبيات)» وصاحب الخُمُس هو أبو عبد الله إبراهيم بن محمَّد الكنانيُّ، المعروف بابن الشَّاميِّ، من رجال الأمير صمصام الدَّولة، ذهبَ ابنُ بسَّام في الذَّخيرة إلى أنَّه (محمَّد بن إبراهيم) والأرجح أنَّه (إبراهيم بن محمَّد) ويأتي ذِكْرُه في هذه الجمهرة في شعر مُشْرِف بن راشد (ق3، ص355). وقد ورد اسمُه أيضاً في الذَّخيرة في شعر ابن فُضال القيروانيِّ، انظر الذَّخيرة: 4/ 1/ 291 ـ 292، 318. أمَّا صَمْصام الدَّولة فقد تقدَّمت ترجمته: 142.

([19])   نُجْحُها: الظَّفر بها.

([20])   الدَّرارِي: الكواكبُ العِظامُ المضيئة. حَفَّت: أحاطت.

الأعلام