جاري التحميل

عبد الله بن إبراهيم الأغلبي

الأعلام

عبد الله بن إبراهيم الأغلبيُّ

أورد ترجمته الأستاذ الدكتور أسامة اختيار في كتابه الموسوعي (جمهرة أشعار الصقليين تحقيق ودارسة) والصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1437 هـ - 2016م)

فقال:

 

أ ـ ترجمته([1]):

الأميرُ أبو العبَّاس عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الأغلبيُّ. من أواخرِ الولاةِ الأغالبةِ الَّذين حَكَمُوا صقلِّيَّة.

اتَّصلَ به الجِهادُ والنَّفيرُ في صقلِّيَّة، وقد نجحَ في إخماد الثَّورات، ولاحقَ الأعداءَ إلى أنْ جازَ أرضَ صقلِّيَّة إلى عُدوَةِ الرُّوم في إيطاليا([2]).

قال ابن الأبَّار: « وَلِيَ بَعْدَ أبيه إبراهيم، وكان شجاعاً بطلاً، ذا بَصَرٍ بالحروب والتَّدبير، عاقلاً أديباً عالماً، له نَظَرٌ في الجَدَلِ وعنايةٌ باللُّغةِ والآدابِ، وكان في أيَّام أبيه على خوفٍ شديدٍ منه، لسوءِ أخلاقِهِ وقُبْحِ أفعالِهِ، وجُرْأَتِهِ على قَتْلِ مَنْ قَرُبَ منه أو بَعُدَ، وكانَ يُظْهِرُ من طاعتِهِ والتَّذلُّلِ لهُ أمراً عظيماً، وكانَ أبوه يُوَجِّهُهُ إلى محاربة كثيرٍ ممَّن يخالِفُ عليهِ، ويُفَضِّلُهُ على سائرِ ولدِهِ، ثمَّ ولاَّه عهدَهُ وصيَّرَ إليه خاتَمَهُ ووزارَتَهُ، وكتب بذلك كتاباً تاريخُه يوم الجمعة لثمانٍ بقينَ من شهر ربيع الأوَّل سنةَ تسعٍ وثمانينَ ومئتينِ، وفي ذي القِعْدَةِ منها هَلَكَ أبوه إبراهيم»([3]).

مَلَكَ سنةً واحدةً واثنين وخمسين يوماً، وكانت أيَّامُه على قصر مدَّتِها أيَّامَ عدلٍ وصلاحٍ وحُسْـنَ سِيرةٍ، إلى أن قُتِلَ ليلةَ الأربعاء آخرَ شـعبان سنة تسعين ومئتين للهجرة (290ﻫ) قَتَلَهُ ثلاثةٌ من خَدَمِهِ الصَّقالبة وهو نائمٌ، وأَتَوا برأسِـهِ إلى ابنِـهِ زيادةِ الله آخرِ ملوكِ الأغالبةِ وهو محبوسٌ بأمرِ أبيـه، وكانَ قَدْ صانَعَهُمْ على قَتْلِهِ، ثمَّ قَتَلَهُمْ به وصَلَبَهُمْ([4]).

ب ـ شعره:

في الحلَّة السِّيَراء (1/ 175)([5]):

 ـ من المتقارب ـ

شَرِبْتُ الدَّواءَ على غُرْبَةٍ

بعيداً من الأهلِ والمَنْزِلِ

وكنْتُ إذا ما شَرِبْتُ الدَّواءَ

تَطَيَّبْتُ بالمِسْكِ والمَنْدَلي([6])

فَقَدْ صارَ شُرْبي بحارَ الدِّماء

 

ونَقْعَ العَجاجَةِ والقَسْطَلِ([7])

*  *  *

 



([1])   الحلَّة السِّيَراء: 1/ 174 ـ 175. العِبَر: 4/ 260.

([2])   العِبَر: 4/ 260.

([3])   الحلَّة السِّيَراء: 1/ 174.

([4])   المصدر نفسه: 1/ 175.

([5])   قال ابن الأبَّار: «من شعر عبد الله في دواءٍ شَرِبَهُ بصقلِّيَّة: شَرِبْتُ الدَّواءَ على غربةٍ... (الأبيات)» الحلَّة السِّيَراء: 1/ 175.

([6])  المَنْدَليُّ: عُودُ الطِّيْبِ، يُنْسَبُ إِلى مَنْدَل، وهو اسمُ عَلَمٍ لموضعٍ بالهند يُجْلَبُ منه العُود. انظر معجم البلدان: مندل.

([7])  النَّقْعُ: ما انتقعَ من الماء، فَتَغَيَّر لونُه واصفرَّ بغُبارٍ ونحوه. العَجاجة: واحدةُ العَجاج، وهي من الغبارِ ما ثَوَّرَتْهُ الرِّيح وغيرها. القَسْطَلُ: الغُبار السَّاطع.

الأعلام