تأثير اليهود على الفكر العالمي
تأثير اليهود على الفكر العالمي
كتب الدكتور تيسير خميس العمر حول هذا الموضوع في كتابه ( العنف والحرب والجهاد) الصادر عن دار المقتبس –بيروت – سنة (1439هـ - 2018م)
فقال :
من خبث اليهـود ودهائهـم، أنهـم يعرفون ما يدور في نفـوس الناس من تعشـق للحرية وحب للانعتـاق من الظلم، ويعرفون بعد ذلك كيف يستطيعون توجيه هذه العواطف، وتسييرها ورفدها بالفكر الكافي، وتقديم موادها اللازمة، ثم استغلال ذلك لصالح اليهود، وغالباً ما كانت تنصب الويـلات على رؤوس الناس الذين سلموا قيادهم لليهود.
بعد أن انتهت القرون الوسطى، وجاء عصر التحضر الذي بدأ فيه الإنسان بالتملمـل من الظلم، ليحصل على كرامتـه، فأصبح ذلك الشغل الشاغل للعالم، عملت اليد اليهودية في الخفاء على إيجاد تنظيمات سريـة، من أجـل زعزعة العالم وقلبـه رأسـاً على عقب، فكانت الماسونية التي حملت الشعارات البراقـة، منادية بالحريـة والعدالـة والمساواة، وكانت وليدتهـا الثـورة الفرنسيـة، وإعلان حقوق الإنسان وكانت الثورة البلشفية الشيوعية وإقامة دولة تنفي الدين كلياً وتعاليم الدين.
لا أريد من هذا الكلام أن أقول إن جميع الذين شاركوا في الثورة الفرنسية، أو كانوا منتسبين إلى الماسونية، أو قاموا ضد القيصرية في روسيا تحت اسم أو شعار بلشفي أو غيره، إنهم يهود أو يعشقون اليهودية، بل إنهم أو أكثرهم في الغالب من المخلصين لوطنهـم، إلا أن اليـد اليهوديـة اجتالتهم، وغررت بهم، وحولت الأماني الطيبة إلى أحداث دامية وأفعال نجسة، مما غرس اليأس في النفوس ودعم القنوط للقصور عن نيل الكرامة أمام غدر بني البشر بعضهم ببعض.
* * *
المبحث الأول
الماسونية
لم تعد تخفى على أحـد الصلـة الوثيقـة بين اليهوديـة والماسونية، التي أراد مؤسسوها الخراب للعالم، فإن بناة الفكر اليهودي استطاعوا تطويرها عبر العصور إلى أن وصلت إلينا، وافتتن بها من افتتن، وسببت سريَّتهـا، وإخفاء حقائقها عن الناس الكثير من الويلات التي أذاقتها للبشريـة، فقد كانت وراء هدم الأخلاق، ورفض الدين، وقلب العروش.
وهي تطمـح أن تسيطـر على العالم ولكن بأي طريقة؟ ...يقولون «سوف نطلـق العنـان للحركات الإلحاديـة والحركات العدميـة الهدامـة، وسوف نعمل لإحداث كارثة إنسانية عامـة، تبين بشاعتها اللامتناهية لكل الأمم نتائج الإلحاد المطلق، وسيرون فيه منبع الوحشية، ومصدر الهزة الدموية الكبرى، وعندئذ سيجد مواطنو جميع الأمم أنفسهم مجبرين على الدفـاع عن أنفسهم، حيال تلك الأقلية من دعاة الثوار العالميـة فيهبون للقضاء على أفرادها محطمي الحضارات، وستجد عنئذ الجماهير المسيحية أن فكرتها اللاهوتيـة قد أصبحت تائهة، غير ذات معنى، وستكـون هـذه الجماهير بحاجـة متعطشة إلى مثال، وإلى من تتوجه إليه بالعبادة، وعندئذ يأتيهـا النـور الحقيقي من عقيدة الشيطان الصافية، التي ستصبح ظاهرة عالميـة، والتي ستأتي نتيجـة لرد الفعـل لـدى الجماهير بعد تدمير المسيحية معا في وقت واحد»([1]). بالتحريش والمراوغـة مـن أجل كسب الجولة في النهاية، ستحمل البشريـة أعبـاء الفكـر الشيطاني الذي عمـل جاهـداً على إزعاج البشرية، وقض مضاجعها، وتحويل الكرة الأرضية إلى بركة من الدم، وتاريخ لا يعرف إلا الخيانة، والغدر، والخسة، والقتـل والقتال، وسفك الدماء، لا يمكن أن يستقر حيثما شاء غاوي الجريمة، فكم من أحـداث وأحداث مرت على البشرية نتيجة هذا التنظيم الخبيث، الذي أرَّق الإنسانية، وحرمها لذة العيش، والتمتع بنعم الله سبحانه.
