جاري التحميل

عقائد اليهود وممارسة العنف

الموضوعات

عقائد اليهود وممارسة العنف

كتب الدكتور تيسير خميس العمر حول هذا الموضوع في كتابه ( العنف والحرب والجهاد) الصادر عن دار المقتبس بيروت  سنة (1439هـ - 2018م)

فقال :

 لقد تكـرر ذكر اليهود في القرآن الكريم مرات عديدة، عرض فيها صوراً من مخالفاتهم وتكبرهـم، وحذَّر منهـم أشـد الحـذر، ولعل السبب في ذلك أنهم السوسة التي تنخـر في جسـد العالم، كلـما هـدأت فتنـة أيقظوهـا، ليشعلـوا نـار الحـرب والإجرام.

 إن ما اتصفت به النفس اليهوديـة من خسة وغـدر، وعنجهية وعنصرية، لهو دليـل على مدى شطط اليهـود، وموقفهم من العنف والحروب، فلا بد لنا أن نعرض الكتابات التي وردت في كتبهم المقدسة، نصوص التوراة، والتفاسير التي تضمنها التلمود. والمتتبع لهذه النصوص يجد العقيدة التي تطبع الإنسان اليهودي بصفات على درجة من الإجرام، يعجز عنها كاتب بقلم أو متكلم بلسان، ولا أجد وصفاً أبلغ من هذا الوصف، الذي يوجه في القرآن الكلام إلى اليهود بقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [ البقرة: 74 ] الحجارة يطمع بها الإنسان لتلين أما قلوب اليهـود فلا، فلنستمع إلى مـا ورد في التوراة، جاء في سفر التثنية ما يلي (فإن خرجت للحـرب على عـدو، ورأيت خيـلاً ومراكب وقومـاً أكثر فلا تخف منهم لأن معك الرب إلهك، الذي أصعدك من أرض مصر، وعندما تقربون من الحرب يتقدم الكاهن، ويخاطب الشعب... حين تقرب من مدينـة لكي تحاربهـا، استدعها إلى الصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك ليسخر ويستعبد لك، وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطـاك الرب إلهـك، هكـذا تفعـل بجميـع المـدن البعيدة منك جداً، التي ليست من مـدن هؤلاء الأمم هنا، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهـك نصيباً فلا تستبـق فيهـا نسمـة مـا بل تحرقهـا تحريقـا، الحثيين والأموريين والكنعانيين»([1]).

 هذه أخـلاق اليهـود في الحرب والمعاملـة مع الآخرين، إن تغلبوا عليهم، إلى درجة «أننا لا نرى في كتاب مـا نراه في أسفـار العهد القديم من حيث التقتيل والتدمير، مفعولة كلها ما بين وصف المذابح، وتناسل لتعويض آثارها»([2]).

 ليس هذا فحسب، بل إن التصور التوراتي لأخلاق الأنبياء تصور رهيب مـروع، إلى درجـة أنهم يرونه رجلاً متعطشاً للدماء، قـاد مجموعة من اللصوص رباهم على حب القتل، وهـذا ما نلحظـه في سفر العدد «وقتلوا كما أمر الرب كل ذكر، وسبوا نساء مدين، وأحرقـوا جميع مدنهم، ولما عادوا غضب موسى وقال لهم: «هل أبقيتم كـل أنثى حية، فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال، وكل امرأة عرفت رجـلاً بمضاجعة ذكـر فاقتلوهـا، ولكن جميع الأطفال والنساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيات»([3]).

 ولا يتسع المجال لعـرض كـل ما ورد في التوراة من جمل تحث على القتل، وتوجب الإجرام بحق الشعوب الأخرى، ولكن لا بد من عرض أشياء تدل على صور من هذا القبيل.

*  *  *

المبحث الأول
عيد الفورييم

إن للمذابح تاريخا ممجداً عند اليهود، إلى درجة أنهم يقيمون لها أعياداً، كما في هذا العيد الذي يسمى عيد الفورييم، الذي ورد في سفر (استير)، الذي هو عبارة عن كتاب بعيد كل البعد عن الدين، إذ هو درس وضيع، وصفيق عن كيفية دفع سلطة الفورييم إلى تحطيم شعبها ثم وضعه تحت أمرة اليهود الماحقة الباطشة([4]).

 فهـو تصويـر حي لخلـق اليهود للوصـول إلى حكم أي شعب عن طريق حكامهم، سواء أغروهم بالنساء أو بالمال فالأمر سواء.

