ابن الصفار
ابن الصفَّار
أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)
فقال:
أ ـ ترجمته([1]):
أبو سعيد عثمان بن عتيق الصفَّار الصِّقلِّيُّ([2]).
غادر صقلِّيَّة بعد دخول النُّورمان إليها، ونزل القيروان، ولقيَ فيها ابنَ رشيق القيروانيَّ (ت 456ﻫ) وروى ابن الصفَّار ذلك فقال: «كنت ساكناً بصقلِّيَّة وأشعارُ ابنِ رشيق تَرِدُ عَلَيَّ، فكنْتُ أتمنَّى لقاءه حتَّى قَدِمَ الرُّوم علينا، فخرجْتُ فارّاً بمُهْجَتِي، تاركاً لكلِّ ما مَلَكَتْ يَدِي، وقلْتُ: أجتمع بأبي عليٍّ، فَبِرِقَّةِ شمائلِهِ، وطِيبِ مشاهدتِهِ، سيذهبُ عنِّي بعضُ ما أجد من الحزن على مفارقة الأهلِ والوطنِ، فجئْتُ القيروان، ولم أُقدِّمْ شيئاً على الدُّخول إلى منزله، فاستأذنْتُ ودخلْتُ، فقام إليَّ وهو ثاني اثنين، فأخذ بيدي، وجعل يسألني، فأخبرته بأمري فارْتَمَض»([3]).
وفد على الأمير المعتصم أبي يحيى محمَّد بن معن بن صَمادِح (ت 484ﻫ)([4]) في الأندلس، وله شعرٌ في مدحه.
ب ـ شعره:
في الخريدة ـ شعراء المغرب (1/ 111)، ومنها البيت الأخير في المرقصات والمطربات (83)([5]):
ـ من السَّريع ـ
فاضَ عقيقُ الدَّمعِ فوقَ البَهار | وانْحَدَرَ الطَّلُّ على الجُلَّنارْ([6]) |
واجتمعَ الغُصنانِ لكنَّ ذا | ذاوٍ وهذا يانِعٌ ذو اخْضِـرارْ([7]) |
وكادَ ذا يَنْقَدُّ مِنْ لِيْنِهِ | وكادَ هذا يَعْتَرِيهِ انكسارْ([8]) |
واضْطَرَمَتْ في القلبِ نارُ الجوى | فهذهِ الأَدْمُعُ عَنْهُ شَرارْ([9]) |
* * *
([4]) ابن صمادح أحد أمراء الطَّوائف في الأندلس، صاحبُ المَرِيَّة، وَلِيَ حُكْمَها بعد وفاة أبيه سنة 443 ﻫ. شذرات الذَّهب: 2/ 4/ 372.
([5]) قال العماد: «له من قصيدةٍ في الأمير المعتصم أبي يحيى محمَّد بن معن بن صَمادِح: فاضَ عقيقُ الدَّمعِ فوقَ البَهار... (الأبيات)» الخريدة ـ شعراء المغرب: 1/ 111. ويتَّضح أنَّها من مقدِّمة قصيدةٍ في مدحه، وتقدَّمت ترجمة ابن صمادح في الإحالة السابقة.