ابن الكلاعي
ابن الكَلاعِيِّ
أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)
فقال:
أ ـ ترجمته([1]):
محمَّد بن أحمد الكَلاعِيُّ بن عبد الرَّحمن الصِّقلِّيُّ، والكَلاعِيُّ نسبة إلى كَلاع، وهو إقليم بالأندلس من نواحي بَطَلْيُوس([2]).
أديبٌ شاعرٌ ناثرٌ، عاصر الأميرَ عبدَ الله بن المُعِزِّ بن باديس([3])، يُعْرَفُ ذلك من قصيدةٍ له في مدحه([4])، وكان المُعِزُّ بن باديس قد أرسل ولدَهُ عبد الله إلى صقلِّيَّة سنة (427ﻫ) نجدةً لهم من ظُلْمِ الأكحل الكَلْبيِّ([5]) أواخرَ حُكْمِهِ، ووَقَعَتْ بين عبد الله والأكحل حروبٌ، أسفرَتْ عن مقتل الأكحل، قَتَلَهُ الَّذين استنجدوا بعبد الله بن المُعِزِّ([6])، وهذا يدلُّ على أنَّ ابن الكَلاعِيَّ عاصرَ احترابَ أهلِ صقلِّيَّة أواخرَ أيَّام الكلبيِّين، وكان حيّاً سنة (427ﻫ).
ب ـ شعره:
في المحمَّدون من الشُّعراء (80 ـ 81)([7]):
ـ من البسيط ـ
اللَّهُ أَكْبَرُ أَوْدَى الْجَورُ وانْقَشَعَتْ | سُحْبُ النِّفاقِ وزالَ الحادِثُ النُّكُرُ |
بالأَرْيَحِيِّ الَّذي جادَتْ أناملُهُ | فَقَصَّـرَتْ عَنْ مَداها البُجَّسُ الغُدُرُ([8]) |
جَدْوَى السَّحابِ إذا جادَتْ هَوامِلُها | ماءٌ، وجَدْاوَهُ فِيما بَيْنَنا بِدَرُ([9]) |
لَمْ يَلْقَ جَيشاً وَلَمْ يَنْهَضْ لِمُعْضِلَةٍ | إلا وآزَرَهُ التَّوفِيقُ والظَّفَرُ |
يا أيُّها الْمَلِكُ الْمَيمُونُ طائِرُهُ | وكاشفُ الضُّـرِّ عَنْ قومٍ به انْتَصَرُوا([10]) |
غادرْتَ كُلَّ عَزِيزٍ كان مُمْتَنِعاً | وَوَجْهُهُ بينَ أَيْدِي الخَيلِ مُنْعَفِرُ |
والبِيضُ تَضْحَكُ والأعناقُ قَدْ سَفَحَتْ | دَمْعاً منَ الدَّمِ في الأجسادِ يَنْحَدِرُ([11]) |
رميتَهمْ بخَمِيسٍ لو رَمَيْتَ بهِ | دعائمَ الدَّهرِ كادَتْ مِنْهُ تَنْفَطِرُ([12]) |
ما طالَ بَغْيُ أُناسٍ قَطُّ مِنْ بَطَرٍ | إلَّا وأصبحَ في أعمارِهِمْ قِصَـرُ([13]) |
إنْ غرَّهُمْ مِنْكَ حِلْمٌ قَدْ عُرِفْتَ بهِ | فالمَرْخُ يُضْرِمُ ناراً عُودُهُ النَّضِـرُ([14]) |
كأنَّهُمْ حينَ مالُوا عَنْ سُرُوجِهِمُ | بالطَّعْنِ شَرْبٌ منَ الصَّهباءِ قدَ سَكِرُوا([15]) |
* * *
([3]) عبد الله بن المُعِزِّ بن باديس بن منصور الصَّنهاجيُّ المغربيُّ، شرف الدَّولة. للتَّفصيل انظر سير أعلام النُّبلاء: 18/ 140.
([7]) في مناسبة الأبيات: «من شعره من قصيدةٍ يمدح بها الأميرَ عبد الله بن المعزِّ بن باديس: اللهُ أكبرُ أودى الجَوْر وانقشعت...» انظر المحمَّدون من الشُّعراء: 80. وعبد الله بن المعزِّ تقدَّمت ترجمته: 303.
([8]) الأَرْيَحِيُّ: الرَّجُلُ الواسعُ الخُلُق. البُجَّسُ: المُتَفَجِّرة، والغُدُرُ: جمع الغَدِير، مُسْتَنْقَعُ الماء.