هاشم بن يونس
هاشم بن يونس
أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)
فقال:
أ ـ ترجمته([1]):
أبو القاسم هاشم بن يونس.
أديبٌ شاعرٌ ناثرٌ صاحبُ تَرَسُّلٍ ومقاماتٍ. من الشُّعراء الَّذين عاصروا طرفاً من الحكم العربيِّ في صقلِّيَّةَ، لأنَّ العماد ذكره في (الخريدة) نقلاً عن ابن القطَّاع في (الدُّرَّة الخطيرة).
ب ـ شعره:
ـ 1 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 97):
ـ من الطَّويل ـ
أَلَمَّتْ بنا واللَّيلُ سُودٌ ذَوائِبُهْ | تُطالِعُنا راياتُهْ ومَواكِبُهْ([2]) |
وبينَ سَوادِ اللَّيلِ أبيضُ ماجدٌ | تَخِرُّ لَدَيهِ ساجِداتٍ كَواكِبُهْ |
على حينَ نامَ اللَّيلُ وانْتَبَهَ الهَوى | وآنسَ مَغْناهُ وأَوْحَشَ راكِبُهْ |
ولمَّا بَدا طَيفُ البَخِيلَةِ سامَحَتْ | بِوَصْلٍ ولا وَصْلَ لِمَنْ هُوَ طالِبُهْ |
عَجِبْتُ لِدانٍ وَصْلُهُ وَهْوَ نازِحٌ | كأنِّي على بُعْدِ الدِّيارِ أُقارِبُهْ([3]) |
بَعِيدٌ، قَرِيبٌ في الفُؤادِ مَحَلُّهُ | فَدارٌ تُنائيهِ ونَفْسٌ تُصاقِبُهْ([4]) |
وَبِتْنا ونارُ الحُبِّ تُضْـرَمُ بيننا | ودَمْعُ الهَوَى يَهْمِي على الخَدِّ ساكِبُهْ |
أُقَبِّلُهُ طَوراً وطَوراً أَضُمُّهُ | وأَعْرَضْتُ عَنْ دَهْرِي فَلَسْتُ أُعاتِبُهْ |
وفارَقَنِي عِنْدَ الصَّباحِ بِرَغْمهِ | وكُلَّ عطاءِ النَّومِ فالصُّبْحُ سالِبُهْ([5]) |
ـ 2 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 98):
ـ من مجزوء الخفيف ـ
رُبَّ لَيلٍ سَوادُهُ | كَسَوادِ الذَّوائبِ |
صارِمِي فيهِ حاجِبي | والرُّدَيْنِيُّ كاتِبي([6]) |
سِرْتُ فيهِ كأنَّني | بَعْضُ زُهرِ الكَواكِبِ([7]) |
راكِباً عَزْمَةَ الهَوى | أي طِرْفٍ وَرَاكِبِ([8]) |
ونَهارٍ بَياضُهُ | كَبَياضِ التَّرائبِ([9]) |
وهَجِيرٍ يَحَرُّ قَلْـ | ـبِي لِهَجْرِ الحبائبِ([10]) |
واشتياقي إليكَ كا | نَ دَلِيلي وصاحبي |
ـ 3 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 99)([11]):
ـ من المجتثّ ـ
مَطْبُوعَةٌ مِنْ شِفارِ | ومِنْ شَبا الأَشْفارِ([12]) |
أعارَها فِعْلَ عَينَيْـ | ـكِ فاتِكٌ لا يُبارِي([13]) |
ـ 4 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 97 ـ 98):
ـ من الطَّويل ـ
وأَغْيَدَ مَجْدُولِ القَوامِ مُهَفْهَفِ | دَعانِي فَلَمْ أَلْبَثْ ولَمْ أَتَخَلَّفِ([14]) |