ولقد فتحت الماسونية باب المتعة ولكن لتدخل منه مجموعة من الشياطين، التي توقد نار الفتن والعنف والإرهاب، ولك دون معرفة السبب أو البحث عن الجاني الغامض، المختفي خلف الأستار، هذا مـا حاكتـه يـد الصهيونية الماسونية «خيوطهم لا تعير ثوبـا ولا يكتسون بأعمالهم، أعمالهم أعمال إثم، وفعل الظلم في أيديهـم، أرجلهم إلى الشـر تجري، وتسرع إلى سفك الدم الزكي، أفكارهم أفكار إثم، في طرقهـم اغتصاب وسحـق، طريق السلام لم يعرفوه، وليس في مسالكهم عدل، جعلوا لأنفسهم سبلاً معوجـة كل من يسير فيهم لا يعرف سلاماً»([2]). إني أرى هذا خير وصف يوصف به هؤلاء.
ـ ما هي الحكومة التي يريدون؟
إن اليهود لا يريدون من حكومة الماسون، أن تكون خارجة عن خطتهم، بل يجب أن تسير وفق ما رسم لهـا من مراحـل «كـل جمهورية تمر خلال مراحـل متنوعة، أولاها فترة الأيام الأولى لثورة العميان التي تكتسح وتخرب ذات اليمين وذات الشـمال، والثانيـة: هـي حكـم الغوغـاء الـذي يؤدي للفـوضى، ويسبب الاستبداد، وإن هـذا الاستبداد من الناحية الرسميـة غير شرعي، فهو لذلك غير مسؤول، وإنـه خفي محجوب عن الأنظار، ولكنه مع ذلك يترك نفسه محسوساًبه، وهـو عـلى العمـوم تُصرِّفـه منظمـة سريـة تعمل خلف بعض الوكلاء، ولذلك سيكون أعظم جبروتاً وجسارة»([3]) فهل ترى بعد هذا سيكون هناك حق أو عدل ينصف الإنسان ويؤخذ الحق فيه للضعيف من القوي؟.
* * *
المبحث الثاني
دور اليهود الإجرامي في الثورة الفرنسية
»كذلك كنا قديماً أول من صاح في الناس (الحرية والمساواة والإخاء) كلمات ما انفكت ترددها من ذلك الحين ببغاوات جاهلة متجمهرة من كل مكان، حول هذه الشعائـر، وقد حرمت بترددهـا العالم من نجاحه، وحرمت الفرد من حريته الشخصية الحقيقية، التي كانت من قبل في حمى يحفظها من أن يخنقها السفلة»([4]).
إن وصـول اليهـود إلى فرنسـا كـان عن طريـق الماسونية، التي هي ربيبة الصهيونية، حـدث ذلـك «في القرن الثامن عشر في فرنسا «إذ كانت الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ، وعلى الأخص بعـد أن تعمقت في أراضيها جذور الماسونية، التي انتشرت مبادئها في كل بقعـة من الأرض الفرنسية، بفضل المساعي التي بذلها محفـل الأخوات التسع، الذي تأسس في 1721 الذي تفرع عن المحفل البريطاني لرئاسته ليستفيدوا من نفوذه الدولي»([5]).
وهكذا أخذت اليهودية تنشب أظافرها في فرنسا، حتى سيطروا على مجلس النواب، وأصدروا الأوامر التي ترفـع عنهم العقوبات، وتسويهم بالفرنسي، فأخذ اليهود عندها يتحينون الفرصة للانقضاض على الشعب الفرنسي، الـذي وقـف بدمه وبصوته إلى جانب الشعارات التي أطلقتها الثورة بعد ذلك، وكانت الثورة نافـذة دخـل منهـا اليهود ليعيـدوا حساباتهم الدفينـة بالحقـد مع الجماهير الثائرة المطالبة بالعدالة، «واستلموا زمام المبادرة في البلاد وانتشروا في كل مكان يعملون دون هـوادة لإرهاب الأفـراد وإذلال الجماعات، والشعب ينفذ مآربهم ويضرب الفئات المناوئة لليهود، ويحرق المدن المناوئة لهم، ويهدم الشعب الكنائس والمعابد المسيحية ويقتل القسيسين والرهبان، ويدنس الشعائر الدينية»([6]).
