أبو الحسن الطرابنشي
أبو الحسن الطَّرابُنْشِيُّ
أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)
فقال:
أ ـ ترجمته([1]):
أبو الحسن بن عبد الله الطَّرابُنْشِيُّ. قرأ محقِّقُ (الخريدة) في إحدى نسخ مخطوط الخريدة نسبته «الطَّرابلسي»([2]) ويبدو أنَّ النَّاسخ قد حرَّفَ فتابعَهُ المحقِّقُ من دون تمحيصٍ، وكانت نسبتُه غيرَ واضحةٍ فقرأها على نحو ما ذُكِرَ([3]). قلْتُ: ليست على هذا الوجه، والصَّوابُ أنَّها (الطَّرابُنشِيُّ) نسبةً إلى (طرابُنْشَ) وهي كما ذكرها ياقوتُ الحَمَويُّ «مدينةٌ بجزيرة صقلِّيَّة، يُنْسَبُ إليها قومٌ...»([4]).
عاصر الشَّاعرُ طرفاً من الحكم العربيِّ في صقلِّيَّة، لأنَّ العماد ذكره في (الخريدة) نقلاً عن ابن القطَّاع في (الدُّرَّة الخطيرة).
ب ـ شعره:
ـ 1 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 110):
ـ من البسيط ـ
يا رَبَّةَ الهَوْدَجِ المَزْرُورِ كيفَ لنا | بالقُرْبِ منكِ وهَلْ في وَصْلِكُمْ طَمَعُ([5]) |
إنْ تَبْذُلِيهِ فإنَّ الماءَ منْ حَجَرٍ | أوْ تَبْخَلِي فَمَنالُ الشَّمْسِ يَمْتَنِعُ([6]) |
ـ 2 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 109):
ـ من الطَّويل ـ
وزائرة ٍللشَّيبِ حلَّتْ بعارضي | فعاجلْتُها بالنَّتْفِ خوفاً مِنَ الحَتْفِ([7]) |
فقالَتْ: على ضعفي اسْتَطَلْتَ ووَحْدَتي | رُويدَكَ للجيش الَّذي جاء مِن خَلْفي([8]) |
ـ 3 ـ في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 109):
ـ من الوافر ـ
أتدري ما يقولُ لكَ العَذولُ | وتدري ما يريدُ بما يقولُ([9]) (1) |
يريدُ بكَ السُّلُوَّ، وهل جميلٌ | سُلوُّكَ عن بُثَيْنَةَ يا جميلُ([10]) |
* * *
([3]) وقعَ المحقِّقُ في الوَهْم نفسه في ترجمة (سـليمان بن محمَّد الطَّرابنشي) فذكر أنَّها في الأصل (الطَّرامسي) وقرأها (الطَّرابلسي) وهي (الطَّرابُنْشي) وتأتي ترجمة سليمان بن محمَّد الطَّرابنشي: 133.
([5]) الهَوْدَجُ: من مراكِب النِّساءِ على الرَّواحل يُصْنَعُ لهنَّ من الألواحِ والقُضبان. المَزْرُور: الَّذي زُرِّرَ حِفْظاً وصوناً لمن في داخله.
([6]) إنْ تبذليه: إنْ تجـودي بـه، يريدُ الوصلَ. فإنَّ الماءَ من حَجَرٍ: المعنى مأخـوذٌ من قولـه تعالى: ﴿ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ﴾[البقرة : 74].