مرضى الكبد والصيام

كتب الدكتور وليد بن خالد الجراد حول هذا الموضوع في كتاب ( النوازل في أحكام الصيام بين الأصالة والعاصرة ) الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1438 هـ - 2018م)

فقال :

يؤكد الدكتور سعيد شلبي أستاذ الباطنية والجهاز الهضمي والكبد، ورئيس قسم الطب التكميلي بالمركز القومي للبحوث المصرية؛ أنّ مرضى الكبد ينقسمون إلى ثلاث مجموعات هي: المجموعة الأولى: مرضى يعانون من التهاب مزمن بالكبد نتيجة للفيروس الكبدي بي، وسي، أو من الأمراض المزمنة الأخرى للكبد وهذه المجموعة يمكنها الصوم وبخاصة في وجود أنزيمات طبيعية للكبد مع تناولهم العلاجات المناسبة حسبما يحدِّدها الطبيب المعالج.

والمجموعة الثانية: هم المرضى الذين يعانون من تلّيُّف بسيط بالكبد، وفي وجود وظائف كبد طبيعية يسمح لهم بالصيام ما لم تحدث مضاعفات.

والمجموعة الثالثة: المرضى الذين يعانون من تليف بالكبد في مرحلة متأخـرة، وغالباً لا يسمـح لهـم بالصـوم نظراً لاحتياج المـريض إلـى العلاج في أوقات معينة([1]).

إذن فالمرضى الذين هم في حالات متأخرة من تليُّف الكبد، والذين يحتاجون لأخذ العلاج فترة النهار هم الذين يجوز لهم الفطر حفاظاً على صحتهم.

ويقول الدكتور حسان شمسي باشا: ينصح المصابون بأمراض الكبد المتقدمة كتشمع الكبد وأورام الكبد بالإفطار، كما ينصح بالإفطار أيضاً المصابون بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد، أو الاستسقاء في البطن (الحبن)([2]).

آراء الفقهاء المعاصرين حول صيام مرضى الكبد:

أجاز الفقهاء المعاصرون الفطر لمريض الكبد؛ إن كان لا يستطيع الصوم، على أنّه يجب عليه القضاء إذا عوفي، أو الإطعام إذا كان مرضه مزمناً لا يُرجى بُرؤه.

وممّن أفتى بذلك سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم([3])، والشيخ عبد العزيز ابن باز([4])، واللجنة الدائمة للإفتاء([5]).

ولقد قمت بإجراء مقابلة مع الدكتور مخلص الشيخ سليمان (اختصاصي باطنية) مستوصف خالد الطبي، مدينة الرياض، مساء يوم الجمعة الموافق (1/ 2/ 1434ﻫ ، 14/ 12/ 2012 م).

وكان السؤال على الشكل التالي:

س ـ هل يستطيع مرضى الكبد الصيام ؟

الذين يستطيعون الصوم هم مرضى الكبد المزمن من النوع الكامن الذي يراقب مراقبة دورية، ولا يحتاج لتناول علاج، بينما النوع الذي يتكاثر هو الذي يحتاج إلى علاج؛ وبالتالي إلى الفطر.

*  *  *