ولـو رجعنـا إلى الوراء ممـا كتبناه عن الثورة الفرنسية، والتصرفات التي ارتكبت فيها، فنسأل أيتناسب هذا مع إعلان حقوق الإنسان؟ أم هو قانون الحرب التوراتي، الذي جاء نصه في العهد القديم، بأن يقتل ويحرق ويسبي ولا يستثني؟
إن ليـون وطولون، أخمدت ثورتهـا أو رفضتهـا بوحشية تتفق مـع عقيدة (فوشيه)، الذي ذهب إلى المقاطعة ليؤدبها، فهو يهودي قح، فعل ما يناسب معتقده، فقد كان مخلصاً للعهد القديم، وقانون الإجرام اليهودي، من قتل، وسلب، ونهب، وتشهير، وإبادة جماعية وفردية، إلا أن تدخل اليهودية السافر في الحكومة قد أغاظ الشعب، «وبعد قيـام الثورة واستتباب الأمر، وتوغل اليهود في أجهزتها، طالب بعض الثوار بالحد من هذا التوغل، فأثار اليهود الشعب في باريس، ليقطعوا الطريق على خصومهـم، وقامت المظاهرات الصاخبـة، وبادر النائب اليهودي (روتيول دوسان جان دانجي) الذي لقب من قبل كافة مؤرخي التاريخ، بحامي إسرائيل إلى طلـب استعـمال الشدة في قمع المظاهـرات، واقتراح أن اليهودي حري بقيادة حملـة التأديب... فبطـش بالناس دون تمييز، وأهدر الدماء دون حساب، واكتسب بحق لقب بطل هذه المذبحة التي اشتهرت في التاريخ باسم مذابح أيلول»([7])، التي أصبحـت مثـلاً سـائراً بين أمم العالم وسميت (بمذابح أيلول الأسود) وسطرها التاريخ صفحة سـوداء قاتمـة في سجل الإجرام، الحق يكون بقوة تدعو إلى الحق لا إلى الانتقام، والغدر، والتنكيل، والتعذيب.
إن الثورة الفرنسيـة العلامـة البارزة في حياة الغرب والشرق، فهي الثورة التي قدمت إلى العالم نوافـذ جديدة، طال انتظارها من المضطهدين، والمقهورين، فخـاب الأمـل وهلـك الوافـد، والأمر لم يقتصر على فرنسا، بل تعداها إلى جميع دول أوربا، وغيرها من دول العالم، التي استطاعـت أن تمتـد إليهـا يـد اليهودية الملطخة.
تفنـن اليهود في التنكيـل بالشعب الفرنسي، فبعـد أن تمكـن اليهـود من الحكم، أرادوا أن يفرضوا على الشعب مرشحيه!! ولما رفض الشعب أن يصوت (لكراديس) اليهودي المرشـح لرئاسـة الجمعية الوطنيـة، اغتاظ اليهود... فوقع اختيارهم على الطفـل المعتقل لويس السابع عشر (ولي العهد) لينتقموا بشخصه من الفرنسيين، فقـام بالـدور السجـان اليهودي سيمـون... من إذلال، وتحقير، وإلباسه لبوس مهرج عند موت والديه، وتجريعه الخمر كثيراً، ليبقى في سكر دائم، وإلباسه الحداد على «مارا اليهودي قاتل والديه»([8]).
أترى الاستهتار بكرامـة الناس، والأفعال القبيحة التي مورست لإذلالهم، فما ذنب هـذا الطفـل؟ ألم ينص قانـون حقوق الإنسان الذي كانت الثورة سبب إعلانه على احترام الإنسان وتقرير مصيره؟!
* * *
المبحث الثالث
دور اليهود الإجرامي في الثورة الشيوعية
يقـول دزرائيلي اليهودي المعروف «يجب علينا أن نفجر ثورة عالمية عارمة نقضي بهـا على التقاليـد، وتعصف بالمعتقدات، وتقتلع جذور الملكيات الخاصة، كي نحقق المساواة التي نرغبها، والتي نادت بها جمعياتنا السرية، التي انبعثت عنها الحكومات المؤقتـة القائمـة حالياً في أكثـر الأقطـار الأوربية، وبغية تحقيق الثورة المنشودة، يجب على شعبنا المختار، أن يتعاون مع الملحدين، وأن يتحد أثرياؤنا مع دعاة اليسار المتطرف، ليعلموا جميعاً لتحقيق أحلامنا»([9]).
