العنف عند الإغريق
العنف عند الإغريق
كتب الدكتور تيسير خميس العمر حول هذا الموضوع في كتابه ( العنف والحرب والجهاد) الصادر عن دار المقتبس –بيروت – سنة (1439هـ - 2018م)
فقال :
اتخـذت كـل أمـة أسلوباً خاصاً في معاملـة الأقوام الأخرى، إذا غزت أو ناورت، فنجـد «الإغريق يعـدون أنفسهـم عنصراً ممتازاً وشعباً فـوق الشعوب الأخرى، من حقه إخضاع هذه الشعوب والسيطرة عليها»([1]).
ولم تغب هـذه الفكـرة عن مفكرهـم الأكبر (أرسطو)، الذي يقول «أجل للإغريق على المتوحشين حق الإمرة»([2]) إذا كانت هذه نظرة المفكر الأول فيهم، فما بالك بمن دونه من العامة في ذلك العصر، من هنا كانت علاقتهم بهذه الشعوب الهمجية ـ في نظرهم ـ تحكمية لا ضابط لها، وكانت في الغالب علاقات عدائية، وحروب وحشية مشوبة بالقسوة، لا تخضع لأي قواعد تقليدية، ولا تراعى فيها أية اعتبارات إنسانية، هذا بين اليونانيين والغرباء فقط، وفيما بين بعضهم البعض كذلك أشد (فلم تكن أسبرطة تفرق بين الأثينيين والمحايدين الذين يقبض عليهم في السفن التجارية، وكانوا يقتلون بلا تفرقة، وحينما انتصر الأسطول الإسبرطي بقيـادة (ليستـور) فـي بحـر مرمرة على أسطول الأثينيين أمـر ليستور بقتل ثلاثة آلاف من الأسرى الأثينيين)([3]).
وإذا تبقى منهم أحـد، فإنه يحول على العبودية، التي هي رديف الموت، أو الموت الحكمي، على حسب ما كان يعامل به الرقيق، في العصر اليوناني الأول.
* * *