جاري التحميل

قرحة المعدة والصيام

قرحة المعدة والصيام

كتب الدكتور وليد بن خالد الجراد حول هذا الموضوع في كتاب ( النوازل في أحكام الصيام بين الأصالة والعاصرة ) الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1438 هـ - 2018م)

فقال :

يقول الدكتور حسان شمسي باشا:

يشكو المصاب بالقرحة الحادة من آلام في المعدة عند الجوع، أو ألم يوقظه من النوم، ويخف ألم قرحة الإثني عشر بتناول الطعام، ولكن كثيرًا ما يعود الألم بعد عدة ساعات([1]).

هل يعاني المريض المصاب بالقرحة المعدية من المشقة ما يضطره للإفطار ؟

هناك بعض الأنواع من هذا المرض يضطر معه المريض للإفطار وهي إحدى الحالات التالية:

1 ـ القرحة الحادة: وذلك حين يشكو المريض من أعراض القرحة، كالألم عند الجوع، أو ألم يوقظه من النوم.

2 ـ في حال حدوث انتكاسة حادة في القرحة المزمنة: وينطبق في تلك الحالة ما ينطبق على القرحة الحادة.

وكذلك الأمر عند الذين تستمر عندهم أعراض القرحة رغم تناول العلاج بانتظام.

3 ـ عند حدوث مضاعفات القرحة، كالنزيف الهضمي، أو عند عدم التئام القرحة رغم الاستمرار بالعلاج الدوائي([2]).

وبالمقابل فإنّ الصيام أحياناً يكون له تأثيره على حموضة المعدة «زيادة الحموضة وقلّتها»

وبعد دراسة أُجريت بقصد معرفة مدى تأثير صيام رمضان على حموضة المعدة.

يقول الشيخ سيد العفاني: وقد وجد الباحثون أن الحموضة في المعدة اعتدلت عند كل المرضى الذين يعانون من قلّة الحموضة أو زيادتها، مما يؤكد أن صيام شهر رمضان يخفف ويمنع حدوث الحموضة الزائدة، والتي تكون سبباً رئيساً في حدوث قرحة المعدة([3]).

رأي فقهاء الشريعة في مرضى القرحة المعِدِيَّة وجواز فطرهم:

تتطابق نظرة فقهاء الشريعة مع المختصين في المجال الطبي، في جعل المشقة سبباً لجواز الفطر بل لوجوبه أحياناً؛ إن كان الصوم يدفع حصول زيادة المرض، أو يدفع للهلاك المتوقع جراء الصيام.

ولقد أجريت مقابلة مع الدكتور مخلص الشيخ سليمان، (اختصاصي باطنية) مستوصف خالد الطبي، في مدينة الرياض، مساء يوم الجمعة الموافق 1/ 2/ 1434  (،) 14/ 12/ 2012 م. وكان السؤال على الشكل التالي:

س/ هل مريض القرحة المعدية يستطيع الصيام ؟

القرحة المعدية الحادة لا يستطيع معها المريض الصوم للمشقة، ولحاجة المريض لتناول الطعام بشكل مستمر، أمّا القرحة المزمنة؛ والتي اعتاد الجسم عليها فيمكن الصيام معها.

وممن ذهب إلى ذلك مـن الفقهـاء الشيخ محمـد بـن إبراهيـم([4])، والشيـخ عبد العزيز بن باز([5])، ودار الإفتاء المصرية عند الحديث عن المشقة([6]).

وما توصل إليه الفقهاء والأطباء هو عين ما قررته قواعد الشريعة من أن الضرر يزال، وهذا من رحمة الله بنا.

*  *  *

 



   ([1])باشا: حسان شمسي، التداوي والمفطرات، مجلة المجمع، ع10، ج2/ ص266.

   ([2])المرجع السابق.

   ([3])العفاني: نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، ج2/ ص300.

   ([4])محمد بن إبراهيم، فتاوى و رسائل، ج4/ ص180.

   ([5])ابن باز: فتاوى نور على الدرب، ج16/ ص134.

   ([6])دار الإفتاء المصرية/ تاريخ 7/ 3/ 2012 dar ـ alifta. Org.

الموضوعات