نحن نعلم أن (كارل ماركس) يهودي، إلا أنه لا يهمنا المعتقد، فكل إنسان حر بما يعتقد، ولكن من أين المال الذي نما فيه مشاريعه الفكرية؟، يحدثنا صاحب أحجار على رقعة الشطرنج فيقول: «وفي عام 1829 عقد التوراتيون الماسون مؤتمراً لهم في نيويورك، تكلم فيه توراتي إنكليزي اسمـه (رابتـز)، وأعلـم المجتمعين أن جماعتهـم قـررت ضـم جماعـات العدميين والإلحاديين وغيرهـم من الحركـات التخريبيـة الأخرى في منظمـة عالميـة واحدة تعرف بالشيوعية، وكان الهدف من هـذه القـوة التخريبية، التمهيـد لجماعـة التوراتيين لإثارة الحروب، والثورات في المستقبل وقد عين كانبتون روزفلت (الجد المباشر لفرانكلين روزفلت) وهوارس غريلي وتشارلزدانا، لجمـع المال، لتمويل المشروع، وقد مولت هذه الأرصدة (كارل ماركس) و(إنجلز) عندما كتبا (رأس المال) و(البيان الشيوعي) في حي سوهو في العاصمة الإنكليزيـة لندن»([10]). إنه الطعم الذي سيحمل ثورة دامية إلى شعب آخر، فيسجلوه في سجل اليهود الإجرامي الدامي، ويكونون هم أساطينه وأبطاله، يقول (لينين) مبرزاً دور اليهود «إن الفئة المثقفة اليهودية هي ذخر الأمة في الملمات، ودرعها الواقي، وهي الفئة الوحيدة القادرة على إدارة الدولة والنهوض بالأمة، ولو أن هذه الفئة المختارة، لم تثبت في الوقت المناسب لما تحقق النصر البلشفي»([11]).
ويتضح أكثـر تعاون الشيوعيـة مع اليهود وذلك عندما صدر وعد بلفور يـوم (2) من نوفمبر (تشرين الثـاني) 1917 كذلك «أصدرت حكومـة الثـورة الروسية، التي كان على رأسها أول رئيس جمهورية اشتراكي يهودي هو (باكوف سفر دولوف) قرارها المعروف يوم 15 / نوفمبر / 1917 بإلغاء جميع القيود التيكانت مفروضة على اليهود»([12]) وأعلن أحد ممثلي الحزب الشيوعي السوفياتي، الذي خطب في أحد المؤتمرات الدولية الشيوعية فقـال: «إذا تعرض الكيان الإسرائيلي للزوال فإن الحزب الشيوعي السوفييتي سيحارب دفاعا عنه وحفاظا عليه»([13]).
* * *
المبحث الرابع
ويسعون في الأرض فساداً
وأحب أن أنقل وصف التوراة لهم «الظلم في أيديهم، أرجلهم إلى الشر تجري وتسرع إلى سفـك الدم الزكي، أفكارهم أفكار إثم في طرقهم اغتصاب وسحق، طريق السلام لا يعرفونه، وليس في مسالكهم عدل»([14]) حيثما حل اليهود حل الهلاك، لا يبنون علاقات مع خادم للخير، ولكن يقيمونها مع الدول التي تتصف بأخلاقهـم الرذيلـة، وتمارس عاداتهم الإجراميـة، فالحليف الأول أمريكا تعامل العرب أسوأ المعاملة كما تفعل تماماً مع الهنود الحمر، والسود في جنوب إفريقيا، حيث تمارس الدولة هناك أسوأ الأخلاق تجاه السكان الأصليين، لا لذنب اقترفوه بل لأنهم أفارقة سود.
وأظن الغالب أنه في منطق الإجرام العالمي تكفي هذا الإنسان تهمة كهذه لأن يقتـل، مـع أنـه هنـاك مقاطعـة شبـه عالمية لمنع وصول السلاح إلى الحكومة العنصرية في جنوب إفريقية من أجل تصرفها العنصري، إلا أننا نجد اليد اليهودية تمتد بالمساعدة لهذا النظام يدل على ذلك ما نقلـه (روجيه غارودي) عن صحيفة هاآرتس اليهودية: «وأعلم رئيس المؤتمر اليهودي الأمريكي في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة سنة 1976 أنه يسجل بكل أسف، وجود اسم إسرائيل في عداد الشعوب، التي تزود جنوب إفريقية بالسلاح»([15]).
* * *