جاري التحميل

فترة الامتحان والابتلاء

الموضوعات

فترة الامتحان والابتلاء

عقائد اليهود وممارسة العنف

 وبعد أن انطلق دعاة النصرانية في الأرض يجوبون أقطارها، يدعون الناس إلى الدين الجديد، أصابهم في سبيل ذلك العنت، ونزل بهم شتى أنواع العذاب، وقد تعرضوا لأساليب القتل والتحريق والتعذيب من أجل دعوتهم، «ويقال: إن تاريخ المسيحية قد سجل أول مظاهر الاضطهاد الدامـي عام 64 من ميلاد المسيح، في عهد الطاغية الظلوم (نيرون) (68م)، إذ قيل: إنه أمر بإحراق روما ليتمتع بمرآها،ولبثت النار تضطرم في المدينة، وتأتي على من فيها ستة أيام كاملة، واتقد الشعب غضباً، خشي الطاغيـة مغبتـه وألقى تبعة إحراقها على عاتق المسيحيين، فاضطرم الشعب هياجاً وحقداً، وكابد المسيحيون من جراء هذا عـنتاً شديداً، ألبس بعضهم جلود الوحوش، وألقي إلى الكلاب تنهش جسمه، وطليت أجسام بعضهم بالقار، والشمع وغيره مما يقبل الالتهاب، ثم أشعلت النار فيهم أحياء... ثم أقيمت حفلـة ألعـاب في بستـان هـذا الطاغية، وكـان هـؤلاء الضحـايا المصابيـح التـي تضيء الملعب»([1]).

 وتستمر سيـرة الاضطهاد للمسيحيين سنوات طوال، حيث إنه أصدرت بعض الأحكام في القـرن الثاني، تقضي بالإعـدام على من يعتنق المسيحية، ونرى أن العيافين يقومون بفحص أحشاء الحيوان ليستنبطوا منها أنباء المستقبل، يقولون: «إن الآلهة تضيق بكفر المسيحيين، وتأبى من أجل هذا أن تكشف عن أنباء الغيب، لذلك جند لهم وهدم كنائسهم وأحرق كتبهم، وقرر اعتبار المسيحيين دنسين تسقط حقوقهم المدنية»([2]).

 واستمر القتل بالنصارى في هذا العهد بمختلف وسائل العنف والإرهاب، حتى سموا هذا العصر بعصر الشهداء، وتتوالى هذه الأحداث على دعاة النصرانية في ذلك العصر ولكن إلى أين؟

*  *  *

 



(([1]   قصة الاضطهاد الديني. توفيق الطويل ص 34.

(([2]   قصة الاضطهاد الديني ص 40.

الموضوعات