جاري التحميل

عبد الحليم بن عبد الواحد السوسي

الأعلام

عبد الحليم بن عبد الواحد السُّوسِيُّ

أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)

فقال:

 

أ ـ ترجمته([1]):

أبو محمَّد عبد الحليم بن عبد الواحد السُّوسيُّ، كذا باتِّفاق مصادر ترجمته، وزاد التِّجاني في رحلته اسمَ جدِّه (عبد الحميد)([2]) أصلُه من سوسة([3])، نزلَ صقلِّيَّةَ يافعاً واتَّخذها سكناً ومقاماً، وله شعرٌ يشير إلى ذلك، وعدَّهُ ابن بِشرون في الصِّقلِّيِّين في كتابـه (المختار في النَّظم والنَّثر لأفاضل أهل العصر) ونقلَ منـه العمادُ نتفاً من أشعار الصِّقلِّيِّين في (الخريدة).

ذكره العمادُ فقال: «السُّوسِيُّ الأصل، الإفريقيُّ المنشأ، الصِّقلِّيُّ الدَّار، سَكَنَ مدينة بَلَرْم، واستدرَّ من ذوي كَرَمِها الكَرَم»([4]) غادر صقلِّيَّة حينَ وقعَتْ بيد النُّورمان وَقَصَدَ الأندلسَ، ونَسَبَهُ السِّلَفِيُّ إليها، وأثنى على عِلْمِهِ بالنَّحو، قال: «أبو محمَّدٍ هذا أندلسيٌّ فاضلٌ في النَّحو»([5]) وذكرَ أنَّه توفِّي في صفر سنة عشرينَ وخمسمئةٍ، قلْتُ: الأصل أنَّه صقلِّيٌّ، لأنَّ ابن بِشرون جعله في شعراء صقلِّيَّة، وضَمَّنَه كتابَه (المختار في النَّظم والنَّثر) الَّذي نقلَ عنه العِماد.

ب ـ شعره:

 ـ 1 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 22):

 ـ من الطَّويل ـ

شَكَوتُ فقالَتْ: كُلُّ هذا تَبَرُّماً

بحُبِّي أراحَ اللَّهُ قَلْبَكَ مِنْ حُبِّي

فلمَّا كَتَمْتُ الحُبَّ قالَتْ: لَشَدَّ ما

صَبَرْتَ وما هذا بفِعْلِ شَجِيْ القَلْبِ

فَأَدْنُو فَتُقْصِينِي، فَأَبْعُدُ طالباً

رِضاها فَتَعْتَدُّ التَّباعُدَ مِنْ ذَنْبي

فَشَكْوَايَ تُؤْذِيها وَصَبْرِي يَسُوءُها

وتُحْرَجُ مِنْ بُعْدِي وَتَنْفُرُ مِنْ قُرْبِي

فَيَا قَومُ هَلْ مِنْ حِيلَةٍ تَعْلَمُونَها

أَشِيرُوا بها واسْتَوجِبُوا الأَجْرَ مِنْ رَبِّي

 ـ 2 ـ معجم السَّفر (157) و رحلة التجانيِّ (42)([6]):

 ـ من الخفيف ـ

لِلَّيالِي في عَكْسِ حالِي عِظاتٌ

ليسَ تَخْفَى على ذوِي الألبابِ([7])

صِرْتُ في الخُوصِ بَعْدَ لُبْسِ الخَوافِي


واعْتِمامِي بأَزْرَقٍ كالشِّهابِ([8])

بَعْدَ ذَبِّ الكُماةِ عَنْ حَرَمِ الـ

ـعِزِّ تَنَقَّلْنَ بي لِذَبِّ الذُّبابِ([9])

ـ 3 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 22):

 ـ من الكامل ـ

قالَتْ لأترابٍ لها يَشْفَعْنَ لِي

قَوْلَ امْرِئٍ يَزْهَى على أَتْرابِهِ:([10])

وَحَياةِ حاجَتِهِ إليَّ وَفَقْرِهِ

لَأُواصِلَنَّ عَذابَهُ بِعَذابِهِ

وَلَأَمْنَعَنَّ جُفُونَهُ طَعْمَ الْكَرَى

وَلَأَمْزِجَنَّ دُمُوعَهُ بِشـَرابِهِ

لِمَ باحَ باسْمِي بَعْدَ ما كَتَمَ الهَوى

دَهْراً وكانَ صِيانَتِي أَوْلى بِهِ([11])

 ـ 4 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 22):

 ـ من المتقارب ـ

عَشِقْتُ صِقِلِّيَةً يافِعاً

وكانَتْ كَبَعْضِ جِنانِ الخُلُودِ

فَما قُدِّرَ الوَصْلُ حتَّى اكْتَهَلْتُ

وصارَتْ جَهَنَّمَ ذات الوَقُودِ

 ـ 5 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 22):

 ـ من البسيط ـ

كَرَّرْتُ لَحْظِيَ فِيمَنْ لَحْظُهُ سَقَمِي

فقالَ لِي: فِيمَ تَكْرارٌ وتَرْدادُ؟

فَقُلْتُ: عَيناكَ مَرْضَى يا فَدَيتُهُما

فَلا تلُمْ لَحَظاتِي فَهْيَ عُوَّادُ

 ـ 6 ـ في رحلة التجانيِّ (42):

