إدخال القسطرة في الشرايين للتصوير أو العلاج هل يفطر الصائم ؟

كتب الدكتور وليد بن خالد الجراد حول هذا الموضوع في كتاب ( النوازل في أحكام الصيام بين الأصالة والعاصرة ) الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1438 هـ - 2018م)

فقال :

القسطرة: تعريفها: هي إدخال أنبوب صغير داخل حجرة القلب أو أوعيته (الشرايين التاجية) من خلال عمل ثقب بواسطة إبرة في وعاء دموي، إما في منطقة معصم اليد أو الرقبة أو الفخذ وهو الأكثر استخداماً. ويوضع في هذا الثقب أنبوب لإدخال القسطرة، وبعد وضع الأنبوب يتم إدخال سلك إرشادي معدني من خلال الأنبوب ليشق طريقه بحذر إلى الوعاء الدموي في منطقة القلب التي تتطلب التشخيص أو العلاج والذي يجسّد مرئيًا بواسطة الأشعة السينية المتواصلة (المنظار الوميضي)([1]).

ولقد رأى مجمع الفقه الإسلامي أنّ إدخال قسطرة (أنبوب دقيق) في الشرايين لتصويرٍ أو علاج أوعية القلب أو غيره من الأعضاء لا تُعدُّ مفطّرة([2]). وكذلك توصيات الندوة الطبية الفقهية التاسعة([3]).

يبقى السؤال هل يستطيع مريض القلب الصيام، أم هو ممِّن يشقُّ عليه الصيام ؟

هما نوعان:

الأول: إذا كان وضعه القلبي غير مستقر، كالمريض المصاب بضيق الشرايين القلبية ولديه أزمات قلبية متكررة على الجهد الخفي أو في أثناء الراحة، أو لديه قصور في وظيفة عضلة القلب ويشكو من ضيق في التنفس.هؤلاء المرضى وضعهم غير مستقر، وهم بحاجة لمراجعة الطبيب لمعرفة إمكانية صيامهم.

الثاني: أن يكون وضعه القلبي مستقراً كالمصاب بضيق في الشرايين القلبية، أو بعد إجراء قسطرة قلبية علاجية، أو ما بعد العمل الجراحي، فهؤلاء المرضى لا مانع من صيامهم([4]).

وسيأتي الحديث حول مرضى القلب مفصلاً في موضعه.