جاري التحميل

مواقع إنما وأسرارها في أبواب الحديث عن الصيام من سنن ابن ماجه

مواقع  إنما وأسرارها في أبواب الحديث عن الصيام من سنن ابن ماجه

 

كتب عن هذا الموضوع الكاتب الصيني ماشياومينغ في كتاب ( إنما وأسرارها البلاغية في سنن ابن ماجه ) الصادر عن دار المقتبس في بيروت سنة ( 1439هـ - 2018م)

فقال:

روى ابن ماجه بسنده عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ الله وَسَقَاهُ»([1]). 

* مقصود الحديث:

الحديث يهدف إلى بيان الحكم في أن الصائم إذا أكل ناسيًا، فإن ذلك لا يبطل الصوم، وعليه إتمام الصوم بناء عليه.

* عناصر بناء الحديث:

ورد الحديـث بجملتين لتحقيـق هـذا المقصـد، بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأولى منها الحكم في أن الصائم إذا أكل ناسيا، فإنه لا يبطل صومه، فعليه إتمام الصوم: (مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا وَهُوَ صَائِمٌ فَلْيُتِمَّ صَوْمَـهُ)؛ ثم علل ذلك الحكم في الجملة الثانية: (فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ الله وَسَقَاهُ).

* أسلـوب القصـر في الحديث ـ عناصـر بنائـه ـ وعلاقاتـه بغيره مـن عناصـر الحديث:

وقـع أسلوب القصر في قـول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعليـلًا لهذا الحكم، فقد صرح النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أولًا بأنـه من أكـل ناسيًا وهو صائم، لا يبطـل صومه، وعليه إتمام الصوم. ثم علل ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحكـم بقولـه: (فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ الله وَسَقَـاهُ). قـال المنـاوي ـ رحمه الله تعالى ـ: »(فليتم صومه) أضافـه إليـه إشارة إلى أنـه لم يفطـر، وإنما أمر بالإتمام لفوت ركنه ظاهرًا. ثم علل كـون الصائم لا يفطر بقوله (فإنما أطعمه الله وسقاه) فليس له فيه دخل، فكأنه لم يوجد منه فعل»([2]). ففي فاء السببية الداخلة على الجملة القصرية دلالة واضحة على التعليل، أما وجه هذا التعليل، ففي تحليله يقول العيني ـ رحمه الله تعالى ـ: «(فإنما) تعليل لكون الناسي لا يفطـر، ووجه ذلك إلى أن الرزق لما كان من الله ليس فيه للعبد تحيل، فلا ينسب إليه شبه الأكل ناسياً به، لأنه لا صنع للعبد فيه، وإلا فالأكل متعمداً حيث جاز له الفطر رزق من الله ـ تعالى ـ بإجماع العلماء، وكذلك هو رزق، وإن لم يجز له الفطر على مذهب أهل السنة»([3]). وكذلك قال السندي ـ رحمه الله تعالى ـ: «قوله: (فإنما أطعمه الله وسقاه) كأن المراد قطع نسبة ذلـك الفعل إلى العبد بواسطة النسيان، فلا يعد فعله جناية منـه على صومه مفسـدا لـه، وإلا فهذا القدر موجود في كل طعام وشراب يأكله الإنسان أكله عمدا أو سهوا»([4]). 

أكـد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعليلـه من خلال إيراده بأسلوب القصر بإنما، فقصـر الإطعام على كونه صادرًا من الله ـ تعالى ـ، ولم يتجاوزه إلى الصائم نفسه أو غيره. فكأنـه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: هذا الأكل لم يكن على اختيارك، بل أطعمـك الله ـ سبحانه وتعالى ـ، وهـو الآمـر بالصـوم، فما دام هـو نفسـه أطعمك فلا شيء عليك. قال الطيبي ـ رحمه الله تعالى ـ: «(إنما) للحصر، أي: ما أطعمـه ولا سقاه أحد إلا الله، فدل على أن هذا النسيان من الله، ومن لطفـه في حـق عباده تيسيرا عليهم ودفعا للحرج»([5]). 