 ـ من السَّريع ـ

نَذَرْتُ لِلَّهِ إذا ما الْتَقَتْ

شِفاهُنا بَعْدَ النَّوَى لِلْقُبَلْ

صَوْمِي على الرَّاحِ سِوى ما حَوى

مَبْسِمُها العَذْبُ وراحُ المُقَلْ([12])

 ـ 7 ـ في رحلة التجانيِّ (42):

 ـ من الطَّويل ـ

هَمَمْتَ بأنْ تُخْفِي بقايا شَبِيبَةٍ

كَغُرَّةِ لَيْلٍ أو حُشاشَةِ مَهْزُومِ([13])

تَرَى الشَّعَراتِ السُّودَ والبِيْضَ حولَها

كَمِثْلِ أَسارَى الزَّنْجِ في عَسْكَرِ الرُّومِ([14])

 ـ 8 ـ في رحلة التجانيِّ (43):

 ـ من البسيط ـ

عَينِي دَهَتْنِيَ والعَينُ الكَحِيلَةُ مَعْ

عَيْنِ الرَّقِيبِ وأَخْذُ النَّاسِ بالعَيْنِ([15])

هَبْنِي اتَّقَيْتُ عَدُوّاً مَنْ لأَرْبَعَةٍ

ما أَجْلَبَ العَيْنَ مُذْ كانَتْ إلى حَيْنِي([16])

 ـ 9 ـ في معجم السَّفر (157):

 ـ من الطَّويل ـ

تَزَوَّدْ، وما زادُ اللَّبيبِ سِوى التَّقْوَى

عَساكَ على الهَوْلِ العَظِيم بهِ تَقْوَى

فَمَنْ لَمْ يُعَمِّرْ بالتُّقى جَدَثاً لَهُ

فَمَنْزِلُهُ في خُلْدِهِ مَنْزِلٌ أَقْوَى([17])

*  *  *

 



([1])  الخريدة ـ شعراء المغرب: 1/21. معجم السَّفر: 157. طراز المجالس 180. رحلة التجانيِّ: 42.

([2])   رحلة التجانيِّ: 42.

([3])   سُوسة مدينةٌ صغيرةٌ بنواحي المغرب. انظر معجم البلدان: سوسة.

([4])   الخريدة ـ شعراء المغرب:1/ 21. وبَلَرْمُ: حاضرة صقلِّيَّة. انظر معجم البلدان: بلرم.

([5])   معجم السَّفر: 157.

([6])   قال السِّلفيُّ: «أنشدني أبو محمَّد عبد الله بن أبي سعيد النَّحويُّ الأندلسيُّ قال: أنشدني عبد الحليم بن عبد الواحد السُّوسِيُّ الكاتبُ بصقلِّيَّة لنفسِهِ في سَهْمٍ رُدَّ مَذبَّةً: لِلَّيالِي في عَكْسِ حالِي عظاتٌ...( الأبيات )» معجم السَّفر: 157.

([7])   في رحلة التجانيِّ (في نقض حالي) و(حار في وصفها ذوو الألباب). عكس حالي: تغييرها إلى ضدِّ ما كانت عليه. الألباب: جمع لُبّ، وهو العقل.

([8])   في رحلة التجانيِّ (واعتمادي) بدلَ ( اعتمامي) تصحيف.

([9])   في رحلة التجانيِّ (حومة العزِّ) بدلَ (حرم العزِّ) و (تنقَّلَتْ بي) بدلَ (تنقَّلْنَ بي). الذَّبُّ: الدَّفع عن الحُرَم. الكُماة: الواحد كَمِيٌّ، وهو الشُّجاع إذا لَبِسَ الدِّرْعَ والبَيضَةَ.

([10])   يَزْهى: أخذتْهُ خِفَّةُ الزَّهْوِ، وَهُوَ العُجْبُ. الأتراب: جمع تِرْب، وهو اللِّدَةُ في السِّنِّ.

([11])   صِيانتي: صَوني وحِفْظِي من النَّاس. أَولى به: أَجْدَرُ وأَحْرَى.

([12])  الرَّاحُ: الخَمْرُ. المَبْسِمُ: الثَّغْرُ. المُقَلُ: جمع مُقْلَة، شَحْمَةُ العَينِ الَّتي تَجْمَعُ السَّوادَ والبياضَ.

([13])   غُرَّة اللَّيل: قُبيل بُزوغِ الفجر، الحُشاشَةُ: بقيَّةُ الرُّوح في الجَسَد.

([14])   أَسارى: جمع أسير، وهو الحَبيسُ. الزَّنجُ: الواحد زَنْجِيٌّ.

([15])   دَهَتْنِي: أَهْلَكَتْنِي. الرَّقيب: النَّاظِرُ المُتَرَبِّصُ. الأخذ بالعَين: أي بالحَسَد.

([16])   العَينُ: المرادُ مُجْمَلُ الأربعةِ المذكورةِ في البيت الأوَّل. الحَينُ: الهلاك.

([17])   الجَدَثُ: القَبْرُ، منزلٌ أقوى: مُقْفِرٌ خالٍ.

الأعلام