فلمَّا اسْتَمَرَّ الحُبُّ بيني وبينَهُ | وَفَيْتُ لَهُ بالعَهْدِ فيهِ ولَمْ يَفِ |
أَكُلُّ خَليلٍ هَكَذا غَيرُ مُسْعِفٍ | وَكُلُّ حبيبٍ في الهَوَى غَيرُ مُنْصِفِ |
نَعَمْ، كُلُّ مَسْدُولِ الغَدائرِ غادِرٌ | وكُلُّ لَطِيفِ الكَشْحِ ليسَ بمُلْطِفِ([15]) |
ويومٍ كأنَّ الشَّمسَ فيهِ عَليلَةٌ | لها مِنْ وراءِ السَّجْفِ نَظْرَةُ مُدْنَفِ([16]) |
جَمَعْتُ الهوى فيهِ لأبيضَ ماجدٍ | أُعَلُّ بِبِكْرٍ مِنْ ثناياهُ قَرْقَفِ([17]) |
وصَحْبٍ سَمَتْ بي هِمَّةٌ فَصَحِبْتُهُمْ | فَمِنْ مُتْلِفٍ مالاً وآخرَ مُخْلِفِ([18]) |
ويومَ تَنادَوا مَنْ يُجِيرُ منَ الرَّدى | وما لِخُيولِ القَومِ مِنْ مُتَصَـرِّفِ([19]) |
وَقَفْتَ أبا نَصْـرٍ تُكَفْكِفُ عَنْهُمُ | وتَطْعنُ بالخَطِيِّ أَشْرَفَ مَوقِفِ([20]) |
لقاءُ أعادٍ وامتطاءُ مَطِيِّهِمْ | وتَقْلِيبُ هِنْدِيٍّ وهزُّ مُثَقَّفِ([21]) |
أَحَبُّ إليهِ مِنْ مُدامٍ وقَينَةٍ | وأَحْوَرَ مَعْشُوقِ الشَّمائلِ أَهْيَفِ([22]) |
* * *
([6]) الصَّارمُ: السَّيفُ القاطعُ. حاجبي: أراد القائمَ بِحِجابَةِ المُلْكِ. الرُّدَيني: هو الرُّمْحُ الرُّدَيْنِيُّ وزعموا أنَّه منسوبٌ إِلى رُدَيْنةَ امرأةِ السَّمْهَرِيِّ، وكانا يُقَوِّمانِ القنا بِخَطِّ هَجَر. وهجر اسمٌ لمواضعَ شتَّى في جزيرة العرب، منها هَجَر البحرين حيث كانَتْ رُدَينة. كاتبي: أراد الكاتبَ في ديوان المُلْكِ.
([7]) زُهْرُ الكواكبِ: المفردُ أَزْهَرُ، يُقال كوكبٌ أَزْهَرُ وكواكبُ زُهْرٍ للأبيضِ النَّيِّرِ منها، والأزهرُ كلُّ بياضٍ فيه إشراقٌ وحُسْنٍ.
([8]) راكباً عَزْمَةَ الهوى: أراد التَّعرُّض للهوى، والعَزْمَةُ: كلُّ ما عَقَدْتَ عليه القَلْبَ من أَمْرٍ أنتَ فاعِلُه. الطِّرْفُ: الكريمُ منَ الخيل.
([10]) الهَجِيرُ: شِدَّةُ الحَرِّ عند زوال الشَّمسِ إِلى العصر. حبائب: جمع الأنثى من (حَبِيبَة) وجمع المذكَّر من حبيب (أَحِبَّاء).
([11]) قال العماد: «وله ممَّا يُكْتَبُ على سِكِّين: مَطْبُوعَةٌ مِنْ شِفارِ...» الخريدة ـ شعراء المغرب: 1/ 99.
([12]) مطبوعٌ: مجبولٌ على خَليقةٍ وسَجِيَّةٍ. الشِّفار: مفردها شَفْرَةُ، وهي كُلُّ ما عُرِّض وحُدِّدَ ليقطع. شَبا الأشفار: حدُّ طَرَفِها، والأشفار واحدتها الشَّفْرة أيضاً.