وإنما احتيج إلى هـذا التأكيـد من خـلال القصر لأن من شأن النفوس أنها تعتقد أن الأكـل ولو كان ناسيًا يبطل الصوم، لأن الإمساك عنه هو ركن أساسي للصوم، فرد هـذا الاعتقاد يحتاج إلى التوكيـد، ويحتاج إلى تعليـل لذلـك، حتى تقتنع وتطمئن إلى هذا الحكم. فأكد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن هـذا الحكم هدية من الله، ورحمة منه على عبـاده الضعفـاء، فإنـه ـ تعالى ـ رؤوف رحيـم. ثم أورد القصر بطريق (إنما) للدلالة على أن هذا الحكم واضح لا يخفى على عاقل، فإن شريعة الإسلام بنيت على اليسر والسهولة، والتكليف بقدر الطاقة، وعدم المؤاخذة بما يخرج عن الاستطاعـة أو الاختيار. والله ـ تعالى ـ مجيب الدعوات، فهـو قـد أجاب دعـوة المسلمين: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا[البقرة: 286].    

وقع القصر هنا بين أجزاء الجملة الفعلية، فقصر كلًا من الفعلين المضارعين الواقعين على الضمير العائد إلى المفطر على فاعلهما الذي هو لفظ الجلالة، فالمقصور هنا هو الفعل ومفعوله (أَطْعَمَهُ) مع ما يعطف عليه، وهو (وَسَقَاهُ)، لأن المعطوفوالمعطوف عليه كشيء واحد، فلا يكون المقصور (أَطْعَمَهُ) مجردا عما يعطف عليه. ثم المقصور عليه هو لفظ الجلالة، لأنه هو الجزء المؤخر المستقل في جملة القصر([6])، ومعلوم أن المقصور عليه في أسلوب القصر بإنما هو الجزء المؤخر المستقل في جملة القصر، وقوله (وَسَقَاهُ) لم يكن مستقلا لأنه معطوف على قوله (أَطْعَمَهُ). فتكون العبـارة في أصلهـا: (فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ الله)، وإنما قدم لفظ الجلالة للاهتمام به والتعجيل بذكـره، لأنـه هو مدار العلـة وأصلـه، وإنما لم يبطل الصوم لأن ذلك الإطعام أو السقي صادر منه ـ سبحانه وتعالى ـ، لا من الصائم، فكيـف يتحمل هو الوزر؟ بمعنى أن إفطار الصائم لم يكن من اختياره أو تعمده، بل الذي أنساه وأفطـره هو الله ـ سبحانـه وتعالى ـ رحمـة لـه وشفقـة به، فإنه ـ سبحانه وتعالى ـ الرؤوف الرحيم.

وهذا القصر قصر صفة على موصوف، حيث قصر صفتي الإطعام والسقي على الله ـ تعالى ـ، ونفاهما عن الصائم. وهو قصر قلب من القصر الإضافي، حيث إن من يتوهـم أن ذلـك الأكـل يبطل الصوم يعتقـد أن الصائم هو الذي أكل أو شرب، والفعل صادر منه نفسه، فبذلك حكم بفساد صومه. فقلب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك الاعتقاد، ونفـى أن يكون الأكـل من الصائم، بـل أثبت أن ذلـك صادر من الله ـ تعالى ـ رفقا به، وهو الذي أفطره رحمة لـه ودفعـا لمشقته، فصومه لم يبطل، ولن يؤاخذ على ذلك.

هكـذا جـاء أسلوب القصر بإنما هنـا في مقـام بيان الحكم الشرعي، فعلل الحكم وأكد ثبوته،  حتى يتقرر في ذهـن المخاطبين، ويزيل ما فيـه من الشك أو الوهم.

هـذا وقـد أخذ من الحديث جمهور العلماء أن من أفطـر ناسيًا، فإن صومه لا يبطل، ولا قضاء عليه، وذهب بعضهم إلى خلاف ذلك، وكل هذا مبسوط في كتب الفقه، وهنا ليس مجال نقله.

ومن خلال التحليل الذي مضى تبين لنا أن استخدام (إنما) هو الأليق بهذا المقام، لأن القصر هنـا جاء لتعليل الحكم، والشيء المعلَّل بـه ينبغي أن يكون من الأمور الواضحة المعلومة. فهنا تشير (إنما) إلى هذا الوضوح، ولو استخدم غيرها من طرق القصر مثل (النفي والاستثناء) لاختفى هذا الوضوح.

