مريض السرطان والصيام
مريض السرطان والصيام
كتب الدكتور وليد بن خالد الجراد حول هذا الموضوع في كتاب ( النوازل في أحكام الصيام بين الأصالة والعاصرة ) الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة (1438 هـ - 2018م)
فقال :
ما هو السرطان ؟ السرطان هو: عبارة عن خلايا طبيعية، ولكنّها تنشأ نتيجة الأكسدة والشُّقوق الحارّة، ويؤدي هذا بدوره إلى حدوث خلل في البروتينات والجينات) البصمة الوراثية([1])
رأي الطب في المشقة الحاصلة لمريض السرطان وإمكانية الصيام من عدمه:
أجريت مقابلـة مـع الدكتـور أحمـد علـي سعـد الديـن) استشاري علاج الأورام ـ المشرف الأكاديمي فـي قسم الأورام بمدينـة الأميـر سلطان الطبية العسكرية ـ في مدينة الرياض بتاريخ يوم الإثنين، الموافق 4/ 2/ 1434، 17/ 12/ 2012 وجرى الحوار التالي:
س ـ ما تعريف السرطان ؟
ج ـ السرطان هو مجموعة من الأمراض نتيجة خلل في آلية انقسام الخلية، مما يؤدي إلى نمو غير طبيعي وغير منتظم، ولا يخضع لرقابة الجسم الذاتية ممّا يؤدّي أحياناً إلى تشكل كتل ورمية قادرة على الانتشار إلى أماكن مختلفة من الجسم.
س ـ ما هي أنواع مرض السرطان ؟
ج ـ هناك أنواع كثيرة يحددها الخلية التي ينشأ منها السرطان، ويصل عدد أنواع مرض السرطان إلى أكثر من 25 نوعاً لكل منها مراحل مختلفة من الانتشار ودرجات متعددة من التغير الجيني. وأهم الأنواع وأكثرها انتشاراً هو سرطان القولون، وسرطان الثدي) عند النساء (وأورام العقد اللِّمفاويَّة، وسرطان الدم وسرطان الرئة.
س ـ هل يحصل لمريض السرطان من المشقة؛ ما يضطره لأخذ العلاج في نهار رمضان ؟
ج ـ الإصابة بحدّ ذاتها بمرض السرطان لا توجب الإفطار، ولا تجعله ضرورياً، لكن إذا كان المريض يتناول أدوية لعلاج السرطان من النوع الذي يسبب الإرهاق والإقياء والتعب، ويلزمه علاج دوري فيفضل عندها الإفطار، وكذلك إذا كان المرض واسع الانتشار ممّا يسبب إرهاقاً شديداً وألماً يستدعي العلاج؛ وقد لا يكون للمريض طاقة على تحمل أعباء الصيام فلا بأس بل يفضل عندها الإفطار.
ويميل المرضى إلى الرغبة في الصوم، وهي رغبة يجب احترامها من قبل الطبيب إن أمكن، ولكن ليس على حساب صحّة المريض، وحاجته للعلاج، وبخاصَة العلاج الذي يرجو معه الشفاء.
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: قسم أهل العلم العجز إلى عجزين:
1 ـ عجز مستمر
2 ـ عجز طارئ غير مستمر.
فالعجز المستمر: كعجز الكبير عن الصوم، وعجز المريض مرضاً لا يرجى برؤه كالسرطان والجذام، فهؤلاء لا يلزمهم الصوم لأنهم عاجزون عنه([2]).
يتبيّن لنا من خلال الوقوف على أقوال العلماء ذوي الاختصاص في المجالين الطبي والشرعي؛ أنّ مرض السرطان كأيِّ مرض قد يصاب به الإنسان لكنه يستثنى منه ما يؤدي إلى مشقة وجهد قد يؤدي به إلى الهلاك، فالمريض هو سيد نفسه وهو أعرف بها إن كان يستطيع الصوم أو لا. قال تعالى: ﴿ بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾[القيامة: 14]
فإن كان الصيام يسبب من الجهد والمشقة ما يمنع المريض من مواصلة الصيام، بسبب ضرورة أخذ العلاج، أو ما يدفع لتوقّع زيادة المرض أو الهلاك فعندها لا يجوز الصوم بحال من الأحوال
* * *