جاري التحميل

ابن السوسي

الأعلام

ابن السُّوسِيِّ

أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)

فقال:

أ ـ ترجمته([1]):

عثمان بن عبد الرَّحمن، المعروف بابن السُّوسيِّ. والسُّوسيُّ نسبة إلى (سُوسة) وهي مدينةٌ صغيرةٌ بنواحي المغرب([2]).

قال العِمادُ: «مالِطَةُ مَسْقَطُ راسِهِ، ومَرْبَطُ ناسِهِ، ومَغْبَط كأسِهِ، وبها تهذَّب، وقرأَ على أبيهِ الأدبَ، ثمَّ سكنَ بَلَرْمَ واتَّخذَها داراً، ووَجَدَ بها قراراً، ونيَّف على السَّبعين، ومُتِّعَ ببنين، ولهُ شعرٌ صحيحُ المعنى، قويمُ المَبْنَى، لَذِيذُ المَجْنَى»([3]).

ذكره العِمادُ نقلاً عن ابن بِشْرون، وبذلك يكون من الشُّعراء الَّذين أدركوا الحكمَ النُّورمانيَّ في صقلِّيَّة.

ب ـ شعره:

في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 46 ـ 47)([4]):

 ـ من الطَّويل ـ

رِكابُ المَعالِي بالأَسَى رَحْلَهُ حَطَّا

وَطَودُ العُلا العالي تَهَدَّمَ وانْحَطَّا([5])

فَنائي مَساءاتِ الأسى مُتَقَرِّبٌ

وقُرْبُ مَسَرَّاتِ السُّرورِ لنا شَطَّا([6])

وكيفَ لِنُورِ الشَّمسِ والبَدْرِ عَودَةٌ

وهذا مَنارُ المَجْدِ والعِزِّ قَدْ قُطَّا([7])

أُصِيبَ فما رَدَّ الرَّدى عَنْهُ رَهْطُهُ

بَلَى أَوْدَعَ الأحزانَ إذ وَدَّعَ الرَّهْطَا([8])

يَعَزُّ عَلَينا [أنْ] ثَوَى في بَسِيطَةٍ

وَرَدَّ الرَّدى عَنْ كَفِّهِ القَبْضَ والبَسْطَا([9])


كأنَّ حَماماً للحِمامِ قَدِ انْبَرى

لأرواحِ أهلِ الفَضْلِ يَلْقُطُها لَقْطَا

فَيا رُزْءُ ما أَنْكَى ويا حُزْنُ ما أَبْكَى

ويا دَهْرُ ما أَعْدَى ويا مَوْتُ ما أَسْطَا([10])

عزاءً عَزاءً، قَدْ مَحا المَوْتُ قَبْلَنا

مُلُوكاً كما يَمْحُونَ مِنْ كُتُبٍ خَطَّا

*  *  *

 



([1])   الخريدة ـ شعراء المغرب: 1/ 46.

([2])   معجم البلدان: سُوسة.

([3])   الخريدة ـ شعراء المغرب: 1/ 46. مالِطَةُ: جزيرةٌ ناحيةَ الأندلس بديعةُ العمران (معجم البلدان: مالطة). راسه: رأسه؛ بتسيهل الهمز. المَغْبَط: مَحَلُّ الغِبْطَة، وهي السُّرور. بَلَرْمُ: حاضرةُ صقلِّيَّة، تقع على السَّاحل الشَّماليِّ من الجزيرة، كأنَّها قصبةٌ على نَحْرِ البحر. انظر معجم البلدان: بَلَرْم.

([4])  قال العماد في مناسبة الأبيات: «ذكرَ [أي ابن بِشْرُون] أنَّه أنشدَهُ لنفسِهِ قبلَ وفاتِه بأيَّامٍ قلائلَ، مَرْثِيَةً في بعض رؤساءِ المسلمينَ بصقلِّيَّة تدلُّ على ما حواهُ من فضائلَ، وهي قصيدةٌ طويلةٌ أوَّلُها: ركابُ المعالي بالأسى رحلَه حطّا... (الأبيات)» الخريدة ـ شعراء المغرب: 1/ 46.

([5])  المعالي: مكاسِبُ الشَّرفِ، جمع المَعْلُوَة. الرِّكابُ: الرَّواحلُ الَّتي يُسارُ عليها، ولا مفردَ لها من لفظِها. حطَّ رَحْلَه: وَضَعَه. الطَّود: الجَبَلُ العظيم.

([6])   النَّائي: البعيد. شطَّ: بَعُدَ.

([7])   قُطَّ: قُطِعَ.

([8])   الرَّدى: الهلاك. رَهْطُه: قَوْمُه. أوْدَعَ الأحزانَ: تَرَكَها مُسْتَودَعَةً في الصَّدر.

([9])   في الأصل (إنْ) الشَّرطيَّة بدلَ (أنْ) المصدريَّة، والمعنى يقتضي ما أثبتُّه. يَعَزُّ: بالفتح؛ يَشْتَدُّ. ثوى: أقام. البسيطة: الأرض، وأراد القبر. ردَّ: صَرَفَ وَمَنَعَ. البَسْطُ: بَسْطُ الكَفِّ؛ أرادَالجُودَ. القَبْضُ: قَبْضُ الكفِّ؛ أرادَ القبضَ على السَّيف.

([10])   ما أَنْكَى: ما أَقْتَلَ. ما أَسْطَا: ما أَبْطَشَ.

الأعلام