*  *  *

روى ابن ماجه بسنده عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَقَالَ: «هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟» فَنَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ: «إِنِّي صَائِمٌ». فَيُقِيمُ عَلَى صَوْمِهِ، ثُمَّ يُهْدَى لَنَا شَيْءٌ فَيُفْطِرُ، قَالَتْ: وَرُبَّمَا صَامَ وَأَفْطَرَ، قُلْتُ: كَيْفَ ذَا؟ قَالَتْ: إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا مَثَلُ الَّذِي يَخْرُجُ بِصَدَقَةٍ، فَيُعْطِي بَعْضًا وَيُمْسِكُ بَعْضًا([7]). 

* مقصود الحديث:

الحديث يقصد لبيان حكم متعلق بصيام المتطوع، وهو أن للمتطوع بالصيام قطعه والأكل في أثناء النهار، وأن له أجرَ ما قد تم من صيامه. 

* عناصر بناء الحديث:

ورد الحديث في قول السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ، متمثلًا في عنصرين أساسيين: العنصر الأول: ذكرت فيـه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كـان قـد صدر منه ما يدل على جواز إفطار الصائم المتطوع في النهار (دَخَلَ عَلَيَّ رَسُول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَقَالَ: «هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟» فَنَقُـولُ: لَا، فَيَقُولُ: «إِنِّي صَائِمٌ». فَيُقِيمُ عَلَى صَوْمِهِ، ثُمَّ يُهْدَى لَنَا شَيْءٌ فَيُفْطِرُ.)؛ والعنصر الثاني: أشارت إلى أن مثل هذا الإفطار يجمع بين أمرين: صيام وإفطار، فلصاحبه أجر قدر مـا صـام (وَرُبَّمَا صَامَ وَأَفْطَرَ، قُلْتُ: كَيْفَ ذَا؟ قَالَتْ: إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا مَثَلُ الَّذِي يَخْرُجُ بِصَدَقَةٍ، فَيُعْطِي بَعْضًا وَيُمْسِكُ بَعْضًا.).

* أسلوب القصر في الحديث ـ عناصر بنائه ـ وعلاقاته بغيره من عناصر الحديث:

وقـع أسلوب القصر بإنما المتمثل في قولها ـ رضي الله عنها ـ (إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا مَثَلُ الَّذِي يَخْرُجُ بِصَدَقَةٍ، فَيُعْطِي بَعْضًا وَيُمْسِكُ بَعْضًا) إجابة على سؤال السائل، وذلك أن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ بعدما ذكرت صدور الفعل الدال على جواز إفطـار المتطوع بالصيام من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أشارت إلى أن للمفطر أجرا قدر ما صام من النهار: (وَرُبَّمَا صَامَ وَأَفْطَرَ). فسُئلت: (كيـف ذا؟) فكأن هذا السائل يشك في صحة ذلك؟ ولم يقتنع به، فأجابت عليه السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ، موضحة إجابتها من خلال التمثيل الرائع، ومؤكدة لها من خلال إيرادها بأسلوب القصر بإنما. وهذا التوضيح أو التأكيـد إنما جـاء لإقناع السائل بالحكم المذكور، وإزالة ما في ذهنه من تردد أو شك حوله.

شبهت السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ مَثل الذي أفطر في صيامه المتطوع في أثناء النهار بمثل الذي يخرج بصدقة، فيعطي بعضا ويمسك بعضا، بجامع أن كلا منهما جمع بين أمرين متخيرين فيهما، ثم إن لـه فيما فعـل منهما أجـرًا. فكما أن الذي يخرج بصدقة متطوعة، فيعطي بعضا، ويمسك بعضًا، فله أجر ما أعطى، ولا شيء عليه فيما أمسك، كذلك يكون شأن الذي يصوم متطوعًا، ثم أفطر في أثناء النهار، فله أجر قدر ما صام، ولا شيء عليه فيما أفطر. قال السندي ـ رحمه الله تعالى ـ: «قولـه: (صام وأفطر) أي: جمع بينهما، وفيـه أن من عزم على الصوم، ثم أفطر فله أجر القدر الذي مضى فيه على صومه، وهو بمنزلة إعطائه بعض ما قصد التصدق به»([8]). ثم حذفت أداة التشبيه مبالغة في تشابههما، حتى كأن المثل الأول هو المثل الثاني نفسه، وأخبرت بالثاني عن الأول، لا شبهت الثاني بالأول.