 يقع هـذا العيد في الرابع عشر والخامس عشر من آذار في التقويم العبري،وهما اليومان اللذان أتى بهما اليهود على خمسة وسبعين ألفاً من الفرس، أعداء اليهود بأمر من الملك احشوروش زوج استير اليهودية، وبناء على طلب من هذه الأميرة، دفعها إليه مردخاي ذاك المخطط اليهودي الماكر، فتحدثنا التوراة بما يلي: «وباقي اليهـود الذين في بلدان الملـك، اجتمعوا لأجل أنفسهم واستراحوا من أعدائهم، وقتلوا من مبغضيهم خمسة وسبعين ألفاً في اليوم الثالث عشر من آذار، واستراحوا في اليـوم الرابع عشر منـه، وجعلـوه يوم شرب وفرح. ولليهود الذين في شوش اجتمعـوا في الثالث عشـر والرابع عشر، واستراحوا في الخامس عشـر، وجعلوه يوم شرب وفرح»([5]).

 إن الولائم تقـام، والأعياد تتـم على جثث القتلى، وأنين الجرحـى ومنظر السفك والإرهاب، فقد تعلموا ذلك من تاريخهم ومعتقدهم، الذي يترفع عنه رجـل منصف فضلاً عن نبـي أو مصلح، لقد ذبحوا هذا العدد من الناس أهـل فارس لأنهم «حاولـوا مقاومة ابتزازهم لأموالهم وانتهاك أعراضهم»([6]) متخذين إلى ذلك وسيلة قذرة، إذ قاموا بتقديم (استير) تلك الفتاة اللعوب التي يصفونها بأنها جميلة، فتزوجها الملك فأخذت بلبه وخلبته بجمالها، إلى درجة استطاعت أن تسيطر عليه، فتصبح صاحبة الأمر، وتفتح المجال أمام اليهود ليرتكبوا هذه المجازر على مرأى من حاكمهم.

 وعنـد اليهـود عيد آخـر هو (عيد الفصح) الذي يعتبر عيـداً دموياً؛ لأنه احتفال بذكر القتل التقليدي الدموي للمولود الأول المصري([7]).

*  *  *

 المبحث الثاني
إله اليهود

إن عقيدة اليهود بالإله عقيـدة عنصرية وقبلية، فإن الرب عندهم ليس إله الوجود وجميع البشر، بل إله خاص ببني إسرائيل، وعلى اليهود أن يغذوه، ويقدموا له القرابين البشريـة من الضحايا الأبريـاء من بني آدم، وعلى هذا الإله الحاقد أن يقـوم بنصرهـم، ودفـع الناس جميعاً إليهـم من أجـل أن يطبقـوا شريعـة (يهوه) الدموية وسيقوم (يهوه): «على تحطيم الآلهة الأخرى جميعاً، ويحكم الأرض عندئذ وحـده دون غيـره من الآلهـة، إذ يكـون قـد انتصر عليهـا، وذلك بواسطة شعبه المختار»([8]).

 الذيـن بدورهـم يكملون المسيرة من بعـد (يهـوه) «الرب رهيب عليهـم فيستأصل جميع آلهة الأرض. وله يسجد الناس كل واحد من موضعه جميع جزائر الأمم»([9]).

*  *  *

 المبحث الثالث
توزيع عمل الإله يهوه

ليس لهذا الإله المزعوم الذي صورته النفس اليهودية العنصرية عمل محدد، بل يصرف وقته إلى أنواع مختلفة من الأعمال والتدابير. «فأما ساعات الليل فيقضيها الإله في مذاكرة التلمود مع الملائكة، ومع ملك الشياطين، الذي يصعد إلى السماء كل ليلة ثم يهبط منها إلى الأرض بعد انتهاء هذه الندوة العلمية»([10]).

 إن هذه النظرة إلى الإله تجعلنا نجزم أن هذا الدين «ليس ديناً صحيحاً، بل منظمـة قتالية تلبس لبوس الدين، غايتها الاحتفاظ بنقاوة الشعب اليهودي»([11]).

*  *  *

 



(([1]   العهد القديم سفر التثنية الإصحاح 20 رقم 2 ـ 17 ط دار الشروق ص 311.

(([2]   قصة الحضارة ج 2 ص 376.

(([3]   العهد القديم: سفر العدد 31 / 9 ـ 18.

(([4]   التوراة تاريخها وغايتها ترجمة سهيل ديب ص 44 ط دار النفائس بيروت 1977.

(([5]   التوراة سفر إستير الفصل / 9 / 16 ـ 18.

(([6]   التوراة تاريخها وغايتها ص 45.

(([7]   المرجع السابق ص 45.

(([8]   التوراة تاريخها وغايتها ـ سهيل ديب ص 23.

(([9]   العهد القديم (التوراة) نبوءة صفتيا: الإصحاح 2 ـ رقم 11.

(([10]   الشعب الملعون في القرآن د. محمود بن الشريف ص 112.

(([11]   التوراة ـ سهيل ديب ص 40.

الموضوعات