جاري التحميل

ابن بشري

الأعلام

ابن بِشْري

أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)

فقال:

 

أ ـ ترجمته([1]):

أبو الحسن عليُّ بنُ بِشْري الصِّقلِّيُّ، أديبٌ شـاعرٌ ناثرٌ، من طبقة الكتَّاب في صقلِّيَّة.

ذكره ابنُ الصَّيرفيِّ (ت542ﻫ) في جملة شعراء اختارهم من (الدُّرَّة الخطيرة) لابن القطَّاع، ونشـرَ اختيارَ ابنِ الصَّيرفيِّ الشَّيخُ النَّيفَرُ في (عنوان الأريب) وقال: «وإنْ لم نعلم جليَّـة أمرِهم وتواريخَ وفياتهـم، لكـنْ نذكرهـم عنواناً على درجـة الأدب بصقلِّيَّة قبل سـقوطها بيدِ العدو»([2]) يريدُ النُّورمـانَ، وهـذا يـدلُّ على أنَّ هؤلاء الشُّـعراء ممَّن عاصروا مرحلة الحكم العربيِّ في صقلِّيَّة، وإنْ كان من بينهم ثُلَّةٌ ممَّن امتدَّ بهم العُمُـرُ إلى مرحلـة الحكـم النُّورمانيِّ فيهـا، فعاصـروا طرفـاً من المرحلتين([3])، وبذلك يُعْرَفُ عصرُ ابن بِشْري على وجه التَّقريب.

ب ـ شعره:

 ـ 1 ـ في عنوان الأريب (1/ 129):

 ـ من الطَّويل ـ

بَدا البرْقُ مِنْ نَحْوِ الحِجازِ مُذَكِّراً

بِسَلْمى وسَعْدَى والتَّذَكُّرُ يَنْصِبُ([4])

يلوحُ على لونِ الدُّجى فَكَأَنَّهُ

سيوفٌ على زُرْقِ الثِّيابِ تقَلَّبُ

فَلِلَّهِ بَرْقٌ عَذَّبَ القَلْبَ لَمْعُهُ

أَكُلُّ مُحِبٍّ بالبُروقِ مُعَذَّبُ؟

 ـ 2 ـ في عنوان الأريب (1/ 129):

 ـ من الخفيف ـ

[مَلَكَتْني] المُدامَةُ الخَنْدَرِيسُ

وغزالٌ يَرْنُو وغُصْنٌ يَمِيسُ([5])

إنَّما تَمْلِكُ النُّفوسَ فَتَعْصـِي

ناصِحِيها ما تَشْتَهِيهِ النُّفوسُ

 

قَدْ أَلِفْتُ الصِّبا، وإنْ لَحَظَتْنِي

فيه منْ عاذلٍ لَواحِظُ شُوسُ([6])

رُبَّ يومٍ لَهَوْتُ فيهِ بأبْكا

رٍ حِسانٍ كأنَّهُنَّ شُموسُ

حَضَـرَتْنا السُّعودُ فيهِ وغابَتْ

عَنْ ذُرانا ـ فَلَمْ تَضِـرْهُ ـ النُّحوسُ

*  *  *

 



([1])   ذكره الشَّيخ النِّيفر في عنوان الأريب: 1/ 126.

([2])   المصدر نفسه: 1/ 126.

([3])   وهـم ثلاثـةُ شـعراء؛ أبو الحسن عليُّ بنُ عبد الرَّحمن البَلَّنُوبيُّ، وأخوه الكاتبُ أبو محمَّدٍ عبدُ العزيز، والقاسم بن عبد الله التَّميميُّ، ويُستشفُّ ذلك من أشـعارهم المذكورة في المصدر نفسه: 1/ 134 ـ 135.

([4])   يَنْصِبُ: يُتْعِبُ.

([5])   في الأصل (مالكتني) وما أثبتُّـه أصوب، المُدامَةُ: الخَمْرُ، سُـمِّيَتْ بذلك للمُداومـةِ على شُرْبِها أو لإِدامتها في الدَّنِّ زماناً. الخَنْدَريسُ: الخَمْرُ المُعَتَّقَةُ؛ مُعَرَّبٌ. يميسُ: يميلُ تَبَخْتُراً.

([6])   اللَّواحِظُ الشُّوسُ: النَّاظرةُ بمُؤْخَرِ العَينِ تَكَبُّراً أو تَغَيُّظاً.

الأعلام