  ثم قصر المشبه على المشبه به على سبيل القصر الحقيقي المبني على المبالغة، وهذا القصر قصر موصوف على صفة، لأن المشبه به بمثابة الوصف للمشبه. فهناأثبت للمشبه الذي هو (مَثَلُ هَذَا) صفـة شبـه (مَثَل الَّذِي يَخْرُجُ بِصَدَقَةٍ، فَيُعْطِي بَعْضًا وَيُمْسِكُ بَعْضًا)، ونفى عنـه غيرها من الصفات على سبيل المبالغة، وذلك لتأكيد شدة شبهه للمذكور، وكأن هذه الصفة هي كل صفاته، وهذا المشبه به هو المناسب الوحيد لذلك المشبه. ثم زاد هذه المبالغة من خلال جعل ذلك أمرًا مسلمًا واضحًا، حيث اختير طريق (إنما) لأداء القصر المذكور.

وقع القصر بين أجزاء الجملـة الاسمية، حيث قصر المبتدأ (مَثَلُ هَذَا) على خبره (مَثَل الَّذِي يَخْرُجُ بِصَدَقَةٍ، فَيُعْطِي بَعْضًا وَيُمْسِكُ بَعْضًا)، وفي اختيار الجملة الاسميـة دلالـة على ثبوت ذلـك الشبـه بينهما. وكل من المبتدأ والخبر مكوّن من الإضافة، وفي المبتدأ جاء المضاف إليه اسم الإشارة، وفي ذلك أكمل تمييز للحدث المذكـور، كأنـه واقف حاضر يشـار إليـه. أما في الخبر فجـاء المضاف إليه باسم الموصول حتى يتمكن من الإشارة إلى وجه الشبه بينهما، فذكر في صلته أن المشبه به هو حال رجل يخرج بصدقة فيعطي بعضًا ويمسك بعضًا، هكذا يكون المشبه الذي هو حال رجل صام متطوعا فأفطر في أثناء النهار.    

هكذا جاء أسلوب القصر بإنما هنـا في مقـام إجابـة السؤال وبيان الحكم، فأجاب على السؤال، وعلـل الحكم وزاد وضوحـه، مما يقنـع المخاطبين بل الأمة بقبوله، وحملهم على الاطمئنان على ذلك.

فهذا الحديث من أدلة القائلين بجواز إفطار الصائم المتطوع في أثناء النهار، وتفاصيل الكلام عن هذا الحكم مبسوطة في كتب الفقه، وهنا لا داعي لنقلها.

وبالتحليل السابق تبين لنـا أن استخدام (إنما) هـو الأليق بهذا المقام، لأن القصر هنا جاء لتعليل جواز إفطـار الصائم المتطوع، حتى يجعل هذا الحكم أكثر وضوحا، مما يحمـل المخاطب على الاقتناع به، ويزيل ما في ذهنه من تردد أو شك حوله. والشيء المعلَّل به ـ كما سبق أن ذكرنا ـ ينبغي أن يكون من الأمور الواضحة المعلومة. فهنا تشير (إنما) إلى هذا الوضوح، ولو استخدم غيرها من طرق القصر مثـل (النفـي والاستثناء) لاختفى هـذا الوضوح. وقد وضّحت السيـدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ الحكم من خلال تشبيهها الرائع كما وقفنا عنده في أثناء التحليل، وأشركت ـ رضي الله عنها ـ (إنما) في هذا التوضيح، لأن (إنما) جعلت هذا التشبيه أكثر مبالغة، وجعلت وجه الشبه أكثر شهرة ووضوحًا.

 

 

*  *  *

 

 

 

 



([1])   سنن ابن ماجه: كتاب الصيام باب ما جاء فيمن أفطر ناسيًا، حديث رقم: 1673.

([2])   فيض القدير شرح الجامع الصغير: ج6 ص232 .

([3])   عمدة القاري شرح صحيح البخاري: ج11 ص25.

([4])   شرح السندي على سنن ابن ماجه: ج2 ص314 .

([5])   شرح الطيبي على مشكاة المصابيح: ج5 ص1592.

([6])   يراجع في هذا ما سبق ذكره في التمهيد تحت عنوان: خصائص «إنما».

([7])   سنن ابن ماجه: كتاب الصيام باب ما جاء في فرض الصوم من الليل والخيار في الصوم،حديث رقم: 1701.

([8])   شرح السندي على سنن ابن ماجه: ج2 ص325 ـ 326.

الموضوعات