جاري التحميل

العنف عند الرومان

الموضوعات

العنف عند الرومان

كتب الدكتور تيسير خميس العمر حول هذا الموضوع في كتابه ( العنف والحرب والجهاد) الصادر عن دار المقتبس بيروت  سنة (1439هـ - 2018م)

ولم يفت قصب السبق روما، بل كانت تنزل بأعدائها ورعاياها شتى ألوان العـذاب، الذي تزهـق بـه الأرواح وتتلـف بـه الأجساد، يستوي في ذلك العدو الداخلي والخارجي، ومع اسبانيا اتبع الرومان سياسة في منتهى الوحشية والقسوة، إذ يقول مؤرخ الرومان (مسن) «إن التاريخ كأن لم يشهد حرباً تضارع هذه الحروب الإسبانية بما انطوت عليه من ضروب الغدر والقسوة والجشع».

«فـقد نقض (لوسيوس لوكس) معاهدات سلفه مع القبائل الإسبانية عام 151 ق.م وهاجمها من غير سبب عله يجد عندها مالاً يغتصبه فقتل واستعبد»([1]).

وتابعت روما السيرة نفسها مع جميع أعدائها وخاصة القرطاجيين، الذين «استسلموا ورضوا بشروط روما، ونزلوا عند مطالبهم، فارتهنت الأطفال، وخانت العهود والمواثيق، وقامت بإحراق المدينة أخيراً»([2]).

إن الناظـر إلى الغـرب في العصور القديمة، التي لحقت الفترة الماضية يرى أعمال عنف شنيعة تُمجد وتُعتبر من الفضائل العسكرية التي يفخر بها رجالها، فترى «وقائع الحرب (الداشية) الأولى (101 ـ 102م) قد صورت على عمود (تراجان) تدل على قسوة الإمبراطور (تراجان) وتمجيده للقوة والحرب، وهو يتقبل خضوعالأهليين، بينما يجثو زعيم هنغاريا وروما تقريباً»([3]).

لقد اشتهر هذا عن البيزنطيين الذين عرفوا بالقسوة، فتاريخهم حافل بالفظائع والتعذيب، وكانت عقوبات الجلد والسمل للعيون والتشويه من العقوبات المألوفة عندهم.

 

*  *   *

 



(([1]   قصة الحضارة ج9 ص148.

(([2]   المرجع السابق ج9 ص297.

(([3]   موسوعة تاريخ العالم ج1 ص397.

الموضوعات